عنوان الموضوع : *ليلة الزفاف*.........*من روائع توفيق الحكيم* روايات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
*ليلة الزفاف*.........*من روائع توفيق الحكيم*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه احـدى روائع الاديب الكبير *توفيق الحكـــــــــيم*
اعجبتني كثيرا فقررت ان اشارككن بها واتمنى ان تنال اعجابكم
انطلقت اخر زغاريد ذلك القران الميمون في الساعة الثانية بعد منتصف الليل...وزف العروسان الى حجرتهما بعد ان رشا بالملح من عيون الحساد.......واغلق عليهما الباب وصارا وحدهما اخيرا...وقد اجتازا الاعتاب نحو تلك اللحظة التي لم تخلق مثل كل اللحظات...تلك اللحظة التي تشع كاللؤلؤة البهيجة في تاج الزمان...زمان كل فرد علة هذه الارض.... منالملوك ال الصعاليك....تلك اللحظة التي بذل فيها ما بذل....ومن اجلها احتشد المعرف والاصدقاء و احتفل الاهل والاقرباء ونصبت الموائد وقرعت الكؤوس ولعب الفرح والانس بالرؤوس وحمي الرقص وارتفع الغناء وسبح الحاضرون وعاموا في اويقات الهناء ...جاءت تلك اللحظة ....قمة السهرة وقبة الحفلة ومحراب الليلة..لحظة الخلوة بين العروسين...ويالها من لحظة ..كل زوج ولا شك يذكر حيرته وهو يبحث في راسه عن اول كلمة يخاطب بها عروسه وقد صارا على انفراد ....ايبدا بكلمة جدية ام كلمة فكهة...ام كلمة عاطفية....وكل زوجة تذكر ولا ريب احساسها وهي تنتظر الكلمة الاولى من فم *عريسها*.....
اما عروس الليلة فلم يبد عليها انها تنتظر شيئا..فما كاد باب الحجرة يغلق حتى تركت عريسها واتجهت الى منضدة الزينة وجلست ووضعت راسها الجميل في كفيها... وراى العريس منها ذلك فاقبل عليها يقول
- امتعبة انت يا عزيزتي...صخب العرس ازعجك فيما ارى..
فلم تجب....ولم ير العريس وجهها الذي تخفيه بيديها ولكنه لم يلب ثان راى قطرة دمع تفر من بين اصابعها وتسقط على ثوب عرسها الابيض..............فقال بصوت يتهدج حنانا
- ا تبكين يا سونة
فلم يسمع منها غير نشيج خافت.......فتالم لها....انه يعلم السبب ....ان سنية وحيدة امها....وقد فقدت اباها منذ بضعة اعوام....فالافثراق عن هذه الام التي كانت لها كل شيء ليس بالامر اليسير. ولعل هذه الفكرة هي التي تخيم عليها طول الحفلة.........لقد كانت مطرقة واجمة ذاهلة قليلة الكلام نادرة الابتسام فحدب عليها والصق خده براسها و قال لها
-لا تبكي يا عزيزتي يا سونة ....ساكون لك اما وابا وزوجا واخا.. ولن اجعلك تشعرين ابدا انك فقدت شيئا او فراقت احدا...
فابعدت راسها عن خده وارادت ان تتكلم ولكن الدموع غلبتها...فبادر هو يقول
-لا تتكلمي...اني اعرف ما تريدين ان تقولي... اطلقي دموعك ولا تكتميها .....هذا امر طبيعي ......لست اخشى الا على عينيك الجميلتين ..ولكن البكاء في مثل هذا الحال يجلو النفس وعما قليل تشعرين بالراحة ويشرق وجهك كانه شمس تسطع بعد مطر خفيف لطيف...
فاهتزت كان في جوفها معركة....ثم تشجعت و قالت والدمع في عينيها
-اريد ان اصارحك بشيء.....هل تسمح لي
-بالطبع يا سونتي....بالطبع ...صارحيني بكل ما في نفسك....السنا الان متزوجين....لا ينبغي ان يخفي احدنا عن شريكه شيئا
-نعم من واجبي ان اقول لك....وارجو ان لا تتالم او تغضب.....
