عنوان الموضوع : رمضان شهر لفرح -اسلاميات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
رمضان شهر لفرح
فإن الفرح والسرور مطلب مُلِحُّ ، وغاية مبتغاة ، وهدف منشود ، والناس كل الناس يسعى إلى فرح قلبه ، وزوال همّه وغمّه ، وتفرق أحزانه وآلامه .
ولكن قَلَّ من يصل إلى الفرح الحقيقي ، ويحصل على السعادة العظمى ، وينجو من الآلام والأتراح .
والحديث في الأسطر التالية حول معنى الفرح ، وأسبابه ، وموانعه ...
وبعد ذلك نصل إلى معنى الفرح في الصيام ، وكيفية كون هذا الشهر الكريم شهر الفرح .
أيها الصائم ا لكريم : الفرح لذة تقع في القلب بإدراك المحبوب ، ونيل المشتهى ؛ فيتولد من إدراكه حالةٌ تسمى الفرح والسرور .
كما أن الحزن والغم من فقد المحبوب ؛ فإذا فقده تولد من فقده حالة تسمى الحزن والغم .
والفرح أعلى نعيم القلب ولذته وبهجته ؛ فالفرح والسرور نعيمه ، والهم والغم عذابه .
والفرح بالشيء فوق الرضا به ؛ فإن الرضا طمأنينة وسكون وانشراح ، والفرح لذة وبهجة وسرور ؛ فكل فرح راضٍ ، وليس كل راضٍ فرحاً .
ولهذا كان الفرح ضد الحزن ، والرضا ضد السخط ، والحزن يؤلم صاحبه ، والسخط لا يؤلمه إلا إذا كان مع العجز عن الانتقام .
ولقد جاء الفرح في القرآن على نوعين : مطلق ،ومقيد ..... فالمطلق جاء في الذم كقوله تعالى : ] لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [ (القصص:76)
وقوله تعالى : ] إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ [ (هود:10)
والفرح المقيد نوعان - أيضاً - مقيد بالدينا ينسى فضل الله ومنته وهو مذموم كقوله تعالى :] حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ [ (الأنعام:44)
والثاني : فرح مقيد بفضل الله ورحمته وهو نوعان أيضاً ... فضل ورحمة بالسبب ... وفضل بالمسبب ،
فالأول كقوله تعالى : ] قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [ (يونس:58)
والثاني كقوله تعالى : ] فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [ (آل عمران:170)
ولقد ذكر الله - سبحانه - الأمر بالفرح بفضله ورحمته ، عقيب قوله : ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [ (يونس:57)
ولا شيء أحق أن يفرح به العبد من فضل الله ورحمته التي تتضمن الموعظة وشفاء الصدور من أدوائها بالهدى والرحمة ؛ الهدي الذي يتضمن ثلج الصدور باليقين ، وطمأنينة القلب به ، وسكون النفس إليه ، وحياة الروح به .
الرحمة التي تجلب لها كل خير ولذة ، وتدفع عنها كل شر وألم .
والموعظة التي هي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب .
وشفاء الصدور المتضمن لعافيتها من داء الجهل ، والظلمة ، والغي ، والسفه ، تلك الأدواء التي هي اشد ألماً لها من أدواء البدن .
فالموعظة ، والشفاء ، والهدى ، والرحمة هي الفرح الحقيقي ، وهي أجلّ من يفرح به ؛ إذ هو خير ٌ مما يجمع الناس من أعراض الدنيا وزينتها ، فهذا هو الذي ينبغي أن يفرح به ، ومن فرح به فقد فرح بأجل مفروح به ، لا ما يجمع أهل الدنيا فيها ؛ فإنه ليس بموضع للفرح ؛ لأنه عرضة للآفات ، وشيك الزوال ، وخيم العاقبة ، وهو طيف خيال زار الصبَّ في المنام ، ثم انقضى المنام وولى الطيف ، وأعقب مزاره الهجران .
فالدنيا لا تتخلص أفراحها من أتراحها ، وأحزانها البتة ، بل ما من فرحة إلا ومعها طرحة سابقة ، أو مقارنة ، أو لاحقة .
ولا تتجرد الفرحة ، بل لابد من طرحة تقارنها ، ولكن قد تقوى الفرحة على الحزن ، فينغمز حكمه وألمه مع وجودها وبالعكس .
