عنوان الموضوع : نظرة حب ............روايه رهيبه
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
نظرة حب ............روايه رهيبه
هذي الروايه رهيبه للكاتبه حمران النواظر حبيتاني انقلها لكن لانها بجد بحب هالروايه
شكرا
نظرة حب
هل وقعتم بالحب مرة ؟؟
هل احببتم احدا بكل جدية.. حب عصف حياتكم.. وجعلكم من بعد انتهاء هذا الحب كالارض الموبوئه او الروح المسلوبه ... ؟؟
هو فعل.. بطل قصتي...
اريدكم في هذه القصه.. ان تحبونهم .. وان تفهموهم .. وان تعذروهم ..
رغم القسوة التي ستلاحظونها .. ورغم العذاب الذي ستشاركونهم به ..
لانهم .. بكل هدوء .. مجبورون ..
الجزء الأول
1
كان يوما ككل الأيام.. رطب في الصباح .. نوافذ السيارات المصفوفة عند قارع الطريق منداة بقطرات المياه الباردة .. خرجت كما تخرج كل يوم .. تسير لمحطة الباص.. كي تستقل أحدها للمدرسة.. كانت تسير والابتسامة على وجهها.. والتسبيح باسم الرحمن بقلبها.. تحاول أن تسترجع أحد أحلامها العديدة التي مرت بها بليلة الأمس.. لكن لم يكن هناك إلا حلما واحدا واضح المعالم لها.. كانت تبتسم بخجل وهي تتذكره .. وتخفي فمها بيديها.. وتحظن يديها وجهها المندى .. نقاط العرق تلمع على صفديها وجبينها ولكن .. كانت تمر باحلى اللحظات..
وقفت كما تقف كل يوم .. وكلتا رفيقتيها بانتظارها تحينها ..
فاتن: تأخرت عليكن
مريم: لا ما شاء الله عليج فاتن دايما على توقيت غر ينتش
فاتن: هههههههه الحمد لله لاني رقدت متأخرة امس..
مريم: ليش بالله..
فاتن بابتسامه ساحرة: لو تدرن بس ..
سمية: قولي شصاير؟؟
فاتن بحماسه شديدة: مشعل بيرد من السفر..
مريم: من مشعل؟
فاتن باستغراب من مريم: مشعل!! ما تتذكرنه..
سمية : لحظه لحظه.. ولد جيرانكم ..
فاتن تومئ برأسها المغطى بحجابها..
مريم: ااااااااااه واذا .. خير يا طير..
سمية: افاا مرايم ما تدرين .. هذا حبيب القلب
فاتن: عساني افقد عدوج شنو حبيب القلب.. فال الله ولا فالج ..
سمية: عيل ليش شاقه الحلج جذي دامه ما يعني شي لج؟
فاتن بحبور فاتن: ماادري.. احس ان ييته هاذي تحمل اشياء وايد ..
مريم: يعني صوغه؟
فاتن بنظرة مقيتة لغباء صديقتها: مريم .. انتي ليش ما تشغلين مخج؟
مريم : الله يهداج تونا من الصبح للحين ما طافت الساعه 7 وربع.. خليني شوي اصخن بعدين تكلمي وياي
سمية بضحك: ههههههههههه ولا سيارة ابوي هههههههههه
فاتن: هههههههههههههههههههه
مريم: تضحكن يالخسفات .. لكن اللي يعطيكن اليوم برينغلز
فاتن: اوه اوه نسيت اليوم الثلاثاء.. فديتج يالريم انتي اغلى صاحباتي
سمية: احم احم... نحن هنا يا فاتن
فاتن تميل للثانيه: وانتي بعد. انتن خواتي من بعد المرحومه عالية ..
سمية ومريم تلمان صديقتهما الرائعه بكل حب: يا بعد قلبي فتونه ..
وياتي الباص...
في طريق العودة.. مريم وفاتن وسمية تتسامرن بتوصيل كل واحدة لمنزل الأخرى بالقصص والنكات المتعددة وهن يتناولن من بوظة العم ضاري البقال..
سمية وهي تراقب مريم المستمتعة ببوظها بتلك الظهيرة الملظيه: عدال مريم لا تاكلين يدج ويا البريد..
فاتن تضحك
مريم باحراج خفيف: شعليج انتي.. يوبا بريدج ولا بريدي .. انتي ما تشوفين هالحر اللي يسوي البيض على الرصيف ويا ويهج
سمية: ايه عاد مو جذي.. شوي شوي .. اللحين لو يشوفج احد شبيقول
مريم: الله عاد اللحين لاني اكل اسكريم الناس بتتكلم ..
فاتن تكلم سمية: ايه مريم خليها على راحتها والله أنا بعد وايد عاجبني البريد اليوم احلى عن كل يوم
سمية: أي لذيذ مافيها شي .. اهو كل يوم لذيذ..
مريم: فاتن تذكرين يوم سمية تقط البريد على روحها برحلة المعهد البريطاني
فاتن تضحك على تلك الذكرى المحرجه بالنسبه لسمية وسمية عادت لها الذكريات : هي انتي صج ما فيج خير ما تذكرين الا السوالف البايخه
فاتن : ههههههههههههههه ذوقي اللي تبين تذوقينها اياه .. علبالج احنا ارفيجات خلاص ماكو احراج..
سمية: عاد هاذي السوده
مريم: اللــــه .. السوده انتي.. والله أنا ابيض وحده فيكن وانجبن ..
فاتن: ههههههههههههه مريوم والله انج فاضيه ..
سمية: اقلج ...(تنظر لمريم وهي تعود للبوظة) اوهوووو يوبا فجيها عن حلجج
فاتن تستمر بالضحك الا ان وصلت اولهن – سمية- لمنزلها وتوادعت مع كلتا صديقتيها.. فاتن استغلت هذه الفرصة لكي تصارح صديقتها المقربه مريم على ما حلمت به ليلة البارحه
فاتن: ريموو.. بقلج حلمي امس
مريم وهي تتلذذ ببوظتها: شنو..
فاتن: حلمت اني تزوجت..
مريم اندهشت للخبر: ويه مبرووووووك كللولولولولولولولولولش الف الف مبروك
فاتن : هههههههههههههههههه صبري زين ما قلت لج شي ويببتي ؟
مريم: ويه حبيبتي مو عن شي بس انتي كل يوم عروس يا فاتن يا بعد قلبي
فاتن: تسلمين حياتي وياج
مريم بلهفة: على منو عرستي؟
فاتن: حزري
مريم بتفكير: امممم ... خالد البريكي
فاتن : مالت عليج
مريم: محمود بو شهري
فاتن وقفت وهي تمسك على قلبها: جانـــزين
مريم: بو الجازي راعي البريد
فاتن: مصكه بويهج ..
مريم: عيل
فاتن: حزري
مريم بتوسل: هئ هئ فتوون شدراني أنا .. قوليلي؟؟
فاتن تمسك يدها وبكل شاعرية المراهقات: مشعل.
مريم بشاعرية هي الثانيه: ويــــــــه.. والله خوش حلم .. شصار؟
فاتن تشرح الموقف بكل لهفة: كنت لابسة فستان ابيض حلو .. وكنت امشي..بروحي له .. واهو كان ينتظرني.. ليما وصلت له .. مسك يدي وباس جبيني ورحت وياه لدرب كله ورود
مريم تمسك عبائتها : يا حسرة قلبي .. شصار بعدين؟؟
فاتن تسير بكل رومانسيه: وبس..
مريم: بس..
فاتن: شبعد؟
مريم: يعني خبرج .. بيبي .. ولا انج حامل؟
فاتن باحراج: جبي يا حمارة .. ما عندج الا هالسوالف انتي..؟
مريم: ههههههههههههه سنه الحياه يا الكريهه.. والله انتي ليما تعرسين ما بتييبين عيال؟
فاتن: أي والله.. ابي الف ولد والف بنت.. يالله افضي اللي بقلبي كله
مريم: ااااااه الف بنت والف ولد .. اقول زهبي حالج لضرتج!!
فاتن بغرور: اهو يقدر يعافيني ويتزوج غيري؟
مريم تنظر اليها بفخر: لا .. بس لو كل يوم بطنج منتفخ وكل يوم فيج النسو عليه اكيد بيتزوج عليج وحده ثانيه
فاتن: لو يموووت مااخليه .. شنو .. حلالي يوبا واعرسه على غيري؟
مريم تنظر للارض بكل حزن واسف.. فاتن لاحظت ان مزاج رفيقتها قد تبدل
فاتن بنعومه الحرير: علامج مريوم.. ليش زعلتي؟؟
مريم: زعلت عليج .. انتي تحلمين بشي يمكن ما يتحقق يا فاتن. اهو وين واحنا وين؟
فاتن حست بالحرقة تجتاحها والمرارة بحلقها.. كلام مريم الواقعي احزنها كثيرا ولكنها لم تتخلى عن المرح
فاتن: عادي مريم .. محد قال الاحلام بفلوس.. بالعكس تسد يوع فقير المال مثلي.. وبعدين من يبيني .. أنا احلامي دايما اهي اللي ترعاني لان محد عندي
مريم : فاتن لا تتكلمين جذي أنا قلبي ما يستحمل
فاتن: ههههههههههههه فديتج انتي والله .. ما اقدر على قلبج احوو عليه ..
مريم وهي تمسح دمعتها الساخنه: اخر مرة تقولين ان ما عندج احد.. أنا وياج يالسباله الكريهه
فاتن : هههههههههههه ان شالله ..
مريم: احبج فتون
فاتن: وأنا بعد
مريم تحظن رفيقتها بالدرب: يعل عيني ما تبجيج يا فتونه ..
فاتن والدموع تتدحرج على خديها : امين ..
