عنوان الموضوع : نواقض لا اله الا الله - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

نواقض لا اله الا الله



نواقض التوحيد









بعد الانتهاء من شرح الشروط فاعلم انه يلزمك تعلم نواقص التوحيد أي تعلم الإسلام وما يناقضه أيضا حتى لا يقع المسلم فيها وهو لا يعلم والعياذ بالله.


وكما قيل: والضد يظهر حسنه الضد وبضدها تتبين الاشياء
النواقض: جمع ناقض اسم فاعل والنقض في الأصل حل المبرم وإفساده من نقضت الشيء إذ أفسدته قال تعالىولا تنقضوا الايمان بعد توكيدهاوقال تعالى:}ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا)سورة النحل92

فنو اقض الإسلام هي مفسداته ومبطلاته التي متى طرأت عليه أفسدته وأحبطت العمل وصار صاحبه من المخلدين في النار والعياذ بالله كالحدث إذا دخل في الطهارة أفسدها وأبطلها.



وقد جمعها الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في عشرة نواقض حتى يسهل على الناس معرفتها وقد ذكر هذه العشرة لأهميتها لان الأغلب يقع في هذه النواقض وهي أكثر من ذلك كما يذكره الفقهاء في كل باب حكم المرتد فهو المسلم الذي يكفر بعد إسلامه نسال الله العافية والسلامة ولذلك وجب على كل مسلم أن يخاف على دينه أكثر مما يخاف على نفسه وعلى ماله فيخاف أن يقع في فتنة الشهوات أو الشبهات لأنهما سبب خروج الإنسان على دينه والعياذ بالله يقول النبي صلى الله عليه وسلم أنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافر ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا ) فالمسلم ما دام على قيد الحياة فانه معرض للفتن ومعرض للردة عن دين الله لهذا كان إمام الحنفاء الخليل عليه السلام يدعوا ربه فيقول}واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن اضللن كثيرا من الناس{فهذا الخليل الذي كسر الأصنام بيده وأوذي والقي في النار يخاف على نفسه من أن يرتد عن التوحيد ويعبد الأصنام وهذا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وهو أكمل الناس إيمانا وأكملهم توحيدا يخاف على نفسه فيدعوا ويقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك{ فتقول له عائشة رضي الله عنها تخاف على نفسك؟فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم يا عائشة وما يؤمنني وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن؟ فإذا كان الخليلين إبراهيم ومحمد صلوات الله عليهم خافا على دينهما فالواجب ممن هو دونهما أن يخاف أكثر والخوف وحده لا يكفي فلابد أن يكون مع الخوف عمل يقيه من هذه الفتنة ولا ننجى من فتنة الشبهات والشهوات إلا بالتعلم لان الجاهل قد يقع في هذه النواقض وهو لا يدري بل يقلد الناس ومن يحسن بهم الظن فيفعل مثل فعلهم وأما العالم الرباني فانه ينفعه علمه بإذن الله ويتجنب هذه الأمور ومن كان بالله اعرف كان من الله أخوف فلابد من تعلم التوحيدويعمل به ويتعلم نواقض الإسلام حتى يتجنبها ولا يقع فيها كما قال حذيفة ابن اليمان كان الناس يسالون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة أن يدركني .


1.الشرك: أول ناقض هو الشرك و معناه صرف نوع من أنواع العبادات التي لا تكون إلا لله لغير الله.
والعبادة كما شرحها الشيخ ابن تيمية هي اسم جامع لكل ما يحيه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة.
فمن صرف شيئا من أنواع هذه العبادات كالذبح أو النذر أو الدعاء أو غير ذلك لغير الله فقد أشرك بالله لان هذا هو معنى الشرك أن تخلص لله في بعض الأمور وتشرك به في بعض الأمور الأخرى والعياذ بالله فمن اخلص جميع أعماله لله فقد نجا.


