عنوان الموضوع : مذكرات الملاك القاتل -رواية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
مذكرات الملاك القاتل
الحلقة الاولى
.
.
.
.
.
.
هذه اولى صفحات مذكراتي .. اكتبها لكم .. لااعلم لماذا شخص مثلي يبدأ بكتابه مذكراته ولكن كل ما ادركه اني احتاج ان افرغ ما بداخلي من احمال تثقل قلبي .. على الاقل ساجعل هذه المذكرات ككتاب حسابي وانتم من ستحكمون ان كنت من اصحاب اليمين ام من اصحاب الجحيم ..
" الملاك القاتل " .. اخر القابي فقد اعتاد الكثيرون على تسميتي بعدة اسماء فانا الاسطورة .. اسطورة لكل قاتل صغير يريد يوما أن يصبح مثلي " مكينة القتل " القتل دون رحمة .. اتريدون ان تعرفوا من انا !!
ستدركون ذلك ولكن ليس الان فلم يحن الوقت بعد لاكشف عن هويتي لكم .. ستعرفونها مع الاحداث .. ولكن سابد معكم من البداية ..
صغير انا ... لااعرف من ابي ومن هي امي .. لااتذكر كيف بدأت حياتي .. ولكني حين ادركت !!
وجدت نفسي اتنقل من منزل الى منزل .. منزل يراعيني .. ومنزل يرميني .. ومنزل يستعبدني ومن هنا الى هنا الى هنا ارجع الى المدينه الام " دار ايتام "
كل ما ادركه في هذه الحياه ان ابي وامي توفوا كيف توفوا !! .. قيل لي انهما كانا يمتلكان منزلا متواضعا ككافه الشعب يعيشون حياة سعيده .. زادت سعاده حين اتيت انا وفي يوم سعيد لهم .. ناموا .. ناموا ولم يستيقظوا ... يقولون ان سكان المبنى انقذوني من تسرب الغاز ولكنهم لم يدركوا ابي وامي وذهبوا ضحيه لـكما يقولون " اهمال الحكومه " .. ذهبت الى بيت عمي فالقاني لعماتي يتناوبون في تربيتي وحين اتممت الخمس سنوات .. اراد ان يتخلص من حمل اثقل على كاهله فالقاني في دار ايتام تابع لدائرته الانتخابيه .. فهو نائب في مجلس الشعب ..
من دار لمنزل ومن منزل للدار الى ان اصبحت في الـ 17 من العمر .. اتذكر ذلك اليوم جيدا .. ذلك اليوم الذي غير حياتي الى الابد !!
كان معي يتيما اخر اعتبرته اخي الصغير الذي لم تنجبه امي التي لم اعرفها .. ذلك اليوم كان قد ضايقه بعض الشباب فذهبت اليهم ولقنتهم درسا لن ينسوه في حياتهم ثم عدت لاخي الصغير " عامر " وحين كنت اطمئن عليه ...
مشرفه الدار : يافلاااااان ... يافلااااان خد تعالى هنا
انا : نعم يا ابله
مشرفه الدار : تعالى ورايا على المكتب
انا : ياابله والله العيال ديه هي اللي دايقت عامر وانتي عارفه اني مبعملش حاجه وحشه في حد بس كله الا عامر الله يخليكي ياابله ما تعاقبينيش
مشرفه الدار : ولد اسكت خالص وتعالى ورايا على المكتب في واحد عايز يقابلك
ذهبت خلفها وفي عقلي مليون فكره وفكره .. من هذا الرجل اهو عمي ام جدي من امي الذي اشتاقه دائما ولكنه لايستطيع الحضور فلن يُرحم من بطش عمي ام هو احد رجال احد العائلات التي تريد التبني ولكن من سيتبنى مراهقا في السابعة عشر من عمره .. ظلت هذه الافكار تدور في راسي الى ان قاطعتني المشرفه
المشرفه : تعالى يا ..... ونادت على اسمي
دخلت على مضض .. وجدت رجلا لم اشاهده طيله حياتي ولكن يبدو عليه الثراء والرقي
الرجل : تعالى قرب
اقتربت بحرص منه
الرجل : قولي انت اسمك ايه
تعجبت من سؤاله وفورا وبدون تفكير اجبته : حضرتك انامش عيل صغير عشان تعاملني بالطريقه ديه ما الابله لسه مندياني باسمي قدامك دلوقت !!
وجدته ضاحكا بهيستريا : لاوكمان ذكي وسريع البديهه جميييييل
ثم وقف وبدأ بالالتفاف حولي بكل هدوء .. مجرد اقترابه مني جعلني ارتعد خوفا لم ادرك مصدره فاسطرد قائلا : وسيم قوي باين عليه انه راجل
مشرفه الدار بكل حماس : ايون حضرتك " فلان " ده من احسن الايتام اللي موجودين هنا ودايما بيدافع عن اخواته الصغيرين حمش يعني
توقف الرجل فجاه وذهب ليجلس ثم اكمل قائلا : تماااام تمام جهزيلي بسرعه كل الاوراق انا هاخده وماتنسيش زي مااتفقنا
اخرج من جيبه ظرفا كبيرا يتضح بما داخله انه مال واعطاه للمشرفه واكمل : ميبقالوش اي اوراق عندكم وكانه مات واتمحى من على وش الدنيا خلاص .. المبلغ ده عشان اي اوراق محتاجه فلوس والباقي اعتبريه كادو ..
لمعت عينا المشرفه كالبرق في عاصفه برؤيتها للمال : ماتخافش حضرتك كل اللي انت عايزه هيتم وفي اسرع وقت
وقف الرجل في حزم واشعل سيجاره : اسبوع بالكتير لو ما كنش جاهز هعتبر اتفقنا ملغي ..
وذهب مسرعا دون ان يسمع ردا
-----------------------------------------
بيت كبير ذلك الذي دخلته اشبه بقصور الافلام .. لم يخب ظني حين توقعت ان ذلك الرجل فاحش الثراء .. دخلت ذلك الباب الكبير المطلي باللون الذهبي لذلك القصر في تلك الصحراء البعيده عن المدينه .. اقدم خطوة بقدمي وعقلي يتراجع مئه مليون خطوة .. لم اكن ادرك تماما ماذا يريد ذلك الرجل ولكني دخلت بقدمي رغم نفاذ اي خيارا اخر
" تعالى يا... " ....
