عنوان الموضوع : ربيع الحــــــــب -اسلاميات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
ربيع الحــــــــب
بعكس حالات نفسيَّة أخرى.. فإنَّ معرفتك بحقيقة أنَّ “الإيمان يزيد وينقص” لن تُغني عنك شيئًا في أسفك على نقص الإيمان أو الفتور,
فهو ليس مجرَّد ألم من إساءة أو حزن لفراقِ عزيز, حزن سيقل أثره في نفسك عندما تعترف لها أن تلك مشاعر ومواقف يمرّ بها الجميع,
ولكن اهتزاز «صلتك بالله», ضالتك التي يقوم عليها أمر دنياك وآخرتك..
هو احتياجك الإنساني الفطري للشعور بالانتماء إلى قوّةٍ عُظمى قادرة على تحريك الدنيا كلها تحميك وتؤمِّن وجودك..
هي الرغبة التي تراود الجميع بأن يكونوا أكثر قربًا من الله..
وهذا ما كنت أبحث عنه, عن عودة الإيمان في نفسي لصحوته وشبابه, وقد وصلت له بعد سنوات من السكون!
تكمن المشكلة في أنْ تكون متفكرًا على حساب كل وأي شيء آخر,
أنْ تحاول تأطير وخنق مشاعرك في إطاراتك الفكرية والمنطقية, أن تستمع لدروس وخطب دينيَّة
تستفزك بأمثلتها الساذجة وتسطيحها للفكرة الدينيَّة العميقة التي تتناولها.. فتكفُ بحثًا عن أخرى ترضي عقلك وقلبك معًا..
في تسليم لفكرة أنَّك لن تجد ضالتك أبدًا, أن “تتفكر” و”تعقل” إلى الحد الذي ينسيك أن “تشعر” و”تتأمل”,
أن تكون شغوفًا بعالم الأفكار إلى الحد الذي يصبح فيه البحث عن الفكرة هدفًا لذاته,
هدفًا خاويًا من أي شكلٍ للتعبد رغم كونه مفتاح العبادة الأول, وإنني لأفهم من حديث
“روّحوا عن القلوبِ ساعةً بعد ساعة,
فإنَّ القلوب إذا كَلَّت عَمِيَت” أفهم أنَّ “التَّرويح” لا يقف عند حدود الفكاهة والتسليَة, ولكنّها فكرة ألا تحبس نفسك في إطار
“أي إطار” مهما كان محببًا لنفسك, ومهما بدا لك في حماسة البداية لا يُمل,
فإنَّ “القلوبَ إذا كلَّت عَمِيَت”, عَمِيَت عن التوازن, عَمِيَت عمّا يُخرجها من كللها وتشابه أيامها مهما كان بديهيًا.
لا أريد أن أعرض حالة “زيادة الإيمان” وكأنَّها لغزٌ غامضٌ بقولي أنَّني
“لا أعرف كيف حدث ذلك, ولا أصدق ما أنا فيه…. إلخ”, فيصبح المقال تعجيزيًّا بدلاً من نقله حالة الحنين إلى الله,
فربما كنتُ دائمًا ومنذ فترت علاقتي بالله, ربما كانت داخلي دومًا رغبة في العودة, لكنَّها لم تقترن أبدًا بصدق العزم..
كنتُ عندما أقرأ كلام الله وأجد في نفسي مللاً.. أغلق الكتاب وأَعِدُ نفسي بفتحه في ظروفٍ إيمانيَّةٍ أفضل..
ولم تكن تأتي أبدًا, لأنَّ المعادلة مقلوبة.. فارتفاع الحالة الإيمانيَّة ليس حادثًا سيقع صدفة في وقتٍ وظروفٍ مجهولة..
وإنَّما هو نتيجة.. نتيجة حتميَّة لطرق باب الحيّ سبحانه, أطرق بابه بذكره..
أطرق بابه بقراءة كلامه.. أطرق بابه بأيّ عبادة مهما أؤديها بفتور, العبادة هي هي..
وإنَّما طرق بابه في جهاد مللك منها, وإنَّما فتح بابه في سمو شعورك بها.
إنَّ ما أشعر به الآن يختلف تمامًا عن أيِّ شعورٍ مضى,
الشعور أنَّني أحيا في كنفِ ربّ هذا العالم, الشعور أنَّ هذا العظيم منّ عليّ بأنْ هداني لعبوديَّته هو..
بأنْ حرَّرني من أفكاري الخرقاء وعاداتي الكسولة التي طالما استعبدتني وتحكمت في حياتي وشكَّلتها فارغة من لبها وجوهرها..
بأنْ أخذني إليه بعد كل ما بدر مني من تفضيل وإعجاب وشوق لما سواه..
وها هو.. يظلني بظلال رحمته.. يأخذني لرحابه.. رحاب تتجلى فيها أسماءه وصفاته دون تفاسير..
رحاب أدرك فيها معنى أنَّ ربي واسع.. معنى أنه ودود.. معنى أنَّه السلام.. اللطيف.. الحليم.
حينما يصبح مجرد شعوري بأسمائه عبادة يأجرني عليها, حينما تكون أمنياتي عبادات يأجرني بسؤالها..
وهو العاطي.. وأنا الطامع.. ويأجرني, وكأنَّ حالة زيادة الإيمان ليست أكثر من حالة حب..
الحب الذي لا يهمك فيه النتائج التي ستنتهي لها وما إنْ كنت ستستفيد أم لا.. الحبّ الذي هو سعادة لذاته..
الحب الذي لا تبحث فيه عن امتيازات عينية من محبوبك, الحب الذي يكون فيه جل مبتغاك..
أن تظل في قربه.. أن يتفضل عليك بقبول حبك.. فتجده قد أعطاك وأرضاك وكفاك وأغناك بصدق شعورك لا أكثر..
هو أوسع وأرحم وأجمل من أنْ يكون الطريق إليه مجهولاً.. اصدق النية وفقط.. “فإذا عزمت.. فتوكل على الله”.
مما راق لي
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
موضوع جميل سلمت يداك
__________________________________________________ __________
نورتي الصفحة اختي العزيزة شكرا جزيلا لمرورك العذب
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________