عنوان الموضوع : الحصان و ناقوس العدالة -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

الحصان و ناقوس العدالة






كان يا مكان في قديم الزمان..في قرية صغيرة تدعى قرية الأوداية بالمغرب, يقطن هناك حمدان,حمدان تاجر مشهور و غني له حصان جذاب,سريع و مطيع ,اشتهرت هذه القرية في عادتها بالظلم و الحقد و العدوان,فهذا يسرق والآخر يهدد وذاك يقتل, لم يكن الساكنة الخمس مائة للقرية مطمإنين مطلقا حتى جاء حاكم جديد و غير مجرى المياه و اتجاه الرياح رأسا على عقب,فهذا الأخير أتى باستراتيجية مذهلة لتطبيق العدل في القرية, هذه الإستراتيجية هي ناقوس العدالة, وُضِع هذا الأخير في الساحة الكبيرة بالقرية كي يمر عليه المار و الآتي, كل من ظُلم أو اعتُدي عليه يدق ناقوس العدالة كي يخرج القضاة من مضجعهم و لكي يأخد حقه بيده.
بعد مرور ثمان سنوات على وضع ناقوس العدالة أصبح العدل سائدا في القرية, مخيما على أجوائها, طاغيا على الظلم طغيانا, ذلك كان أشبه بحلم تحقق لسكان قرية الأوداية.

حمدان أصبح يعذب حصانه, لا يهتم به, لا يدعه يأكل,يربطه خارج المنزل بدل الإسطبل, ويبيته في الشارعوالسبب هو أن الحصان أصبح متقدما في السن و لا يستطيع الجري أو القفز أو حمل الأثقال على ظهره , لكن ذات يوم, انزعج الحصان من هذه التصرفات انزعاجا فقد أصبح لا يطيق ولا يتحمل العناء كل يوم نفذ صبره تماما, فهرب من منزل صاحبه وهو لا يعلم إلى أين يتجه, قطع الوادي ثم الجسر,و مشى حزينا متألما متضايقا من ما حصل له, و بعد بُرهة وصل إلى الساحة الكبيرة,وبينما هم يمشي أبصر ناقوس العدالة فتوجه إليه دون لحظة تخمين أو تفكير,جر الناقوس بفمه, فإذا برنين الناقوس يهز جنبات القرية هزاً.
خرج القضاة الثلاث من مقرهم متوجهين إلى وسط الساحة, حاملين معهم ثلاث كراسي للجلوس,جلس القضاة,فتفاجئ الأول:
_ ما هذا؟ هل خرجنا من أجل حصان؟
أجابه الثاني بلباقة وهو الأحكم بينهم:
_دعونا لا نستبق الأحداث,هذا الحصان ضائع هنا على ما يبدو ليس له صاحب.
قال القاضي الثالث:
_إذن؟
فقاطعه الثاني:إذن نستدعي صاحبه ونتعرف على المشكل أكثر.
أشار القاضي الثاني بيده لحارس الساحة وهمس في أذنه شيئا.
بعد خمس دقائق تقريبا جاء الحارس برفقة حمدان وقال:
_ها هو سيدي القاضي؟
فتعجب حمدان لما يجري وتساءل مستفهما:
_ما بالك أيها الحارس؟أين المزاد العلني للذهب الذي أخبرتني عنه؟ ومن أنتم وماذا تفعلون هنا؟
في هته اللحظة زاد امتلاء الساحة بالسكان,ونظر حمدان إلى حصانه نظرة احتقار قائلا:
_هذا الحصان الفاشل مجددا؟ماذا بك؟ألم يكفيك ما علمتك من درووس و منعتك من الأكل والشرب كي تطيعني وتطيع أوامري يا لك من جبان؟
فتدخل القاضي الثاني قائلا:
_و تقولها بكل افتخار يا حمدان؟أهكذا تشوه سمعتك في القرية؟ ولهذا السبب قررت استنادا إلى الفصل 54من دستور قريتنا المصغر الذي ينص على الرفق بالحيوان وذلك دون مداولة مع زملائي الفضاة,قررت أن تخصص نصف ثروتك لتطعم حصانك و تعتني به وستكون دوما متابعا من طرف القضاء و مُراقباً.
وهنا قفز حارس الساحة الكبيرة بكل افتخار قائلا:
_عاش العدل!!! عاش العدل!!!

قال صلى الله عليه وسلم:
* ارحموا من في الأرض يلرحمكم من في السماء*
اعجبتنى فنقلتها


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


قصة معبرة جدا
بارك الله فيك اختي الكريمة
وينور دربك ربي


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________