قطع صوته انبهاري وتعجباتي وتساؤلاتي .. اخذت نفسا ثم ذهبت اليه
جلس هو على تلك الاريكه وقال لي : اقعد
جلست بكل حذر وانا مازلت انظر حولي
: ايه عجبك المكان !!!
: اه حلو .. حضرتك انامش فاهم اناجاي هنا ليه !!
" اشعل سيجاره " : اممممممم هو انت اول مره حد يتبناك ولاايه !!
بكل نبرة هجوميه قفزت واقفا واجبته : انت مسمي ده تبني انك تؤمر ابله سعاد انها تحرق كل ورقي وكاني ماليش وجود معنى كده اني ياما مخطوف يااما انتو من بتوع تجاره الاعضاء وبتاخدوا العيال اللي مالهاش اهل وتعملوا فيهم كده ... اناعايز اخرج من هنا لو سمحت رجعني للدار :@
ظل صامتا قليل ثم ضحك ضحكات عالية ترددت مسامعها في ارجاء المكان .. خلع نظارته الشمسيه ووقف وجاء تجاهي .. ربت على كتفي وقال لي
: برافوا عليك كل ما بتتكلم بتثبلي حسن اختياري ليك ما تخافش انت من النهارده ده بيتك هنا هتلاقي كل التدريبات اللازمه عشان تطلع للمجتمع بره وتبقا راجل مهم وسط كل الناس الكل يهابك ويتمنى رضاك
انا بستغراب ردا عليه : تدريبات ايه ديه مش فاهم
تركني وذهب الى السلم صعد سلمتين ثم نادى بصوت مرتفع نسبيا
: سليماااان .. ثم نظر لي هتعرف كل حاجه في وقتها
ظهر رجل يبدو عليه القوة والهدوء والرصانه حد الرعب : افندم رؤوف بيه
: ظبطوه وجهزوه عايز كل حاجه تبقا جاهزه في المعاد
مال المدعو سليمان قليلا ثم اسطرد قائلا : علم و جاري التنفيذ
صعد رؤوف بقية السلالم اشاهده وهو يبتعد ثم توقف فجاه لم يلتفت ولكنه تكلم قائلا لي
: هنتقابل تاني .. قريب ..... واكمل طريقه الى اعلى الى ان اختفى تماما
لم افهم كلماته ابدا ولكن مااستشعرته ان القادم لا مزاح فيه
... ان القادم مرعب .
. مخيف ..
حد الموت
...
للكاتبة : #مها_مصطفى
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
#مذكرات_الملاك_القاتل
الحلقة الثانيه
.
.
.
.
.
قوي .. وسيم .. لبق .. ذكي حد العباقره .. مثقف .. حذق .. ملاحظ جيد .. سريع البديهه .. مذواق .. حاد النظر .. متحدث رائع
" الكائن المثالي " .. هذا مااصبحت عليه بعد 4 أعوام من التدريبات الشاقة لكل ما يلزم لجعلي رجل المجتمع الاول الراغبات فيه النساء .. والراغبين فيه الرجال ايضا
آلة للقتل .. لارحمه .. لامشاعر .. براعه في استخدام جميع الاسلحه بانواعها .. الفنون القتاليه .. الشر المطلق .. نظره الموت
" القاتل المثالي " .. هذا ايضا ما اصبحت عليه مع تلك التدريبات التي لازمتني لاربع أعوام
لم اخرج خارج حدود ذلك القصر طوال تلك الاربع اعوام فقط تدريبات ليلا قبل نهارا
في البدايه قاومت وقاومت ثم قاومت ولكني في نهاية المطاف لم استطع المقاومة كثيرا وتحولت الى آله لامشاعر لديها فقط تنفذ ماتؤمر به
اربع اعوام لم ار فيهم ذلك الرؤوف الذي احضرني الى هنا ابدا ولو مرة واحده كانه ذهب الى فوق وغاب عن نظري ثم ذاب واختفى كانه شبح ... طوال تلك الفتره تتردد في مسامعي كلمه واحده " هنتقابل تاني .. قريب " .. اذا الى اي مدى يمتد ذلك الـ " قريب "
قاطع صوت افكاري تلك الليله صوتا طفيفا يكاد لايُسمع يأتي من امام باب غرفتي .. وبحركة غريزيه ذهبت مسرعا خلف الباب وقفت بانتظار الداخل .. فُتح الباب بهدوء ووسط الظلام دخل شخصا الى الغرفه .. انتظرت اللحظة المناسبة ثم انقضضت على رقبته وثبته في الارض .. لم يقاومني بتاتا ولكني سرعان ما تركته يذهب وابتعدت عنه قليلا وفتحت الاضاءه
: ايه ده سليمان !! .. انت بتعمل ايه هنا ودلوقت
التفت لي وهو على الارض ممسكا برقبته : وعرفت ازاي اني سليمان !!
ضحكت بثقة في النفس : من ريحتك وشكل ضلك على الارض من اول ما دخلت
قام ووقف ونظر لي : طب ماانت كنت عارف انه انا امال هاجمت عليا ليه
ذهبت لاجلس : ماانت دخلت من غير ما تخبط افتكرته تدريب من التدريبات اياها
: انت عارف اني كنت ممكن اموتك فيها لو ماكنتش سبتني !!
