عنوان الموضوع : شروط لا اله الا الله - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
شروط لا اله الا الله
شروط التوحيد
الانتهاء من شرح معنى التوحيد وأنواعه نشرع في شرح شروط التوحيد أو شروط لا الله إلا الله
الشرط
جمع شروط وهو لغة: العلامة ومنه قوله تعالى فقد جاء اشراطها)
اصطلاحا:
ما يلزم من عدمه العدم ولا يلزم من وجوده الوجود فإذا عدمت الشروط أو بعضها عدم المشروط ولا يلزم من وجود الشرط وجود المشروط والشرط مقدم على المشروط.وقد يقول قائل من أين هذه الشروط السبعة؟نقول هي مستنبطة من الكتاب والسنة بالاستقراء والتتبع كما اجمع العلماء على أن للصلاة شروطا واركانا وغير ذلك مما قرره أهل العلم مما لم يرد به نص فإنما بالاستقراء والتتبع للآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
فمعنى لا اله إلا الله لا معبود بحق إلا الله أي لا مالوه يستحق العبادة كلها وحده دون من سواه إلا الله سبحانه وتعالى وكل مالوه سوى الله عز وجل فإلهيته باطلة هذا هو معنى هذه الكلمة وليس معناها كما يقول بعض الجهال أن لا يخلق ولا يرزق إلا الله فهذا الإقرار لا يكفي كما بينا قبلا في أنواع التوحيد لان هذا قد اقره الكفار قديما وحديثا.
و أول شرط من شرط لا اله إلا الله هو:
1.العلم: العلم بمعناها والعمل بمقتضاها والعلم هو معرفة الهدي بدليله والدليل قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ودليل العلم قوله تعالى(فاعلم انه لا الله إلا الله) وقالإلا من شهد بالحق وهم يعلمون)وشهادة الحق هي لا اله إله الله ويعلمون أي بقلوبهم من نطقوا به بألسنتهم.
وقال بعضهم: وكل من بغير علم يعمل أعماله مردودة لا تقبل
ومن السنة الحديث الثابت في الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال﴿من مات وهو يعلم انه لا اله إلا الله دخل الجنة﴾
والسنة لغة: الطريقة
واصطلاحا:
أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريرا ته.
والعلم ينقسم إلى قسمين فرض عين وفرض كفاية
فرض عين: لا احد يعذر بجهله له وهو ما لا يستقيم دين العبد الا به من معرفة العقيدة الصحيحة ومعرفة أحكام الصلاة والزكاة والصيام والحج.
فرض كفاية: وهو ما تعلمه فرض كفاية وليس على كل مسلم بل على من عنده الاستعداد لذلك وهو تعلم بقية أبواب العلم من فقه المعاملات وفقه المواريث وفقه الانكحة والى غير ذلك فهذا النوع إذا قام به من يكفي سقط الفرض عن الباقين.
إذن فتعلم التوحيد هو فرض عين لا يعذر احد بجهله له لأنه حق الله على عباده كما ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ أتدري ما حق العباد على الله وما حق العباد على الله قال الله ورسوله اعلم قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا...
فلا اله إلا الله كلمة معناها لفظ له معنى فلا اله إلا الله نفي واثبات ( لا اله)نفي و(إلا الله)إثبات.
( فلا اله )تنفي أربع أمور الأرباب والأنداد والآلهة والطواغيت.
الرب : هو كل من صرف له فعل من أفعال الله تعالى الخاصة بربوبيته . ودليل ذلك قوله تعالى :{ اتخذوا أحبارهم ورهبا نهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون} [التوبة : 31]
والإله : هو كل من صرف له عبادة من العبادات الخاصة بألوهية الله تعالى, سواء كان إنسان حياً أو جماداً منحوتاً . ودليل ذلك قوله تعالى :} وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً{ [نوح : 23] . وقال تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك . . .)الآية [المائدة : 116] .
الأنداد: كل ما شغلك عن ذكر الله وقد جمع الله الأمور التي تشغل الإنسان على دينه وتوعده بالعذاب إن قدمها على دينه والعياذ بالله قال تعالى( قل إن كان ءابائكم و أبنائكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين)
الطواغيت: والطاغوت هو كل ما عبد من دون الله وهو راض عن العبادة بصفة عامة يقول تعالى (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)
وإلا الله تثبت القصد والإرادة والخوف والرجاء والتعظيم والمحبة ومدار العبادة على هذه الأمور.