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
فاهتزت كان في جوفها معركة....ثم تشجعت و قالت والدمع في عينيها
-اريد ان اصارحك بشيء.....هل تسمح لي
-بالطبع يا سونتي....بالطبع ...صارحيني بكل ما في نفسك....السنا الان متزوجين....لا ينبغي ان يخفي احدنا عن شريكه شيئا
-نعم من واجبي ان اقول لك....وارجو ان لا تتالم او تغضب..... اني احب شخصا اخر...
لفظتها بقوة وسرعة ثم استخرطت في البكاء.....ودوت هذه العبارة في اذن العريس كانها قذيفة واذهلته المفاجاة فلم يحس الما ولا غضبا.........بل لم يشعر بنفسه ولا بما حوله...... ولا بالوقت الذي مر قبل ان يتماسك ويثوب الى رشده ويعي مدلول ما سمع.... وينظر فيما ينبغي ان يصنع....وكان رجلا رزينا عاقلا في نحو السادسة والثلاثين علمته تبعات منصبه المحترم ان يزن الامور.......فسرعان ما ضبط نفسه وقال بهدوء ممزوج بالمرارة والعتب المهذب
-الا ترين ان هذا التصريح جاء متاخرا بعض الوقت...هل كان لديك مانع من الافضاء به الي في ايام الخطبة او قبل ابرام العقد على الاقــــل........
-كان يجب ان يتم هذا القران ارضاءا لامي المسكينة.....
كنت اراها اتعس مخلوقات الارض كلما حاولت اقناعها بفسخ خطبتنا....لقد كان املها الوحيد وحلمها الدائم ان تراني زوجة رجل مثلك...ولقد خانتني شجاعتي فلم اجرؤ على صدمها في امالها... وهي مسنة ضعيفة مريضة...ان الله يعلم كم جاهدت كي اكتم عاطفتي واخنق حبي وكم اردت اخر الامر ان افهم نفسي ان الماضي قد انتهى بالزواج وقد خيل الي ان قلبي قد استجاب لنداء العقل لكني الليلة وقد تم الامر وامسى كل شيء حقيقة.....سمعت صرخات قلبي تهزني هزا وتكاد تهدم كياني فايقنت اني لن استطيع المضي في خداع نفسي...ولا يليق بي المضي في خداعك..
كانت تقول ذلك وهي تشهق ببكائها وتنشج...واطرق العريس وفكر فيما افضت به مليا...ثم قال
-تصرف سليم ولا غبار عليه.......ثقي اني من جانبي على اتم استعداد لمعاونتك فيما يتجه اليه عزمك.الحق معك.لا يجب ان تخدعي نفسك استمعي الى صوت قلبك... ومادام حبك صادقا....فليس لاحد عليك سبيل ...اني اضع حريتك بين يديك منذ الان واضع نفسي في خدمتك فلنـــتـدبر الامر معا....كيف نخرج من هذا الموقف اولا....هبي اني طلقتك الليلة ما الذي سيحصل ........ستكون فضيحة لن ارضاها لك ومصدرا للاقاويل والشائعات حولك لن ينضب..ثم هي صدمة قاسية لوالدتك ....وانت التي اشفقت عليها من صدمة اخف واهون...اذن ماذا نصنع...فكري معي قليلا...
-اصبت ان طلاقي الليلة فضيحة..
-فلنبحث عن حل غير هذا.....ابحثي جيدا...
-ها انا ذي ابحث........
وجلس كل منهما يفكر وقد جعل راسه في كفيه...واخيرا نهض العريس صائحا.....
__________________________________________________ __________
وجلس كل منهما يفكر وقد جعل راسه في كفيه...واخيرا نهض العريس صائحا:
- وجدت حلا ربما كان فيه الخير ولكنه يتطلب منك بعض الصبر ومني بعض القدرة على التمثيل...ذلك ان اطلقك بعد شهر او شهرين وفي خلال هذه الفترة اتظاهر امام الناس وعلى الاخص امام والدتك اني فظ الخلق شرس الطباع واني اسيء معاملتك...بهذا نعدها اعدادا رفيقا لتحمل يمين الطلاق...بل قد ينفذ صبرها هي فتحثــك قبل انقضاء المدة على طلب الانفصال فاذا تم ذلك رات بعدئذ حلمها ومحط امالها في ذلك الذي اختاره قلبك..ما رايك في هذا الحل
- مدهش!..