ضحكت لمزحته : ههههههههه واناعارف انك معملتليش حاجه عشان انت عرفت اني عرفت انه انت .. حبيت اضحك معاك ياسليمان ماتقفشش كده
صوت طقطقات قادمه من الخارج على شكل تصفيق وبدأ في الظهور رجل يأتي من الخارج
زادت ضربات قلبي حين بدأت في استنشاق تلك الرائحه المنبعثه منه وعقلي " مستحيييييل .. مستحيل يكون هو .. اخيراااااا " .. قفذت واقفا حين ظهر وجه .. نعم انه هو " رؤوف " اخيرا وبعد طول انتظار جاء الـ " قريب "
وقف على بعد خطوتين من سليمان وقال لي : برافوا ... اخيرا بقيت جاهز يا " شريف "
علمت فورا ان " شريف " هو اسمي فصاعدا من الان وان اسمي قديما قد مُحي من الوجود كاوراقي
تقدمت منه خطوتين : اخيرا اتقابلنا يا رؤوف بيه والقريب جيه وقته
اسطرد قائلا متاجهلا كلامي تماما : " ذهب الليل ثم الفجر ظهر حين ظهر اخذت طيوري تحت الشجر "
تعجبت كثيرا من كلماته التي لاتحمل اي معنى : نعم .. حضرتك بتقول ايه
اعادها قائلا : " ذهب الليل ثم الفجر ظهر .. حين ظهر اخذت طيوري تحت الشجر "
التفت ومضى سريعا دون ان ينتظر ليشرح كلامه او لاسئله ماذا يعني .. نظرت الى سليمان وقلت له باستهزاء
: من الواضح ان رؤوف بيه جاي شارب بزياده شويه
ذهب سليمان تجاه الباب خرج وامسك به وتوقف وقال لي : " ذهب الليل ثم الفجر ظهر .. حين ظهر اخذت طيوري تحت الشجر " .. حلها
وذهب بعد غلقه للباب
هنا فهمت انها شفرة يجب علي حلها .. في اول مهامي الحقيقة امام رؤوف .. فهو تحدي صريح لاثبات مهاراتي .. وانا بحجم التحدي ...
---------------------------------------
ذهابا وايابا .. كنت هكذا احاول حل هذا اللغز ماذا يقصد بهذه الجمله الغريبه ظللت احاول واحاول واحاول لم استطع وفي الاخير جلست على الكرسي في خيبة امل اتطلع للقمر خارج النافذة .. لقد قارب الشروق في البزوغ .. مااجمل ان يذهب الليل ويأتي الصباح وهنا فقط اتسعت عيناي عن اخرهما " يذهب الليل ويأتي الصباح "
امسكت قلمي وبدات بالكتابه ذهب الليل ثم الفجر ظهر معنى ذلك انه موعد حين يذهب الليل ويظهر الفجر هو غدا اذا الموعد اليوم .. حين ظهر ماذا يعني بحين ظهر
بدأ عقلي في التسارع بالافكار وبدات بشتى الطرق حل هذه الشفرة وبعد مدة قصيرة
قفزت من على الكرسي وعيناي تلمعان كالبرق .. لقد اوجدت حل اولى اختباراتي
" ذهب الليل ثم الفجر ظهر .. حين ظهر اخذت طيوري تحت الشجر "
حين جاء الظهر اخذت سلاحي وذهبت الى المزرعه المجاوره وبالفعل صاب ظني
وجدته هناك .. رؤوف يصطاد حماما ببندقيته بدات في الاقتراب منه ثم توقفت بالقرب منه
لم ينظر لي ولكنه بدأ بالكلام
: تعرف ان محدش حل اللغز ده من اول يوم .. اقل واحد حله في خمس ايام
اطلق عيارا ناريا ليصيب حمامة اعترضت طريق بطش رصاصته لتقع ارضا من أعالي السماء .. يعمر بندقيته ويصوبها تجاه السماء ويكمل كلامه
: كنت عارف ان ظني مش هيخيب فيك ابدا ياشريف
كانت بداخلي رغبه مُلحه لافحمه كلاميا اظهر بعباراتي المقتضبه مثاليتي التي اعلمها
: اربع سنين دراسات عليا عشان مستني اللحظه اللي اناقش رسالتي قدامك فيها بس عشان اقابلك
: واديك قابلتني .. عايز ايه !
تفاجئت من رده ولكني حاولت تمالك نفسي واجبته : اعتقد بعد اربع سنين انت اللي عايز مش انا
ترك بندقيته ووضع نضارته الشمسية وبدأ في المضي وانا اقف مكاني ... مضى قليلا ثم توقف والتفت لي يخاطبني بكبر وراسه شموخ السماء
: لقائنا بليل في الريسيبشن للقصر ... واستعد عشان وراك مهمه التفت وبدأ في المضي وتمتم بصوت مرتفع : اولى مهماتك ...
اخذت نفسا عميقا واغلقت عيني وفتحتها واطلقتها عنان السماء والف مليون فكره في مخيلتي ...
إلى الميدان ....
__________________________________________________ __________
#مذكرات_الملاك_القاتل
الحلقة الثالثة
.
.
.
.
.
تكات الساعة .. اسمعها تدق في اذناي تتماشى مع دقات قلبي
ماهذا الذي يتملكني .. اهو خوفا ام اثارة ام تشوق لمعرفه القادم .. انسيت انه من المفترض ان اكون بلا مشاعر !!
اكذب عليكم ان قلت لكم ان سنوات التدريب الصعبة اتت بثمارها في تلك اللحظات .. ففي تلك اللحظه تملكتني جميع المشاعر المتناقضه في آن واحد ..
تدق الاجراس في ارجاء المنزل بحلول الساعة الثامنة ... انه المساء لقد حانت الساعه
آتي ذهابا وأيابا في غرفتي و مع الرنين الاخير للساعه وجدت باب غرفتي يفتح على مصرعيه لاجد سليمان يدخل ليقول لي
: مستر رؤوف مستني حضرتك في الريسيبشن .. من فضلك تعالى ورايا
تقدمني لاتتبع خطواته وحين وصلنا وجدت رؤوف جالس على ذلك الكرسي الذي جلس عليه اول مره حال دخولنا القصر ... وبمكر ذهبت لاجلس على نفس الكرسي الذي جلست عليه انا لارسل له رسالة بتذكري ذلك الموقف
ابتسم و اشعل سيجاره ووضع قدما على قدم .. طق طق باصبعه لسليمان ليخرج ملفا ويضعه امامي
انظر اليه لاجده يشير لي بفتحه .. اخذته من على المنضده وفتحته لاجد سيرة ذاتيه لاحد الفتيات الجميلات ... كيف عرفت !!
