السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أروي لكن هذه القصة التي كنت شاهدةً على بعض فصولها .... في أحد الأيام كنت في سوق المدينة وإذ بفتاة شابة تصرخ على إحدى السيدات وتناديها بأقذر الألفاظ تحدثت إليها المرأةُ بهدوء ثم انصرفت الفتاةُ وهي لازالت تتلفظ بالألفاظ النابية وتتوعد ... شدني الفضول ( وهو ليس من عادتي ) لأعرف قصة هذه المرأة مع الفتاه فاقتربت من المرأة وسألتها من تكون هذه الفتاة فأجابتني بجواب نزل كالصاعقة على أذني قالت : إنها ابنتي نعم إبنتي
وليس هذا فحسب بل إنها تضربني وتشتمني بسبب وبلا سبب
ثم أردفت قائلة والحزن باد على ملامحها كلهم في البيت يقومون بشتمي وضربي وأنا الوحيدة في المنزل من أصوم وأصلي
فقلت: أليس منهم شخصٌ رشيد ,فأجابت لي إبنة طيبة ولكنها متزوجة في مدينة أُخرى ولا أراها إلا في المناسبات
سألتها :وزوجك ؟ فقالت إنه هو السبب في كل ما يحدث فهو لا يصلي ولا يصوم وفوق ذلك يضربني باستمرار رغم أنني أعمل وأوفر لهم كل احتياجاتهم وهو لا يعمل
لذا اشتاطوا غضباً هو وأبناءه عندما قررت رفع دعوى للطلاق فهو يتعمد عدم حضور جلسة المحاكمة لئلا يحكم القاضي بالطلاق بسبب عدم حضور الزوج
تركت المرأة وذهبت في حال سبيلي وأنا أدعو الله أن يفرج همها
وقبل شهرين رأيت نفس المرأة في أحد محلات العطارة ولكن من يشتمها هذه المرة زوجها
فقد كان يوجه لها ألفاظاً في غاية القذارة .. حتى وصل به الأمر أن قام بسب الذات الإلهية
والعياذ بالله , فقلت لصاحب المحل لا يجب أن تسكت على مثل هذا ,فقام بإخراجه فقلتُ لا يكفي هذا , فقال لو أن به عقلاً لما خرج من منزله وقد ماتت ابنته البارحة . عندها اقتربت من المرأة الثكلى وسألتها أي بناتك هي المتوفية ؟ فأجابتني إنها .....( وذكرت إسماً من أجمل الأسماء التي تنم عن الجمال والطهارة )
فعرفت أنها تعني نفس الفتاة ذات السبعة عشر ربيعا التي قامت بشتمها بأبشع وأقذر الألفاظ على مرأى ومسمع من الناس
لقد تعرضت الفتاة لحادث دهس وتوفيت على الفور نسأل الله لها الرحمة والمغفرة.
في هذه القصة الحقيقية الكثير من العبر والدروس فالموت حقٌ علينا جميعاً ..لكن ما ضر الفتاة لوكانت بارة بوالدتها ..وما ضرها لو كانت عابدة لله تصلي وتصوم , وماذا سيخسر الأب لو أصلح علاقته مع ربه ثم مع أهل بيته
صبر الله والدة الفتاة وأعانها على ما هي فيه .