لفظتها وهي تريد ان تكفكف دمعها و"تنـف" فلم تجد غير طرف ثوبها..فاسرع العريس قائلا قبل ان تتمخط فيه:
- انتظري ...انتظري..خذي منديلي ولا توسخي ثوب عرسك حافظي عليه للقران الاخر.....
فتناولت منديله وهي تقول:
- انك رجل نبيل ...اني اسفة...ما ذنبك انت حتى اعكر عليك صفو هذه الليلة ...وماذا جنيت انت حتى تفجع هكذا في عروسك .....ولعلك علقت امالا كبارا على هذا الزواج...
فاطرق لحظة...ثم قال كالمخاطب نفسه:
- لا تذكريني...اقصد...لا تعلقي على هذا الامر اهمية ..
- اني متالمة لك...
- لا تتالمي لي...اني بخير..انك على كل حال لست مسؤولة عما وقع لي...حظي هكذا..حقيقة لقد وضعت في هذا الزواج املي لاني كنت دائما رجلا شحيحا بعواطفه ضنينا بفؤاده..استغرقتني حياة العمل فلم اعرف من حياة اللهو الا القليل وام اعط امراة من نفسي شيئا نفيسا...ادخرت كل ما في قلبي من حبللزوجة التي هي نصيبي...كنت اتخيلها في اوقات فراغي وهي الى جانبي واتخيل ما اناجيها به من حدب وطف وحب وحنان كدسته كدنانير البخيل على مر الاعوام من اجلها...ولكن القدر اراد ان يصيبني فيما كنزت كما يصيب احيانا البخلاء فيما يكنزون ...لانه يحلو له السخرية ممن يركزون همهم في هدف...فيتربص بهم حتى يقتربوا منه فيعبث به بطرف اصبعه فاذاجهودهم هباء.....
- كل ذلك بسببي....انا مجرمة...
- لا ...مطلقا... لا شان لك بالامر ..ان مثلي مثل ذلك الرجل الذي ظل يجمع المال ويدخره ليشتري به عينا فلما تم له ذلك واشترى العين وجدها محجوزا عليها او مرهونة لاخر رهنا عقاريا ممتازا لا فكاك منه..فما ذنب العين في هذا الحال...الذنب ذنب الادخار...والبخل...وليتني جعلت شعاري * انفق ما في الجيب ياتك ما في الغيب*
- ان كلامك يحز في نفسي كالسكين لست ادري ماذا في امكاني ان اصنع لك ...من يدري....ربما عوضك القدر عني خيرا....وجاءك الغيب بزوجة احلامك....اني لم اكن بك جديرة....
- هذا لطف منك يا سو....يا سنية...سنية هانم....اعذريني.. لم اعد ادري كيف اناديك...
- عجبا..نادني كما كنت تناديني منذ لحظة..
- امام والدتك بالطبع...اما ونحن وحدنا....فلاحق لي..
- لماذا..
- لم يعد لي حق تدليلك...انت منذ الان -كما قلت لك - اجنبية عبي ولا ادري ماذا نصنع الان ووالدتك في البيت ولا بد لنا من المكث في حجرة واحدة...اسمعي: انت لك السرير وانا لي الارض......ها هنا بجوار الباب في ذلك الركن البعيد.....هيا انهضي الى فراشك.. انت في اشد الحاجة الى الراحة الليلة بعد كل هذه الاحداث المثيرة لاعصابك..
- تنام على الارض...
- لا يوجد وضع اخر
- هذا صحيح مع الاسف ولكن سامحني... ارجوك...اهكذا اجعل ليلة عرسك على هذه الصورة غير البهيجة
- ما لها ليلة عرسي...اني راض بها ...هل يتاح لكل عريس مثلها .ثقي انه سيظل لها دائما في نفسي ذكرى عزيزة...
