عنوان الموضوع : صرخة صراحة ! قصة حقيقية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
صرخة صراحة !
ذات يوم ضاقت الحياة بالشابة "نور" وضجت بكل الكذب والنفاق اللذان يفرضهما عليها المجتمع وبكتمان مشاعرها عمن حولها أيضا ، فتمردت علي صمتها وقررت الحديث معهم جميعا بكل صراحة ومهما كانت العواقب.
أمسكت نور بجوالها وأخذت في الاتصال بالناس حسب ترتيب أسمائهم في القائمة:
أ- أستاذ وجيه، .... ألو ، أستاذ وجيه ، أنا بتصل عشان أقولك حرام عليك أسلوبك في التعامل مع عبدالرحمن ابنك، ده طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة وانا ماقدرش اشوفك بتضربه وهو ينهار بالطريقة دي ، في أساليب تانية للعقاب احرمه من اللعب، انك مش هتكلمه تاني لحد مايرجع عن غلطه ،أو توقفه في ركن لوحده يراجع نفسه لمدة دقايق بسيطة مش توقفه لحد مايتعب يعني ، المهم انه يعرف انه لما يغلط هيتعاقب بالوقوف في ركن أو في أوضته لحد مايستسمحك تعفي عنه أو انت تبادر بأنك تقوله هتعفي عنه بشرط انه يسمع الكلام لو لقيته هيطول ولسه مااعتذرش ، في طرق كتير اقراها واعرف ، انما انا بقولك ان بيتكم ده أنا مش هدخله تاني أبدا وأشوفه بيتضرب قدامي وماقدرش اعمله حاجه.
ولم يكن الرجل ينطق إلا بكلمات بسيطة يحاول بها التعبيرعن اندهاشه من صراحتها الزائدةويطلب منها أن تهدأ ولكنها لاتلقي لكلامه بالا وتواصل كلامها دون انقطاع في ثورة عارمة.
ت- تريز، حبيبتي قولي بسرعة لاإله إلا الله محمد رسول الله ، انا مااستحملش إنك تدخلي النار وأنا أقصر معاكي وما انصحكيش ، انتي كل أخلاقك جميلة وأمر بيها ربنا ، الصراحة والاجتهاد والالتزام والأمانة والاحترام ، كل الصفات الجميلة فيكي ، انتي مسلمة بس ناقصك الشهادتين ، لازم أبلغك ان الإنجيل الي بتقروه دلوقتي محرف للأسف، مسحوا نمه التبشير بسيدنا محمد ودعوة المسيح لأنصاره باتباعه لما يظهر ، المسيح عليه السلام نبي ورسول وأمه الطاهرة العابدة الي ربنا اصطفاها علي نساء العالمين انها تنجب بدون أن يمسسها بشر ونفخ الله فيها من روحه، لكن ياحبيبتي هو لو ربنا هيتجوز يتجوز إنسانة زينا ، ويعذب ابنه ويموته مصلوب عشان يخلص الناس من ذنوبها طب مايسامحهم وخلاص ، ولما هو خلص الناس من ذنوبها خلاص واتحمل أخطاء البشر ، ليه هنتحاسب بقي .
فكري في كلامي وماتبقيش من الي ربنا قال عليهم " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسي ابن مريم" ، وهو نفسه هيتبرأ من كل الي قالوا عنه وعن أمه إلهين. اللهم قد بلغتك اللهم فاشهد .
وحاولت تريز مقاطعة نور أثناء حديثها وقالت لها" احنا عمرنا مااتكلمنا في موضوع الدين أبدا يانور وكنا دايما أصدقاء ايه اللي حصل عشان تتكلمي معايا فيه؟" لكن نور كانت بتواصل كلامها والعجيب ان تريز ماقفلتش الخط ولا قاطعتها تاني وسابتها تكمل كلامها وسمعته كله زي مايكون كلامها دخل لمس مشاعر جواها أو مالت ليه.. لكن بعد كام يوم غيرت رقمها وماردتش علي اتصالات نور تاني وخسرت نور صداقتها للأبد لكنها كانت سعيدة انها اتكلمت معاها بكل صراحة وبرئت ذمتها قدام ربنا .
