عنوان الموضوع : شيء من تأويل لـ ( افنان الثنيّان ) رحمها الله ..((2)) -اسلاميات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
شيء من تأويل لـ ( افنان الثنيّان ) رحمها الله ..((2))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تابع لموضوع أفنان رحمها الله..
-12-
" أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ "
* قال الحارث المحاسبي في كتابه رسالة المسترشدين :
{ وراع همك بمعرفة قرب الله منك
وقم بين يديه مقام العبد المستجير
تجده رؤوفًا رحيمًا }
وما أسرع إجابته وما أشد عونه لمن وقف بين يديه مستجيرًا به ليس في قلبه إلا الله - تعالى-.
* قال صاحب الظلال في معنى الآية:
فالمضطر في لحظات الكربة والضيق لا يجد له ملجأً إلا الله يدعوه ليكشف عنه الضر والسوء ؛ ذلك حين تضيق الحلقة ، وتشتد الخنقة ، وتتخاذل القوى ، وتتهاوى الأسنا د، وينظر الإنسان حواليه ، فيجد نفسه مجردًا من وسائل النصرة وأسباب الخلاص ، لا قوته ولا قوة في الأرض تنجده ، وكل ما كان يعده لساعة الشدة قد زاغ عنه أو تخلَّى، وكل من كان يرجوه للكربة قد تنكَّر له أو تولى
في هذه اللحظة تستيقظ الفطرة فتلجأ إلى القوة الوحيدة التي تملك الغوث والنجدة ، ويتجه الإنسان إلى الله ولو كان فد نسيه من قبل في ساعات الرخاء ، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه هو وحده دون سواه، يجيبه ويكشف عنه السوء ويردّه إلى الأمن والسلامة ، وينجيه من الضيقة . .
والناس يغفلون عن هذه الحقيقة في ساعات الرخاء وفترات الغفلة ، يغفلون عنها فيلتمسون القوة والنصرة والحماية في قوة من قوى الأرض الهزيلة ، فأما حين تلجئهم الشدة ويضطرهم الكرب، فتزول عن فطرتهم غشاوة الغفلة ، ويرجعون إلى ربهم منيبين مهما يكونوا من قبل غافلين أو مكابرين.
* وقال السعدي في تفسيره :
اي هل يجيب المضطر الذي اقلقته الكروب وتعسر عليه المطلوب واضطر للخلاص
مما هو فيه الا الله وحده !
ومن يكشف السوء اي البلاء والشر والنقمه الا الله وحده !
انتـهـى =)
-13-
( لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)
.
.
وقوله :{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله } : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ,
وهو حجر , لرأيته يا محمد خاشعا ; يقول : متذللا , متصدعا من خشية الله على قساوته ,
حذرا من أن لا يؤدي حق الله المفترض عليه في تعظيم القرآن , وقد أنزل على ابن آدم وهو بحقه مستخف , وعنه ,
عما فيه من العبر والذكر , معرض , كأن لم يسمعها , كأن في أذنيه وقرا
عن ابن عباس قوله : { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشيه الله } . .. إلى قوله : { لعلهم يتفكرون }
قال : يقول : لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه تصدع وخشع من ثقله ومن خشية الله ,
فأمر الله عز وجل الناس إذا أنزل عليهم القرآن , أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع
وقوله : { وتلك الأمثال نضربها للناس } : وهذه الأشياء نشبهها للناس ,
وذلك تعريفه جل ثناؤه إياهم أن الجبال أشد تعظيما لحقه منهم مع قساوتها وصلابتها .
وقوله : { لعلهم يتفكرون } : يضرب الله لهم هذه الأمثال ليتفكروا فيها , فينيبوا , وينقادوا للحق .
’ جامع البيان عن تأويل آي القرآن .. للطبري ‘
انتـهـى =)
]~
-14-
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) }
اي من اتقى الله ؛ جعل له فرجا و مخرجا من كل شدّه و مشقّه !