- انك تريد ان تنفي عني كل مسؤولية..على كل حال الوقت الان غير مناسب لمجادلتك..فلاعد لك مكانا مريحا لمبيتك...فانت الذي انهكتك ولا شك هذه المفاجاءة غير السارة...ارى فوق السرير مرتبتين فلافرش واحدة منهما على الارض..وليكن توزيع المكانين بيننا بالقرعة...ما رايك..
- قال لها مبتسما:موافق...اني مطمئن لسوء حظي...
ونهضت من فورها...ونهض هو..فتعاونا على نقل احدى حشيتي السرير الى ركن من اركان الحجرة..واخذت هي في وضع الوسائد وتهيئة الفراش الارضي حتى فرغت منه فطلبت اليه عملة من ذات القرش واتفقا على ان الذي يخرج له الوجه ذو الصورة يظفر بالسرير...ورمت بالقطعة النقدية في الفضاء فاذا هي الظافرة.. فقال لها: الم اقل لك اني اعرف بختي.....
- اني اخطات بالرمي فلنعد القرعة من جديد...
- لا..لا..من فضلك..حافظي على مبدئك: الصدق والصراحة وعدم الخداع.لقد كسبت انت وخسرت انا...فلا محل للمرواغة ولا لزوم*للحمراة*
فقبلت على مضض..وخرج من الحجرة الى ان خلعت ثيابها واندست في سريرها فعاد وخلع ملابسه واوى اللى فراشه...ومدت ذراعها البضة المرمرية الى زر المصباح بقربها وهي تقول مستاذنة:
- هل اطفىء النور...
- اذا شئت...واتمنى لك نوما هنيئا.ومستقبلا سعيدا مع من اختاره قلبك...واني واثق من انك احسنت الاختيار...ولو انك ام تحدثيني عنه..
- انه ضابط...ملازم اول..
- وشاب جميل بالطبع ويصغرني بعشر سنوات على الاقل فلا جدوى في منافسة ..ولا امل في مقاومة..
لفظها هامسا وهو يخاطب نفسه فسالته:
- ماذا تقول.
- لا شيء ..اطفئي النور.. تصبحي على خير........
* ************** ********************* ********* *
__________________________________________________ __________
************************************************** *******
مرت الايام والزوج يمثل الدور المتفق عليه خير تمثيل ويشعر حماته برفق انه ليس الزوج المثالي الذي كانت تتمناه لوحيدتها...غير ان المشكلة التي استعصت عليه هي مسالة الحجرة المشتركة...ان هذه الحال بينه وبين زوجته* المزيفة* لا يمكن ان تدوم على هذا الوضع....انه لا يستطيع النوم وهي معه في غرفة واحدة هكذا كانهما غريبان وبينهما حيوان شهوان بالحرمان يزأر وبالرغبة يجأر...انه يحس كأن انفاسها الحارة تلفح وجهه...كل حركة منها تطرد النعاس من اجفانه اذا سعلت نهض يجرد نفسه من غطائه ليدثرها به...واذا نفذ شعاع القمر من النافذة قام على اصابعه يتامل وجهها البديع السابح في ضوئه ثم يسدل بعد ذلك الاستار حتى لا يزعجها النور...واذا تقلبت على احد جنبيها تقلب هو ايضا...واذا نهضت بالليل لحاجة تصنع النوم العميق وكتم انفاسه المضطربة حتى لاتعلم انه يقظان...انها فتنة دائمة نائمة فوق سرير... ولكنها مستيقظة ثائرة ساهرة في جوفه...كل شيء منها يقض مضجعه...ويحطم اعصابه وارادته ويجعله يضطرب في فراشه كانه ريشة: رائحة جسدها في انفه..وتنهداتها اللطيفة في النوم ..وشخيرها الخفيف الهامس المتقطع.. وطريقتها العجيبة في نومها وهي منبطحة على وجهها..بشعرها المتدلي ونحرها العاري ووسادتها التي تضغطها وتضمها في حضنها..انه لعذاب لا يستطيع ان يتحمله رجل من لحم ودم ..انه تحمل ذلك ليلة وليلتين وثلاثا واربعا..وكاد ينقضي الاسبوع ..