وتابعت نور اتصالاتها إلي أن وصلت لحرف الصاد، صفاء ،ألو صفاء حبيبتي ، تعايلي حالا انتي بتفكريني ببراءة الأطفال وانتي اسم علي مسمي انا محتاجاكي وقفلت الاتصال. اندهشت صفاء وكلمت والدة نور تسألها هل تمزح معها صديقتها أم ماذا يحدث، فقالت لها : ياريت تيجي تشوفي نور انا مش عارفه مالها، منهاره ومش عارفه اعملها ايه ، هي بتحبك قوي، يمكن لو شافتك تهدا.وحضرت صفاء في الحال وفاقت صديقتها بعد أن كانت قد ذهبت عيناها في النوم قليلا بعد إجهاد شديد ورفض للنوم أو الراحة ففرحت حين رأت صديقتها وأخذتها صفاء وضمتها إليها وقالت لها: مالك ياحبيبتي ، انا جيت زي ماقلتيلي ، قوليلي انتي عايزه ايه وانا اعملهولك؟سألتها :هتعملي الي هقولك عليه قالتلها اه ياحبيبتي من عنيه بس انتي ارتاحي وقولي عايزه ايه وانا اعملهمولك، قالتلها نور: عايزاكي تتجوزي ، شباب بيتقدمولك مايترفضوش وانتي رافضة الجواز نهائي عشان خلافات والدك ووالدتك المستمرة ، مش كل الناس كده وان شاء الله هتبقي سعيده لو اتجوزتي ، بصي انتي حاضناني ازاي ، شايفه حنان الأم المسلمة؟ ليه تحرمي نفسك انك تكوني أم عشان أفكار في دماغك ممكن ماتحصلش وتعيشي أسعد حياة مع جوزك؟ عشان خاطري نفسي أرتاح وأتطمن عليكي انك هتبطلي ترفضي الي بيتقدمولك كده..كانت بتسمعها وهي بتبكي وبتقولها هتجوز والله هتجوز ماتزعليش نفسك عشاني انتي بس ارتاحي وماتفكريش فيا والله هتجوز ماتقلقيش عليا انا .
وبالفعل قبلت صفاء بخطبتها من صديق أخيها الذي ظل يطلب يدها منذ أن كانت طالبة في المدرسة وهي ترفض وهو يعيد طلبه ، وتزوجت منه وأنجبت طفلا جميلا أسمته يحيي لأن نور كانت تحب هذا الاسم لحبها في سيدنا يحيي البار بأبويه وحزنها علي مصيره بعدما قتله أعداء أنفسهم ممن كفروا بما جاء إليهم به من الحق.
ودخلت أم النور لابنتها تطعمها بيدها بعدما كانت قد أنهكها التعب والسهر والتوتر والبكاء والحزن ، فأمسكت بيدها وقالت لها، : ياماما يعني لازم أبقي بموت قدامك عشان أحس انك قريبة مني كده؟؟ أنا كل عيد أم بحزن علي علاقتي بيكي ، انتي مشغولة عني دايما مش عارفه أتكلم معاكي ولا كلمة وعمرك ماحسستيني بالحب والدفا الي بتمناهم . طب بلاش انتي ، انتي بتقوليلي فاقد الشئ لايعطيه ، وانك عشان أمك كانت قاسيه معاكم وصارمه بعد موت أبوكم فبتعملي معانا زيها بعد وفاة بابا عشان تبقي أم وأب ،مع ان دي مقولة فاشلة ومن القناعات السلبية الي بتهد ومابتبنيش، فاقد الشئ يعطيه بكثرة لأنه داق بنفسه مرارة الحرمان منه. طيب أنا ؟؟ أنا نفسي أبقي أم ، حرام ياماما ترفضي كل الي بيتقدمولي كده من غير سبب أو عيب فيهم ، الرسول عليه الصلاة والسلام بيقول " إذاجاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" ، "إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" ، الدين والخلق بس مالهمش تالت نشترطه في الي بيتقدم ، لأن الراجل المتدين إذا أحب امرأته أكرمها وإذا كرهها لم يظلمها ، ولو خلقه ساء دينه هيقومه والعكس، انا نفسي ابقي أم ،
