بســـــــــم الله الرحمن الرحيــــــــــم
الســلام عليكم ورحمــة الله وبركــاته
تنقلتُ بين بعض المواقع والمنتديات الإسلامية
فجذبتنى تِلكَ الكلمات والنصائح الجميلة ، من بعضِ الأخوات
اللاتى اجتهدن فى طلب العلم الشرعىّ ، والتفقه فى دين الله عز وجل
فجَاهدنَ فى نشرِ الدعوةِ إليه , فربما وصلت كلماتهن إلى بعضِ الإخوة والأخوات
فاخترقت ظلمات قلوبهم ، فأنارتها وبعثت فيها من جديدٍ نبض الإيمان والحياة ......
فما وجدتني إلا وقد أسلمتُ يدى فراحت فوق لوحة المفاتيح أمامى (الكيبورد) ، وأخذت تخط أولَ
كلماتي , ربما احتفظت بها ريثَما أكونُ من المُتمكناتِ من العلم الشرعى والتفقُه فيه ، وأُجيد فن الكتابةِ
فأسلك منهجهن وأنفع بما تعلمتُ غيرى , فلا تنسونى من صالح دعواتكن أن يوفقنى الرحمن وييسر لى هذا الطريق .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( مَن سلكَ طريقاً يلتمسُ فيه علماً ، سهَّل اللهُ له طريقاً إلى الجنة ))
حسَّنه الألبانىّ ..
جعلنا الله وإياكم من أهلها , فتقبلى منى هذه الكلمات أخيتى: -
ما أحلى الهداية إلى الإيمان الحق ، فلقد كرم الله بنى آدم وحباهُم
بمنزلةٍ عظيمة ، و أنعم عليهم بنعمٍ كثيرة ، و منها العقل : - به يسمُو الإنسانُ إلى درجةٍ عالية من العلم
تعُود عليه وعلى مجتمعهِ بالنفع ، وتُمكنه من الوصول إلى ما يطمحُ إليه ، وبه يُميز الخطأ من الصواب ،
والصدقَ من الكذب ...
فنحن نسعى أن نجعل القلبَ سيداً على العقل لا العكس ,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ألا وإن فى الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب))
متفق عليه .
فالقلب مضغة ، و بإمكانه تسيير الجسد كله إما إلى طريق
الهداية والنور والفوز بجنة الخلد ، أو يلقى بصاحبهِ إلى التهلكة ويجرهُ إلى طريق الظُلماتِ والمعاصى
والعياذ بالله , بهذا فإن القلب مكمن الصحة والمرض فى الروح كما هو مكمن الصحة والمرض فى البدن .
وللروح التى بداخلنا مكانة عظيمة ومكرمة ، فهى روحٌ من الله عز وجل كما قرأنا ذلك فى القرآن الكريم،
فعلينا الحفاظ على مكانة التكريم هذه ، بعدم وقوعنا فى الرذائل والفواحش وشهوات الدنيا التى تجر الإنسان إلى البُعد عن دينه و عن طاعة الله ورسوله ..
فلا تُخيِّبى رجاءهُ فيكِ ، ولا تضيعى آخرتكِ بانشغالكِ بدنياكِ .
إنى لا أدعوكِ أخيتى لِتركِ أُموركِ الدنيوية ، بل العكس ، فإن أحبَّكِ الله كسبتِ الاثنتين ؛ ذقتِ حلاوة الدنيا
الحقيقية ، وتيقنتِ أنكِ لم تكونى لتشعرى بها لو لا هداية رَبِّ العالمين لكِ ، وعلمتِ أنكِ كنتِ تعيشين وهماً
اسمه الانشغال بالدنيا ، فدنياكِ تلك كانت وهمية لا حياة ولا لذة فيها ولا فائدة تنفعُكِ منها , والأهم أنكِ فُزتِ بعفوِ ربكِ ورضاه ، فإن فرغ زادكِ من هذه الدنيا أقبلتِ على الجنة التى وعدَ المتقون
قال الله تعالى :
" مَثَلُ الْجَنَّةُ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقٌونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ
عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ "
(الرعد35).
فأفيقى أخيتى وعودى إلى ربك ، وأخلصي له نيتكِ سيخلصكِ وعده , اصدقيه أعمالكِ سيصدقكِ جنتـــه ،
واعلمى أن اللذة الحقيقية تكون فى ترك ِالمعصية لا فى ارتكابها .
فإن *أحبـ اللــه ـــــكِ * : فماذا تريدين بعد ذلك ؟؟؟
ماذا تطلبين أكثر من ذلك ؟؟!!!
- بهذا تكونين قد- فزتى بنعيم الدنيا والآخرة .
- كسبتِ سعادة ًً لن تجديها إلا عنده , فإنها تكون سعادة
حقيقية أبدية , لا غش ولا تزييف فيها .
- رضى عنكِ نبىُّ الأمة ونورها وسيد المرسلين رسول الله -
سيدنا محـــمد عليه أفضل الصلاة والتسليم -
هل أحسستِ أخيتى أعظم نعم الله عليكِ (من بين نعمه التى لاتحصى ولا تعد)
ألا وهى أن بعث لنا برسلٍ منا تهدينا إلى طريق الرحمة , طريق المغفرة , طريق العزة والمجد ,
طريق النور والبُعد عن الضلال ,
طريق الهداية والرجوع إلى الله ،
أراد لكِ بذلك الصحوة والارتقاء , أراد لكِ الكرامة والعفة ....
تخيلى حبه لكِ .. قال الله تعالى في الحديث القدسىّ :
(( وما تقرَّب إلىَّ عبدي بشئٍ أحبَّ إلىَّ مِمَّا افترضتُه عليه ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إلىَّ بالنوافل حتى أُحبَّه ،
فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به ، وبصرَه الذي يُبصِرُ به ، ويدَه التي يبطشُ بها ، ورِجلَه التي يمشي
بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ))
رواه البخارىّ .
يـــــــــاه !!! هل وجدتِ طبيباً أقدر من ربك ؟!!
هل وجدتِ قريباً أحن عليكِ منه ؟!! هل وجدتِ مُعيناً لكِ غيره ؟؟!!!!!!!
لا ولن تجدى سواه .
فيا عجبى على مَن يجد الحبيب فيُبغضه ، ومَن يجد المُنقِذ فيختارُ الهلاك ...
أخيتى بهذه الكلماتِ أردتُ تذكيرَ نفسى وإياكِ ، أهديـكِ إياها ، وقد حاولتُ أن أخط فيها بعضَ ما يلمس القلب
فأرجو من رَبِّي الكريم المقتدر أن تطرق هذه الكلمات أبوابَ قلوبنا فتنيرها .
تعالي نطلبُ الهداية والعفو من رب السماوات والأرض لنا
ولجميع المسلمين والمسلمات ، ونتغاضى عن بعض اهتمامات الدنيا ، فنستعد
للقاءِ ربنا بصحائف بيضاء ووجوهٍ مشرقة ...
من دعوات النبى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :
(اللهم حبِّب إلينا الإيمانَ وزيِّنه فى قلوبنا ، وكَرِّه إلينا الكُفرَ والفُسوقَ والعِصيان ، واجعلنا من الراشدين .. اللهم آمـــــين : )
م/ن