عنوان الموضوع : رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ -تأخر الحمل
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ
رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ[([1]).
هذه الدعوة الطيبة المباركة الثانية لزكريا عليه السلام ذكرها المؤلف حفظه اللَّه تعالى ووفقه عقب الدعوة الأولى له، فتلك جاءت بلفظ حصول المطلوب الذي يرغبه وهو الولد بصيغة الطلب، وهذه جاءت بطلب عدم وقوع ما يكرهه في أن يكون فرداً دون ولد، وهو متضمن لسؤال اللَّه تعالى أن يرزقه ولداً، وكلا الدعوتين فيهما من كمال الأدب وحسنه في سؤال رب العالمين كما ترى، والعبد يتخير في مناجاة ملك الملوك الوسائل النبيلة التي تليق في الثناء والطلب على ربه الكريم.
﴿رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً﴾ دعا ربه دعاءً خفياً منيباً قائلاً: ربي لا تتركني وحيداً بلا ولد ولا وارث.
﴿وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ﴾: أي أنت خير من يبقى بعد كل من يموت، فيه مدح له تعالى بالبقاء، وإشارة إلى فناء من سواه من الأحياء، وفي ذلك استمطار لسحائب لطفه عز وجل توسّل إليه بما يناسب مطلوبه باسمه تعالى: ﴿خَيْرُ الْوَارِثِينَ﴾، بل أتى على وزن (افعل) للتفضيل زيادة في المبالغة في الثناء على اللَّه تعالى، استعطافاً للإجابة.
فاستجابسبحانه وتعالى لدعائه، ورزقه نبياً صالحاً سمّاه اللَّه تعالى ﴿يَحْيَى﴾ عليه السلام وجعل امرأته ولوداً، بعد أن كانت عاقراً، دلالة على كمال قدرته سبحانه وتعالى الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
ثم بين سبحانه وتعالى سبب إجابته له، فقال عزّ من قائل: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ﴾ كانوا يبادرون في وجوه الخيرات على اختلاف أشكالها وأنواعها في أوقاتها الفاضلة، ويكمِّلونها على الوجه اللائق الكامل ﴿وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ كانوا ملازمي الخضوع والتضرع في كل الأحوال والأوقات.
﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾: أي وكانوا أيضاً يفزعون إلينا بالدعوات، ويسألون الأمور المرغوب فيها، من مصالح الدنيا والآخرة، ويتعوّذون من الأمور المرهوب منها، من مضارّ الدنيا والآخرة، في حال الرخاء، وفي حال الشِّدّة، وجاء اللفظ بصيغة المضارع: ﴿وَيَدْعُونَنَا﴾: لفائدتين:
1- كثرة سؤالهم، ومداومتهم في الدعاء بالرغبة والرهبة، كما أفاد الفعل المضارع ﴿يُسَارِعُونَ﴾.
2- تصور صورتهم الجميلة في الذهن، فكأنّ المخاطب يراها في حينه، فينشأ عن ذلك التأسي في فعلهم والاقتداء بهم.
أما الفوائد فقد ذُكرت مستوفاة كما في الدعوة السابقة فليرجع إليها.
([1]) سورة الأنبياء، الآية: 89.
([2]) روح المعاني، 10/ 129.
" ثمرات وفوائد الاستغفار ( الاستغفار استجابةً لأمر الله) "
أمر الله عز وجل عباده بالاستغفار ، وحثهم عليه ووعد على ذلك المغفرة والثواب العظيم والعطاء الجزيل ، ومن أصدق من الله قيلاً ؟ ومن الآيات والآثار الدالة على ذلك أمره عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم وهو أشرف الخلق بالاستغفار قال الله عز وجل : " إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَار " ( سورة غافر ، الآية : 55 ) .
وقوله تعالى : " فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ " (سورة محمد، الآية: 19 ) .
وقوله عز وجل : " فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا " (سورة النصر، الآية: 3 )َ.
وقوله عز وجل : " وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا " (سورة النساء، الآية: 106 ) .
وأمر الله عزّ وجلّ عباده بالاستغفار والتوبة والإنابة فقال عزّ وجلّ : " وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " (سورة المزمل، الآية : 20 ) .
وقال عزّ وجلّ :" وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ " (سورة آل عمران، الآية: 133 ) .
وأمر الله عزّ وجلّ أهل الكفر، والضلال بالاستغفار، والتوبة فقال عز وجل : " أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " (سورة المائدة، الآية: 74 ) .
وقال عزّ وجلّ مخاطباً حجّاج البيت الحرام : " ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " (سورة البقرة، الآية: 199 ) .
وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حيث يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له "(رواه البخاري ومسلم) .
وقوله عز وجل في الحديث القدسي : " يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي" (رواه الترمذي من حيث أنس وقال حديث حسن صحيح) .
فما أعظمك وما أحلمك وما أكرمك يا رب العالمين ! .
fffffffffffffff.jpg (17.0 كيلوبايت, المشاهدات 1)
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
مووضوع رائع .. تسسلم أناملكـ
ربي يرزقنا وكل محرومه الذريه الصالحه
__________________________________________________ __________
أمين يارب يرزقنا الذرية الصالحة
__________________________________________________ __________
يارحمن يارحيم ارزقنا وفرح قلوبنا بالذريه الصالحه
__________________________________________________ __________
جزاك الله خير الجزاء
في ميزان حسناتك إن شاء الله
__________________________________________________ __________
جزاكي الله كل خير