عنوان الموضوع : العانس بين القسوة والضحك مجابة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

العانس بين القسوة والضحك



:026:

:027:
فك عقدتي يارب.. هذا هو نداء العانس الشهير في السينما المصرية، وبما أن السينما فن اللحظات القصوى التي تفجر الضحك أو البكاء، فقد ظلت العانس شخصية غامضة وبعيدة عن التوصيف المباشر، تحمل حساً دراماتيكياً يختفي تحت سطح الوجه البارد للعانس التي تعيش على حافة الحياة، وتتسم بجمال اعتيادي لا يلاحظ عندما يتطرف المجتمع في رغباته.

هذه النظرة القاسية انعكست على تناول السينما عبر تاريخها لشخصية العانس، حيث وضعتها في لحظاتها المتطرفة، بحيث أصبحت إما شخصية كوميدية أو شخصية قاسية القلب.
واستمرت السينما في تقديم النمطين، لكن بعض الأفلام التفتت إلى هذه الشخصية وقدمتها على نحو أكسبها تعاطفاً ومنحها روحاً جديدة.

الساخرة.. رسم كاريكاتير
من أكثر أدوار العانس تطرفاً في الظرف كانت الأدوار التي لعبتها زينات صدقي في أفلامها مثل ابن حميدو 1957، شارع الحب 1958 فإنها كانت تكشف عن الأثر النفسي الذي تعاني منه العانس، وزينات لا تقدم في أدائها لهذه الشخصيات اختلافات كبيرة بين شخصية وأخرى، ربما لعلمها أن شخصية العانس شخصية ثانوية وليس المطلوب منها أن تقدم نفسها بجدية حتى من خلال الكوميديا، فجعلت كل الشخصيات تتسم بأداء مكرر؛ حيث الحب الساذج والغرام الساخر الذي ينبع من ترديد كلمة الزواج بحيث يصبح لا همّ لها سوى موضوع الزواج فقط، ومن ثم يصعب تحليل العانس من خلال مشاهدها التي تكتب بخفة وتقطع بعنف ويتم التعامل معها بغير وعي.

ولكن ما يتبقى لقراءة شخصية العانس: شخصيتها ودورها في الفيلم كله، فقد جعلتنا السينما نرى العانس على صورة سنية ترتر، تلك التي تطرح مشاعرها بشكل مباشر وصريح ورغبتها الملحة في الزواج، وعندما تأتي كلمة الحب في حوارات سنية تؤكد على فكرة الزواج وليست المشاعر.

ولم تدخل المشاعر كموضوع أساسي في حياة سنية ترتر المكلفة بالسخرية من نفسها من أجل التغطية على ظروف عبثية تحيط بشخصية العانس التي فُرضت عليها.

وبما أن السينما المصرية مختزلة في شكلها الترفيهي، فإن ملاحظات اجتماعية من هذا النوع تتوقف على كونها ملاحظات فنية، وتظل سنية ترتر صورة متضخمة للعانس الظريفة من أجل تخفيف صدمة امرأة لم تتزوج وسوف تلقب بالعانس وهو ما يعني لها بشكل مباشر أنها مرفوضة اجتماعياً.

وقد فهمت سنية ترتر هذه اللعبة وتوقف أداؤها على تقديم هذا الوجه البسيط للعانس والقريب من الرسوم الكاريكاتيرية.

التسعينيات.. نظرة مختلفة
في بداية التسعينيات شهدت السينما تغيراً في نظرتها للعانس من خلال عدد من الأفلام، حيث قامت الممثلة يسرا بدور العانس في فيلم الراعي والنساء، وقامت سهير المرشدي بنفس الدور التي قامت به يسرا في فيلم رغبة متوحشة المأخوذ عن نفس القصة، لم تفهم يسرا وسهير طبيعة شخصيتهما في الفيلمين، ووقف فهمهما للشخصية على حدود رغبة الاستحواذ على الرجل الوحيد بالمكان، ولم تفهم الممثلتان أنهما تقومان بأداء دور عانس، ومن ثم تتعقد رغبتهما وتصبح شخصية مركبة درامياً لتتجاوز رغبتها الحسية المباشرة لرغبة امرأة تريد الحصول على قبول اجتماعي في شكل رجل؛ ليكون من حقها إظهار مشاعر الغيرة والاستحواذ والتضحية بنفسها في نهاية الفيلم من أجل هذا الرجل، لقد تسترت معالجة الفيلمين على عنوسة الشخصية برغم أنها تمثل الصراع الباطني الذي قاد الشخصية في الفيلمين مع اختلاف مستوى التناول.