تلك الصوره المرفقه مع الملف .. الملاك على هيئة بشرية .. وبحكم انعدام مشاعري لم تلفتني هذه الصوره بالقدر الكبير رغم جمالها المتناهي ورقة ملامحها التي من المستحيل عدم ملاحظتها او الوقوع في غرامها
بدأت في تصفح الملف جيدا وفي ثواني معدودات ادركت كل مافيه وحفظته تماما .. جميع المعلومات المتعلقه بها
ولكن تحت ملايين الطبقات بداخلي شعرت بحسره وشفقه طفيفة مدفونه على تلك الفتاه .. فبما وجدته في الملف من معلومات ادركت تماما اني على الارجح سأُكلف بقتلها ...
أ أولى مهماتي ستكون القتل فورا ولمن !! لهذه الفتاه الرقيقة ذات الوجه الملائكي !!
قاطع افكاري صوت رؤوف
: خلصت الملف !!
: ايوه خلصته
اشاح بوجه و اشار لسليمان فأخذه سليمان من يدي وذهب ليحرقه فورا .. هكذا تدربت
ثم عاد لينظر لي
: في حفله هتقام في الفيلا بتاعتي في القاهرة .. فيها هقدمك للناس كلها على انك ابني اللي كان عايش بره ولسه راجع .. الحفله ديه هتكون حاضره فيها البنت ديه .. انا هقدمك للناس كلها الساعه 11 p.m بالظبط .. دورك انك تتعرف عليها وباي طريقه قبل مااقدمك ..
مجرد تعارف
لم استطع تحديدا معرفه لماذا التعارف ان كنت انوي قتلها !! فسالته فورا
: وايه الهدف من المهمه !!
اخذ نفسا عميقا من سيجاره ثم استطرد قائلا
: مهمتك لازم تتم خلال 3 شهور من دلوقت بالظبط مع البنت ديه
: وايه المهمه تحديدا بالظبط !!!!
انزل قدميه ووقف ليغلق ازررة بذلته وتابع قولا
: انك تتجوزها ...
مضى مسرعا ليتركني شريد الذهن لااعلم كيف يكون هذا متعجبا من تحول فكره القتل بداخلي لفكره الحياه .. ظللت شارد الذهن قليلا الى ان تنبهت لمضيه صعودا لسلالم القصر فقفزت واقفا وسالته
: وباقي التفاصيل !!
صعد دون أن يكترث لسؤالي حتى غاب عن الانظار ليأتي من ورائي سليمان ويقول لي
: بعد المرحله الاولى من التعارف هتعرف كل حاجه
اعتدلت في وقفتي وابتسمت بثقه
: جاري التنفيذ
------------------------------------
هدوء رغم هرج ومرج الحفله .. أعيان المجتمع مجتمعون معا في مكان واحد .. علية القوم وأسياده من سياسين وفنانين واعلامين ورجال أعمال
هكذا كان المشهد من وراء ستاره نافذتي المطله على الفناء الخلفي للڤيلا المقام به الحفل ..
بتلقائيه عاينت المكان بعيناي ورسمت صوره له بمخيلتي حفظتها بغيب قلب وبعد القيام بالفحص .. ذهبت عيناي فورا لتبحث عن " مليكة " تلك الفتاه ...
زوجتي مستقبلا
هنا وهناك وفي خلال 30 ثانية وجدتها ..
اتكلم معكم كاني اتكلم مع نفسي .. من الحقيقي اني لم ارى نساء كثيرا في خلال السنوات الماضيه .. ولكني اعلم اني لو كنت امضيت مليون سنه في احضان جميلات نساء العالم .. لما شعرت بتلك القشعريرة التي سرت في جسدي حين رأيتها
صاحبة أجمل طلة في نساء العالم بحذاء سندريلا الذي لا يليق الا بها وفستانها الراقي الذي لا يجعل منها الى امرأه تثير جميع حواس البشر ومطمعا لجميع الرجال
ولكنها زوجتي انا هكذا قُضيت المهمه ..
ابتسمت ابتسامة فائز .. فأولى مهماتي أن اصبح الساحره الشريره التي ستحرم العالم من جمالها
ذهبت الى المرآه لتدق الساعه اجراس الساعه التاسعه مساءا
انظري لنفسي في المرآه وأهندم ملابسي لاخر مره قبل النزول .. لست انا فقط من سأحصل على فرچينيا جميلة الجميلات .. ولكنها محظوظه ايضا فهي ستحصل على رجل وسيم قوي ذكي ولبق !!
ابتسمت بغرور وبصوت مرتفع
: يلا بينا
---------------------------------------
: لو سمحت لو سمحت من فضلك
: ايوه !!
التفت لي .. مازلت ادخل في غيبوبة سحر عنينيها كلما تذكرت أول نظراتها الي
: ايووووه حضرتك بتنادي عليا!!
: ايييييييييه انا اسف بس سرحت .. واااااو
كنت متخيل ان الخلخال الالماس اللي وقع من رجلك ده أجمل مافيكي .. اتاريه واخد من جمالك
: افندم ... حضرتك بتقول ايه !!
: اااااااه بقول لحضرتك ان الخلخال ده وقع من رجلك وانتي ماشيه اتفضلي
: ااه انااسفه ام سو سوري بجد ماخدتش بالي .. ثانكس سو ماتش
: ثانكس على ايه .. افرضي انك كنتي روحتي البيت ملقتهوش كنتي هتقولي ايه اتسرقت !! مرضاش ابدا ان اي جيست عندي يتدايق ولا يقول على حفلتي انها حفلة شويه حراميه
: اوووه نو نو نو نو ام سو سوري والله ما كنت اقصد كده خالص وبعدين هي ديه حقلة حضرتك .. حضرتك شريف بيه !!
: اها بابا عملهالي بمناسبه رجوعي من السفر مش عارف ايه الفايده .. وعلى فكره ممكن تناديني شريف بس ..
" ملت قليلا عليها " بس خلي بالك حكايه شريف ديه سر بيني وبينك اوعي تقوليها قدام السيرفز والماديز بعدين يقولولي ياواد ياشريف
: ههههههههههه اوك حاضر
: يانهار اسود .. وانا اللي كنت فاكر بنات اوروبا مفيش زيهم !!! .. يجوا يتعلموا من بنات مصر
مش هعرف بقا اسم ملاك الضحكه ديه ايه !!