فمن لم يتق الله وقع في الشدائد و الآصار و الأغلال التي لا يقدر على التخلص منها
والخروج من تبعتها !
وقوله : " وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ " اي : يسوق الله الرزق للمتقــّـي من وجه لا يحتسبه
ولا يشعر به !
" وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ " اي : في امر دينه و دنيآه بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه و دفع ما يضرّه ويثق
به في تسهيل ذلك " فَهُوَ حَسْبُهُ " اي : كآفيه الامر الذي توكل عليه به , واذا كآن الأمر في كفآلة الغني القوي العزيز
الرحيم فهو اقرب الى العبد من كل شي !
ولكن ربما ان الحكمة الإلهيه اقتضت تأخيره الى الوقت المنآسب له ؛
فلهذا قال الله تعآلى " إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِه " اي : لا بد من نفوذ قضآئه و قدره !
و لكنه " قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا " اي : وقتاً و مقداراً لا يتعدّآه ولا يقصر عنه . ,
.
.
.
.
من اعتمد على الناس ملّ
و من اعتمد على ماله ذلّ
و من اعتمد على عقله قلّ
و من اعتمد على علمه ضلّ
و من اعتمد على " الله " فلا ملّ و لا ذلّ و لا قلّ و لا ضلّ !
انتـهـى =)
-15-
.أ.
( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)
.
.
" الذين يمشون على الأرض هونا" أي بسكينة ووقار من غير جبرية ولا استكبار كقوله تعالى
" ولا تمش في الأرض مرحا " الآية فأما هؤلاء فإنهم يمشون من غير استكبار ولا مرح ولا أشر ولا بطر
" وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " أي إذا سفه عليهم الجاهل بالقول السيئ لم يقابلوهم عليه بمثله
بل يعفون ويصفحون ولا يقولون إلا خيرا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزيده شدة الجاهل عليه إلا حلما
عن النعمان بن مقرن المزني قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سب رجل رجلا عنده فجعل المسبوب يقول : عليك السلام
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما إن ملكا بينكما يذب عنك كلما شتمك هذا قال له بل أنت وأنت أحق به
وإذا قلت له وعليك السلام قال لا بل عليك وأنت أحق به " إسناده حسن
.
’ تفسير القرآن العظيم .. لابن كثير ‘
انتـهـى =)
-16-
.أ.
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
.
.
شرع الله في بيان الصبر والإرشاد والاستعانة بالصبر والصلاة فإن العبد إما أن يكون في نعمة فيشكر عليها
أو في نقمة فيصبر عليها
كما جاء في الحديث " عجبا للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له : إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له"
وبين تعالى أن أجود ما يستعان به على تحمل المصائب الصبر والصلاة
قال علي بن الحسين زين العابدين إذا جمع الله الأولين والآخرين ينادي مناد أين الصابرون ليدخلوا الجنة قبل الحساب ؟
قال فيقوم عنق من الناس فيتلقاهم الملائكة فيقولون إلى أين يا بني آدم ؟ فيقولون إلى الجنة فيقولون وقبل الحساب ؟
قالوا نعم قالوا ومن أنتم ؟ قالوا نحن الصابرون قالوا وما كان صبركم ؟
قالوا صبرنا على طاعة الله وصبرنا عن معصية الله حتى توفانا الله قالوا أنتم كما قلتم ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين
’ تفسير القرآن العظيم .. لابن كثير ‘
انتـهـى =)
-17-
{ يا أيها الذين امنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا * وسبحـّوه بكرةً و أصيلا }
"
"
"
يأمر الله تعالى المؤمنين بذكره ذكراً كثيراً , من تهليل و تحميد و تسبيح و تكبير
وغير ذلك , من كل قول فيه قربة الى الله
واقل ذلك ان يلازم الانسان اوراد الصبآح والمسآء وادبآر الصلوات الخمس ,
وينبغي مداومة ذلك في جميع الاوقات على جميع الاحوآل ؛
فإن ذلك عبآدة يسبق بها العآمل وهو مستريح ودآع الى محبة الله
و معرفته وعون على الخير وكف اللسآن عن الكلآم القبيح !