القاسية .. بحثا عن الحنان
على الضفة الأخرى من الشخصية الكوميدية للعانس يقف الوجه الآخر لهذه الشخصية والذي تملكت منه مشاعر القسوة، باستخدام الإكسسوارات التي تجسد الملامح الداخلية للشخصية، بالنظارة الغليظة على العينين والشعر المشدود للخلف والملابس المحتشمة بصرامة والوجه الخالي من لمسة مكياج، هذه الإكسسوارات استخدمتها معظم الممثلات اللاتي قمن بأداء شخصية العانس القاسية.

لكن الممثلة مديحة يسري جسدت شخصية عصمت العانس التي تعمل كناظرة لمدرسة بنات داخلية والتي قدمتها في فيلم تحياتي لأستاذي العزيز 1981 بنضج فني وتغير في وجهة النظر الإنسانية لشخصية العانس، وجاءت عصمت بعيدة عن المبالغة الكوميدية أو المبالغة في القسوة، ولكن لم يطرح الفيلم لماذا هي العانس؟ هذا السؤال الذي لم يطرحه أي فيلم سابق قدم شخصية العانس.. لماذا لم تتزوج؟ وهو في الحقيقة سؤال أخلاقي، لكنه لم يبرر من قبل في الدراما أو الكوميديا، فقط نسمع جملة أو عبارة على لسان الفتيات في المدرسة أن حبيبها قد هجرها أو ما شابه هذه العبارات التي يصعب تحليلها حتى لا تتحول قراءة الفيلم إلى تأويل، ويظل السؤال الدرامي معلقا: لماذا لم تتزوج عصمت؟ ولماذا لم نعرف كيف تحصل الفتاة على لقب عانس؟ ومن ثم فإن الفيلم لم يُعن بالعنوسة التي كان من الممكن أن تجعله علامة في تاريخ هذه الشخصية.

لكن نفيسة صنعت هذه العلامة المهمة في بداية ونهاية 1960 حيث تطالعنا نفيسة (سناء جميل) بوجه عانس حرمت من مصيرها الخاص من أجل مساعدة والدتها في استكمال تعليم إخوتها، لكنها تنحرف ليس بغرض استكمال بناء الأسرة- كما يبدو من السياق المباشر للفيلم- لكن بغرض إثبات أنوثتها، لقد عبرّت نفيسة عن أزمة العانس التي تنتمي للطبقة الفقيرة.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


مشكوره اموله


موضوع مهم جدا


__________________________________________________ __________

ان هذه الحاله موجوده في مجتمعنا ومع الاسف الشديد ولكن المشكله عقيمه ولها عدة اسباب ومسببات ولااستطيع هنا الخوض في الموضوع كاملا ولكن اوضح بعض النقاط لضيق الوقت قد يكون الوالدين هم السبب وذلك عند رفض الشاب الاول للقدوم للخطوبه بحجج واهيه وهذا مايترك عند الشباب الاخرين هذه الصوره وتبقى النتيجه عندهم الرفض اذا خطوا الخطوه الاولى صوب الفتاة .هنالك البعض ينظر الى المادة وكانها الشيء الرئيسي للسعاده وهذا يجني على ابنته وهناك البعض ينظر الى التفاوت في العمر وماالىذلك .وبعض الفتيات تريد على ماتهواه او ماترتئيه وكان الشاب اللذي يقدم اليها ان لايكون له مثيلا او كانه قد صمم على اخر التصاميم الهندسيه الحديثه وهذه تجعل من الفتاة عانسا واللذي يعتقد ان الشابه التي تجاوزت عمر الاربعين فهي عانسه فهو على خطأ كبير وفي مجتمعنا امثله حيه كثيره .والسبب الرئيسي هو قساوة المجتمع من خلال النظره الضيقه لهن .


__________________________________________________ __________

الموضع في قمة الروعة والرجاء المزيد من مناقشة مثل هذه المواضيع


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________