: ههههههه واضح عليك بكاش يا شريف .. هاي انا مليكة بنت رئيس المخابرات العامه
" مالت علي قليلا " وده سر برده اوعى تقوله لحد " وابتسمت "
: ههههه قولتيلي سر برده عشان نبقا واحده بواحده ولا ايه
: يمكن
قاطعنا الصوت العالي القادم من بعيد .. فالساعه الان تدق الـ 11 قبل منتصف الليل
وتم تقديمي الى المجتمع الدكتور " شريف رؤوف الخولي "
------------------------------------
بعد ثلاثة شهور من هذا اليوم
: مليكه !!
: نعم ياشريف !!
: تتجوزيني !!
: موافقه
__________________________________________________ __________
#مذكرات_الملاك_القاتل
الحلقة الرابعه
.
.
.
.
.
.
أقود سيارتي ذاهبا لقصر المزرعه .. اُبشرهم بنجاح المهمه بعد ثلاثه اشهر فقط تنفيذا لأولى مراحل المهمه ..
امشي ثابت الخطوات مفتخرا بنفسي بعد نجاحي في أولى مهماتي .. ولكن بداخلي حزن وخوف لااعرف مصدرهما ولااعرف لماذا !!
لا ... انااكذب .. انا اعرف تماما ما مصدرهما ولماذا !!
حزنا على " مليكة " تلك الفتاه التي وان كانت مجرد مهمه جعلت لحياتي لونا كل يوم ..
وخوفا من القادم فلماذا اتزوجها ان كنت ساقتلها .. هل سيجعلونني اقتل بيدي من جعلت لحياتي الوانا زاهيه بعد كل سنوات الضنك التي عشتها !!
اجد نفسي توقفت بسيارتي امام الباب .. اغلقها واخذ نفسا عميقا وادعي ابتسامه نصر وانزل
اجد سليمان في انتظاري
: اتفضل معايا رؤوف بيه في انتظارك
انامستغربا : غريبه ده انا ماشوفتوش من يوم الحفله !!
ادخل وراء سليمان ليظهر رؤوف على ذلك الكرسي الذي دائما ما اجده جالسا عليه
اذهب لاجلس انا امامه لاجده يخاطبني
: مش ولابد في أولى مراحل مهمتك مع اني كنت متوقعك هتتاخر عن كده
: وحضرتك عرفت منين اني نهيت المرحله الاولى !!
اخذ نفسا من سيجاره ثم اكمل قائلا
: اوعى تفكرني قاعد هنا ومش دريان بحاجه .. لا
انا اقرب اليك من الساعه اللي انت لابسها ديه
: افهم من كده انك مش واثق فيا وبتراقبني !!
: اممممممم لاء ... خدها على انها حمايه ليك اتدخل في الوقت المناسب لو حصلك حاجه
تداركته متجاهلا فسالته : المرحله التانيه !!
بابتسامة لؤم وخبث لم اعهدهما فيه
: المرحله التانيه مش دلوقت يا عريييس سبنا نفرح بيك
-------------------------------------------------------------
قتلتها !!
نعم .. بعد هذا العذاب والحيره قتلتها
كان يجب التخلص منها في اسرع وقت والا كانت تملكتني ولما كنت استطعت ان اتحكم فيها بعد ذلك .. كان عليا اتخاذها مهمه فقط ولهذا قررت .. فقتلتها !!
.
.
قتلت مشاعري .. تلك التي كانت تتحكم بي في الايام الماضيه .. نعم هي مهمه مثلها مثل بقيه المهام التي ساقوم بها
لن اجعل مشاعري تتحكم بي في اولى مهماتي ... نعم هذه اولى مهماتي ويجب علي ان اكون حازما قاتلا لمشاعري .. لكل احاسيسي
حاسة واحدة فقط يجب تفعيلها ....
حاسة الطاعة والتنفيذ ....
قاطعني صوتها الناعم
: ايه يا حبيبي اتاخرت عليك !!
بادلتها القبله وابتسمت رغما عني : لا يا حبيبتي انا اصلا مش قاعد بقالي كتير وبعدين انا استناكي العمر كله
نظرت اليها بامعان ... لقد احمرت وجنتاها من كلاماتي .. يا الهى ساعدني لاتمالك اعصابي امامها تذكري يا نفسي ... لامشاعر .. لا احاسيس .. فقط العمل
: شرييييييييييييييف شريف
: ها ايه كنتي بتقولي ايه !!
: لا انت مش معايا خالص كنت بنادي عليك كنت سرحان في ايه !!
: اممممم كنت سرحان عايز اكلمك في موضوع كده
: خير يا شريف في حاجه شكلك ما يطمنش !!
: لا ياحبيبتي مفيش حاجه بس ايه مش هنحدد معاد فرحنا بقا
تمدد وجهها بابتسامه عريضه .. ابتسامه فرح وسعاده بشفاهها الرقيقه وعيونها الخلابه
تحكم يا عقللللللللللي .. اذهب الى الجحيم يا قلبي فقط توقف عن العمل
: هاااااااااا مردتيش !!
: عايزني ارد اقول ايه يعني يا شريف بطل بقا بتكسف
: تقوليلي حاااااااالا معاد للفرح مناسب ليكي عشان لما اقابل هشام باشا باباكي اتفق معاه ان ده معاد مناسب ليا وليكي
: خلاص بقا يا شريف المعاد اللي انت تحدده انا موافقه عليه
: امممممممم طيب نقول الخميس الجاي ايه رايك !!
: ايييه اسبوع واحد بس يا شريف قليل اوي
: قليل على ايه يا مليكه ماكل حاجه جاهزه ما علينا اننا نحجز القاعه ونطبع الدعوات ونزعها ونشتري الفستان والبدله وبس الفيلا بتاعتي جاهزه ومفروشه وكل حاجه جاهزه وشهر العسل هعيشك احلى شهر عسل في المكان اللي انتي عيزاه ودلوقت حالا اتصل احجز التذاكر ايه تاني !!
: هههههههه يااااه ده الجواز سهل خالص معاك اهو .. انا محتاجه وقت عشان اجهز نفسي يعني
: تجهزي نفسك لايه
: اجهز نفسي يعني حاجات بناتي وكده مالكش دعوه بيهم يا بيبي
: طيب يا ستي هديكي اسبوع كمان ايه رايك انا مش هقدر اتاخر اكتر من كده
: ليه يا شريف مستعجل على ايه
: مستعجل على ايه !!