فالفرح بالله ورسوله ، وبالإيمان ، وبالقرآن ، وبالسنة ، وبالعلم من أعلى مقامات العارفين ، وأرفع منازل السائرين ، وضد هذا الفرح الحزن الذي أعظم أسبابه الجهل ، وأعظمه الجهل بالله ، وبأمره ، ونهيه ؛ والعلم يوجب نوراً ، وأنساً ، وضده يوجب ظلمه ويوقع فيه وحشة .
ومن أسباب الحزن تفرق الهم عن الله ؛ فذلك مادة حزنه كما أن جميعة القلب على الله مادة فرحه ونعيمه ، ففي القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته ، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته ، وصدق معاملته ، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه ، والفرار منه إليه ، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه ، وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه ، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون وحده مطلوب ، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ، ودوام ذكره ، وصدق الإخلاص له ، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تُسدَّ تلك الفاقة منه أبداً ( أنظر مدارج السالكين لابن القيم 2/148 – 156 )
هذا هو الفرح الحق ، وهذا هو فرح أهل الإيمان لا فرح أهل الأشر والبطر والطغيان .
هذا وإن للصائمين من هذا الفرح نصيبا غير منقوص ، كيف وقد قال النبي عليه السلام في الحديث المتفق عليه " وللصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه "
قال ابن رجب - رحمه الله - : أما فرحة الصائم عند فطره فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ، ومشرب ، ومنكح ؛ فإذا امتنعت من ذلك في وقت من الأوقات ، ثم أبيح لها في وقت آخر فرحت بإباحة ما منعت منه ، خصوصاً عند اشتداد الحاجة إليه ؛ فإن النفوس تفرح بذلك طبعاً ؛ فإن كان ذلك محبوباً لله كان محبوباً شرعاً .
والصائم عند فطره كذلك ؛ كما أن الله - تعالى - حرم على الصائم في نهار الصيام تناول هذه الشهوات فقد أذن له فيها في ليل الصيام ، بل أحب منه المبادرة إلى تناولها من أول الليل وآخره ؛ فأحب عباد الله إليه أعجلهم فطراً ، والله وملائكته يصلون على المتسحرين ؛ فالصائم ترك شهواته في النهار تقرباً إلى الله ، وطاعة له ، وبادر إليها بالليل تقرباً إلى الله وطاعة له ، فما تركها إلا بأمر ربه ، ولا عاد إليها إلا بأمر ربه ، فهو مطيع في الحالين ؛ ولهذا نُهِيَ عن الوصال ، فإذا بادر الصائم إلى الفطر تقرباً إلى مولاه ، وأكل وشرب وحمد الله ؛ فإنه ترجى له المغفرة ، أو بلوغ الرضوان بذلك الى أن قال رحمه الله : " ثم إن ربما استجيب دعاؤه عند فطره " .
وعن ابن ماجة : " إن للصائم عند فطره دعوةً لا تُرد " .
وإن نوى بأكله وشربه تقوية بدنه على القيام والصيام كان مثاباًَ على ذلك ، كما أنه إذا نوى بنومه في الليل والنهار التقوي على العمل كان نومه عبادة .
ومن فهم هذا الذي أشرنا إليه لم يتوقف في معنى فرحه عند فطره ؛ فإن فطره على الوجه المشار إليه من فضل الله ورحمته ويدخل في قوله تعالى : ] قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [ (يونس:58)
وقال ابن رجب رحمه الله : " وأما فرحه عند لقاء ربه ففيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخراً ؛ فيجده أحوج ما كان إليه كما قال تعالى : ] وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [ (المزمل:20)
وقال تعالى : ]يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ[ (آل عمران:30)
قال تعالى : ] فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [ (الزلزلة:7)
×××××أثر الإيمان في الصوم عن المعاصي×××××
يرتقى المسلم بإنسانيته إلي ذروة الكمال ، ويعلم أن الله عز وجل قد ميزه عن الحيوان ، وجعل فيه استعداد للسمو بروحه والتحرر من أسر الشهوات وعبودية الغرائز.
وهو حين يمتنع بمحض إرادته عن تناول الطعام والشراب وإجابة الشهوات يثبت أن الإيمان صانع العجائب ، وأن الإرادة هي الخاصة التي ميز بها الله - سبحانه - الإنسان عن غيره وفضله بها على كثير ممن خلق .
والمسلم يعلم أن الصوم عبادة أصلية ، فرضها الله تعالى على أهل الأديان السماوية جميعا ، اختلفت طرائقها ، لكن كمال هذه الفريضة ، ووضوح حقيقتها كان في الإسلام .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{183} أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون َ "{184}( البقرة183 ، 184 ) .
