عنوان الموضوع : فقرة من عمري (قصة حقيقية)
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
فقرة من عمري (قصة حقيقية)
في يوم من الايام كنت في البيت مع امي فطلبت منها أن تسمح لي بزيارة صديقتي دليلة فقبلت شرط أن لا أتأخر في الرجوع
فجهزت نفسي لبست حجابي وذهبت لصديقتي وعندما وصلت رحبت بي احسن ترحيب
وبعد ان اطمأنت عليها استأذنتها بالعودة لبيتي لان امي طلبت مني عدم التأخر فوعدتني بأنها ستأتي قريبا لزيارتي
فعند عودتي اعتدت على المشي في نفس الطريق الذي اذهب به
لكن في تلك اللحظة انتابني الفضول لطريق تمنيت لو انني امر به لكي ارى ماذا يوجد فيه
لكنني وبعد ترددي أخيرا قررت الذهاب في ذالك الاتجاه وقلبي يخفق لانه شبه خالي
وبعد ان وصلت لآخر الطريق ابتسمت وقلت في نفسي لقد عبرت الطريق لماذا كنت دائما اخاف منه؟
وقبل عبوري للطريق السريع اذ بي اسمع صوتا خافتا تعبا ينادي يا ابنتي تعالي لا تذهبي
وما ان استدرت لاعرف مصدر الصوت اذا بي اجد امرأة طاعنة في السن جالسة في الارض وهي تتكأ على حائط
فذهبت اليها وقلت لها هل ناديتني؟
قالت نعم
قلت لها ماذا تريدين
فسألتني عن اسم عائلة ما
قلت لها لا اعرف هذه العائلة لانني لا اسكن هنا
فقالت ..لا بأس اذهبي
وانا كنت انظر لملابسها فهي كانت ترتدي ملابس البيت وكانت تضع خمارها على كتفيها لتغطي يديها لانهما كانتا عاريتين
فهممت بالذهاب لكنني عدت اليها لان الفضول قتلني كيف لعجوز تجلس في الشارع بتلك الملابس
لكنني تفاجأت بها تناديني مرة ثانية
قالت لي هل لك ان تعبري بي تلك الطريق لانها خطيرة لمرور عدة سيارات
وان بصري يكاد يذهب فأنا لن اميز بين السيارة القادمة والسيارة التي ستمر جنبي
فمسكت يدها محاولة مساعدتها للوقوف فإذا بي الاحظ دمع في عيونها تحاول مسحه بخمارها
بعد ان عبرت بها الطريق سألتها هل انت ذاهبة لطبيب عيون لانها اشتكت من نقص بصرها
قالت لي لا العائلة التي سألتك عنها هي عائلة زوج ابنتي
قلت لها هل انت ضائعة
حسبت انها خرجت لكنها لم تستطع الرجوع
قالت لي لا اريد الذهاب لان ابني.....
يتبع
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
متابعة
__________________________________________________ __________
لأن ابني طردني ...............هذه الكلمة كانت كالصاعقة بالنسبة لي
كيف لولد أن يطرد امه بتلك الوحشية
طردها دون رحمة..........اي قلب يجعله يفعل فعلته....آه
بعدها قلت لها اسمعي انا سأبحث عن ابنتك فلا تقلقي
وكان أي شخص يمر من جنبي اسأله عن تلك العائلة بدون ان استحي او اشعر بالاحراج
وبعد قليل طلبت مني ان اجلسها تحت شجرة لان المشي اجهدها وكان الطقس حارا جدا
فوجت نخلة صغيرة بدأت ترتفع عن الارض فجلست هناك
بعدها نظرت حولي فوجدت دكان لتصليح السيارات ففكرت ان اذهب اليه وأسأله
فطلبت منها ان تنتظرني لاني سأعود فورا وانني سأذهب لسؤال ذالك الرجل
فمسكت يدي وكانت تنظر الي بعيون مبللة بدموع الحسرة
وقالت لي ..........ارجعي لا تذهبي وتتركيني هنا وحدي
فتبسمت وقبّل رأسها وقلت لها
لا تخافي لن اتركك حتى القى ابنتك واذا لم القاها سآخذك معي لبيتي ولن ادعك وحدك ابدا
فالبتسمت وقالت ....حسنا اذهبي ولا تتأخري اخاف البقاء هنا وحدي
فذهبت وانا افكر كيف سأجد ابنتها تلك وفكرت في امي وقلقها علي اذا تأخرت لكنني قلت الله معي وهو يعرف انني احب امي واخاف من غضبها
لكن هذه العجوز محتاجة للمساعدة لا يمكنني الذهاب وتركها
اتكلت على ربي وعندما وصلت للدكان
لاحظت وجود ثلاث شبان صغار ليسوا بكبار
