بسـم الله الرحمـن الرحيـم
الحمد لله ذي الفضل والإنعام، والجود والإحسان , شرع الصيام لتطهير النفوس من الآثام، والصلاة والسلام على نبينا محمد، خير من صلى وصام، وداوم على الخير واستقام، وعلى آله وأصحابه ومن اقتدى به على الدوام ....
تتعاقب الشهور وتتوالى الأيام ويطل علينا شهر الرحمات , شهر المغفرة والعتق من النيران , شهر تفتح أبواب الجنان وتُغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين , شهر تسمو فيه النفوس , وتطهر القلوب , فيالها من فرصة عظيمة أيام وليالي كلها خيرات وبركات , رحمات وحسنات , أوقاتها ما بين تلاوة وصلوات , وأذكار ودعوات , وتضرع وابتهالات , وجود وصدقات ,, تتنزل معها الرحمات وتحط الزلات وتغفر الخطايا والسيئات
فما أجمل الإنابة إلى الله فيه بعد اقتراف الذنوب والمعاصي وتلبية نداء الرب جل في علاه .{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}
نعم لا تيأسوا فربكم غفور يقبل توبة عباده إذا رجعوا إليه ..
نعم لا تيأسوا فربكم كريم يبدل سيئاتكم حسناتكم ..
نعم لا تيأسوا فالله أرحم بكم من آبائكم وأمهاتكم .
فلبوا نداءه ، وارجعوا إلى بارئكم ، وانكسروا بين يديه وأبشروا بواسع فضله ، وجود عطائه وكرمه
ما أعذب اللسان حين يتلو كتاب الله عز وجل في هذا الشهر الذي اختصه الله بإنزاله ..
قال تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } البقرة185
فكيف حالنا مع القرآن ؟ وكيف سيكون في هذا الشهر ؟ لقد كان السلف يعظمون كلام الله ، ولا يقدمون عليه أي كلام ، هذا على الدوام ، أما في رمضان فلهم فيه شأن آخر ، كانوا يتركون كتب العلم من أجل تلاوة كتاب الله .
فهاهورمضانقادم..
فأي رمضان يكون هذه المرة ؟
* هل هو رمضان المسوفين الكسالى ؟
* أم هو رمضان المسارعين المجدين ؟
هنيئا ثم هنيئا لمن عمره بذكر الله وعبادته آناء الليل وأطراف النهار
هنيئا لمن جاهد نفسه فيه وأخلص لمولاه ..
هنيئا لمن صامه وقام إيمانا واحتسابا فظفر بمغفرة الذنوب
ويا لخسارة المفرطين والمحرومين الذين أضاعوا نهاره بالنوم وليله
بالمعاصي والذنوب فحق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم :{ رغم أنفه من أدرك رمضان فلم يغفر له}
نسأل الله أن يرزقنا الهمة العالية في عبادته في هذا الشهر وبعده
على الوجه الذي يرضيه عنا
[/QUOTE]