وما كان الله ليشرع لعباده ولا أن يفرض عليهم تلك الفريضة إلا لحكمة بالغة وغاية مثلى ، وليس لمجرد المشقة والحرمان ، و إنما شرع الله الصيام ليصل بالنفس إلي حقيقة التقوى فتسمو عن الدنايا ، وترتفع عن ضرورات البشرية ، وتتعلم كيف تسيطر على النوازع والغرائز ، وكيف تستعصم عن نداء الفتنة ، وداعية الشهوة .
فليس الهدف من الصيام هو إذلال النفس أو القسوة عليها ، ولكن الغاية منه علاج النفس من أدوائها ، فتكسب إرادة حازمة وعزيمة صادقة ، ولا تتهافت على الشهوات ، ولا على الرغبات و اللذائذ ، بل تملك الصبر على الحرمان ، والقوة في مواجهة الغرائز ، وتترقى من ذلك إلي الابتعاد عن الرذائل واجتناب الدنايا ، وهذا ما يشير إليه قول الله تعالى (( لعلكم تتقون )) ،( البقرة 183) .
فالمسلم حين يمتنع طائعاً عن الضرورات التي يحتاج إليها بحكم الغريزة ، فإنه لا ريب يمسك عن المحرمات ، ويجتنب المنكرات ، وينشأ في نفسه الضمير الحي ، والوازع الخلقي ، الذي يوجهه إلي الخير ويعصمه عن نزعات السوء .
والمسلم في صيامه يثبت قوة نفسه ، وعلو قدرها ، واستعدادها للقيام بالواجبات ، والاضطلاع بعظائم الأمور ، كما يثبت قدرته على التغلب على الحاجات والأهواء ، واستعصامه عن الدنايا والسيئات . فحين ينجح المسلم في تجربة الصيام فهو على الكفاح في سبيل الحق أقدر ، إما إذا قصر عنه وضعف عن تكاليفه فهو في ميدان الجهاد أجبن وأضعف . وليس على الصائم رقيب إلا الله سبحانه .
ومن هنا تنمو لديه ملكة مراقبة الله ، والشعور باطلاعه عليه ، فتخفى من نفسه مظاهر الرياء ، والتطلع إلى إعجاب الناس ، والرغبة في حب الثناء، وذلك بعض ما يتعلمه المسلم من عظات الصيام ومعانيه, وقد بين الإسلام حدود الصيام التي يجب على المسلم أن يلتزمها, فإن للصيام جانباً ظاهراً وهو: الامتناع عن المفطرات في ساعات النهار .. وذلك أمر ميسور يقدر عليه الحيوان, ولكن المهم في الصوم جانبه الروحي الذي جعله الإسلام الهدف الحقيقي لهذه الفريضة.
ومن هنا فإن المسلم الحق يتخذ من الصيام وسيلة لتطهير نفسه وتزكيتها, فإن من يغفل عن حقيقة الصيام, ولا يفطن إلي حكمته, لا يعود صيامه عليه بثمرة, ولا ينال منه إلا التعب.
وإلي هذا يشير رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "من لم يدع قول الزور, والعمل به, فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري .
ومن هنا فلابد للصائم أن يتميز في قوله وعمله, ويتخذ لنفسه سلوكاً يتفق مع جلال العبادة وقدسية الإيمان. وإلي هذا يوجه الرسول عليه السلام بقوله: " إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب, فإن سابه أحد, أو قاتله, فليقل: إني صائم"رواه مسلم.
وبذلك يرتقي المسلم, إلي ذروة الإنسانية التي جعلها الله في أحسن تقويم ويقي نفس شر غرائزه, ويفتح فيها طاقات الخير.
فما أجل معني الصيام! وما أقدس حقيقته! وما أكرمه من سر بين العبد ومولاه.!
يقول الله تعالى في حديث قدسي: "كل عمل ابن آدم له, إلا الصوم, فإنه لي وأنا أجزي به, يدع شهوته وطعامه من أجلي" رواه مسلم.
فهو تجربة حية تدل على صدق الإيمان وتحوله إلي قوة قادرة على التوجيه والعمل .. ولهذا فإن المسلم الذي يرعي حقيقة الصوم, ويحسن القيام بواجباته فيه ينال الأجر العظيم, وتشمله الرحمة الواسعة.