" وسبحـّوه بكرةً و أصيلا " : اي اول النهآر و آخره , لفضلهما و شرفهما وسهولة العمل فيهما ~
انتـهـى =)
.أ.-18-
( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ )
اختلف أهل التأويل في معنى الصلاة التي ذكرت في هذا الموضع ,
فقال بعضهم : عني بها القرآن الذي يقرأ في موضع الصلاة , أو في الصلاة .
.عن ابن عباس , قوله { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } يقول : في الصلاة منتهى ومزدجر عن معاصي الله .
و من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بصلاته من الله إلا بعداً
و عن ابن عون قال : إذا كنت في صلاة , فأنت في معروف , وقد حجزتك عن الفحشاء والمنكر ,
والفحشاء : هو الزنا . والمنكر : معاصي الله . ومن أتى فاحشة أو عصى الله في صلاته بما يفسد صلاته , فلا شك أنه لا صلاة له
قال ابن الجوزي .." إما أن تصلي صلاة تليق بمعبودك او تتخذ معبوداً يليق بصلاتك "
أ..
.
’جامع البيان عن تاويل آي القرآن للطبري
انتـهـى =)
-19-
قوله تعآلى :
( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ )
.
.
.
.
قال ابن كثير في تفسير الآية : (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي) أي : هَمِّي وما أنا فيه (إِلَى اللَّهِ) وَحْدَه . اهـ .
وقال ابن عادل الحنبلي : والبَثُّ : أشَدُّ الحزن ، كأنَّه لِقُوّته لا يُطاق حَمْله . اهـ .
وقال القاسمي : أي : لا أشكو إلى أحدٍ منكم ومِن غيركم ، إنما أشكو إلى ربي داعيًا له ، وملتجئا إليه ، فَخَلّوني وشِكايتي ؛
( وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ ) أي : لمن شكا إليه من إزالة الشكوى ، ومَزِيد الرحمة : ( مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) ما يُوجب حُسن الظن به ، وهو مع ظنّ عَبْدِه بِه . اهـ .
وفي شكوى الْمُجادِلَة .. (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ) ، وفي بعض الآثار : " قالت : أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي ووحشتي وفِراق زوجي " .
فالْـهَمّ العظيم لا يُشكَى إلاّ إلى الله ؛ لأنه لا يَكشفه إلاّ الله ~
* اشتُهِر عن عليّ رضي الله عنه قوله : أشكو إلى الله عُجَري وبُجَري .
قال الأصمعي : يعني همومي وأحزاني .
انتـهـى =)
-20-
قوله تعآلى :
( بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ )
.
.
{ بل الإنسان على نفسه بصيرة } : بل للإنسان على نفسه من نفسه رقباء يرقبونه بعمله ,
ويشهدون عليه به .
عن ابن عباس ,في تفسيره قوله : { بل الإنسان على نفسه بصيرة } سمعه وبصره ويداه ورجلاه وجوارحه.
قال ابن زيد هو شاهد على نفسه , وقرأ : { اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا } .
و عن قتادة قال إذا شئت والله رأيته بصيرا بعيوب الناس وذنوبهم , غافلا عن ذنوبه ..
تفسير الطبري ..
انتـهـى =)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
الله يجزاك اعالي جنانه
__________________________________________________ __________
آآآآآآآآآمين وياك ياقلبي
ماقصرتي على المرور منوره صفحتيــ
__________________________________________________ __________
جزاك الله الف خير يارب
ورزقك الله الفردوس الاعلى
واثابك الله الآجر العظيم
موفقه يابعدي
__________________________________________________ __________
جزاك الله اعااااالي الجنان
وجعل ماكتبته في ميزان حساناتها
اللهم امييين
__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نحيفة بين اهلها
جزاك الله الف خير يارب
ورزقك الله الفردوس الاعلى
واثابك الله الآجر العظيم
موفقه يابعدي
وياك ياقلبي
الله يوفقك..