والشرك ينقسم إلى ثلاث أقسام: اكبر مخرج من الملة واصغر غير مخرج من الملة وشرك خفي غير مخرج من الملة أيضا.


والشرك الأكبر ينقسم بدوره إلى أربع أقسام:

1.شرك الدعاء: أي الدعاء والدليل قوله تعالىفإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون)يخبر تعالى عن الكفار المشركين به أنهم إذا كانوا في البحر على السفن التي سخرها الله لهم تسير بهم حيث شاءوا بسهولة فإذا جاءتهم ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وتيقنوا بالهلاك لجئوا حينئذ إلى الله وحده في كشف كربتهم لعلمهم انه لا ينجيهم إلا هو وحده فيخلصون له الدين والدعاء بالتضرع والبكاء ويتركون آلهتهم كلها ويقولون لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين فيستجيب دعائهم الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويوصلهم إلى مطلوبهم سالمين فإذا نزلوا عن السفينة عادوا إلى شركهم وكفرهم يخادعون الله وهو خادعهم ولكن لتمام علمه وحكمته وحلمه يمهلهم إلى اجل مسمى ولو شاء لأهلكهم في البر أو في أي مكان كانوا فإذا كان يوم القيامة فإذا الحجة قد قامت عليهم فيدخلون جهنم داخرين خالدين فيها أبدا والعياذ بالله.
وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في القواعد الأربع القاعدة الرابعة:

أي مشركي زماننا أغلظ شركا من الأولين لان الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ومشركوا زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة.



نعم فأهل زماننا يشركون في الرخاء والشدة ومثال ذلك أن المرأة إذا لم تنجب ذهبت إلى الولي الفلاني تدعوه فان منحها الله الولد حملت إلى الولي ما يسمى بالمرفوضة وهي عبارة عن ذبيحة تذبحها عند ضريح الولي كل سنة والعياذ بالله فهذه أشركت مع الله في الشدة أي عند الرغبة في الولد وفي الرخاء أيضا وقد يتلبس هذا الأمر على الكثير بقولهم ولماذا عندما تذهب ترزق الولد أو الزوج سبحان الله فان ذلك الرزق كان آتي لا محال ولكنها استعجلت في الرزق وأشركت بالله ويمكن تلخيص حقيقة هذا الأمر بان ذاك الضريح الذي يقصده هؤلاء الجهال لجلب المنفعة أو دفع ضر هو مكان مليء والعياذ بالله بملوك الجن والشياطين همهم وهدفهم الأول والأخير إخراج الإنسان من دائرة الإسلام فيزينون لهم الكفر وبأي طريقة كانت كما اقسم الملعون في قوله تعالى وعزتك وجلالك لأغوينهم أجمعين فمثلا عندما تأتي واحدة إلى ذلك الضريح تريد الولد ينظر إن كانت تطبب عالجوها وان كان بها سحر يفك سحرها بطرد الجني المكلف بسحرها وهي عندما تعالج تظن أن النفع والضر بيد الولي وهذا ما يريده الشياطين منها.