وصلت مريم لمنزلها واكملت فاتن طريقها لوحدها.. تقطع الشارع بهدوء الملائكة.. تسير وهي تفكر (بمشعل).. ابن الجيران .. حكايتها معه كلاسيكية بكل ما تعنيه الكلمة .. هو ابن الجيران الغني وهي ابنه النجار الفقير .. كان اللعب مسموح لها و ممنوع عليه .. كانت دائما تراقبه من نافذه غرفته .. او برجه كما كان يحب ان يسمية .. تسمع عن اخباره المتفرقه من اخيها (جراح) المفتون بصديقه الغني الذي تعرف عليه عندما كلف اباها بتنجيد الاثاث بمنزله .. كانت تحس بان مشعل على الرغم من ثرائه الكبير الا انه فقير الحياه حتى انه لم يكن يملك العديد من الاصدقاء.. عائلته كانت دائما تحوطه بأولاد عائلته حتى يكون الصداقات معهم .. الا انه كان يميل "لاولاد الشوارع" على حد تعبير والدته المتكبرة المغرورة.. كان دائما يقف بوسط الشارع مع الاولاد يتحصل منهم على اخر الاخبار التي تحصل بملاعب الكرة .. وغرف الدراسه بالمدارس الحكوميه .. يستمع لها بشغف كبير.. ويضحك على الحركات العادية التي يقومون بها بالمدرسة .. لانه بكل بساطه.. محروم منها .. هي لم تتعاطى معه الا بالصغر.. عندما تقف سيارة اهله خارج القصر كي يخرجوا جميعهم بايام العطلة..الا بذلك اليوم .. يوم مغادرته للحي.. كانت هي تبلغ من العمر عشرة اعوام .. واليوم كان صيفيا بنسمة ربيعية.. كانت تلهو باحد دماها ومريم تتسلق احدى الشجيرات مع (جراح) ..اتى ناحيتها.. كانت شبه مغمضه العينين من شده الشمس..
مشعل بابتسامه: شتسوين.
فاتن تنظر اليه بعينين شبه مغمضتين: العب..
مشعل: اشوفج.. بس ليش قاعده بالشمس..
فاتن: ما عندنا زراعه ببيتنا واهناك الصبيان يلعبون واخاف اتعور وياهم
مشعل: انزين ليش ما تلعبين وياهم
فاتن تعود لدميتها: ملل.. كله يتطاققون..
مشعل: هههههههههههه وانتي ما تبين تتطاققين وياهم
فاتن تعود وتنظر اليه: ميانين ..
مشعل ينظر إلى اين يلعب الاولاد: لكنهم عايشين.. على عكسي..
فاتن: ليش.. انت ميت؟
مشعل: ههههههههههههه ... انتي نكته .. شسمج
فاتن: مو شغلك... ( نهضت وهي تسير عنه)
مشعل: خلج انزين أنا بروح
فاتن: اصلا ما ابي اقعد بالشمس..
وسارت فاتن عنه الا انه قطع دربها
مشعل: انزين لا تزعلين
فاتن: اشعليك مني زعلت ولا لاء؟
مشعل: اووووووف وايد .. ازعل اذا زعلت اختي الصغيرونة
فاتن لاتعرف لما احست ان هذا الانسان لا يمكن ان يكون اخاها ولكن: لا ما زعلت
يمد يده بقطعه سكاكر: انزين هاج حلاو
فاتن تنظر إلى ما بيده : على كاكاو؟
مشعل: ايه ..
اخذت ما بيده وسارت مبتعدة عنه.. ظل مشعل ينظر اليها باستغراب وبحنية عظيمه.. ولكن اتى صوت امه ليعيده إلى واقعه المرير.. وذهب مشعل ملبيا نداء امه..
التفتت فاتن للولد الذي – ازعجها – على حد تعبيرها ولكنه لم يكن هناك .. اختفى .. هكذا فقط.
عادت للمنزل وجلست على احد المقاعد المهترئه ولكن المريحه .. وهي تسرح شعر دميتها.. وفجاة دخل اخيها جراح والدموع تتلألأ بعيونه
جراح : وين امي؟
فاتن: بالمطبخ. ليش؟
لم يعرها جراح انتباها وذهب للمطبخ . فاتن لحقته وسمعت شيئا مما قاله اخوها..
الام تحاول تهدئة ابنها الصغير: علامك يمه بسم الله عليك..
جراح والبكاء يخفي صوته: بيروح يمه .. بيسفرونه بره الديرة .. اهو ما يبي.. لكن كله من امه
ام جراح: لكن يا ولدي اهي امه وتعرف لمصلحته
جراح: يمه حرام يسوون فيه جذي.. ما يستاهل..
ام جراح تلم ابنها الحزين: ماعليه .. بيروح وبيرد ما بيظل هناك على طول
جراح: تصدقين يمه على شويه مااشوفه الا انه بقلبي اكثر من سعد وبدر.. وايد اعزه يمه .. ليش؟
ام جراح تبتسم بحنان: لانك طيب يا وليدي .. وتدري انه ما عنده احد ..
لم يتكلم جراح بل غاب بحظن امه الدافئ يخرج ما تجمع بمكنون فؤاده الصغير وفاتن خرجت مسرعة لكي تعرف من الذي سيرحل.. رأت جميع الاولاد بالشارع واقفين عند الرصيف الفاصل بين حي القصر وحي المنازل الحكومية..
وقفت بجانب مريم: شصاير؟
مريم: ارفيج جراح بيسافر
فاتن: من. بدر؟
مريم : لا مشعل..
فاتن باستغراب: من مشعل
مريم: مشعل اللي يعيش في القصر
فاتن بصدمه: اللي يعيش بالقصر اهو مشعل؟
مريم: ايه.. ليش ما تدرين
فاتن لم ترد بل ظلت تنظر للاغراض والحقائب التي توضع بالسيارة .. الخدم كانوا اما داخلين او خارجين .. ينفذون اوامر الأب اللي تبدو على ملامحه التعاسه .. فاتن كانت تنتظر ان يخرج مشعل.. لكي تعاتبه على دموع اخيها العزيز .. واخيرا خرج مشعل ومعه امه.. كان يبلغ من العمر في تلك اللحظه الثالثه عشر.. فتيا.. ولكن طويل القامة .. اطول من جميع صبية الحي.. ويبدو لمن لا يعرفه اكبر من عمره .. قبل ان يدخل سيارته استوقفه صوت فاتن ..
فاتن وهي تجري بخفه في الشارع: ليش بجيت جراح
مشعل باستغراب وحزن يرقب العينين الزجاجتين: ما سويت له شي..
الام بكل غرور: يالله يمه ادخل
التفت مشعل لامه وعاد بنظراته للطفله امسك يديها واعطاها شيئا : عطيه جراح ..
فاتن لم تجيبه لانه قد دخل السيارة .. وغادر الحي مبتعدا بالسيارة الفخمه.. وعيون الجميع ترقبه .. بعد اختفائه عاد الاولاد للعب .. الا طفله واحدة.. ظلت واقفه على قارعة الطريق.. يدق قلبها من باضطراب.. تمسك بيديها ما لا تستطيع ان تعرف ما هو .. لان عيونها التصقت بالسيارة التي غادرت..
اتت مريم لها وهي تجري: شعطاج؟
فاتن تلتفت لها : عطاني هذا..
فتحت قبضه يديها وظهر ما اعطاها اياه.. كانت قطعه زجاج صغيرة الحجم منحوتة على شكل فرس صغير.. بلا لجام ولا سرج .. يبدو حرا .. كالطيور ..نظرت إليه فاتن بكل إعجاب ومريم شهقت: اللااااااااااااي .. وايد حلو .. عطاج اياه حقج..؟
فاتن: لا .. حق جراح ..
وركضت فاتن للمنزل وهي تحمل الهدية إلى اخيها الحزين علها تسعده او تريحه قليلا.. جراح امسك الهدية وصعد الدرجات وهو يمسح دموعه.. كانت الهدية غالية عليه جدا.. لدرجه انه كان يصطحبها معه لكل مكان ..
يااااااااااه .. يا للحياة العجيبة.. مرت سبع سنين مذ غادر مشعل لكي يدرس بالولايات المتحدة الاميركيه .. وها هو خبر عودته يعيد الحياة للطريق الذي لم يعرفه إلا قليلا.. لكن ظله بقي مع الأولاد .. بكلامهم .. وحكاياتهم .. وبذكرياتهم القليلة التي احتفظوا فيها إكراما لطيبه مشعل الكبيرة..
كانت فاتن تبتسم وتكمل مسيرتها .. وصلت للحي .. عيناها هامت على الجلبة التي عند قارعه طريق بيتها .. سيارة فخمة واقفة.. وخدم القصر ينزلون الاغراض المحملة فيها .. شباب الحي كلهم متجمهرين واصواتهم الرجوليه تتزاحم بالكلام .. يبدوا وكان احد اهالي المنطقه عاد من السفر.. توقفت فاتن وهي تفتح عينيها الزجاجيتين.. لا بد وانه مشعل.. والا لما كل هذه الجلبه والفوضى.. لم تسرع ولم تكن تسير بهدوء كعادتها .. عيناها معلقتين على الفوضى ولكن سرعان ما انزلتهما عندما التفتت اليها عيون المتجمهرين المستغربة.. انها فاتن .. اخت جراح.. اجمل واكثر فتيات الحي احتراما .. الكل كان يقدرها .. ويكن لها الاحترام .. والاعجاب.. لانها كانت بدرجه من الجمال والعفاف تحسدها عليها جميع الفتيات.. سارت بهدوء الملائكه إلى ناحيه منزلها .. ولكن الفوضى والجلبه الحقيقية كانت بقلبها .. لابد وانه مشعل.. الا اني لم اره .. ولم الاحظه .. ولا استطيع الالتفاف لكي ارى.. يا الهي ..