وأخذت نور تفرغ في حقائب استخرجتها من خزانتها قائلة: شايفه ياماما ، شايفه الحاجات الحلوة الي انتي بتشتريهالي تجهزيني بيها هدوم ومفارش سرير وأدوات مطبخ وكل شئ، فاكره الشال ده ، انتي الي عملتيه بإيدك وطلع صغير انا شايلاه ألبسه لبنتي ، فين بنتي ، نفسي اتجوز عشان اخلفها هموت وابقي ام أدي بنتي الحنان الي مالقتهوش طول عمري وأرضي نفسي فيها لما أشوفها بتتمتع بحناني وأحس اني رجعت قدها والطفله المحرومه الي جوايا تضحك وتفرح لفرحها.. حرام عليكي هتتحاسبي علي كده ، انتي معقدة الدنيا ليه في جوازي ، ايه يعني كل الي بيتقدمولي عايزينني أعيش في مكان بعيد عنك ؟ مين قالك اني لو قريبة منك واتجوزت واحد مايتقيش ربنا فيا هتحميني ،؟؟ وانهارت نور وأمها وأخذوا في البكاء وخرجت الأم من الغرفة دون أن تنطق بكلمة...
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
ظلت نور حائرة، ماذا تفعل في هذا العالم الملئ بالمنغصات؟؟ هو الله وحده الملجأ والملاذ، فأخذت تسمع القران الكريم بصوت المنشاوي المرتل لأنه يشعرها بالخشوع والطمأنينة، وعلت صوت التسجيل وهي تصرخ : اسمعوا ياعالم، فين الأخلاق دي؟. فين كلام ربنا ده؟ ماحدش بيحب الخير للناس ليه؟ ليه هتموتوا علي الدنيا وناسيين اخرتكم؟ فوقوا ،وأخذت تتفاعل مع كل أيه من أيات القران الكريم وكلما انتهت من ختم القران بدأته من جديد حتي سكنت نفسها وعادت إلي رشدها وصوابها بفضل من الله وحده بعدما تفكرت في أية واحدة جعلتها تهدئ من روعها يأمر فيها الله عزوجل رسوله ألا يفني نفسه في دعوة الناس ، فالله هو الهادي. فقالت لنفسها هذا الكلام لرسول الله المأمور بإصلاح الناس ، فمابالي أنا أكاد أجن ولست مكلفة بذلك؟
ومرت الأيام ووافقت أم نور علي زواجها من شاب ذو خلق ودين وسافرت معه ، يبدو أن السفر كان من سمات خطابها. وهدأت نور بعد أن كرست حياتها لبيتها وزوجها وابنتها التي رزقها الله بها وهونت علي نفسها ثقل تحمل أخطاء الناس والاستماته من أجلهم بتلك الطريقة ، وذات يوم ستلبس ابنتها الشال الذي كانت تحكي لأمها عنه وحقق الله لها أمنيتها وصارت أم حنون ...وأفاق معظم من حولها بعد صرختها تلك.
__________________________________________________ __________
بقلم- نور الإشراق
__________________________________________________ __________
ما احلى الصرخات طالما انها ستيقظ النفوس والضمائر اشكرك يا قمر
__________________________________________________ __________
أشكرك علي مرورك العطر
__________________________________________________ __________
ياااااه صرخة وصراحة مندمجة في قصة حزينة يا ريت كل الناس مثل نور بحنيتها
يا ريت كل الامهات كده ....... ياريت نعيش مع ام حنينة لما تضمنا نحس بحنانها
الله يهديهن كم تعبونا بقسوتهم والله يهدينا عشان مانبقاش زيهن
مشكورة على القصة كلها عبر تسلمي حبيبتي