2.شرك النية والإرادة والقصد: والدليل قوله تعالى: (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم لا يبخسون.اؤلئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون).
شرك النية وهي لغة القصد وهو عزم القلب على فعل الشيء.والإرادة لغة: الميل. والقصد لغة: الطلب فهذه الثلاث كالمترادفات ومعناها متقارب.
والمقصود أن من نوى وأراد بإعماله الدنيا أو الرياء كاهل النفاق الخلص إرادة كلية ولم يقصد بها وجه الله تعالى والدار الآخرة فهو مشرك الشرك الأكبر أما من أراد بأعماله الله والدار الآخرة ولكن طرا على بعض أعماله رياء أو نحو ذلك فليس داخلا في ذلك بل يكون عمله شرك اصغر كما سيأتي الكلام عليه إن شاء الله.
والآية التي في سورة هود تبين أن كل من عمل لأجل الدنيا وترك الآخرة انه يعطى ما طلب من غير نقصان ولكن بين الله تعالى في سورة الإسراء أن هذه الآية ليست مطلقة لكل احد بل مقيدة بمن أراد الله سبحانه وتعالى كما قال: (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا.)
اخرج مسلم من حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت بها؟قال:قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لان يقال جرئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى القي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه أو قرأ القران فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها؟ قال تعلمت وعلمته وقرأت القران فيك قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القران ليقال قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى القي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال فما عملت فيها؟ فقال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى القي في النار)
وفي الحديث:أن معاوية لما بلغه هذا الحديث غشي عليه فلما أفاق قال صدق الله ورسوله قال الله عز وجل(من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم لا يبخسون.اؤلئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون)
3.شرك الطاعة: والدليل قوله تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهباهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا اله إلا هو سبحانه عما يشركون)سورةالتوبة31.
تفسير ابن كثير:روى الإمام احمد والترمذي وابن جرير من طرق عن عدي بن حاتم رضي الله عنه انه لما بلغته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فر إلى الشام وكان قد تنصر في الجاهلية فأسرت أخته وجماعة من قومه ثم من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أخته وأعطاها فرجعت إلى أخيها فرغبته في الإسلام وفي القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم عدي إلى المدينة وكان رئيسا في قومه طيء وأبوه حاتم الطائي المشهور بالكرم فتحدث الناس بقدومه فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنق عدي صليب من فضة وهو يقرا قوله تعالى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله.. قال فقلت:أنهم لم يعبدوهم فقال بلى إنهم حرموا عليهم الحلال واحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم.انتهى)
وبعد سؤال عدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه إلى الإسلام فاسلم وكان أول ما تعلمه من الرسول صلى الله عليه وسلم هو مفهوم العبادة وأنها ليست فقط ركوع وسجود وإنما الطاعة في التحليل والتحريم أيضا عبادة فتعلمه واقر به وعمل به رضي الله عنه وعن جميع المسلمين.
وهذا الغلط في مفهوم العبادة وقع فيه أهل زماننا ايضا وقد صدق الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم حينما قال لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن ؟؟. )اخرجه الامام البخاري رحمه الله في صحيحه
وقال السدي في قوله تعالى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)قال استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ولهذا قال تعالىوما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا) أي الذي إذا حرم الشيء فهو حرام وما أحله فهو الحلال وما شرعه اتبع وما حكم به نفذ.
نعم وهذا ما يظهر على ارض واقعنا استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم فأين شرع الله وحكمه؟وهل اتبع شرعه أم نبذ.
فالله سبحانه وتعالى وضع أحكاما وبين لنا الحلال منها والحرام فحرم علينا الربا والزنا لكنه في الواقع الربا حلال والزنا حلال نجد البنوك الربوية المرخص لها والمشجع عليها بكل وسائل الإعلام وإغراء الشخص بكل الوسائل حتى يقوم بالربا والعياذ بالله وكذلك الزنا أصبح لها دور مرخص لها وأما التحريم فواضح جدا ممنوع الصلاة أثناء العمل الصلاة يا عباد الله عمود الإسلام وممنوع لبس الحجاب الشرعي في العمل....حتى انه من أراد في هذا الزمان أن يتمسك بدينه شعر بالغربة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم بدا الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) حديث صحيح رواه الامام مسلم في صحيحه.
وأحس ايضا وكأنه قابض في يده جمرة كما قال أيضا صلى الله عليه وسلم ياتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر.رواه الترمذي
وما يدل دلالة صريحة على أن الطاعة في التحليل والتحريم شرك المناظرة التي حدثت بين المسلمين والمشركين حول تحريم الميتة حيث أراد المشركون إقناع المسلمين بأنه لا فرق بين الشاة تموت وحدها والشاة التي يذبحها المسلمون بشبهة أن الميتة إنما ذبحها الله تعالى فانزل الله تعالى حكمه من فوق سبع سموات (وان أطعتموهم إنكم لمشركون)أي لو أنهم أطاعوهم فيما قالوا لأصبحوا بها كافرين.