ولكن المضي في ذلك لفوق الطاقة والاحتمال ..كيف يصنع..والبيت ليس فيه للنوم غير المكتب او البهو او قاعة حجرتهما هذه او حجرة اخرى تشغلها حماته أيبيت في قاعة الطعام ..وما عسى ان يقول الخدم والحماة في هذا التصرف من عريس.....وحماته لن تفارقهما ابداااا...اذ ليس لها غير بنتها ملاذا ...لم ير الا ان يصبر صبرا جميلا..وان يسرع في انهاء مهمته...وجعل يشتد يوما بعد يوم في اظهار غلظ طباعه..وحماته تتغاضى حرصا على هناء ابنتها .... وابنتها لم تكن متقنة لتمثيل دورها...فما كان يبدو عليها غضب من طباع زوجها*الموهومة* ...ذلك انها تعلم انه اذا خلا بها في الليل حعل يعتذر لها عن اساءات النهار .....وانتهى بها الامر ان صارت تسر لهذا اللون من التمثيل كانها طفلة وتكاد تضحك بدل ان تغضب...وهو يغمزها بعينه ويحثها على التظاهر بالتقطيب ...بل كانت تغلط احيانا وتدافع عنه امام امها او الزائرين اذا وجه الى طبعه نقد..فتفلت من بين شفتيها كلمة*والله مظلوم*
الى ان جاء يوم خطر فيه للزوج خاطر وجد فيه العلاج لسهاد الليل ...ذلك ان يلجا الى منزل صديق قديم عازب يرتاخ عنده وينام من العصر الى المساء...واخبر حماته وزوجته ان اعمالا طرات ترغمه على هذه الغيبة...وصار لا يعود الا في العاشرة...واحيانا منتصف الليل...ولا ضير عليه في ذلك فهذا يمكن ان يدخل ضمن برنامج التمثيل لدوره البغيض....
وعاد ذات ليلة في الثانية صباحا...فقد دعي الى عيد ميلاد صديق وكانت ليلة بريئة فيها طرب وغناء ومزاح.. فرأى لدهشته زوجته تستقبله في سريرها مستيقظة مقطبة...لا تقطيب تمثيل...بل تقطيب غضب حقيقي...فلما ابدى لها العذر وبين لها السبب ...سكتت غير مقتنعة ولا راضية..
__________________________________________________ __________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر كل من دخلت وقرات القصة واتمنى انها نالت اعجابكم
اسفة على التاخير في انزال جزء اخر وذلك لعدة اسباب اهمها الدراسة
اعتذر لاني لن انزل جزءا هذه المرة ايضا فانا مشغولة جدا جدا مع الامتحانات
واعدكن باذن الله سيكون هناك جزء نهاية الاسبوع القادمة
تقبلوا اعتذاري وتحيــــــــــــــــــــــــــــــــاتي
__________________________________________________ __________
************************************************** ***
و مرت اسابيع فاذا هي تطلب اليه يوما ان يذهب بها الى السينما...ورأى حماته تحبذ القكرة قائلة
- نعم ...اذهب يا بني بعروسك وتنزها معا كما يفعل كل العرسان
فراى من واجبه ان يكون فظا سيء الادب...فقال
- ما كان ينقصني الا هذا..انا اخرج مع ابنتك الى السينما
- وما المانع...اليست ظريفة جميلة....انها عروس تشرف احسن عريس
- هذا رايك انت وحدك
-عيب يا ابني
- على كل حال ليس عندي وقت اضيعه في نزهة بنتك.........
وهنا احمر وجه الزوجة غضبا وقالت
- وعندك وقت تضيعه في السهر لما بعد منتصف الليل...
- هذا شاني.
- لن اخرج معك في حياتي ........ابدا.....ابدا
وتركته وانصرفت مسرعة الى غرفتها...واطرقت الحماه اسفا والما.اما هو فقد خرج الى شانه كما اعتاد ان يصنع في كل يوم..ولم يعلق بنفسه شيئا مما حدث كالممثل بعد تركه خشبة المسرح وقد ضرب عليها وطعن وجرح...