حوالي ثلاثة عشرة عاما
فتراجعت عن الذهاب للدكان واتجهت للشبان الجالسين
وسألتهم عن تلك العائلة
فردوا جميعا نعم نعرفها لنا صديق اسمه احمد
ففرحت وقلت لهم تلك جدته هل لكم ان تدلوني على بيته
لكنني صعقت بردهم
قال احدهم انه ينتظر صديق له
والثاني قال ..ابي طلب مني عدم الذهاب لاي مكان
والثالث قال انه ينتظر صديقه مع الاول
فغضبت وقلت لهم ...ماذا اذا اريتموني منزل احمد تلك جدته
الا تقولون انه صديقكم اي صداقة تلك
اجاب احدهم تلك ليست جدته
قلت له اي جدة تقصد قال ام ابوه
ابتسمت وقلت له اتعرف جدته ام امه
قال لا قلت له اذا كيف تقول ليست جدته وانت لا تعرفها
فلاحظت انهم يتهربون من مساعدتي
فرجعت وانا اتحسر ماذا اقول لتلك الجدة
وانا اهم بالرجوع اذ بي اتذكر دموعها
فأبيت عن اعود لها الا بخبر يفرحها
فرجعت لهم ووقفت وانا في غاية الغضب
وقلت
كيف لكم ان تكونوا بتلك القسوة هل كنتم ستقبلون بجدتكم وهي ضائعة ولا احد يساعدها؟
ولو علمتم ان صديقكم احمد ابي ان يساعد جدة واحد منكم
كيف ستكون ردة فعلكم معه
وقلت للاول
أأنت بار بأبوك ولست بارا بربك
كيف لك ان ترفض مساعدة عجوز مسكينة انظروا اليها كيف هي جالسة فوق الارض والغبار
انظروا لتلك الحالة التي فيها
انتم لستم سوى جبناء قساة ليست في قلوبكم الا القسوة
سيأتي يوم تحتاجون فيه المساعدة ولن تجدوها ابدا
لان الله سيعاقبكم
وادرت ظهري لهم وانا في قمة الغضب
وانا افكر كيف سأساعدها لايجاد ابنتها
واي طريق سأسلك؟
فجأة وانا اتساءل فإذا بي اسمع احدا يجري خلفي
استدرت ........والمفاجأة
الشبان لمحتهم جاءوا الي
قالوا سوف نساعدك
وقال الآخر ليست مشكلة اذا جاء ابي ولم يجدني وهو يضحك
ابتسمت لهم واتجهنا جميعنا لتلك الجدة التي كانت تجلس وتضع يدها على رأسها محاولة ابعاد ضوء الشمس عن عينيها وقلت لها هيا بنا لقد وجدت ابنتك
وبدأ الشباب يسألونها فلانة تعرفينها وهي تقول
نعم ابنة ابنتي
ومن فرحتها بهم صارت تقبّل لهم ايديهم وهم في غاية الخجل
واشرق وجهها الكئيب بإبتسامة مشرقة
دمعت عيناي لذلك المنظر
وانا احاول اخفاء دموعي من الفرحة
مسكت يدها وانا امشي والشباب يضحكون معها
وبعدها قالت لي
ان اسامح ابني على فعلته
وقبل ان تدْعي عليه اوقفتها وقلت
لا يا جدتي لا تدْعي عليه قولي الله يسامحه ويهديه
دمعت عيناها وقالت لي
حتى اذا دعيت فليس من قلبي
انا اعرف ان زوجته هي وراء كل هذا كنت اسمعها وهي تحكي له ابشع الاكاذيب عني
وانا من خوفي على مشاعر ابني لم اقل له اي شيء
قلت لها لا تحزني ولا تبكي
اكيد سيأتيكي يوم وهو يبكي ويريد أن تسامحيه
قالت لي الله يسعده انا لا اريد اي شيء منه سوى فرحه واذا كان غيابي عن حياته يسعده فلن اذهب اليه ابدا
فجأة وجدت ابن ابنتها اتى وهو يقبلها ويحضنها
مسك يديها واخذها وانا واقفة انتظر ان تدخل البيت
فجأة استدارت وقالت لي
الله يعطيك كل الخير ويستر عليكي ويفرج همك
وعدة ادعية منها كلها رائعة كروعة وجهها المضيء
رجعت لبيتي وحكيت لامي ماحصل معي
ففرحت لعملي ذاك ولم تلمني لاني تأخرت بالعكس
احست بالفخر بي
في الاخير علينا ان نكون بارين بوالدينا مهما حصل
وعلينا ان نتخيل و نضع انفسنا في مكان هذه العجوز
وكيف سيكون ردة فعلنا اذا احد من ابنائنا رمانا
اتقوا الله في والديكم
فرضاهم من رضى ربي
وسخطهم من سخط ربي
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
تصرف رائع منك
نادرا ما نجد اناسا بشجاعتتك
__________________________________________________ __________
واو رائعه جداً جداً