عنوان الموضوع : أثر الذنوب في نزول العذاب شواهد تاريخي
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

أثر الذنوب في نزول العذاب شواهد تاريخي



أثر الذنوب في نزول العذاب شواهد تاريخية
الخميس 07, يناير 2017

د. خالد الغيث
لجينيات ـ في العام المنصرم مرت بنا أحداث جليلة ، منها زلزال العيص ، وبراكين العيص التي لاتزال تنتظر إذن العزيز الجبار لتقذف حممها ، والتي تقدر في حالة إنفجارها ، لاقدر الله ، أن تصل حممها إلى إرتفاع عشرين كم في السماء ، نسأل الله الرحمة والعافية ؛ و أيضاً شروع إيران في تطبيق مخططها الطائفي لتطويق المملكة العربية السعودية ، عن طريق الحوثيين ؛ كذلك ما حصل يوم التروية ، الثامن من ذي الحجة في جدة من سيول مدمرة ؛ وكذلك ماوقع في العام الجديد و قبل عدة أيام من خسوف للقمر ..

كل ماسبق يعد كافياً لكل مسلم أن يتوقف عنده ، ليتذكر ، ويعتبر ، غير أن بعض وسائل الإعلام ، كعادتها ، قامت بإشغال الناس عما حدث ، ويحدث ، وكأن تلك الأحداث أمور طبيعية مادية ، غير مرتبطة بأعمال الناس وسلوكهم وتصرفاتهم .

هذا وقد حفلت كتب التاريخ بذكر العديد من الآيات و النذر الربانية ، التي أجراها الله سبحانه وتعالى، على الأمة المسلمة ، أذكرها في هذا المقام من باب ( إن الذكر ى تنفع المؤمنين ) ومن ذلك ماحصل قبيل الغزو المغولي وفي أثناء الغزو المغولي ،- في القرن السابع الهجري- ؛ تنبيهاً للأمة بسبب غفلتها ، وتلبسها بالمعاصي ، وأمنها من عقوبة الله سبحانه وتعالى.

وفيما يلي ذكر لبعض تلك النذر :

1- ما وقع في سنة (سبع وتسعين وخمسمائة) من زلازل عظيمة في الشام ومصر، وفي ذلك يقول المؤرخ سبط ابن الجوزي مبيناً علة ذلك : ( وما ظلم الله عباده بإهلاك النسل والناسل ، ولكنهم تعاموا عن الحق ، وتمادوا في الباطل ، وأضاعوا الصلوات ، وعكفوا على الشهوات والشواغل ، وارتكبوا الفجور ، وشربوا الخمور ، وأكلوا الربا ، والرشا ، وأموال اليتامى ).

2- ما وقع في سنة ( اثنتين وخمسين وستمائة ) من خروج نار عظيمة بأرض عدن ، وفي ذلك يقول المؤرخ ابن دقماق : ( وفيها ظهرت نار بأرض عدن في بعض جبالها ، بحيث يطير بها شرار إلى البحر في الليل ، ويصعد منها دخان بالنهار ، فما شكوا أنها النار التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم أنها تظهر في آخر الزمان ، فتاب الناس وأقلعوا عما كانوا عليه من المظالم والمفاسد).

3- ما وقع في سنة ( أربع وخمسين وستمائة) من خروج النار العظيمة بأرض الحجاز قرب المدينة النبوية ، وفي ذلك يقول المؤرخ أبو شامة : ( ووقت ما ظهرت دخل أهل المدينة إلى مسجد نبيهم عليه الصلاة والسلام ، مستغفرين تائبين إلى ربهم... وقد حصل بطريق هذه النار إقلاع عن المعاصي والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات ، وخرج أمير المدينة عن مظالم كثيرة ).

وفي رسالة بعث بها قاضي المدينة إلى بعض أصحابه يخبره فيها عن خبر النار، أوردها المؤرخ أبو شامة ، وفيما يلي مقتطفات منها : قال القاضي : ( وأشفقنا منها ، وخفنا خوفاً عظيماً ، وطلعت إلى الأمير وكلمته وقلت له : قد أحاط بنا العذاب ، ارجع إلى الله ، فأعتق كل مماليكه ، ورد على جماعة أموالهم... وقال أيضاً : ( وبالله يا أخي إن عيشتنا اليوم مكدرة ، والمدينة قد تاب جميع أهلها ، ولا بقي تسمع فيها رباب ، ولا دف ، ولا شرب).

4- وفي سنة ( اثنتين وسبعمائة) وبعد أن نصر الله سبحانه وتعالى المسلمين في معركة مرج الصفر ضد المغول في الشام ، قابل المسلمون ذلك النصر بالعودة إلى ما كانوا عليه من الذنوب والمعاصي ، واختلاط النساء بالرجال ، وأصناف من الفرح غير المشروع ، عند عودة الجيش إلى القاهرة.

وفي ذلك يقول المقريزي: ( وفيها كانت الزلزلة العظيمة ، وذلك أنه حصل بالقاهرة ومصر في مدة نصب القلاع والزينة من الفساد في الحريم وشرب الخمور ما لا يمكن وصفه ، من خامس شهر رمضان إلى أن قلعت في أواخر شوال.

فلما كان يوم الخميس ثالث عشر ذي الحجة عند صلاة الصبح اهتزت الأرض كلها ، وسمع للحيطان قعقعة ، و للسقوف أصوات شديدة ، وصار الماشي يميل والراكب يسقط حتى تخيل الناس أن السماء أطبقت على الأرض ، فخرجوا في الطرقات رجالاً ونساءً ، قد أعجلهم الخوف والفزع عن ستر النساء وجوههن ، واشتد الصراخ ، وعظم الضجيج والعويل ، وتساقطت الدور ، ووضع كثير من النساء الحوامل ما في بطونهن.

وبات الناس ليلة الجمعة بالجوامع والمساجد ، يدعون الله إلى وقت صلاة الجمعة ، فكان في ذلك لطف من الله بعباده ، فإنهم رجعوا عن بعض ما كانوا عليه من اللهو والفساد أيام الزينة ).

هذا ، و الله أسأل أن أكون وإياكم ممن يتفكر في أسباب النذر الربانية في كل زمان ومكان ، حتى نكون ممن خاطبهم الله

سبحانه وتعالى قوله : ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).....


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


جزاكي الله كل الخير على هذا التذكير
وجعله في ميزان حسناتك


__________________________________________________ __________

مشكور بوسي على الرد وجزاكي الله خير


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________