وعاد في المساء فوجد زوجته في سريرها ووجهها في وسادتها وقد بللتها بدموعها....ولم تتحرك لدخوله..وحسبها هو نائمة لولا شهيق خافت ونشيج غير مرتفع نبهه..فذهب اليها يقول
- مالك...مالك......
فرفعت راسها من فوق الوسادة والتفتت اليه وخيوط العبرات تلمع على خدها.......ولم تجب...فقال لها بحنان
لم ارك تبكين هكذا منذ زمن بعيد ......اهو ايضا..
- من هو..
- الملازم....
- اي ملازم.........آه..
لفظتها مستدركة ثم قالت سريعا بنبرة عتاب مرة
- لا..لا تحاول التهرب من اساءتك ........بل اساءاتك المتكررة...اني لا استطيع ان احتمل منك اكثر مما تحملت.......هذا كثير علي ..ما من امراة تتحمل هذا من رجل....
- ماذا فعلت يا ناس
- اتنكر انك آلمتني اليوم
- تمثيل طبعا..
- هذه حجة بالية.انك الان صرت تجعل من هذا التمثيل ستارا تخفي وراءه كرهك لي.......
- سبحان الله..
- انك الان امسيت تتحاشى رؤيتي اطول وقت مستطاع اتنكر ذلك.......انك تنصرف في الصباح وان نائمة ولا تعود الا في الغداء...ثم تخرج فلا اراك الافي العاشرة او الحادية عشر او منتصف الليل..اني اسالك واسال نفسي: ماذا في وجهي ينفرك او في شخصي يبعدك
- اهذا معقول ....
- اتقسم انك لا تنفر مني....
- اقسم ان هذا لم يخطر لي على بال..
- لقد كنت ظريفا معي في اول عهدنا..شديد العطف علي ...كثير الحنان..
- وانا الان كما كنت ....لم اتغير
- نعم...احيانا ونحن وحدنا في هذه الحجرة تتلطف معي ولكنك امام الناس ...
- بالطبع..امام الناس يجب ان اكون غير لطيف.. طبقا للخطة..
- اي خطة.....................اتعرف انها امست لعبة سمجة
- ولكن...........هذا لابد منه
- كان يسرني تمثيلك اول الامر....ولكني الان اراك جادا فيه ويبدو لي كانه حقيقة
- كثرة الممارسة تعلم الاتقان..
- كنت افضل ان لا تتقن هذا الدور..حتى لا يخالجني شك...كل كلمة منك الان تطعنني حقيقة وتدميني....يجب ان تحذر قليلا..لم يعد الامر في نظري تمثيلا..لقد اختفت كل لفظة رقيقة..لماذا لا يمتد اتقان دورك ايضا الى ما يسرني
كنت تقول لي امام والدتي *يا سونة* واحيان..يا *سونتي* ماذا حدث...لماذا لا اسمع هذا النداء منك اليوم
- حصل تغيير في الخطة..........نظرا لضيق الوقت..
- ضيق الوقت!!!!!!!!!!!
- الا تعرفين..........نحن اليوم في اخر اسبوعنا السابع..ولم يبق امامنا سوى بضعة ايام لنفترق..
- بهذه السرعة....اواثق انك لم تخطيء
- اطمئني...اني لا اغلط في الحساب.وكل يوم يمر اعده بكل دقة..
- تعد الايام لتعتق رقبتك....
- انا!!!
- لم يبق اذن سوى بضعة ايام لنفترق....ما اشد سرورك....حدثني ماذا ستفعل بعد ذلك اليوم...واين ستسكن..
- لا ادري..لم اضع بعد برنامجا لحياتي المستقبلية....
- كن اتمنى ان تكون سعيدا في حياتك المستقبلية....ترى هل ستذكر بالخير او بالشر ايامي معك....
- بالخير طبعا...
- وهل سيكون شخصي عزيزا عليك...
- دائما..
- اشكرك..
- نامي الان هادئة البال..لقد تاخرت عن موعد نومك ...وجذب الاغطية وغطاها جيدا ومست كفه وجهها عفوا فمرغت خدها في يده كانها قطة تتمسح في صاحبها واحس دفء ذلك الخد المخملي الاسيل فسحب يده برفق واطفا النور في سكون وذهب الى فراشه صامتا......