وصلت لنصف مدخل المنزل تتفاجأ بجراح يقفز امامها وهو سعيد جدا.. وبدر معه ..
فاتن بدهشه: جراح ..
جراح: سوري حبيبتي فتون .. وغاب عن عينيها..
بدر بكل هدوء: شلونج اختي
فاتن بمرح لبدر: هلا بدر .أنا تمام انت شخبارك؟
بدر: عايشين..
استغلت فاتن وقوف بدر معها: شصاير هناك؟
بدر وقد اشتعلت ملامحه بالفرحه: ما تدرين .. مشعل رد من اميركا..
التفتت فاتن للجمهور : صج ؟؟
بدر يسرع ناحيه التجمهر : واخيرا موو؟؟
غادر بدر وتنهدت المعجبه الصغيرة: ... أي والله ..
وقفت فاتن امام المنزل وهي تراقب ما يجري.. شاب وسيم طويل القامه ياخذ اخاها بالاحضان وجراح يحمل الشاب بين يديه وهو يصرخ عاليا.. الناس كلها كانت غارقه بالضحك على ما يجري بين الشبان .. فاتن لم تستطع ان تطيل النظر لانها حست بالحرارة تتصاعد في خدودها المتورده الا انها وقفت تامل بأن يلاحظها من وصل من السفر.. وعندما احست باليأس دارت نصف دورة عائدة للمنزل الا وعيون بعيده ترقبها... توقفت .. تنظر لمن ينظر اليها .. لم ترى ما كتب بعينيه .. لكن حست وكان الوقت قد توقف .. والشرارات تتصاعد بالجو .. وهربت مسرعه داخل المنزل بعيدا عن تلك العيون .. وتلك النظرات..صعدت على السلم ولكن عادت ادراجها لانها لم تحي امها الغالية.. قبلت امها بكل سعاده وطارت لدارها لكي تحتظن وسادتها.. تحس النشوة والحبور والسعاده الكبيرة التي لا توصف.. لا تعرف لما هي هكذا.. ولكن .. لم تكلف نفسها بالأسألة المتعددة.. بل بقيت تعيش بالعالم الوردي الذي تكاثرت خيوطه الحريرية لتكون عشا صفصافا يهني به كل طير..
.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
صحت فاتن من القيلوله التي اخذتها وهي تسمع اذان المغرب يأجج الكون باسم خالقه ويذكر المخلوقات بوقت العبادة .. نهضت فاتن لتغسل وجهها ويديها وتبدأ بالوضوء للصلاة .. صلت فرض المغرب وذهبت للطابق الارضي لكي ترى ماذا يجري بالمنزل..
كانت اختها الصغيرة مناير و اخيها جراح الجالسين مع امهم بالصاله ..
فاتن بمرح: مساء الخير..
الكل: مساء النور
مناير المشاغبة: حشى عليج فتون خلصتي رقاد الديرة
فاتن وهي تجلس بجانب اخيها العزيز: اعوذ بالله منج يالسوسه انتي شعليج . يوبا أنا مارقدت الا بعد ما خلصت شغلي مو مثل بعض الناس طايحين لي في بيت ام بدر ولا كانه عندهم بيت؟
مناير: هو هو كلتني صج بنت امها!!
ام جراح: منووووور؟؟
مناير تحاول ان تصلح الوضح: قصدي بنت ابوها .. الحنان الرنان
ام جراح: ايا الميهوده
جراح: منور انتي وايد لسانج مطول علينا .. ما تحشمين احد ..
مناير: علامكم انتو .. just joking ما عندكم حس بالنكت
فاتن: ويا ويهج.. لا
جراح: هههههههههههههههههه
مناير تقلد على جملة اختها: ويا ويهج لا.. انتي اصلا هاتي ويهي بعدين تكلمي.. فديتني احلى وحده بالصف.. تصدقين يمه؟
ام جراح: لا مااصدقج .. اذا انتي حلوة عيل سماهر شنو..ملكه جمال!!
جراح وفاتن: ههههههههههههههههههههههههه
مناير: افا يمه .. هذا وأنا بنتج.. والله انج خليتي الشك ينقلب ليقين ..
ام جراح: الله والشك...
جراح: وشنو شكج يا عبقريه زمانج..
مناير: لاني أنا اسمر عنكم .. واحلى عنكم بعد .. قلت يمكن تبدلت يوم يولدوني ويا سماهر .. اهي بنتكم وأنا بنت ام بدر؟
ام جراح تجاري بنتها: أي والله .. صدقج يا بنت عبد العزيز .. قصدي يا بنت مشاري.. سماهر اكيد هي بنتي وبعد انولدت وياج بيوم واحد.. الا اقول لك جراح .. روح ييب لي بنتي ماابي هالشاذية بعدها عني
مناير بدهشه: يمـــه
ام جراح: يمه بعينج ..
مناير: يمه من صجج اللي تقولينه
ام جراح: ماادري عنج.. طايحه لي خبيرة بالنسل والولادات .. مو عاجبج اصلج يالشاذية؟
مناير تحظن امها : يمه تكفين انتي وابوي الخير والبركه أنا اتغشمر .. لا تقولي لي هالكلام مرة ثانيه؟؟
ام جراح بحنيه وعتاب: يعني انتي اللحين حيل صدقتي
مناير تنظر بعيني امها المشابهتين لعيني جراح الحادتين: تبين الصج.. تصلحين ممثله
الام وهي تحاول ان تبعد ابنتها عنها: اقولج قومي عني سوالفج فاضيه مثل ويهج ..
جراح وفاتن : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
جراح: والله البيت ما يسوى بليا لسانج يالسوسه .. ليش كله طايحه لي في بيت بدر؟
مناير: لاني أنا وسماهر روح وحده.. ما نقدر نتفارق يا my dear brother مثل ما مريم ما تقدر تتفارج ويا الشاذيه هاذي!
فاتن بغرور: احلى عنج يالسوسه
مناير وكانها تبعد خصله شعر: ها ها ها ي .. حلمي ..
جراح: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه الا شخبارها الريم صج
فاتن: ابخير ... تسلم عليك هههههههه
جراح : هههههههههههههههههههههه
صوت عند الباب يعلن قدوم الوالد
مناير برعب: ويه بروح اتخبى بأي مكان اكيد رويتر خبرته اني رسبت بالامتحان والحين بياكلني..
جراح: احترمي نفسج منوور صج انج حمارة بعد عمله وسويتها كلي اللي انرد لج .. والله؟
مناير: تكفى عاد ويا صكتك انت .. اللي يقولون ما قزرها دواويح.
جراح: بس من يوم ما كسر ابوي اللوح على راسي أنا خلاص.. كبر مخي وصرت من المتفوقين..
مناير بشهقه: هااااااااااا.. يعني ما بنجح الا بلوح على راسي.. لا يوبا.. خلني كل سنه ساقطه ولا يجيس راسي الجميل شي..
فاتن : ههههههههههههههههههههههههه من صجها هاذي..
مناير: انتي شحارج ويه عليج يالحاقده يالحسوده..
وتذهب مناير لترمي أخيها بموجه من الضحك .. ودخل الوالد
ابو جراح: السلام عليكم ..
جراح يسلم وفاتن تذهب لتاخذ اغراض ابيها عنه: عساك ع القوة يوبا..
بو جراح بابتسامه لابنته الغاليه: الله يقويج يا بنيتي .. شهالزين اليوم .. الخدود متوردات.. شصاير.
مناير من الطابق الثاني: بتعرس على راعي الوانيت الصعيدي
بو جراح يكلم ابنته: تعالي يا ام الشقاوي والشقايل انتي..
مناير تهرب بعيدا وجراح يضحك عليها..
بو جراح: وانت.. شاق الحلج .. عسى ما شر.؟
جراح يقوم لكي يجلس والده : الشر ما اييك بس مشعل ولد النهيدي رد من السفر
بو جراح بدهشه: والله .. حمد لله على سلامته.. والله انه صبي خلوق.. كمل دراسته؟
جراح: لا باجي له سنتين بس يكملهن بالكويت.. مل من اميركا .. تخيل يوبا؟
بو جراح: ما يحتاج اتخيل أنا لو اعيش هناك يوم واحد بعيد عنكم مو بس امل الا تطق جبدي.
جراح: بس يوبا هذي اميركا يعني كل يوم شي يديد..
بو جراح: والله ما ادري عنك.. خلك بديرتك احسن لك .. شوف اللي طلعوا من الديرة شصار فيهم اللحين ..يموتون ويردون لها لكن لي فات الفوت ما ينفع الصوت ..
فاتن: صح كلامك يوبا.. أنا ايدك 100 بال100
بو جراح: وانتي يالغلا.. شخبارج اليوم؟
فاتن لم تعرف ماذا تجيب اباها.. هل ترقص امامه من فرط السعادة.. ام تكتفي باسقاط عينيها خجلا من الذي سيحصل بعودة المسافر.. اااه يا والدي.. لا تسالني عن احوالي.. فاحوال الناس اوضح منها...
فاتن: الحمد لله تمام.. الا ان ريمووو اليوم قالت لي ان ابوها يبيك بشغله .. ماادري كانه حق تاثيث
جراح انزل راسه لانه لا يحب ان يطلب من والده العمل في بيوت اصدقائه ولكن ليس باليد حيله
بو جراح: ان شالله .. أنا باجر بروح اشوف بو مساعد .. وينها امكم؟
فاتن: بالمطبخ
بو جراح وهو ينهض: بروح اغير هدومي وارتاح لي شوي.. يوبا فاتن شيلي اغراضي وحطيها بالغراج ..
فاتن: ان شالله ..