اقولك !!
: اه طبعا قول
: مستعجل اني ابقا معاكي يا مليكه عايز ابقا معاكي مستعجل عليكي
اشاحت وجهها خجلا وقالت وعيناها بعيدة عن عيني : ماانا كمان اكيد عايزه ابقا معاك وبعدين مااحنا مع بعض اهو وبعدين لازم نتفق مع بابي الاول
: مالكيش دعوه بهشام باشا انا هعرف اقنعه ازاي المهم انتي يلااااا جاوبي عشان اظبط نفسي بسرعه
: خلاص هقولك ايه بس يا شريف ماشي
: مليكه
: نعم !!
: انا بحبك
لم استطع منعه لقد قالها واذلني وخذلني في أولى مهماتنا سويا هذا القلب ..
-----------------------------------------------------------------------------------
: وانا قبلت الزواج بكِ على سنه الله ورسوله وعلى الصداق المسمى بيننا
: مبروك يا عروسين وقعوا هنا لو سمحتوا ... ايوووه كده انتو زوج زوجه ومبروك عليكم بعض
هي ملكي الآن تلك الفاتنه تلك الملاك اصبحت ملكي وقد اصبحت مليك مليكه وهي الآن لي
حبيبتي
وقعت عيناي على رؤوف .... لا مستحيل
تلك النظره .. تلك الابتسامه
تعلن
ان القادم هو الأسوء
هو فاطر القلوب !!
__________________________________________________ __________
الحلقه الخامسه
.
.
.
.
.
.
.
" ساعات بشتاق ليوم عشته وانا صغير لشكلى قبل ما اتغير .. ايام فيها راحه البال عشان كنا ساعتها عيال ....... ساعات بشتاق للحب القديم ولصوت عبد الحليم .. لنومى ف حضن لبس العيد واحساسى ان بكرا يعيد "
على أنغام تلك الموسيقى كنت اجلس في شرفة غرفة الفندق في شهر العسل .. سارحا في ماذا حدث حالما بما انا فيه خائفا من القادم ومرتعبا من المراحل القادمه
" قبلة " طبعتها على وجنتي تلك الشفاه التي تذيب العسل من مناحله
: ايه يا حبيبي بتفكر في ايه !!
طوبعت على شفاهي بسمه لا اراديه لها فور رؤيتها .. فتلك الملاك لا يستطيع المرأ الا الابتسام عند رؤيته .. اغلقت صوت الموسيقى
: ولاحاجه حبيبيتي
: ولاحاجه ازاي بقا ده انت سرحان خالص وانا جوه كنت بكلمك وانت مش بترد عليا
: عايزة تعرفي يعني كنت سرحان في ايه !!
: اكيد طبعا
: طب هقولك بس توعديني يفضل سر بنا !!
: ايه !! سر قول بقا ياشريف ماتقلقنيش بليز
: حاضر يا ستي هقولك .. كنت سرحان فيكي
: يوووه بجد انت unbelievable بشكل مش طبييعي بطل هزار واتكلم بجد شويه
: هههههه والله بتكلم بجد .. ابصملك بالعشره دول اني كنت بفكر فيكي
: ايه ابصملك بالعشره ده كلام دكتور محترم برده نو كلاس بجد
: بقا انا نو كلاس طب انا دلوقت هوريكي النو كلاس ده هيعمل ايه
: ايه هتعمل ايه !!
: قدامك 10 ثواني من دلوقت تقومي تلحقي تجري تستخبي بسرعه قبل مااجيلك واوريلك انا هعمل فيكي ايه
: شريف بطل ماتهزرش
: 10
: شريف !!!!
: 9
: يووووه بطل بقا
: 7
: oh my god ال 9 بعديهم 8 مش 7
: انا هاكل في الارقام انا حر ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته
: لا مش معقول تكون بتتكلم جد انا هقوم واسيبك
: وااااااااااااااااااااااحد " وهممت في القفز والجري ورائها "
: اااااااااااااااااه بطل هزار
: صفر انا جييييييييييييييييييييي
لم اخذ الا ثانيتين للوصول اليها فتلك الارجل الناعمه لا تسطيع الجري خطوتان صغيرتان
امسكت ذراعيها .. نظرت في عينيها وغرقت قاع المحيط الموجود بهما .. قبلتها ثم احتضنتها
وهنا فقط تمنيت الا تنتهي تلك الثانيه ابدا وان تدوم حتى الموت ...
--------------------------------------------------------------------------------------
منذ ان عرفتها وانا كرهت ذلك الطريق الطويل المحاط بالصحراء الجرداء الصفراء .. مخيفة هي اكثر منها هدوء وصمت .. طريق لطالما حلمت فخرا ان امشيه ولكن اليوم كرهت احلامي وتحولت الى كابوس
طريق اعلم آخره .. ذلك القصر الكبير معقل المهمات والمؤامرات .. طول الطريق تمنيت الا ارى ملامح ذلك القصر ابدا على مستوى الافق .. احلم ان اذهب اليه لاجده ارضا جرداء لا يوجد احد بها مساوية للارض
ولكنه ظهر هناك كالقصر الملعون لصاحبته الشريره ... توقفت بسيارتي ونزلت منها اقدم خطوة واتراجع عشره
استجمعت قوتي ودخلت القصر لاراه على مستوى نظري جالس كالعاده على مقعده يحتسى فنجان من القهوة وفي يده الاخرى سيجاره
: حمدلله على السلامه يا عريس
: الله يسلمك يا رؤوف بيه
: العروسه عامله ايه لسه عايشه
اجحظت عيناي بجملته ونُفرت عروقي من عنقي وزادت ضربات قلبي قوة .. تنفست محاولا تمالك اعصابي ارمش بجفوني ببرود متناهي وابتسم ابتسامة صفراء لتظهر شخصيتي بالبرود اللا نهائي
: تحت امرك عايشه عايشه ميته ميته
نفث دخان سيجارته
: عظيييييييييييييييم يبقا ندخل في المرحله التالته بقا
زادت ضربات قلبي قوة لدرجة تخيلت فيها انه من الممكن ان يسمعها او يلاحظها في حركة صدري
: ندخل يا باشا وليه لا
: تمااااااااام عظيم اوي .... سليمااااااااااان
جاء سليمان ليضع امامي ملفا .. حاولت اخذه ولكنه نهاني عن فتحه
: لا متفتحوش الا لما امشي .. همتك معايا في المهمه ديه ولو نفذتها على اكمل وجه ليك عمولة حلوه اوي على اول مهمه ليك
نهض ووقف وبدأ بالخطى خارج القصر
: المره الجايه عايز لما اشوفك اكون بعزيك
جحظت عيناي عن اخرهما وتدمرت بداخلي مدن من الاحلام والحب ومُحيت عن بكرة ابيها لانظر له لاجد ملتفتا ينظر لي ويكمل قائلا
: واباركلك في نفس الوقت
وذهب
ظللت طويلا انظر لذلك الملف لااقوى على الحركه لسحبه وفتحه ومشاهده صورتها امامي وبجوارها كلمه تصفيه
نعم هذه المهمه هي الاولى لي رسميا ولكني طوال سنوات تدريبي قتلت الكثيرون في مهمات بسيطة .. ولكن لا ليست تلك .. لماذا هي !!
