عنوان الموضوع : ~*¤ô§ô¤*~ حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور * ماذا بعد الحج * ~*¤ô§ô¤*~ - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

~*¤ô§ô¤*~ حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور * ماذا بعد الحج * ~*¤ô§ô¤*~










وقفة ما بعد الحج ؟


من سلسلة العلامتين ابن باز والالباني (رحمهم الله)


انتهى موسم الحج وعاد الحجيج إلى ديارهم فرحين بما آتاهم الله من فضله، وهم في ذلك أصناف:
فمنهم من بدأ حياة جديدة حيث عاهد الله عز وجل على الاستقامة وأمسك بتلابيب هذا الميلاد الجديد وعزم على عدم العودة إلى ما كان عليه قبل الحج من غفلة وعصيان بعد أن استشعر حلاوة التوبة وفاز بالمغفرة وانطبق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "..عاد كيوم ولدته أمه".. الحديث.
ومن الحجيج من كان حجه فضلاً على فضل وزاده إيماناً على إيمان،وهؤلاء هم خير الحجيج.
أما الصنف الثالث من الحجيج فهم الذين اتخذوا من حجهم مجرد صحوة إيمانية أعقبتها غفوة لا يلبثون أن ينكثوا بعدها عهدهم مع الله ويعودوا لما كانوا عليه من ذنوب ومعاصي!!
الفريق الأول والثاني تعلم من مدرسة الحج، فالحج موسم التوبة وتجديد العهد مع الله، وما النداء "لبيك اللهم لبيك" إلا كلمات معاهدة بين الله وعبده.. وتقع المعاهدة دائمًا في بداية أمر ما، فهي ليست نهاية له.
وهكذا عبادة الحج، فمن يعود بعد أداء مناسك الحج فقد رجع بعد عقد معاهدة مقدسة مع ربه، ويجب عليه ألا يخلد لحياته على سابق عهدها قبل الحج بل يجب عليه أن يبدأ العمل طبقا لما عاهد عليه ربه.
فالعودة من الحج عودة من مقام العهد إلى مقام العمل، ولا تنتهي مسؤوليات الحاج بعد الانتهاء من الحج بل تزداد وتكبر في حقيقة الأمر .



وما هي معاهدة الحج؟
إنها إقرار باستعداد العبد لتكرار الحياة الإبراهيمية. فحين شاهد إبراهيم عليه السلام أهل الشرك لا يصغون لكلامه حول التوحيد والآخرة وضع خطة جديدة لعمله بأن أخضع نفسه وأسرته لأشد التضحيات فأنشأ نسلاً جديداً، لقد حوّل إبراهيم عمل الدعوة إلى خطة عظيمة وقام بكل ما كانت هذه الخطة تقتضي منه من تضحيات.
وهكذا يجب على الإنسان أن يقوم اليوم بكل ما تقتضيه الظروف، وأن يظل صابراً على هذا الدرب إلى أن تحين منيته أو أن يصل إلى هدفه المنشود.
فإذا كان الأذان بالحج في عهد إبراهيم عليه السلام ضرورة إيمانية يفرضها واقع تفشى فيه الشرك فإن عالمنا المعاصر عاد القهقري في مدارج الإيمان، وأطلق الشهوات والغرائز، وتبجح الشرك الظاهر والخفي، مما يفرض دوام دعوة إبراهيم عليه السلام التي جددها النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا يتجدد الإيمان مع الحج.
وواجب العائدين من الحج اليوم أن يعملوا على القضاء على عصر الضعف والذل والهزيمة، وإحياء عصر التوحيد والقوة من جديد، وإعلاء كلمة الحق عز وجل، عملاً بالأسوة المحمدية والإبراهيمية، وعليهم أن يضحّوا في هذا السبيل بكل ما تقتضيه الأحوال منهم، فيجب عليهم أن يحوّلوا التضحية الرمزية إلى تضحية حقيقية .
إن الحج عزم على إعادة هذا التاريخ بصورة رمزية في أيام الحج، وبصورة عمل مخطط في الحياة الحقيقية بعد انقضاء أيام الحج.



من الأمور المعينة على الثبات على الطاعة تذكر نعم الله، ويتذكر المسلم أن عمله كله لا يؤدِ شكر نعمة واحدة، من النعم العديدة التي أنعمها الله تعالى على عباده، و التي لا نكاد نحصيها. فلنشكر الله تعالى عليها ونتذكر قوله تعالى:"وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ" النحل: 53،



قوله تعالى "وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ" النحل: 18.


من الأمور المعينة أيضا على الثبات على الطاعة أيضا: تذكر الموت، فهو هادم اللذات ومفرق الجماعات، يأتي بغتة، وليس منه مفر، "أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ" ومن ينظر للحوادث الكثيرة التي تحدث يوميا سيعلم أن الموت يمكن أن يفاجئه في أي لحظة، ولا يتمكن من التوبة، فلنسأل الله تعالى حسن الخاتمة.


من الأمور المعينة أيضا: تذكر القبر فهو أول منازل الآخرة، وفيه بداية السؤال عن الرب والدين والرسول، ولا يوفق أحد للجواب الصحيح إلا من كان عمله صالحا، فالقبر صندوق العمل، ولا ينفع فيه إلا الإيمان والمداومة على العمل الصالح والقلب السليم"يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ".