بو جراح: الله يخليج يا بنتي ..
وذهب الوالد ...
جراح بحزن: فاتن .. ليش قلتي لابوي عن بو مساعد
فاتن باستغراب: شنو ؟؟
جراح: عن هذا انهم يبونه يشتغل في بيتهم .. ما تدرين ان لؤي ارفيجي؟
فاتن بحيرة: شفيها يعني لو ابوي اشتغل هناك .. ؟
جراح: شفيها؟.. شما فيها .. يعني مو كفاية انه ينجر في المكاتب والمدارس وكل مكان بعد تبينه ينجر ببيوت ربعي؟
فاتن تحس بمدى حقارة كلام اخيها وردت عليه: السموحه يا جراح لكن أنا ما اشوف فيها شي ان ابوي يشتغل بشرف بين الناس.. شفيها لو اشتغل في بيت الناس؟.. اهو لا يرتكب جريمه ولا فاحشه والعياذ بالله .. احسن عن ابهات ربعك هاذولي اللي معور راسنا وياهم .. الخمار والزمار واللي ما عنده مذهب ولا دين ..
جراح : بلا طواله لسان فاهمه
فاتن: وانت بعد .. لا تنسى اصلك وانت ولد من .. ابونا نجار.. خير ونعمه... نبينا نوح عليه السلام نجار.. ما اشوف نزل مقامه امبين الناس ولا ربنا ما رسله نبي للعالم؟
جراح باستخفاف: الله عليج يالشاطرة .. حافظه درسج .. قلبي ويهج يالله ..
فاتن: ما يحتاج تقول لي .. أنا بروح عنك اصلا..
حملت فاتن متاع والدها وادخلتها للكراج .. بقيت هناك قليلا وهي تحس بالغضب من كلام اخيها.. لم قال ما قاله؟ .. لم تكلم بهذه الحقارة عن مهنة والدهم؟ ..هو يتعب ويشقى كل يوم من اجلنا واخوتي ليسوا بشاكرين .. ما بها لو كان نجارا؟.. فهو بكل طرقه مسمار يبني عالما جديدا.. سقطت دمعه قهر من عينيها وهي تردد: عساك ع القوة يوبا.. ولا انحرم منك ..
مسحت دمعتها بصوت امها المنادي ودخلت للمنزل..
فاتن بالمطبخ: هلا يمه
ام جراح: يمه مريم بالتلفون تبيج
فاتن ذهبت للتلفون ورأت جراح جالس على الكرسي يصغي للمحادثه..
فاتن: شهالحركات بعد
جراح بهمس: اوووص.. تعالي
فاتن بهمس : شصاير..
جراح : مريم تغني .. ويه عليها الشاذيه..
التقطت فاتن السماعة وجلست وهي تسمع صديقتها تدندن بما هو اشبه بالاغاني .. وعندما انتهت الاغنيه صفقت لها فاتن
مريم : علامج .. عندج عرس؟
فاتن: ههههههههههههههههه أنا ولا انتي.. طايحه علينا.. يا انتظاري خلاص انساني .. ههههههه
مريم: أيــــــــــه على وعسى احد يسمعني ويفهم اللي اقوله
فاتن: جبي زين .. (عرفت فااتن ان مريم تعني بالكلام حبيب طفولتها جراح ) ما عندج سوالف يالفاضية.. ليش متصلة؟
مريم: أنا فاضيه .. اوريج .. مو قايله لج شي انزيــــن؟
فاتن: الا تخسين تقولين وريلج على رقبتج ..
مريم: لا والله .. وايد شايفه روحج يا بنت الياسي..
فاتن: اكيد .. مو ابوي عبدالله الياسي؟
مريم: يالله انزين .. اقلج .. ناهد العيميه عازمتنا على قعده في بيتها .. شرايج؟
فاتن تمط شفتيها .. لا تستلطف ناهد كثيرا: لازم انروح يعني؟
مريم بقلة اهتمام: عندج واحد من الاثنين.. يا نروح ونغثث روحنا بها.. ويا اتيين بيتنا ونقعد نطالع شريط عرس فوز اختي.؟
فاتن: شريط فوز ابرك لي.. وصراحة أنا ما احب ناهد لهناك .. صج طيبة بس ماارتاح لها..
مريم: ويه .. شهالكلام .. والله انه شويه عليها .. الا قولي تلوع الجبد وتزهق الروح منها مفوشريه وشايفه حالها ويازعم زقرتيه
__________________________________________________ __________
فاتن: اعوذ بالله من لسانج.. صج انه يجيس الميت والحي..
مريم: اعوذ بالله منج انتي يالنحسه .. قولي لا اله الا الله..
فاتن: لا اله الا الله..
مريم: أي جذي أنا أتطمن على نفسي.. ادري فيج حاقدة.. وينها حبيبتي منوور..؟
فاتن: متخبية بدارها .. تخاف لا ابوي يطقها على الدواويح
مريم بخوف: وييييييه ذكرتيني .. مساعدو السبال متحذف فيني من الزين .. والله انه حاله .. ان رسبت بالاسلاميات خلاص.. بيلعن خيري..
فاتن: ليش زين .. اااااااه.. اهو متدين ؟؟
مريم: أي والله.. أنا من معذبني بحياتي غيره .. الله يعرسه ويفكني منه ..
فاتن: يعرسج انتي ويفكح منه .. تصدقين .. أنا عمري ما شفت مساعد يعني .. بس يوم كنا صغار.
مريم: شتبين تشوفين فيه .. انسان ميت هذا.. ماكو حياة .. تصدقين انه يقعد بالساعات بالصالة ولا يتكلم الا لما يتكلمون وياه .. ولين تقوم فوضى التوأم بالبيت.. يعطيهم بس نظرة ويدب الرعب..
فاتن: ههههههههههههههههههههههههههههه حرام عليج تتكلمين جذي عن اخوج.. مهما كان اخوج..
مريم :انزين ماا اعطلج .. بروح ازهب العشا ويا امي ..
فاتن: وأنا بعد ... اشوفج باجر بالمدرسه ..
مريم: ويه صج صج .. باجر بتاخر .. بروح المستشفى موعد للاسنان
فاتن: اوكيه .. أنا وسموي بننتظرج ..
مريم: اوووووكيك .. يالله باي..
فاتن: بايات حبيبتي ..
اغلقت فاتن عن مريم وبقيت بالصاله .. هي ايضا تحس بالخوف من امتحان اللغه الانجليزية .. لانها ليست بذلك المستوى فيها .. ولكنها تتمنى ان تنجح بنسبه بالسبعين او الثمانون حتى لا يتاثر معدلها إلى تلك الدرجه بحيث يمنعها من الحصول على المنحه الدراسيه او الاعفاء .. الله كريم ..
دخلت المطبخ إلى امها والجلبة على الباب.. لبست حجابها وهي تكلم امها: شصاير يمه؟
ام جراح: اخوج عازم ولد النهيدي وشوية من ربعه بعد .. بس الفوضى فوضى خالد ولد عمج ..
وصوت خالد على باب المطبخ : هلوووووووو بيوتفل لايديز.. هلا بخالتووووه القمر
يحظن خالد ام جراح التي هي خالته ايضا: خلود قوم عني ما تشوفني اطبخ؟
خالد: شتسوين يعني .. فتوش .. وكفته .. ولا كباب ايراني .. كله ظايقه!!
فاتن: متاكد .. وين راح كل الاكل .. كل ما اييلك تختفي زود و زود ..
خالد : شسوي .. احب يا بنت الخاله والعم .. من يوم ما حبيتج وأنا هلكان ههههههههه
فاتن: فال الله ولا فالك يالنحس .. أنا احبك .. استخفيت
خالد: لا عيل أنا المطير حجابي احب وحده مثلج.. بيضه وضعيفه جنها هيلق.. تلوع الجبد .
ام جراح تحضن ابنتها: تحصل لك فتونتي ..
خالد يضحك : لا والله.. بس خبرج .. اللي ما يطول العنب..
فااتن: حامض عنه يقول
خالد : واللي يركب الدري عشانه شيصير فيه
فاتن بنظرة تهكميه: يطيح ...
تخرج له لسانها وهو كذلك ويغادر خالد المطبخ ليأتي جراح بلهفة: ها يمه .. زهب العشا؟
ام جراح: لايمه باجي شوي.. روحوا صلوا العشى وان شالله يزهب كل شي..
جراح: الله يخليج يمه.. فتون انتي ومناير ساعدن امي شوي ولي زهب كل شي ناديني من الديوانيه .
فاتن: ان شالله..
ذهب جراح مع الكل .. اما فاتن فقد التصقت عيناها بالنافذه لكي ترى مشعل وهو خارج مع اخيه والشباب.. لكنها لم تقدر.. يا للحظوظ .. لكن ما زال الليل طويل.. و ستستطيع ان تراه .. ولو قليلا. ظلت منهمكه بالعمل مع امها ومناير تسامرهن كثيرا وتعمل قليلا.. حتى عاد جراح يسال مرة اخرى عن الطعام .. جهز كل شي. ولم يبقى الا ان يقدم العشاء ..
خالد : الله يا خالتي .. صج والله عشاج اليوم .. وناسه ههههههههههه
فاتن: احم احم .. أنا بعد اشتغلت فيه
خالد باشمئزاز : وشسويتي ويا ويهج
فاتن: فتوش التمر و ورق العنب والخبز ويا الزعتر
خالد بحزن : لا لا .. يعني ما اكل شي اليوم
فاتن: يمه..
ام جراح: ههههههههههههههههه يمزح وياج يمه علامج؟
فاتن: ما تشوفينه شيقول
خالد : ايه خالتي .. مو كفايه بملجه اختي نورة صادني اسهال وما قدرت منه الا بعد شهر .. كله من فتوشها ..