فلا اله الا الله معناها نفي جميع ما يعبد من دون الله ونتبث جميع العبادات بأنواعها لله عز وجل فلابد من العلم بمعنى هده الكلمة العظيمة حتى لا يقع الإنسان في ما يناقضها وهو لا يعلم والعياذ بالله.
2.اليقين: وهو الشرط الثاني ومعنى اليقين إزاحة الشك وذلك من قوة العلم وكماله ودليل اليقين قوله تعالى (إنما المومنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) شرط الله في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا أي لم يشكوا فأما المرتاب فهو من المنافقين.
ومن السنة الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم( اشهد أن لا اله إلا الله واني رسول الله لا يلقى الله بهما عبدا غير شاك فيهما إلا دخل الجنة)
والشاهد من هذا الحديث قوله غير شاك فاشترط في الشهادتين الموجبتين لدخول الجنة عدم الشك لأنه ينافي اليقين.
والشك والريب مترادفان والشك في علم الأصول تجويز أمرين لا مزية لأحدها على الآخر.
فمن شك في مسالة حسمت بنص فانه لم يحقق مدلول الكلمة كمن شك في وجود الجن أو الملائكة أو البعث أو أو...كل المسائل التي أمرنا الله الإيمان بها خصوصا الأمور الغيبية التي يعترض عليها اغلب المتفلسفون كعدم إيمانهم إلا بالأمور الملموسة المحسوسة وتكذيبهم لوجود الجن والذي فيه آية صريحة من القران في قوله تعالىوما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وغير ذلك من الأقوال الكفرية التي إن دلت على شيء فإنها تدل على أن هذا الشخص جاهل تمام لأمور الإسلام وانه لم يحقق شرط اليقين الذي هو من مستلزمات لا اله إلا الله وأيضا الرجل الذي شك في الساعة في قوله تعالى ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منهما منقلبا قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا) إذن فمن امن بالله عز وجل وجب عليه أن يؤمن أيضا بما اخبره الله به في قرانه وسنته نبيه سواء استوعب عقله ذلك أم لم يستوعب من وجود الجن والملائكة والجنة والنار وغير ذلك من الأمور الغيبية التي أمرنا الله عز وجل بالإيمان بها.
واعلم أن باليقين يحصل للمسلم الخوف من الله تعالى ولا يكون ذلك إلا بالعلم طبعا فيحصل للمسلم يقين جازم بأنه ينتظره يوم عظيم وحساب طويل فلا تراه إلا ذاكرا واقفا عند حدود الله عز وجل تائبا راجعا عند كل زلة يصيبها بسبب النفس الأمارة بالسوء والهوى وهذا لا يعني انتفاء اليقين على العاصي الذي لم ينتهي عن معصيته ولكن مرتبة اليقين والإيمان عند الأول اكبر من الآخر فالأول وصل إلى مرتبة الإحسان التي قيل فيها أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك.
3. الصدق: وضد الصدق الكذب ودليل الصدق قوله تعالى ( يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) وقال (والصادقين والصادقات) وقال (ولو صدقوا الله لكان خيرا لهم)
ومن السنة ما ثبت في الصحيحين عن معاد ابن جبل رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من احد يشهد أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله صدقا من قلبه الا حرمه الله على النار)
وقال عليه الصلاة والسلام (من قال لا إله إلا الله صادقاً من قلبه دخل الجنة)) رواه احمد .
والصدق في قول لا اله إلا الله هي ان يقولها صادقا من قلبه فمن قالها وهو غير صادق فهدا منافق لان المنافق هو الدي يظهر الخير ويبطن الشر والعياذ بالله .
واعلم يرحمك الله ان الصدق يظهر عند الابتلاء فيظهر الصادق من الكاذب يقول تعالى{الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ}
ويقول{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} ،
ويقول{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}
ويقول{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}
ويقول{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} ،
ويقول
{وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} ،
ويقول{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} ،
نعم فعند الامتحان يظهر الصادق من الكاذب ومن تدبر الآية علم أن الله مبتليه كما قال تعالى (احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) أحسبت أن تقول ءامنت ولا يمتحن الله صدق ايمانك( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ومن تأمل سيرة الصحابة والقصص التي من قبلهم كقصة اصحاب الأخدود وغير ذلك أدرك طبيعة طريق الاسلام وانه لابد من الامتحان وان الله ينظر إلى أحب الأمور في قلبك فيمتحنك فيها حتى يعلم صدقك
جاء في تفسير الاية
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } .
يخبر تعالى عن [تمام] حكمته وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال " إنه مؤمن " وادعى لنفسه الإيمان، أن يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن، ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم وفروعه، فإنهم لو كان الأمر كذلك، لم يتميز الصادق من الكاذب، والمحق من المبطل، ولكن سنته وعادته في الأولين وفي هذه الأمة، أن يبتليهم بالسراء والضراء، والعسر واليسر، والمنشط والمكره، والغنى والفقر، وإدالة الأعداء عليهم في بعض الأحيان، ومجاهدة الأعداء بالقول والعمل ونحو ذلك من الفتن، التي ترجع كلها إلى فتنة الشبهات المعارضة للعقيدة، والشهوات المعارضة للإرادة، فمن كان عند ورود الشبهات يثبت إيمانه ولا يتزلزل، ويدفعها بما معه من الحق وعند ورود الشهوات الموجبة والداعية إلى المعاصي والذنوب، أو الصارفة عن ما أمر اللّه به ورسوله، يعمل بمقتضى الإيمان، ويجاهد شهوته، دل ذلك على صدق إيمانه وصحته.
ومن كان عند ورود الشبهات تؤثر في قلبه شكا وريبا، وعند اعتراض الشهوات تصرفه إلى المعاصي أو تصدفه عن الواجبات، دلَّ ذلك على عدم صحة إيمانه وصدقه.
والناس في هذا المقام درجات لا يحصيها إلا اللّه، فمستقل ومستكثر، فنسأل اللّه تعالى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يثبت قلوبنا على دينه، فالابتلاء والامتحان للنفوس بمنزلة الكير، يخرج خبثها وطيبها.
الاخلاص: وهو لغة التصفية وشرعا محبة الله وإرادة وجهه وتصفية العبادة كلها له وحده لا شريك له لأنه هو المستحق لها دون من سواه وضد الإخلاص الشرك ومعناه صرف نوع من انواع العبادة التي لا تكون الا لله لغير الله ودليل الإخلاص قول الله عز وجل: (ألا لله الدين الخالص) وقال( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء)فالله عز وجل لا يقبل اي عمل الا اذا توفر فيه شرطين ان يكون خالصا لوجهه وان يكون موافقا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد)
5.المحبة: وضد المحبة الكراهية والدليل قوله تعالىيا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحيهم ويحبونهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يوتيه من يشاء والله واسع عليم)
فمن ابغض شيئا مما جاء به الله فانه لم يحقق شرط المحبة يقول تعالىقل ان كنتم تحبون الله فاتبوعوني يحببك الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)فنحب الله ورسوله والمومنون ونحب نصرة الدين....فمن ابغض كل هذا فهذا لا شك في انه منافق والعياذ بالله والمحبة تنقسم الى أقسام اهمها:
محبة الله: وهي غير كافية للدخول الى الاسلام لان كل واحد يدعي حب الله فاليهود تدعي حب الله والنصارى تدعي حب الله ...ولكن هاته المحبة غير كافية للدخول الى الاسلام.
محبة ما يحب الله: وهي التي تدخل الانسان إلى الإسلام لأنه ينقاد ويتبع ما أمره الله به.
المحبة الشركية وهي أن يبلغ به حب شخص ما لدرجة ان يتخد ندا مع الله والعياذ بالله كما قال تعالى: (ومن الناس من يتخد من دون الله أندادا يحبهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله) وأمثلة ذلك كثيرة فهناك من يحب ويعظم الأولياء أكثر من الله مثلا إن قلت له احلف بالله على الكذب حلف وإذا قلت له احلف بالسيد فلان لا يستطيع والعياذ بالله.
وهناك ايضا المحبة الطبيعية كمحبة الزوجة والاولاد والوالدين...وهي مباحة ولكن ان يتحول حب هذا الشخص فوق حب الله ورسوله فقد اتخذه ندا والعياذ بالله كان يأمر الزوج مثلا زوجته بخلع الحجاب ...فهذه المحبة اصبحت شركية والعياذ بالله.