فقد جعل الله – سبحانه – الصيام باباً من أبواب الطهر. وسبيل من سبل المغفرة التي تعفى آثار الخطايا, وفي ذلك يقول رسول الله : "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه مسلم
والأمر كله يعود إلي النية الصادقة والعزم القوي, ومتى خلصت نية المسلم فإن الله يعينه على سلوك سبيل الخير, ويسر له مجانبة السيئات, ومحاربة الأهواء ويقيه نزغات الشيطان.
كما يقول الرسول صلوات الله عليه: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن, وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب, وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب, وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل, ويا باغي الشر أقصر.
ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة"
رواه الترمذي
وهكذا نرى الصوم في حقيقته رياضة للنفس, وارتفاعاً بالإنسانية إلي أفق كريم, وجهاداً كبيراً يطبع المسلم بطابع القوة, ويزيد من طاقته في ميادين الكفاح.
ومن عجب ألا يفطن بعض المفتونين في عصرنا إلي هذه الحقيقة الجليلة فيحاولون الغض من شأن الصوم, وإغراء المسلمين بالتفلت من قيوده بحجة الحفاظ على العمل, وزيادة الإنتاج !!.
إن النفوس التافهة المشغوفة بالشهوات هي التي تحاول – الإفلات من الصيام ولا تصب على مشقاته. ونسى هؤلاء أن المسلمين الأولين الذين فهموا الإسلام حق الفهم, وعملوا به حق العمل, كانوا يرون في الصيام عبادة إيجابية لا الفريضة فحسب, بل وصوم التطوع الذي كانوا يحرصون عليه مختارين .. فلا عجب أن ظهرت فيهم البطولات وحدثت منهم العجائب, فإن للصيام تربية تقوى الإرادة وتصهر العزيمة, وتدفع إلي التضحية والفداء.
أما حين نرى في عصرنا جماهيراً من المسلمين تستثقل تلك الفريضة وتفزع من مشقتها, وفيهم الشاب القوى والصحيح القادر .. ويجدون من يعذرهم ويسول لهم, فإنه لأمر يبعث الأسى في النفس, ويكشف عما أصاب المسلمين في عصرنا من وهن واختلال.
فكيف يرجي من هؤلاء خير في دينهم أو دنياهم!
بل إن هناك طوائف في بعض المجتمعات الإسلامية تحرص على تضييع معاني الصيام وإحاطة لياليه بجو من الهزل والفجور, حتى تضيع معالم العبادة فيه, وتمحي معانيه من نفوس المسلمين. وهذا لهو, حقير, ينبغي أن يتنزه عنه المسلم, وأن ينأي عن مواطنه, وأن يكون مثله الأعلى في رمضان ما كان عليه رسول الله صلوات الله عليه من هدي كريم.
لقد كان من سنة رسول الله أجود الناس بالخير, وكان أجود ما يكون في رمضان. وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة فيدارسه القرآن فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة , وكان يقوم في رمضان
فيصلي ويتعبد. وكان يرغب الناس في ذلك ويقول: " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه الخمسة.
هذا هو الصيام كما يفهم المسلم الحق .. سبيل من سبل التربية, وباب من أبواب الجهاد, ونظام حازم يطبع المسلم بطابع المبادرة والطاعة. ومهما قيل في بيان معانيه وفهم أسراره, فلا نزال نتبين فيها جديداً ونبصر حكمة؛ فهو عبادة فذة كما قال الرسول صلوات الله سلامه عليه: "عليك بالصيام فإنه لا مثل له" ) رواه النسائي والحاكم وصححه
اللهم أفرح قلوبنا بالإيمان ، والقرآن ، والسنة ، والعلم ، والصيام ....وصلي الله وسلم علي نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
اللهم اجعلنا من الصائمين القائمين الذاكرين لربهم ان شاءالله
جزاكِ الله خير اختي احساس القوافي طرح رائع ومفيد
__________________________________________________ __________
هذه خمس ادعيه في رمضان
1:اللهم اختم لنا رمضان بر ضوانك واجرنا من عقوبتك ونيرانك واجعل مالنا الى جناتك
2: اللهم اعد علينا رمضان اعواما عديده وازمنه مديده
3: اللهم اعد علينا رمضان اعواما متتاليه وارزقنا الزهاده في دار الفانيه وارفع منازلنا في جنة عاليه
4: اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامه وقيامه وغفرت له ووفقه لطاعتك فاستعد لما امامه
5: اللهم ارزقنا الاستقامه على دينك في كل زمان في رمضان وفي غير رمضان
اللهم امين يارب العامين
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________