فاتن بتوسل: يمه
ام جراح: بس يا خالد بسك هواش وياها.
جراح يدخل مرة اخرى: خالد .. اقلك دخل الاكل واقف تهذر ويا الحريم ..
خالد : شسوي بحياتي .. احبهن .. احبهن والله احبهن
مناير: وأنا بعد احبك خالد
خالد ينظر إلى ابنه عمه المراهقه ذات ال13 سنه: مستغنى عن حبج .. لا تحبيني.. اهم شي خالتي الغاليه.
مناير: فقرك يالباهس.. تحصل انت محبة مناير الياسي..
فاتن: اوهوووووو نابليون .. شوي شوي على عمرج ..
مناير: انتي حاقدة مااعور راسي وياج ..
جراح: اووووووووووووف يالله صارت الساعه 8:15
ام جراح: روح يمه وكل شي بيوصل لك
ذهب جراح وجلس خالد يتشكى منه: اووووووووف خالوه.. ولدج هذا ملل..
ام جراح: شوف.. غز عيني ولا تتكلم عن ولدي ..
خالد: والله خالوه.. يملل.. شايب بعمر الشباب.. سوالفه استوت بطاليه .. مو مثل قبل.. كان الشقردي امبينا ..و الحين .. صج ان الجامعه تغير الناس.
مناير: مو بس الجامعه.. الا قول تخصص الجامعه.. يدرس لك علم نفس شتبيه يطلع لك .. عادل امام؟
خالد: والله عادل امام ولا شي حذالج يا نكته زمانج .. علامج انتي دايما قزمه؟
مناير: يمه..
ام جراح : اووووووووووووووه يا خالد خذ الاكل وروح للرياييل بالديوانيه يالله
خالد: تطرديني خالوه.. ما عليه .. اللي يسولف لج عن ام عبد الرحمن ..
فاتن : هههههههههههههههههههههههههههههه والله انك سوالف..
خالد: ما شفتي شي.. للحين ما تزوجنا يا بعد قلبي
مناير: لا لا.. اصلا انت ما بتعرس الا علي أنا وسماهر .. ولا انت ناسي؟
خالد: ههههههههههههه منوور انتي وسماهر ما تتفارجن يعني حتى بالعرس؟
مناير: أيه .. شفايده الحياة بلا سماهر ومناير.. قول لي؟؟
خالد: مصكه بناتج خالووه .. الخبله (يشير إلى مناير) والرقله (يشير إلى فاتن) ..ههههههههههههههههههه
تكتفي فاتن بنظرة فولاذية لابن عمها لكي تكويه بنار الهوى: يا ربي.. هالعيون اشلون املها .. سحر ذوبني بغزلها .. بوسه من عندك حبيبي .. تسوى عندي الدنيا كلها
فاتن: قوم اطلع بره .. بره..
يحمل خالد ما أعطي ويخرج من عند النسوة وهن يتضاحكن عليه وعلى خفة دمه التي ينسي بها الهموم..
ينقل العشا كله لمجلس الرجال.. وتبقى فاتن بالمطبخ تحسبا لأوامر جراح .. ولكنها بقيت لسبب واحد.. أن تحين الفرصة وتستطيع أن ترى مشعل.. يا ترى كيف اصبح الآن.. رأته عن بعد واستطاعت تحديد ملامح منه .. ولكنه يظل مجهولا في بالها .. يا ربي.. اعطف علي واجعلني أراه ولو قليلا..
مضى المساء هادئا إلا من الضحكات الصادرة من المجلس.. سامرت فاتن أمها عند التلفاز وهي تذاكر لأحد الاختبارات المتعددة التي تطرأ باليوم الواحد .. كانت تقرأ في جملة أعجبتها كثيرا.. (أعطي الدنيا ما تريده منك .. ولكن ابقي الجيد ليوم حسابك .. فالدنيا لا تبغي منك إلا الفضلات والبقايا.. ويوم حسابك يطلب منك ما هو طيب).. م.ر. كان هذا الكتاب من عند صديقتها مريم .. أعطتها إياه بدلا عن كتابها الذي اتلف بأحد الأيام بالمدرسة .. انه كتاب مساعد .. أخ مريم الأكبر.. هي لا تعرفه جيدا ولكنها دائما تسمع عنه مختلف الأخبار.. يبلغ من العمر السادسة والعشرين .. على خلق حميد .. شديد التدين والتعبد .. وهذا ما يعجب فاتن به . على الرغم من عدم معرفتها به .. مريم تعتقد أن عقل أخاها مغلق عن الأمور المتحضرة .. ولكن فاتن تفهمه وتفهم تفكيره على أنه السلوك القويم.
مر الوقت كالسهم .. هاهي الساعة الآن العاشرة و خمس و أربعون دقيقة ولم يغادر أحد من الشبيبة .. بقيت فاتن صاحية عند التلفاز تنتظر دخول جراح لكي تنظف المجلس والمطبخ وتذهب للرقاد .. مر الوقت و أصبحت الساعة الحادية عشر و خمسه عشر دقيقة .. دخل خالد على خفة و اندهش من فاتن..
خالد: للحين قاعدة..
فاتن: انتظر جراح يطلع ويا ربعه عشان انظف الديوانيه ..
خالد : خليها عنج باجر نظفيها .
فاتن: ما تعرف امي لازم اهي اللي بتروح تنظفها وتعب عمرها ..
يجلس خالد: ااااااااه والله سوالف ووناسة ..
فاتن تحس بالفضول .. تريد أن تسأله عن مشعل ولكنها تخشى أن تقع بمأزق مع خالد
خالد : واحسن واحد فيهم اهو اللي راد من السفر.. صراحة وناسة وياه ما تحسين للوقت.. مع انه شوي هادئ اكثر من اللي يحسه الواحد .. بس صراحة.. أصيل.
فاتن وعيونها بالأرض ودقاتها بكل عرق بجسدها: ... مشعل؟
خالد: اييه .. والله عجيب هالشخص.. جراحوو ما يرافج الا الزينين..
فاتن: وأنت.. ما عندك ربع؟
خالد: مو شغلج .. أنا الدنيا كلها ارفيجتي .. ما اقدر اثبت على مجموعة من الناس.. لاني وايد احب انوع..
فاتن: ههههههههههههههه
خالد : صدقيني.. ابي اصادق اكبر عدد من الناس.. عشان يوم اموت الناس كلها تذكرني بالخير
فاتن: قص بلسانك .. توك صغير يا اخوي .. لاتقول جذي عن حالك
خالد بابتسامه حزينه وغامضة: الله يخليج يا فتون.. والله انج استويتي مثل عالية الله يرحمها ..
فاتن تبتسم بنفس ابتسامته: الله يرحمها.. لو اموت مااصير مثلها..
خالد: ايه وياج .. لانها وايد احلى عنج .. ههههههههههههه
فاتن توافقه: شعبالك.. بقولك تخسي.. إلا أنا وياك.. محد مثل الغالية .. محد مثل عالية ..
خالد : الله يرحمها .. وياخذج
فاتن تضرب خالد على ذراعه: فال الله ولا فالك يالكريه .. توني شباب
خالد : ههههههههههههههههههههههههههه يالله . سلمي على خالوه الغالية والسبالة منوور وديري بالج على حالج ..
فاتن: وانت بعد .. سلم على الكل وعلى نورو القاطعة.. ماصار انخطبت ونست الكل وياها.
خالد: ايه .. تصدقين يصير لي باليوم الكامل محد يذكرني بدواي ..بس نورة راحت خلاص معناته خالد لازم يروح وياها.
فاتن: ويييييه عليك يالممثل.. اللي يقولون ما تعودت انت على الدوى.. من يوم صغير وانت تاخذه..
خالد: اتدلع علامج انتي ماتخلين الواحد يتدلع.. مصاكه .. يالله مع السلامة
فاتن: الله يسلمك ..
وقفت فاتن بمنتصف الساحة الخارجية ترقب مغادرة ابن عمها .. لم تكن تحس بالعيون التي تراقبها .. تنظر إليها بكل إعجاب.. وبكل شغف.. إنها هي .. لابد وإنها هي .. الفتاة المشاغبة.. المدللة الصغيرة .. التي ملكت قلبي بذلك الصوت.. وذلك السؤال.. ما أحلاها .. كبرت لتصبح كالحورية .. فاتن عادت للواقع ودخلت للمنزل ولكنها التفتت للمجلس الخارجي .. تنظر إليه .. وكأنها نسيت أن المرآة العاكسة تظهر لمن بالداخل المارة من خارج ..غابت هذه الحقيقة عن وعيها وسارت مبتعدة لداخل المنزل .. كان جراح يبحث عنها بداخل المنزل ..
فاتن: نعم ؟
جراح: وينج انتي؟
فاتن: كنت ويا خالد اخاويه لبرع؟
جراح بدهشة: وقفني بالليوان وياه؟
فاتن ببراءة: ايه ليش؟
جراح: يا مسوده الويه . انتي ناسية ان الجامات اللي بالديوانيه عليها مخفي عن اللي بالداخل ..
فاتن أمسكت فمها من الصدمة .. يا ويلي.. ماذا فعلت ؟ يا للمصيبة .. ولكنها تداركت أنها كانت ترتدي حجابها
فاتن: انزين مافيها شي .. أنا كنت لابسه حجابي.. يعني مو سفور..
جراح بعصبية: لا والله.. قلبي ويهج لا الحين اشد حجابج واخنقج .. انقلعي..