أهون علي ان اقتل نفسي ولا اقتلها .. اهذا عقابا من ربي لمن ازهقت ارواحهم قبل ذلك
ايكون العقاب ان اقتل بيداي ملاكي الحارس وروحي وحبي .. اقتل نفسي
قاطع صوت سليمان صمتي وتفكيري
: ايه مش هتفتح الملف ولا ايه !!
: ها معلش كنت بفكر بس شويه
جاء ليجلس بجواري
: دربتك اربع سنين كنت معاك فيهم خطوة بخطوة نفس بنفس ولقمه بلقمه ومهمه بمهمه .. عارفك كويس وحافظك لاني اعتبر استاذك وانا اللي مربيك وعرفتك شغلتنا ديه
ويؤسفني ان في اولى مهمه ليك الاقيك فشلت
نظرت له سريعا
: ايه ليه بتقول كده يا سليمان فين الفشل ده هو انا لسه خلصتها عشان افشل فيها ولا لا
: اربع سنين بعلمك فيهم تموت مشاعرك ... انت حبتها يا شريف
: ايه لا طبعا ايه الكلام اللي انت بتقوله ده
: لا حبتها ياشريف متنساش اني بعرف اقرأ لغه العيون اوي وانا واقف هناك كنت سامع ضربات قلبك وعدد رمشات عيونك وحركه صوابعك
: لا طبعا مش بحبها ولا حاجه بس يمكن عشان اول مرة هقتل فيها واحده ست بس متوتر ومش عايز اغلط
ابتسم لي ونهض وربت على كتفي واكمل قائلا
: افتح الملف يا شريف هترتاح
ومضى .. نظرت الى الملف وهممت باخذه فوجدته التفت لي و استطرد قائلا
: اه وماتخفش رؤوف بيه مش هيعرف اي حاجه من الكلام اللي انا قولتهولك ده .. هيفضل سر بنا انت زي اخويا الصغير .. سلام
وذهب
اقترب بيدي ثم اسحبهما ثم اقترب بيدي ثم اتراجع واسحبهما ... تنفست ونظرت الى السماء وبداخلي اصرخ بكلمه " يارب " ثم استجمعت قوتي وسحبت الملف وفتحته سريعا لانظر فيه
اتسعت عيناي عن اخرهما ابتسمت للحظه ثم عاودت الانقباض ثم ابتسمت مره اخرى لعدم التصديق واغلقته وذهبت مسرعا
---------------------------------------------------------------------------------------
طول الليل ظللت اتي ذهابا وايابا في جميع ارجاء المدينه بسيارتي ... لااعلم ماذا افعل في هذا الامر ... اقف قليلا ثم اكمل طريقي .. اجلس في مقهى قليلا ثم اذهب مسرعا
هائما على وجهي في الطرقات لا اعرف ماذا انا فاعلا بمصيبتي .. هل افرح ام احزن
بدأت الشمس في البزوغ ومازلت جالسا امام النيل افكر في طريقه لاتعايش مع هذا الواقع
نزلت من على سيارتي ثم ركبتها وانا اهمهم بصوت منخفض
انتهى الامر
انا هنفذ ...
__________________________________________________ __________
الحلقه السادسه
.
.
.
..
.
.
.
.
.
اخطو خطواتي بدماء باردة .. لا نبض .. لااحساس .. لا شعور .. لا ندم .. ولا تراجع
التنفيذ .. اداء المهمه هما ما يشغلان بالي في الوقت الراهن
اخطو خطواتي تجاه فريستي .. لا ارتدي حتى قناعا ليخفى وجهي فانا موقن تماما انها لن تعيش لتروي ما حدث
تراني فابتسم لها .. ابتسامة نصر مختلطة بوداع اخير
اقترب منها .. ارى في عينيها تساؤلا عن اقترابي هكذا وما سر تلك الابتسامة
اخرج مسدسي من غمده وابدأ في تلقينه واوجهه تجاهها
تتسع عيناها عن اخرهما من هول الصدمة
تُسائلوني لماذا !!!
