عنوان الموضوع : عام مضى وعام جديد فماذا قدمنا ليوم الوعيد ؟ من الشريعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
عام مضى وعام جديد فماذا قدمنا ليوم الوعيد ؟
عام مضى وعام جديد فماذا قدمنا ليوم الوعيد ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله والحمد لله الذي لايبقى شيء سواه والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه رسولنا محمد إبن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم لقياه أما بعد , فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فها هي الساعات تتسابق وتمر والأيام تطوى والأسابيع تمضي والشهور تنقضي ولا تفتر فتسارع في هدم أعمارنا وبلوغ آجالنا فيا ليت شعري من منا المحسن فنهنيه ومن المسيء فنعزيه ؟ ويأيها الأحبة مع أُفول نجم عام وسطوع نجم عام آخر وقفات بسيطة ومعاني عظيمة :
1- نعمة وعبرة :
في تعاقب الليل والنهارودوران الزمن نعمة وعبرة فأما النعمة فجاء ذكرها في قوله تعالى :" الله الذي جعللكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لايشكرون " [ غافر – 61 ]
وأما العبرة فجاء ذكرها في قوله تعالى :" إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ماخلقت هذاباطلاً سبحانك فقنا عذاب النار " [ ال عمران 190-191 ]
2- نهاية السنة ونهاية العمر :
إن في مرور الأيامتذكير بالآجال فكما أن العام يبتدئ وينتهي فكذلك عمر الإنسان بل والدنيا كلهاابتدأت ويوماً ما سوف تنقضي . أخي المسلم أختي المسلمة أرأيتم إلى هذه السنة كانتقبل وقتٍ قريب مبتدئة وهاهي تنتهي قد جفت أقلامها وطويت صحائفها ودونت أعمالها , وهاهي السنة الجديدة تولد قد عُبئت أقلامها وجهزت صحائفها فيا ليت شعري هل ندركأخرها أم كيف ستكون أعمالنا فيها ؟
ونهاية العام تذكرنا بنهاية الدنيا التي كتبالله عليها الفناء , وكان من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تذكير أصحابه بنهايةالدنيا . قال إبن عمر – رضي الله عنهما – خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلموالشمس على أطراف السعف فقال : " مابقي من الدنيا إلا كما بقي من يومنا فيما مضىفيه ." [ رواه إبن أبي الدنيا وحسنه الترمذي ]
3- فرح‘‘ وحزن :
في إقبال عام وإدبار آخر فرح‘‘ وحزن , فنفرح بما عملنا في العام الماضي من خيرات وما سابقنا فيه من صالحات وما زرعنا فيه من حسنات نرجو ثوابها من الله الكريم المنان . ويقابل ذلك أننا نحزن على تفريطنا في إكتساب المزيد من الحسنات والوقوع في بعض المحرمات والمكروهات . وكل هذه المشاعر تقودنا إلى صدق التوجه إلى الله تعالى بتوبةٍ نصوحٍ صادقة وسلوك الصراط المستقيم والإنضمام إلى ركب المتقين الصادقين , يخالط هذا وذاك إعتبار وتفكر في صروف الدهر وتقلب الليالي والأيام ومُضي الأقدار بما كان ومباغتة المنايا للإنسان .
بمثل هذه المشاعروالأحاسيس يختم المؤمنون الصادقون ذوو الغايات النبيلة والنفوس السامية والهممالعالية عاماً مضى ويستقبلون عاماً قد حل , وأما اللاهون العابثون الغافلون فيأكلونوينامون ويعبثون ولا يتعظون ولا هم لهم ولا هدف إلا إشباع شهواتهم وإرواء نزواتهم .