ولكي تتحمس النفس لفعل الطاعات والمداومة عليها، والبعد عن المعاصي وهجر المنكرات؛ لا بد من تذكير النفس بالثواب الجزيل المترتب على فعل هذه الأعمال، ومن رحمة الله تعالى بنا أنه أكرمنا بأجور عظيمة على كل عمل نعمله ولو كان يسيرا. و تتحمس النفس أيضا بجعلها تشتاق لجنة النعيم، وتسير في طريق أهلها، مع تخويف النفس من لهيب النار وحرها، فتبتعد عن طريق الغواية ولزوم درب الاستقامة.




ومن لا يجد في نفسه الدافع القوي، أو الرغبة الأكيدة، والتحمس الفعال للتنافس في الطاعات، وفعل الخيرات بعد العودة من الحج، ولم تنفع أساليب الترغيب والترهيب السابقة؛ ولا يزال قلبه قاسيا غير سليم؛ أو قد يفتر بعض الوقت، أو يشعر بتكاسل بعد النشاط؛ فعليه أن يـٌذكر نفسه أن الأجل قصير، والأعمار محدودة، وأن السعادة في الدنيا و الراحة في الآخرة لا تحدث إلا لمن استقام على أمر الله، فمن أراد أن يحيا حياة طيبة في الدنيا، ويعيش في سعادة دائمة فعليه بالمواظبة على الاستقامة، و الاجتهاد للثبات على الطاعة؛ قال تعالى:" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" سورة النحل.




وإلا فسوف يندم يوم الحساب على ما فرط في جنب الله، فعلى المسلم الاجتهاد في طاعة الله لمصلحة نفسه، وللوصول لأعلى الدرجات، فمن يعمل الصالحات فسيصل لأعلى الدرجات، كما قال تعالى:"إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى؛ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى، جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى"طه 74.


ومن لم يستيقظ بهذه الأمور:


فعليه أن يوقظ نفسه ويجلي قلبه بزيارة القبور، والوقوف لحظات لتدبر مصيره، ويتأمل في نهاية كل حي، ويمكن أن يصلي الجنازة ثم يشارك في حملها، ودفنها، أو يذهب لزيارة المرضى خاصة الأمراض المقعدة الناتجة عن حوادث مفجعة؛ فمن المؤكد أن النفس تتأثر والقلب يلين، ويبدأ في الندم على التفريط، و يجدد التوبة، وينوي الإحسان في قابل الأيام.



ومن الأمور المعينة أيضا على الاستقامة والثبات على الطاعة، و النجاح في مجاهدة النفس، وتهيئتها للوصول للتقوى وشحذ الهمة للوصول للجنة: أن يجاهد المسلم نفسه ويحاول أن يلزمها بما يثبتها على طريق الطاعة، ويسير بها على درب الاستقامة، فيحاول أن يواظب على قراءة القرآن وتلاوته والاستماع إليه والتدبر في آياته، والعمل به، والتحاكم إليه والاستشفاء به. وأيضا يلزم نفسه بحضور محاضرات لتفسير القرآن الكريم، أو يحضر دروس العلم عموما،والتزاحم على حضور مجالس العلماء، فهي تزيد الإيمان، وتساعد على الثبات. وقراءة سير الأنبياء السابقين، ودراسة سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وينظر في سير العلماء والصالحين.


وأخيرا: في موسم الحج وفي موسم العشر وفي كل موسم من مواسم الفضل والإحسان، تجديد للحياة وبعشث للهمة، ونفض لغبار الكسل والخمول، واستئناف للحياة بأرقى صورها فنجدد علاقتنا بخالقنا، وفي علاقتنا بالمخلوقين وفي جميع شؤون حياتنا فنملا صحفنا البيضاء بأحسن الأقوال و الأعمال فلنتفق على ذلك، ونجدد العهد والعزم، فنحسن الانطلاقة لحياة أفضل.




م /،ن


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================




بارك الله فيك ونفع الله بك الأمه
وجزآك الله خيرآ الدنيا والاخره وكثر
الله من امثالك ... لاتحرمينا من هذه
المواضيع النافعه ..سدد الله خطاك
وغفر الله لنا ولكِ ولوالدي ووالديكِ
ووفقتي لما تحبي وترضى ،واعطاك ماتتمنين وفوق ماتتمنين


__________________________________________________ __________

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة omo amal


بارك الله فيك ونفع الله بك الأمه
وجزآك الله خيرآ الدنيا والاخره وكثر
الله من امثالك ... لاتحرمينا من هذه
المواضيع النافعه ..سدد الله خطاك
وغفر الله لنا ولكِ ولوالدي ووالديكِ
ووفقتي لما تحبي وترضى ،واعطاك ماتتمنين وفوق ماتتمنين



اختي الفاضله أم أمل
الأروع مرورك العطر الذي اسعدني كثير
اللهم آآآآمين يارب العالمين
جزيتي الجنة لطيب دعواتك الحلوة ولك بالمثل
يارب وزيادة
أشكرك جزيلاً على مرورك وتواجدك على صفحتي المتواضعه
وجودك دائماً يعطر صفحتي
دمت ودام حروفك نبراساً يضيئ سطوري
لك شكري وتقديري






__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________