إذن فالطاعة الشركية ليست مقتصرة على الركوع والسجود ودعاء غير الله وإنما أيضا الطاعة في التحليل والتحريم وقد صدق ابن المبارك حينما قال:وهل افسد الدنيا إلا الملوك وأحبار السوء ورهبانهم.




4.شرك المحبة: والدليل قوله تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله..)البقرة
والمراد بهذه المحبة محبة العبودية المستلزمة للإجلال والتعظيم والذل والخضوع التي لا تنبغي إلا لله وحده لا شريك له ومتى أحب العبد بها غيره معه فقد أشرك به الشرك الأكبر.
أما المحبة الطبيعية كمحبة المال والأهل والولد... ونحو ذلك فليست كذلك بل هي مباحة إذا لم تقدم على محبة الله ورسوله أو تزاحمها أو تؤذي إلى معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بل قد تكون مستحبة بحسب النية الصالحة.

أما محبة الرسول صلى الله عليه وسلم فهي تابعة لمحبة الله لازمة لها بل قد نفى النبي صلى الله عليه وسلم إيمان العبد حتى يكون صلى الله عليه وسلم أحب إليه من ولده والناس أجمعين كما في الصحيحين وغيرهما.

والمقصود أن المحبة عبادة من اجل أنواع العبادات فمن صرفها لغير الله فقد أشرك به الشرك الأكبر(للتفصيل أكثر ارجع لشرح شرط المحبة في درس الشروط).
النوع الثاني من أنواع: الشرك الأصغر وهو الرياءوالدليل قوله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحد)
والفرق بين الشرك الأكبر والأصغر ما يلي:
•الشرك الأصغر لا يوجب الخلود في النار كالأكبر.
•انه لا يحبط جميع الأعمال وإنما يحبط العمل الذي قارنه فقط أو ينقض ثواب العمل.
•أن صاحبه ماله إلى الجنة سواء عذب أو أو لم يعذب بخلاف الأكبر...
إلى غير ذلك من الفوارق.
والشرك الأصغر هو أعظم الذنوب بعد الشرك الأكبر واكبر من الكبائر حتى إن بعض أهل العلم يختار إن من مات على الشرك الأصغر قبل التوبة منه انه لابد من دخوله النار وتعذيبه على قدر شركه كما هو ظاهر الآية(إن الله لا يغفر أن يشرك به) ولكنه لا يخلد في النار بل ماله إلى الجنة كما هو معتقد أهل السنة والجماعة.
وقد فسر الشيخ الشرك الأصغر بالرياء والدليل على ذلك ما رواه الإمام احمد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا وما الشرك الأصغر قال الرياء يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جازى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟)حديث صحيح.
ففي هذا الحديث بيان واضح في تسميته بالرياء وفيه انه أخوف ما يخاف منه على الصالحين فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاف على الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين مع قوة إيمانهم وعلمهم فغيرهم ممن هو دونهم باضعاف أولى بالخوف من الشرك أصغره وأكبره.
وروى ابن خزيمة في صحيحه عن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر قالوا يا رسول الله وما شرك السرائر؟ قال يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه فذلك شرك السرائر).
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (وأما الشرك الأصغر فكيسير الرياء والتصنع للخلق والحلف بغير الله وقول الرجل للرجل ما شاء الله وشئت وهذا من الله ومنك وأنا بالله وبك ومالي إلا الله وأنت وأنا متوكل على الله وعليك ولولا الله وأنت لم يكن كذا وكذا وقد يكون هذا شركا اكبر بحسب قائله ومقصده).
والمقصود من قول ابن القيم أن هذا قد يصل إلى الشرك الأكبر حسب قصد القائل فلو مثلا واحد حلف بغير الله خطا لحداثة عهده بالإسلام ولتعود لسانه قبلا على ذلك ولم يقصد كان يقول مثلا وحق القران أو وحق جاه النبي أو أو فهدا لا يصل به إلى الشرك الأكبر بعكس الذي يحلف وهو يعتقد تعظيم الحالف به فهذا شرك اكبر.
وأما تفصيل الرياء والعمل لغير الله تعالى فقد ذكره العلماء وشرح الحديث في مصنفاتهم مثلا قول الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم( واعلم أن العمل لغير الله تعالى أقسام: فتارة يكون رياء محضا كحال المنافقين كما قال تعالى(وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا) وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء:فان شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه فان خالط نية الجهاد مثلا نية غير الرياء مثل اخذ أجرة للخدمة أو اخذ شيء من الغنيمة أو التجارة نقص بذلك اجر جهاده ولم يبطل بالكلية وأما إن كان أصل العمل لله ثم طرا عليه نية الرياء :فان كان خاطرا ثم دفعه فلا يضره بغير خلاف وان استرسل معه فهل يحبط عمله أم لا فيجازى على أصل نيته؟ في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف فبعض العلماء يبطله بالكلية وبعضهم يقول أن استرسل معه فله اجر إخلاصه وعليه وزر الرياء وأما إذا عمل العمل لله خالصا ثم ألقى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين بذلك ففرح بفضل الله ورحمته لم يضره ذلك وفي هذا المعنى جاء حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن الرجل يعمل العمل لله من الخير ويحمده الناس عليه فقال تلك عاجل بشرى المؤمن خرجه مسلم)