المحبة في الله : وهي محمودة وفيها من الأجر الكثير أي محبة الشخص لدينه ليس إلا لم يحبه من اجل مصلحة دنيوية أو غير ذلك وإنما أحبه لله فعن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه و جد حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره أن يعود في الكفر بعد ان أنقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار) متفق عليه.
وجزاء المحبة في الله عظيم جدا فعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله منهم رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه).
وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فارصد الله له على مدرجته ملكا وذكر الحديث إلى قوله أن الله قد احبك كما أحببته في. )
نعم فقد كانت نية زيارته لله وليس لأجل أي غرض دنيوي فاستحق حب الله له.
وعن معا ذ رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:]قال الله عز وجل (المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء)[.
نعم فالمسلم الحق لا يحب إلا من أحب الله ولا يبغض إلا من ابغض الله ويوالي في الله ويعادي في الله وهذا لا يكون إلا للمسلم الحق المحب المخلص لله عز وجل.
6.القبول: وضد الكلمة الرد فقبول أمر الله لا رأي لنا فيه وإنما هو أمر ولا نناقش هذا الأمر وإنما نسمع ونطيع واغلب الكفار ردوا هذه الكلمة العظيمة لما علموا مستلزماتها كما ردها كفار قريش وغيرهم خصوصا إذا خالفت ما كانوا عليه من دين الآباء والأجداد كما قال تعالى وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على امة وإنا على آثارهم مقتدون قال أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آبائكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون. فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين )وقال إذا قيل لهم لا اله إلا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون.)
ومن السنة ما ثبت في الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير وكانت منها اجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة أخرى وإنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت ﻛﻷ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به)
وفي هذا الحديث العظيم ثلاثة أصناف من الناس:
1.من قبل الحق وعمل به وعلمه غيره فهذا أعظم الناس أجرا وهو من فقه في دين الله فعلم وعمل وعلم غيره وهم أهل الرواية والدراية أي الحفظ والفقه.
2.من لهم نصيب من الحفظ مع العمل دون الفقه وهم أهل الرواية فنفع الله بهم الناس بتبليغ العلم دون استنباط أحكامه واستخراج كنوزه.
3. أقماع القول الذين ليسوا بأهل رواية ولا دراية ولا عمل إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا.
إذن فالواجب هو قبول شرع الله دون أي تعليق أو جدال كمن يجادل عن الحجاب والعياذ بالله أو عن تعدد الزوجات فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فالقران واضح من قبله نجا ومن رده هلك.
7. الانقياد: والدليل قوله تعالى فلا وربك لا يومنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) وقال تعالى إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا واطعنا واؤلئك هم المفلحون)
نعم فقول المؤمن إذا دعي إلى قول الله ورسوله أن ينقاد بقلبه وجوارحه ويسمع ويطيع ولا يكون كاهل الكتابين من قبل قالوا سمعنا وعصينا والعياذ بالله فهناك من يقبل شرع الله بقوله نعم هذا هو الحق ولكن لا ينقاد إليه إما لأنه لا يوافق أغراضه الدنيوية أو انه يخالف دين الآباء والأجداد فيصعب عليه فراق دينهم وتكفيرهم كما فعل أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم فقد اقر بدين محمد ويعلم صدق ابن أخيه وأمانته وانه على الحق ودافع عنه وأعانه على الدعوة ولكن لم ينقد حقق شرط القبول ولم يحقق شرط الانقياد فلم ينفعه ذلك فمات على الكفر كما هو معلوم والعياذ بالله.
وقد يرجع أيضا سبب عدم الانقياد لشرع الله الخوف كما حدث لاؤلئك النفر من اليهود الذين أتوا الرسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا نشهد أن لا اله إلا الله وانك رسول الله فأمرهم بان ينقادوا لمستلزمات الكلمة فأجابوه أنهم إذا فعلوا لم يتركوهم قومهم ولم ينفعهم ذلك الإقرار وكما حدث أيضا مع ملك فارس حينما بعث له رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة يدعوه إلى الإسلام اقر انه رسوله الله ولكن لما علم أن الأساقفة رفضوا اثر الملك على الدين وخاف على عرشه واستحب الحياة الدنيا فلم ينفعه إقراره بدون
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
شكرا لكي اختي الفاضله وبارك الله فيك
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك
وجزاك الله كل الخير