ارد انا بكل جفاء ثمن الخطوط الحمراء
هي طلقة خرجت مني لتستقر في قلبها وتعلن عن مثواها الاخير
طلقة في الرأس لا تراجع عنها ولا حياه بعدها
اتركها هناك على كرسيها ونظرة الصاعقة مازالت على وجهها
اذهب في طريقي وكان شيئا لم يكن وكاني لم ارتكب خطأ من الاساس ولا كاني قتلتها
تلك هي فريستي
لاندم .. لاشعور .. لا تراجع .. فقط البرود
---------------------------------------------------------------------
" يا ايتها النفس المطمئنه ارجعي الى ربك راضية مرضيه فادخلي في عبادي وادخلي جنتي " صدق الله العظيم
ليل اسود .. بذلات سوداء .. فساتين سوداء .. احذية سوداء .. حقائب سوداء .. قهوة سوداء
هكذا كان المشهد امامي .. صورة التقطها بعيناي وانا واقف مثلهم تماما .. بذلة سوداء وحذاء اسود وارتشف قهوة سوداء
اذرف الدموع في جنازة ضحيتي التي قتلتها بيداي واقفا اخذ من كل مارا تعازيه الحاره وحزنه لفقيدي
انا من حدد تلك الجنازة .. انا من حدد ذلك العزاء .. انا من حدد من سيحضرون ومن سيبكون
هذا انا
: البقاء لله يا شريف شد حيلك
: ونعم بالله يابابا شكر الله سيعكم
: غفر الله ذنكم ياابني
ياخذني في احضانه .. اسمع صوت ضحكاته الخفيه اللئيمة
: مبروك عليك .. مايجعلها اخر الاحزان
وابتعد عني لانظر له ... نظرة برود وتحدي .. أوميء براسي له بالموافقه ثم يذهب ليجلس مع الباقين
----------------------------------------------------------------------------
تلك النظرة .. تلك الدمعه .. تلك الآهات
هي ما كانت تقتلني .. انصهر كالحديد من الداخل .. براكين تسري في عروقي تحرق كل ما تمر عليه .. اود الصراخ من الالم ولكني لا استطيع
ماذا انا بفاعل لكي اوقف هذا الالم ... افكر سريعا فاجد ان الحل ان اوقف السبب
اذهب مسرعا اليها واقف امامها
: ممكن اعرف الدموع ديه كلها ليه !!
تنظر لي وعيناها مغرورقتان بالدموع اللامعه التي لا تضفي الا مزيدا من الجمال على جمالهما
: يعني كمان مش عايزني اعيط !! .. ده باابي يا شريف اللي مات وانت عارف قد ايه انا كنت مرتبطه بيه اوي
: يا حبيبتي عارف والله بس دموعك ديه مش هترجعه .. تفتكري هو هيبقا فرحان بدموعك ديه !!
: مش قادرة ده بابي وانا كنت وحيده وهو اللي كان صحبي وبابا واخويا وحبيبي وكل حاجه ليا في الدنيا .. راح كده ازاي يعني قتل نفسه طب ليه .. قولي يا شريف لييييييه
: ماانا لو كنت اعرف يا حبيبتي كانت الشرطة كمان عرفت ... ما تخافيش في الاخير هيعرفوا هو عمل كده ليه
اقتربت مني وجلست على الفراش بجواري ... وضعت راسها الصغير على صدري والتفت بذراعيها حولي
: انا متاكده ان بابي عمره ما يقتل نفسه اكيد حد بيكرهه قتله يا شريف انا متاكده من كده
: يمكن يا حبيبتي كل شيء جايز
: اوعدني يا شريف .. اوعدني انك هتساعدني عشان نلاقي اللي قتل بابي
لم ادر ماذا اقول او ماذا يكون ردي عليها لم استطع الا ان اخفف عنها المها
: اوعدك يا حبيبتي اوعدك
------------------------------------------------------------------
: مبروك مدام مليكة حامل
ظلت تلك الجمله تتردد في مسامعي طيلة اليوم اافرح ام احزن .. هل هذا من الطبيعي ام يجب علي الخوف من القادم
لم استطع اخفاء فرحي الممزوج بخوفي طيله الوقت ولكني ساترك يوما اسمح لشعوري بالفرح ان يغمرني
فمنذ ذلك الوقت من 4 شهور مضت وانا كل ماافعله اني اشعر بالذنب القاتل وهي تحاول بشتى الطرق محاوله معرفه من هو قاتل والدها .. تذهب هناك وتاتي هنا وتتهم ذاك وتشك في ذاك والقاتل امامها وهو ابعد ما يكون عن مخيلتها
اافرح اني بعيد تماما عن دائرة الشبهات .. ام احزن اني السبب في تلك الحيره التي تملأ وجهها على الدوام والبسمه التي ابدا لا تكتمل الا بدمعه حبيسه في عينينها
من يومها قتلت العشرات كل يومين او ثلاث اقتل احدا بدم بادر لا شعور وبلا ندم ولا رجعه او احساس بتأنيب الضمير
ولكن امامها فقط لا اتحكم باي شيء
اسيرها ومليكها المتحكمه تماما بي
: شرييييييييييف تليفونك بيرن باباك تقريبا ايه سرحت في ايه
اخذت منها الهاتف ورددت عليه
: مبروك يا شريف
: مبروك على ايه !!
: ايه هي مش مليكه حامل ولا ايه
اتسعت عيناي عن اخرهما فمازلنا في طريق عودتنا الى المنزل فكيف له ان يعرف بكل هذه السرعه
: ايه مش هتقولي الله يبارك فيك ولاايه !!
: ايوه يا بابا الحمدلله طلع اللي كنا شاكين فيه صح ومليكه حامل
الله يبارك فيك هتبقا جدو
: هههههههههه جدو!! انا لسه صغير على موضوع جدو ده .. اول ما توصلها البيت تجيلي على القصر فورا .. محتاجين قاعده سوا
واغلق الخط في وجهي .. اكملت انا حديثي لكي لا تلاحظ مليكه
: اه طيب ماشي حاجه في الشغل يعني ... طيب خلاص مسافه السكه هوصل مليكه على الفيلا واجي لحضرتك عل الشركة .. مش مهم انا هحتفل انا وهي بليل براحتنا .... بابا بيسلم عليكي وبيقولك مبروك
: الله يبارك فيه سلميلي على اونكل
: وهي كمان بتسلم عليك .. ماشي يلا سلام
واغلقت الهاتف ووضعته بجواري
: ايه في حاجه ولاايه !!
: ها لا ابدا في شحنه بس جايه من السويد وعايز توقيعي على الورق عشان الشحنه تبقا باسمي واخلصها انا وقت ما هو مسافر
: اها ماشي حبيبي مش تتاخر عليا ها
لم اكن اسمعها ولااعي ماذا يحدث حولي .. كل ما كنت اعيه اني احاول ان افسر كلماته
" انا لسه صغير على موضوع جدو ده " اهو يمازحني ام ... !!
لا
مستحيل
ساقتله ان طلب مني ذلك
ساقتله