النوع الثالث من أنواع الشرك:الشرك الخفي والدليل قوله صلى الله عليه وسلم الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل وكفارته قوله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا وأنا اعلم وأستغفرك من الذنب الذي لا اعلم).
وسمي هذا النوع خفيا لكونه يخفى على المرء نفسه فضلا عن غيره أو لكون صاحبه يخفيه عن الناس فلا يطلع عليه إلا الله الذي لا تخفى عليه خافية كما قد سمي بذلك أيضا الشرك الأصغر وهو الرياء في حديث أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعا عن احمد وابن ماجة( حديث حسن راجع فتح المجيد وغيره) والمقصود أن الشرك الخفي دقيق جدا.
وقد أورد نحو هذا الحديث الشيخ محمد ابن عبد الوهاب في كتاب التوحيد عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا فقال( فلا تجعلوا لله أندادا وانتم تعلمون)
عن ابن عباس رضي الله عنها في الآية الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفة سوداء في ظلمة الليل وهو أن تقول والله وحياتك يافلان وحياتي وتقول لولا كليبة هذا لاتنا اللصوص ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص وقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت وقول الرجل لولا الله وفلان لا تجعل فيها فلانا هذا كله به شرك)رواه ابن حاتم بسند حسن.
روى البخاري في الأدب الفرد وابن المنذر وأبو يعلى وابن أبي حاتم وغيرهم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشرك فيكم اخفي من دبيب النمل) قال أبو بكر يا رسول الله وهل الشرك إلا ما عبد من دون الله أو ما دعي من دون الله؟ قال ثكلتك أمك الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ألا أخبرك بقول يذهب صغاره و كباره(أو قال صغيره و كبيره) قال بلى قال تقول كل يوم ثلاث مرات : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وانأ اعلم وأستغفرك لما لا اعلم. والشرك أن تقول:أعطاني الله وفلان والند أن يقول الإنسان:لولا فلان قتلني فلان.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


مشكورررررررررررررررررررررررررررررره


__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امرأه من خيال
مشكورررررررررررررررررررررررررررررره

شكرا اختي الغاليه وجزاكي الله خير


__________________________________________________ __________

جزاك الله خيرا وجعله في موازين اعمالك


__________________________________________________ __________

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طفول

بارك الله فيك اختي الفاضله