عنوان الموضوع : رواية للعقاد ( ساره ) قصة حقيقية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

رواية للعقاد ( ساره )






سارة (رواية)

سارة
المؤلف : عباس محمود العقاد
رواية سارة هي الرواية الوحيدة التى كتبها عباس العقاد
أبدؤها بما قاله أحمد حسن الزيات عنها :
سارة ..
كنت اقول للذين يحلو لهم أن يصنفوا الكتاب إلى كاتب كاتب مقالة وكاتب قصة وكاتب نقد وكاتب سياسة وكاتب تمثيل : إن الكاتب الخليق بهذا الاسم يجب أن يكون أولئك جميعا ، فغذا قصر جهده على بعضها فليس معنى ذلك قصوره عن بعضها الآخر ، بل معناه أن عمل الكاتب في التعليم او في الصحافة
، أو حظ الأمة من الحضارة والثقافة أو حال المجتمع من الرخاء والاستقرار يساعد اتجاها على اتجاه ويغلب نوعا على نوع وما الكاتب إلا فنان موهوب ميزته تأليف الكلام الجميل تعبيرا عما يقع في حسه وعلمه وتصويرا لما يجري في خياله وعلمه فإذا استمد الإلهام والمعرف أحط إحاطة الجاحظ وجيته وإذا استملى الشعور والعاطفة ألم إلمام البديع وموسيه وانفساح ذرعه أو انحصار طبعه لا يدخل في حسابه بالزيادة أو النقصان لأن الأصل في فنه أن يجيد الكشف عما يحس والإبانة عما يعلم ..
قالوا : إن العقاد باحث جريء الرأي وناقد نافذ البصيرة وجدلي دامغ الحجة ولكنه لا يملك أن يكون قصصيا يكشف بالوحي حجب الغيب وينمق بالخيال صور الحقيقة ويحيي بالعاطفة خمود الفكر وتلمسوا لذلك اأدلة والعلل من طبيعة مزاجه واتجاه تفكيره وروح أسلوبه حتى رووا عنه أنه عاب القصة ونفى أن تكون نوعا جديدا من أنواع الأدب وكان الذين يسمعون هذا الكلام يقابلونه بالتصديق ويؤيدونه بالواقع .. فكنا نقول لهؤلاء إن الذي يعرض هذاالعرض ويصف هذا الوصف ويحلل هذا التحليل لا يعضل عليه إن أراد أن ينقل المشهد الذي رآه ويقص الخبر الذي علمه وليس القصص كله خيالا حتى يسوغ في العقل أن الكاتب الذي يضيق خياله ويضعف وهمهه باتساع عقله وقوة فكره يقصر باعه عن القصة .
وجاءت ( سارة ) والرأي على ما خيل الراؤون فأقرت الأمر في موضعه من صميم الحق وقدمت الدليل القاطع على ان هذه الشخصية الأدبية قد بلغت المبلغ البعيد في كل ناحية من نواحي الأادب حتى الناحية التي لم تتجه إليها منذ أمس .

سارة قصة فتاة مثقفة لعوب أرملة وصفها العقاد في فصلين لا تجد كثيرا من أمثالهما في أدب العالم . هما ( من هي ) و ( وجوه ) عرفها همام المهذب العقل الطيب القلب وهو في وسط عقده الرابع أعزب وحيد فشغفته حبا للاسباب التي حللها الكاتب في فصل من هذه الفصول ثم وصلت بينهما الطبيعة بالصلة التي لا حيلة فيها لانتظار أو اختيار أو خبرة .. وظلت هي على نحيزتها الانثوية تعابث وتخابت وتلبس تارة لباس ( مانةن )* وتارة أخرى لباس ( مادلين ) وظل هو على شكيكته العلمية يؤول ويعلل ويفرض الفروض ويثير الشكوك ويقوى حينا فيكون ( دون جوان ) ويضعف حينا فيكون ( دي جريو ) حتى ذوى الحب بين الشك منه والسأم منها فتفرق العاشقان ..
ليس في القصة إذن حادثة نروعك ولا مفاجاة تدهشك ولا عقدة تشوقك ولكن هذا الحادث العادي المطروق اصب ذهنا شديد النفاذ وفكرا دقيق الملاحظة وشعورا صادق الحس فتجلى في سارة صورا واضحة الخطوط ناطقة الملامح عبقرية الألوان تمثل هذه المراة في جميع حالاتها وعلى كل وجوهها تمثيلا عاريا لا ينفع فيه ثوب رياء أو ورق تين ولعل الطريف في سارة أنها تحلل تركيب العشق في قلبي عاشقين من ذوي الثقافة والفكر فتنتهي إلى أن الفلسفة لا تجعل العاشقة إلا امرأة ككل امرأة ولا من العاشق إلا رجلا كاي رجل .
أما أسلوب سارة فهو أسلوب العقاد : صريح لا رغوة فيه ، جلي لا غبار عليه مستقيم لا التواء به ، يتصل فيه اللسان بالعقل ويعتمد فيه القلم على القريحة .. على ان العقاد في سارة قد احتفل لأسلوبه واحتشد لفنه فجاء على النمط العالي لا تجد خللا في سبكه ولا قلقا في اضطراده ولا وهنا في منطقه ولا سقطا في ألفاظه ولا شططا في معانيه .. وفي {أي إنك لا تعرف العقاد على حقيقته إنسانا وفنانا إلا في ســـارة .
إن سارة تقدم مثلا جديدا في بلاغة الأسلوب وتفتح فصلا جديدا في أدب القصة وتسجل اتجاها جديدا في أدب المقالة
منقول


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


روايـــه رائــعه
اشــكرك من اعمـــاق قلبــي
مع تحــيتي


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________