4- السلف والإعتبار بمرور الأيام :
كانسلف الأمة – رحمهم الله – لايندمون على دنيا مولية ولا لذة فانية ولا منصبٍ زائل ولا شهره كاذبة وإنما كان ندمهم على ساعةٍ مرت لم يشغلوها بعملٍ صالح . كان إبن مسعود – رضي الله عنه - يقول : ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي . وكان أبوبكر بن عياش – رحمه الله – يقول : إن أحدهم لوسقط منه درهم لظل يومه يقول : إنا لله ذهب درهمي , ولا يقول : ذهب يومي وما عملتُ فيه . وكان مفضل بن يونس إذا جاء الليل قال : ذهب من عمري يوم‘‘ كامل فإذا أصبح قال : ذهبت ليلة كاملة من عمري , فلما أحتضر بكى وقال : قد كنت أعلم أن لي من كركما علي يوماً شديداً كربه شديداً غصصه شديداً غمه فلا إله إلا الذي قضى الموت على خلقه وجعله عدلاً بين عباده , ثم جعل يقرأ قوله تعالى :" الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور " ثم تنفس ومات رحمه الله . وقال مفضلبن يونس : رأيت محمد بن النضر يوماً كئيباً حزيناً فقلت ما شأنك ؟ وما أمرك ؟ فقال : مضت الليلة من عمري ولم أكتسب فيها لنفسي شيئاً , ويمضي اليوم أيضاً ولا أرى اني أكتسب فيه شيئا فإنا لله وإنا إليه راجعون .
فسلف الأمة مع ماهم عليه من اجتهاد في العمل إلا أنهم كانوا يتهمون أنفسهم بالتقصير دائما . قال ابن القيم : ومن تأمل أحوال الصحابة – رضي الله عنهم – وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف , ونحن جمعنا بين التقصير بل بين التفريط والأمن .
فهم يعلمون أن عاقبةالتفريط لا تورث إلا الحسرة والندامة كما قال الشاعر :
وما أقبح التفريط‘ في زمن الصبا *** فكيف به والشيب في الرأس نازلُ
ترحل من الدنيا بزادٍ من التقى *** فعمرك أيام وهن قلائل
5- آية وتفسير
قال الله تعالى : " وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرةً لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكلشيءٍ فصلناه تفصيلاً وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباًيلقاه منشوراً اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وزارة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " [ الإسراء 12 – 15 ]
قال الحسن البصري – رحمه الله – في تفسير هذه الآية :
يا ابن آدم بسطت لك صحيفتك ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والآخر عن شمالك فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك وأما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك فاعمل ماشئت أقلل أو أكثر حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة كتاباً تلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا , فقد عدل والله من جعلك حسيب نفسك .
قال ابن كثير – رحمه الله - تعليقاً على هذا الكلام :
هذا من أحسن كلام الحسن رحمه الله . [ تفسير ابن كثير 3 / 47 ]
متى تمسي وتصبح مستريحا
وأنت الدهرَ لا ترضى بحالٍ
تكابدُ جمع شيءٍ بعد شيءٍ
وتبغي أن تكون رخيَ بالِ
تُسر إذا نظرت إلى هلالٍ
ونقصكَ إن نظرت إلى الهلالِ
هبِ الدنيا تُساق إليك عفواً
أليس مصير ذاك إلى زوالِ
وأخيراً أسأل الذي لايعبد بحقٍ سواه أن من نشر هذا المقال بأي وسيلةٍ كانت أو شارك فيه أو دل عليه أو قرأه ذكراً كان أم أنثى أن يجعله ممن يأخذه محمد صلى الله عليه وسلم بيده إلى الفردوس الأعلى من الجنة والحمد لله وصلى الله على نبينا محمد .
جمع واعداد : علي سعد لجهر
منقووووووول
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جميعآ اللهم آمين
موضوع جميل جدآ تسلمي عزيزتي
يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم اجعلنا ممن يشفع له نبينا الكريم صلى الله عليم وسلم
__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوعه1
جميعآ اللهم آمين
موضوع جميل جدآ تسلمي عزيزتي
يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم اجعلنا ممن يشفع له نبينا الكريم صلى الله عليم وسلم
الله يسلمك
مرور يشرفني وتعليق يسعدني
تحياتي
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
جزاني وجزاكي الله كل خير
اللهم امين
اختي في الله
شاكره لك حضورك للموضوع
تقبلي تحياتي وتقديري
__________________________________________________ __________