فاتن استغربت من أخاها وذهبت بعيدا عنه وعن أعصابه الثائرة.. دخلت لغرفتها التي حصلت عليها من بعد وفاة عمتها الغالية .. جلست على سريرها وهي تحس بالإحراج من لهجة أخاها معها .. لم عليه أن يكلمها بهذه الطريقة.. كم هو لعديم الذوق.. ألا يحسب أن لها مشاعر وأحاسيس .. فليذهب للجحيم .. قامت من على سريرها وهي تفتح شعرها الحريري القصير.. جلست عند النافذة وهي تنظر للسماء المسودة .. الجو كان ساخنا بعض الشي.. لكنها لم ترغب بان تفتح المكيف .. ظلت بحرارة الجو وهي تنظم أبياتا بخيالها ..
من متى يا ناس.. استوى الحب جنون..
ومن متى انقلبت معاني الغرام.. لهيام وظنون
ومن متى صارت الناس ترقب الليل وتعد النجوم
هل يا ترى من يوم بدى قلبي يخفق.. ولا من يوم وصل المزيون
عندما أنهت الأبيات التي مرت بخاطرها .. قررت أن تأوي لفراشها.. وفجأة.. خرج من كان بالمجلس.. لم يكونا إلا اثنين.. جراح والآخر .... هو .. أطفأت جميع المصابيح التي كانت بدارها حتى لا يراها أحد .. وظلت تراقبهم من النافذة .. ضاع قلبها منها .. فهي تراه بوضوح وبكل دقة .. انه هو .. بالفعل قد غيرته السنين ليصبح رجلا وقد خط العمر شواربه وكم يبدو يافعا.. ووسيما .. حتى انه فاق أخاها من شدة وسامته .. يبدو طويلا.. ولكن لا تدري .. فقد هامت روحها إلى أين يقف.. وهاهو يبتعد.. ويختفي عن عيونها .. مغادرا منزلها المتواضع ليدخل إلى منزله الفخم .. غاب عن عينيها .. ورحل .. وساد محل الحبور بقلبها الحسرة .. والألم الكبير.. يا الهي .. ما هذا الشعور السقيم الذي يدب في أعماقي.. لم أحس بهذه اللوعة العجيبة.. أمن أكل أكلته .. أم من ذكرى آلمت قلبي .. أم.. بسبب غيابه .. ما بالك يا فاتن؟ تبنين أحلاما مستحيلة.. نفضت هذه الأفكار عن رأسها وعاودت الدخول .. تمددت على سريرها وهي تفكر به .. لكم من الجميل لو أراه وجها لوجه
ابتسمت وغادرت من العالم الواقعي لعالم الأحلام .. تغوص بالعالم الوردي اللامتناهي.
على أحد الشواطئ.. جلس القلب الحزين .. يفكر فيما أصاب حياته البسيطة .. لم يكن يبلغ الحلم عندما فقد الحب والحياة .. وفقد الأمل والرجاء بالدنيا.. دمعه قهر نزلت على خديه الصلبين .. لم يكن هكذا.. ولم تكن هذه حياته.. بل هذا هو نتاج ما حمله له القدر من أحزان .. الحمد لله على كل حال ..
مسح الرجل دموعه الغزيرة وهو يترحم على روح أغلى حبيبه ... عالية .. كم كانت بمنتهى الجمال الأنثوي والتلقائية والعشوائية .. أحببتها يا ربي ولكن لم يكن لي بالخير أي نصيب.. وها أنا انتحب عليها يوميا .. في كل يوم من هذا الوقت.. وقت لقائنا .. حبيبتي عالية ..
وقف مساعد وهو يتنفس الصعداء.. يحس بالكتمة في قلبه .. يشهق عاليا ويزفر عميقا... عله يجد السكينة .. لكن من أين.. وقد غابت الحبيبة..
مساعد هو أخ مريم الأكبر.. يبلغ من العمر السادسة والعشرين .. يعمل في إحدى المؤسسات المالية الكبيرة ونظرا لخبرته ولحد ذكائه بالحسابات .. ترقى لمناصب عالية وهو في سن بسيطة .. مساعد هو من يتحمل مسئوليه جميع اخوته على الرغم من وجود أباه .. من يرى مساعد يقول انه إنسان صلب وصاحب موقف لا يتزعزع عنه.. مستبد لأقصى الدرجات.. وحاد النظر كالصقر.. ولكن من يعرف بشان مأساته كصديقه أب جراح فسيقول .. معذور .. معذور.. معذور..
مساعد لم يكن من النوع الذي يغرم بأي شيء بسهولة .. ولم يكن يفكر بالحب اساسا.. ولكن .. هي من اغرته .. وهي من اذهلته وحكمت عليه بالسجن الابدي بحبها .. لم يكن يحتاج ان يراها الا مرة واحدة ويقع اسير
__________________________________________________ __________
سحرها.. كانت جميله .. ناعمه .. تعشها حتى الارض التي تسير عليها.. ابتسامتها اكسبتها محبة العديد من الناس.. ولكنها احبته هو . وعشقته هو .. و اخيرا.. تركته هو ..
قبل أن يغادر أرسل قبلة للسماء وهو يقول : تصبحين على خير يا حياتي ..... وغادر.
__________________________________________________ __________
الجزء الثاني
استعدت فاتن لكي تنهض للمدرسه .. مشطت شعرها الحريري وهي تسرع بالخطى.. لفت الحجاب بطريقتها القوية .. وغادرت غرفتها..
نزلت للأسفل ورأت معركه اليوم مع اختها مناير واخاها الاصغر عبد العزيز..
فاتن تسلم على الكل: صباح الخير..
عبد العزيز: كاهي ياتج ام الخير .. فتون قولي للحمارة ان التوست الاسود لي
مناير: لا تقولك ولا شي اصلا التوست أنا اللي مسوته يعني أنا اللي اقرر منو اللي ياكله فاهم؟
عبد ا لعزيز: لا والله.. انتي وايد شايفه روحج
فاتن: بس حبيبي عزوز أنا اسوي لك اللي تبيه
عبد العزيز بعصبيه: يعني لازم كل يوم تراضيني .. ليش اهي ما تعطيني اياه من نفسها.. لكن أنا اليوم ما برضى باللي تسوينه لي
مناير: والله يا استاذ انت اللي ما تتعب.. أنا جم مرة قلت لك ان التوست الاسمر لي .. لكن انت غبي بدرجه انك ما تفهم
ام جراح: اوووووووووف منور والله بتيبين لي الضغط عطيه التوست ابسرعه وأنا بسوي لج واحد يديد.
مناير بعناد الاطفال: ماني... ماني .. ماني
عبد العزيز : منوووووور هاتيه احسن لج ..
مناير وقفت وهي تشهر التوست بيدها: ماكو .. ماكو .. ماكو ..موت ولا بتحصله
عبد العزيز: اموت؟.. اوريج ..
اخذ عبد العزيز كأس الشاي وسكبه على زي مناير المدرسي واطلق منها صرخه دوت بالمنزل
مناير بغضب: يالحيوان .. شوف شسويت .. يا سبال يا حمار
فاتن وهي تمسك عبد العزيز: عشان ما تتحدين الرياييل مرة ثانيه يالهيلق
فاتن بعصبيه ولاول مرة تصرخ عاليا: بس... والله مصختوها انتوا الاثنين.. كل يوم هالهواش والمناجر .. يوبا تبون تتاجرون نطروا ليما تطلعون بره البيت انت (تكلم عبدالعزيز) شهالحركات البايخه ..وشنو سالفه الريايل وما ادري شنو .. الريال مو اللي يسوي هالحركات .. انت بالشاي اللي سبحتها فيه بينت انك اكبر ياهل بالديرة .. وانتي (تنظر إلى مناير والشرر يقدح من عينيها) ماكو توست من يوم ورايح انزين .. بس تسوي امي لجراح وابوي ويمكن أنا .. والله انكم كرهتوني فيه .. ذلفي لبسي لج المريول الثاني ..
مناير لم تتكلم وغادرت إلى غرفتها لكي تستبدل الزي المدرسي... عبد العزيز لم يكن يقدر على التكلم .. لانه ان نبس ببنت شفه سيصيبه ما لا تحمد عقباه من فاتن. جلس يكمل افطاره لكنها لم تدعه
فاتن: شنو .. الحين بتكمل ريوق.. قوم قوم بسرعه.
عبدا لعزيز بدهشه: يعني اروح المدرسه بريجي
فاتن: انتظر للفسحه.. يوم اللي تتادب وتحترم النعمه اللي جدامك انت واختك بعدين يصير خير.. لكن اللحين .. برع المدرسه بسرعه
عبدالعزيز ينظر إلى امه اللي تنظر بكل فخر إلى ابنتها: يمه
ام جراح بعصبيه: وحطبه.. هاك فلوس المدرسة .. وجب ولا كلمه بعد فاهم؟
عبد العزيز لم يجب بل اكتفى باحناء رأسه: ان شالله ..
وصل صديق عبد العزيز فهد وغادر معه إلى المدرسة.. نزل جراح وفاتن تهم بالمغادرة .
جراح: ها فتون .. الا خدودج محمرات من الصبح شصاير؟
فاتن لم تجبه لانها لم تنسى الاسلوب الذي عاملها به ليلة البارحة وكلمت امها بالنيابة: يمه أنا بروح اللحين زين ..
ام جراح: بالسلامه يا بنيتي ذكري الله بالدرب .
فاتن: ان شالله... مع السلامة .. وغادرت..
جراح استغرب من تجاهل اخته له .. ولكنها تبدو غاضبه .. وما اكد ظنه هي مناير التي نزلت وهي تبكي..
مناير: يمه طالعي هالمريول واسع علي وما ينفع للمدرسه
ام جراح: اللحين نازله تتكلمين.. ما حشمتي احد وخليتي اختج تعصب مسكينه وتطلع بيوعها حتى فلوس مااخذت.. انقلعي عن ويهي يا السوسه..
