عنوان الموضوع : هل من مشمر ؟ (6،5،4) -اسلاميات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

هل من مشمر ؟ (6،5،4)



التشميرة الرابعة
أطلق تنهدًا طويلاً وهو يتألم حسرة ويقول..
ليت أموري المادية تتحسن وظروفي تتيسر، فإني أتمنى أمنية تحرق قلبي وتقض مضجعي..
نفسي تتوق وتتشوق إلى زيارة المسلمين في روسيا..
بلاد الإمام البخاري والإمام مسلم -رحمهما الله- .. بلاد بخارى وسمرقند وطاشقند..
قال له من يستمع الحديث: كفيت العناء ومشقة الطريق.. ها هم عندك!!
قال: أين؟!
أجاب وهو يوضح الأمر: ها هم يقصدونك من على بعد آلاف الأميال..
أعينهم متلهفة وقلوبهم متشوقة.. وآذانهم مستمعة..
ها هم في موسم الحج كل عام يأتون.
ولكن ماذا قدمت لهم؟! يا صاحب الأمنية!!
لا يكن حظك من الدنيا الأماني والقول!!

التشميرة الخامسة
ما إن أقبلت الأجازة حتى كان أمرهم إلى اتفاق وموافقة .. قرروا القيام بجولة لمدة شهر..
راحة من عناء العمل ومعرفة للبلاد.. وحمل للهم الأكبر .. ألا وهو الدعوة إلى الله..
لم يكن الجميع في مستوى واحد من العلم، ولكن أقلهم علمًا من قال: أنا أعلم الناس شروط وواجبات وأركان الصلاة.. بل وأردد عليهم قراءة السور القصار ليحفظوها..
سارت القافلة.. يحوطها الإيمان والطمأنينة.. وكان اتجاه سيرهم نحو القرى والهجر والأرياف.. يزورون بعض المدن في الطريق، ويسلمون على العلماء والمشايخ في تلك المدن وكل همهم الاستفادة من الوقت، ونفع المسلمين وتبليغ الدعوة.
صعدوا الجبال، وساروا في السهول.. وقطعوا الأودية.. وكانت رحلة جمع الله لهم فيها التزود بالعلم النافع من شيخهم وراحة للنفس من عناء العمل.. وإبراءً للذمة بزكاة علمهم.
إذا نزلوا موطنًا تفرقوا في المساجد بين محاضرة ودرس وخطبة جمعة وجلوس للإفتاء.
رأوا الجهل وسمعوا البدعة.. ويزيدهم ذلك حرصًا على تكرار الزيارة كل أجازة.. إنها قافلة الخير ورحلة الدعوة.. لا يعذر بها من يعلم من العلم ولو آية..
قال صلى الله عليه وسلم : «بلغوا عني ولو آية»..
أين أهل التشمير من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
هل من مشمر؟!

التشميرة السادسة
ألزم نفسه بحسن التعامل وطيب المعشر، فكان داعية -بخياله الصامت- وذلك بحسن تصرفه ونزاهة سلوكه.. فاهتدى على يديه الكثير..
والكثير صححت أخطاؤهم، واستقام أمرهم، وحسن منهجهم من خلال محادثته ومجالسته.. وسماع آرائه واستشهاداته..
إنه الداعية المتلطف معهم المشفق عليهم يبحث عن مدخل للقلوب الحائرة وطريق للحديث والمفاهمة..
يتحمل الهفوة ويبرر تلك الجفوة.
ثم هو في النهاية.. برحابة صدر وحسن أدب يصل إلى مبتغاه ليفوز بأجر هداية خير له من حمر النعم..
ما انتصر لنفسه قط ولا غضب من جهل جاهل.. بل جعل ذلك الاندفاع من بعض الشباب مدخلاً عليهم -يطأطئون الرءوس لسماع قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم : إنه حديث من القلب إلى القلب.
بعد سنوات حادثه من اهتدى على يديه وقال: لن أنسى حلمك علي وتحملك زلتي في أول لقاء..
ولقد راجعت نفسي مساء ذلك اليوم فاستحييت من حماسي واندفاعي.
قال له الداعية الناصح المشفق.. تعال لنرى موقفًا تربويًا وقفه الرسول صلى الله عليه وسلم مع ذلك الأعرابي حين تصرف بتلقائية في مكان لا يصح فيه ذلك..
عن أنس رضي الله عنه قال: جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد فزجره الناس، فنهاهم صلى الله عليه وسلم ، فلما قضى بوله، أمر صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء فأهريق عليه.
قلت له.. يخطئ بعضنا اليوم أقل من خطأ الأعرابي، ولكنه يجد الفظاظة وسوء المخاطبة.
قال.. وكأنه يستدرك.. لنا في فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة، وفي تعامله أسلوب دعوة.. وصدق الله عز وجل: وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ.
الدعوة تحتاج إلى صبر وحلم وعفو..
وكل من آمن بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً فإنه داعية حتى .. في داخل بيته وأمام أطفاله..
فهل من مشمر؟!


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________