مناير وهي تغادر المطبخ: خلاص أنا بعد ما باخذ فلوس عشان الغاليه فاتن ..
جلست مناير بالصاله تنتظر إلى ان ينهي اخاها فطوره ويوصلها للمدرسة ..
فاتن طوال الدرب كان تتعوذ بالله من الشيطان .. لم يحصل ان غضبت وعنفت اخوتها بهذه الطريقة.. ولكن اليوم اعصابها كانت مشدوده على غير العاده .. وقفت بالشارع وهي تغلق عينيها تمسح على وجهها الملائكي وهي تسبح باسم المولى.. هدأت قليلا وعاودت المسير.. وفجأة انصدم بصرها بالرجل الواقف امامها .. ارتعبت جدا وانتفض بدنها عندما راته ..
مشعل: مسامحه ما كنت اقصد.
فاتن لم تجبه بل اعتلت خدودها حمرة لم تسبق أن أحست بحرارتها : ... لا .. معليه ..
وسارت فاتن مبتعدة عنه.. وهي تحس بدقاتها كالطبول بين أضلاعها.. انه هو .. مشعل.. ارادت ان تراه .. ولكنها لم تحلم بهذه الطريقة .. وجها لوجه.. ارحمني ياربي.. لو رآني أحد ما .. لسادت الاقاويل عني .. اسرعت بخطاها ولم تلتفت إلى ما ورائها على الرغم من رغبتها العارمة..
مشعل ظل واقفا ينظر إلى ذلك الشخص النبيل .. تلك الفتاة الجميلة.. لا .. ليست جميلة .. بل هي غاوية .. وبكل معنى الكلمة .. جمالها غاني .. لا يحتاج إلى إضافات المساحيق الكاذبة .. واجمل ما فيها هي عينيها الزجاجيتين .. رباه .. هل هي هذه الفتاة الصغيرة نفسها ؟.. أم إنها ملاك من ملائكتك ؟؟ ظل ينظر إليها يأمل ان تستدير ويراها مرة أخرى لكن هيهات.... بقيت تسير بصلابة وقوة شخصية كما لم يرى فتاة تسير بها ... وعاود المسير إلى منزله ... ولكن قلبه قد غادر معها ..
فاتن لم تكن تحس باطرافها عندما وصلت إلى المحطه وحيتها سمية..
سمية باستغراب: علامج فتوون؟
فاتن وهي ترتعش: سمووي.. والله مو قادرة .. احس روحي بطير؟
سمية: ليش.. شصاير؟
فاتن بهمس : شفته .... سموي شفته ... ويه بويه!
سمية: منوووو؟
فاتن بابتسامه: مشعل..
سمية: اهااااااااااا .. قوليلي شلون صار شكله
فاتن وهي تستند على عمود المحطه: جنان..
سمية: هههههههههههههههههههههههههه صبي هذا ولا بنية ..
فاتن وهي ترتعش: والله سموي لمسي يدي .. احس بروحي ترتجف فيني ..
سمية : اسم الله عليج حبيبتي .. والله مفعوله قوي .. بيف باف؟ هههههههههههههههههه
فاتن بعصبيه: اوهوووووو سموي الله عليج أنا للحين اقولج جذي وانتي تقولين بف باف..
سمية واهي تمسح عينيها من الضحك العميق: ما ادري عنج ترتجفين جذي.. كانج ذبانه ..
فاتن: لكن الشره مو عليج .. الشره علي أنا اللي اقولج يالميهودة..
سمية: ههههههههههههههههههههههههههه ... صح كلامج.. الا اقولج .. مريوم وينها ؟
فاتن: بتتاخر اليوم بتروح عيادة الاسنان..
سمية: شدراج
فاتن حست ان سمية ستبدأ مسرحية الحساسية من صداقه فاتن ومريم العميقه وكذبت عليها: خبرج لازم اتصل فيها كل يوم عشان تقول لي ان كانت بتغيب ولا بتيي عشان لا تورطنا ..
سمية : اهااااا.. والا عليها الخايبة ما تتصل باحد ..
فاتن وهي تنظر بحذر إلى سمية : ايه ..
واتى الباص ليغادر بالفتاتين .. في الحصة الثانية وصلت مريم للمدرسة وهي تتذمر لاخاها عن مدى مرضها وعدم قدرتها على المواصله ..
مريم: تكفى مساعد ردني البيت عندي عذر المستشفى
مساعد: شلون بتردين البيت والمدرسه؟ .. انتي ناسيه انج رابعة ثنوي ولا شنو..
مريم: ما نسيت بس من يوم بدت المدرسة وأنا ما غبت.. وبصراحه اليوم الاربعاء يعني مالي بارظ شي.
مساعد: خفي دلع ويالله قومي بسرعه..
مريم تتأفف من اخيها المتزمت محب المدرسة.. لو كان لؤي هو من يوصلني لاختلفت الاوضاع.. هو على الاقل ينصاع لكلامي لانه مثلي.. لكن مساعد هو من وقع سوطه علي واصبحت كالربيبة له .. ولكنه اخ فاضل.. لو يخف علي بتزمته لكان افضل..
دخلت مريم مع اخاها للمدرسه والى غرفه الاشراف الاجتماعي.. بنفس الوقت فاتن وسمية كانتا تسيران إلى الادارة لكي تسالان عن اذنهما برحلة الكشافه المدرسيه .. بقيتا جالستين امام غرفه الاشراف وفاتن ارخت حجابها قليلا لان الجو كان حارا جدا..
فاتن: وووه على هالحر .. وين الواحد يقدر يتنفس ماكو هوا
سمية: والله انتي اللي بالشه روحج بالحجاب.. والا احنا بمدرسه من بيشوفنا يعني ..
فاتن: الزراع واللي ينظف والحارس.. مو رياييل هاذول
سمية: اللحين الهنود تتغطين عليهم
فاتن باستغراب: ساعات.. استغرب من منطقج بالحياة.. انتي شلون تعيشين
سمية: هههههههههههههههههههههههههههههههه فتوووووون اموت عليج لين تستوين هبله جذي..
فاتن: ذلفي ما هبله الا انتي.. أنا بروح عند غرفه خالتي (الممرضه )
سمية: لا تصيفين
ذهبت فاتن إلى غرفه الممرضات حيث تعمل خالتها الثالثه .. عزيزة .. لكي تسلم عليها..انتهت الاجراءات وغادر مساعد الغرفه مع مريم وتفاجئت برؤيه سمية التي تخشبت من الرجل الواقف امامها وطارت هاربة عن نظره وكأن مساعد قد القى عليها أي اهتمام.. ترك مساعد اخته وتوجه إلى البوابه الرئيسيه ولكنه اصطدم بفتاة اخرى وثارت اعصابه قليلا..
فاتن والاحراج قد بلغ مبلغه منها: اسفه ..
مساعد: لا ما ...........
صمت مساعد عن الكلام.. وعجز لسانه عن التحرك... وانشلت يده ... فاتن قد هربت من عنده وعادت لغرفه الاشراف ولكنه ظل واقفا مكانه.. فاتح العينين وغير مصدق او واعٍ لما قد جرى للتو.. انها هي .. انها عالية ... كيف هذا.. استدار لكي يرى الفتاة مرة اخرى الا انها غابت عن عينيه .. وكأن الأرض انشقت وابتلعتها سار قليلا لينظر بالساحه ولم يجدها .. سار
__________________________________________________ __________
عند غرفه الممرضات من حيث ما خرجت ولم يراها .. وقف مكانه وهو باكبر دوامة حيرة قد مر بها.. انها عالية .. نفس العينين .. ونفس البشرة .. ونفس البياض.. ولكنها اصغر منها .. من هي يا ترى.. يا سبحان الله .. يخلق من الشبه اربعين بحيث انك لا تصدق من تراه عينيك.. لوهله اعتقد انه رأى عالية ولكنها نسخة حية على هيئتها.. يا ربي..لا بد وانني وقد جننت ..
خرج مساعد من المدرسة وهو مشوش الحواس.. يحس بانه غير قادر على التصديق.. هل ما رآه حقيقة ام انها مجرد تخيلات بسبب شوقه الكبير إلى عالية .. لم يعرف ماذا يجيب نفسه وغادر من اين ما كان متوقفا إلى عمله الذي ترخص منه لعدة دقائق من اجل توصيل اخته ..
فاتن التي انحرجت بشدة من الموقف اللي حصل لها مع هذا الرجل لم تكاد تقدر ان تتنفس من شدة خوفها .. هلعت بشدة من منظر الرجل ومن طوله .. ولكن لاحظت ماهو اشبه بالحياة بعيونه.. يمتلك ملامحا مشابهة لملاح شخص اعرفه ... مريم لربما .. لديها نفس النظرة بعينيها .. لا اعرف ما الذي يجري .. يا الهي .. ما باله قلبي يدق وكان الشخص يعنيني .. اعوذ بالله .. دخلت فاتن إلى غرفه الصف وهي غير واعية انها تركت رفيقتها سمية عند غرفه الاشراف..
الابلة: فاتن وينها سمية؟
فاتن : هاا..
الابلة: علامج مسبهه اقلج وينها سميه ..
فاتن: ظلت ويا المشرفه ...
جلست فاتن بالمكان المخصص لها بالجلوس.. الكل ينظر اليها وكانها اختبرت للتو تجربه روحانية او شي كهذا.. سرعان مااستردت وعيها واجابت الابلة : قالت لنا نرد بالفسحه لان الاذون للحين ما توقعت..
الابلة: وسميه وينها
فاتن لاول مرة بحياتها تكذب: حست بالالم بمعدتها مثل كل مرة وظلت عند المشرفه تاخذ مهدئ.
الابلة: امم.. يالله بنات نكمل الدرس..
واكلمت المدرسة ما اوقفته مع الفتيات و فاتن معها بالجسد اما عقلها فقد غاب عنها.. لا تدري ما سبب ما يجري لها بهذا الوقت.. لم تعرف لما تحس ان هذا الشخص قريب إلى حياتها . وكانها راته .. او رات شكله وهو اصغر بالعمر .. امممم .. يا ربي .. ما اللذي يحصل لي .. اعوذ بك من الشيطان .. دقائق وتدخل مريم وسمية إلى الفصل.. ولم تكن سمية تبدو بحالة مرضيه باي شكل من الاشكال..
الابله: سميه وين كنتي
سميه: كنت عند المشرفه اخذ اذون الرحله ..
الابلة: فاتن قالت انج مرضتي عند المشرفه وا ن الاذون ما زهبت للحين .
سميه تورطت .. لا تدري ماذا ترد على المدرسة .. فهذه المدرسة حادة الطباع.. : كنت مريضه بس خذيت بندول من عند المشرفه ..
الابلة: انزين دخلي .. (تكلم مريم ) وانتي من وين يايه؟
مريم: من العيادة .. هاج الاذن
اخذت المدرسة الاذن وجلست تقراءه ومريم تخرج لسانها وتقوم بالحركات المضحكة من وراء المدرسه وعندما ساد الضحك بين الفتيات رفعت المدرسة نظرها إلى الطالبات.. : هدوووووء
قرات المدرسه الاذن واجلست مريم على كرسيها بجوار صديقتها المقربه فاتن
مريم بهمس: يالجذابه .. وين كنتي؟
فاتن: سكتي بروحي مفتشله
مريم: ليش
سميه: اوووص ثنتيناتكن ناويين علينا ويا انسه منشن ..
فاتن ومريم هدأن لكن هيهات تهدا دقات قلب فاتن من ما جرى.. شيء ما .. خطير جدا .. ما حدث معها للتو .. تشعر بالخطر يحدق فيها ولكن لا تعرف ما هو ...
انتهى الدوام المدرسي.. وعادت فاتن للمنزل بصحبه مريم .. فاتن عيونها كانت على بوابه المنزل الفخم ومريم تراقبها ... تتمنى لو تراه .. لو تراه في ضوء النهار.. فما راته في ليله البارحه لم يكن الا ظلال.. وظلال معتمه ايضا..واليوم من شده الصدمة لم تستطع ان تراه بشكل واضح ..
مريم: هييه.. وين رحتي؟
فاتن تتنهد: ااااااااااه .. وين تتوقعين
مريم: ايه فتون بس عاد ..
فاتن: سكتي زين.. تدرين انه امس كان متعشي في بيتنا؟
مريم بغير تصديق..: لا لا؟
فاتن بحبور: والله .. عزمه جراح .. ولو تدرين المواقف اللي صارت وياه.
مريم: ااه . امداج؟
فاتن بنظره لرفيقتها: مريم .. الحين الظهر .. ما اشتغل مخج للحين؟
مريم: انتي تقولين مواقف..
فاتن : سمعي.. اول شي.. انا طلعت بالساحة الخارجيه للبيت وين الديوانيه تصير.. انا عاد نسيت ان الجامات عاكسه وان اللي داخل يشوفون اللي بره .. وعاد انا وقفت بويهه .. ولا ادري بالدنيا.. ويوم شفاني جراح بهدلني بالكلام ولكن انا ما خليته ..
مريم بخوف: شسويتي فيه يالكريهه يالمفعوصه؟؟
فاتن بنظرة استغراب: هيه .. انتي ..شدي على عمرج زين
مريم باحراج: مو شغلج .. كملي ..
فاتن:رحت داري وانا معصبه ولكن الله يحبني وخلاني اشوفه ..
مريم بحيرة: شلون.. ياج الدار؟
فاتن بصرخه: يووووو يامريم .. علامج
مريم: ماادري ماادري ... كملي ؟؟
فاتن واهي تتنهد حنقا على صديقتها : شفته واقف ويا جراح باخر الوقت واهو بيطلع (تبدلت ملامحها) تصدقين انه وايد وايد طويل
مريم: اهو كان طويل من يوم كنا صغار..
فاتن: لا بس اللحين اهو اطول عن قبل بوايد ..
مريم: اااااااه لوين؟
فاتن واهي تفكر .: امممم .. ماادري..
مريم: ويه. انتي وايد استويتي غبيه على فكرة ..
فاتن بنظرة استهباليه: نعم ؟؟؟ تكلمين نفسج على ماظن
مريم: لا حبيبتي اكلمج انتي يالهبله .. شوفي فتوون.. مشعلوو شيليه من مخج .. تراه ما راح ينفعج
فاتن بحزن: ادري يا ريم ... ما يحتاج تذكريني بهالشي الف مرة وتوجعيني فيه ..
مريم حنت لصديقتها وحست بالاحراج مما سببته لها : فتون.. مو قصدي ...
فاتن وقد بلغ منها الحزن مبلغه: خلاص مريم .. كاهو بيتكم .. يالله مع السلامه
مريم: ..... الله يسلمج..
ذهبت فاتن وهي تحس بالانزعاج من صديقتها .. لما عليها ان تكون لئيمة هكذا.. حتى بالاحلام سامنع منها .. وتحرم علي؟؟ ما الذي ارتكبته من جرم ياترى.. ؟؟
ظلت فاتن تسير وهي تتذكر كل ما قد يجيش صدرها بالاحزان .. حتى وصلت لفاجعه عمرها الزهري.. موت عمتها الغاليه او بالاحرى رفيقتها العزيزة .. عالية .. كانت وفاتها من الاثر القوي لدرجة انها اصيبت بمرض اثر وفاتها ارقدها بالمستشفى لايام ..
عالية .. كم كانت طيبة.. وكم احبتها الناس والعامة .. بمجرد التعرف عليها تدخل القلب.. كانت اكبر من فاتن ب5 اعوام .. وكانت فاتن تبلغ الثالثة عشر عندما توفت.. يا الهي .. كم كان الموقف صعبا عليها .. من شدة الحزن عليها امضت فاتن اسبوعين بالمستشفى وهي تحاول ان تنقذ عمرها الذي كره الدنيا من بعد موت عمتها او اختها الغالية .. وها قد مضت خمسة اعوام مذ غادرت عن هذه الدنيا.. السرطان ما اخذها منهم .. وحرم الناس من بسمتها المشرقة .. نزلت دمعة صافية من مأق فاتن.. لم تمسحها لانها كانت الاولى لسيل جارف من الدموع.. انزلت راسها وهي تذرف الساخن على رحيل الغالية .. لا تعرف انها ليست الوحيدة من يحترق بنار الشوق والحزن لرحيلها .. وان هناك من تتعذب روحه وتحترق نفسه وهو يبكي حر الحب والغرام اللذان لم يولدا على هذه الدنيا..
وصلت فاتن الى المنزل ودخلت للباحة وهي غير واعية لمن يجلس هناك.. حسبته جراحا فسلمت.. ولكن الصوت كان مختلفا مما دعاها للالتفات لصاحبه.. وانفجرت القنبلة.. انه .. انه ... مشعل.. في باحة منزلي الصغيرة .. جالسا بين مزروعات والدي البسيطة .. وينظر إلى ..
انصعق مشعل من من يقف امامه.. تنظر اليه بهاتين العينين .. لم تكن نظرة فاتن نظرة عادية .. بل كانت ملؤها السحر والغموض.. كما كانت عندما رآها منذ سبعه اعوام وهي طفلة صغيرة .. عيناها كانتا بركتين من العسل الصافي.. وبياضها كالثلج الجامد .. و هيئتها كالفرس الاصيل.. كم هي لرائعة الجمال
فاتن لم ترد عليه وغادرت مسرعة الى داخل المنزل .. وهي ترتعش من هول المفاجأة.. لم تسلم على والدتها كالعادة بل ذهبت مسرعة الى غرفتها لترمي بنفسها على السرير.. تغمض عينيها وكانها لا تريد لصورته ان تفارق مؤقيها ..
غادر جراح مع مشعل الى مشوارهما ومضى الوقت سريعا على فاتن وهي جالسة في غرفتها .. حتى ملت ونزلت للغداء..
ام جراح عندما رأتها: علامج فتون ما سلمتي على احد اليوم ..
فاتن تحظن امها من الخلف: كنت تعبانة وابي افصخ هدومي بسرعه.. يمه ما زهب الغدى
ام جراح : بلى يمه بس بننتظر ابوج اليوم وخالد بعد بيتغدى عندنا
فاتن: غريبه ابوي اليوم يتغدى بالبيت
ام جراح: لان شغله اليوم بالديرة .. في بيت بو مساعد ..
فاتن: عجيبه .. ما شفت سيارته..
ام جراح : راح مشي..
فاتن: اهاااا.
ام جراح حست ان ابنتها متضايقة من شي ما..: علامج فتون.. فيج شي اليوم؟
فاتن تنظر الى امها وهي تبتسم: مافيني الا العافية يمه ..
ام جراح : على راحتج .. يمه زهبي السفرة ..
فاتن: ان شالله ..
بقيت فاتن ترتب المائدة وتجهزها حتى وصلت اختها ومعها رفيقتها التي لا تفارقها سماهر .. و من بعدهما وصلا خالد وجراح وعبد العزيز وهم يتشاجرون .. فاتن لم تعر أي احد منهم انتباها لانها لم تكن بهذه الدنيا .. بل كانت تطير في عالم اخر .. عالم حيث تجد مشعل معها بكل خطوة.. خالد انتبه لها وهي سارحة عند المائدة وقرر ان يداعبها..
خالد : اهواك .. واتمنى لو انساك .. وانسى روحي وياك .. وان ضاعت تبقى فداك لو تنساني