هذه القصة هي اول محاولة لي بكتابة القصة منذ زمن مضى..
داخل القصة امنيات لكاتبة تتسلق اول السلم..امنيتها ان لايسير سكير
في الشارع يعربد هنا وهناك بتصرفاته الغير واعية
استخدمت فيها الخيال لانني لااظن ان الواقع سيحقق امنية كهذه!
عذرا للمقدمة الطويلة لكن احببت ان اوضح هدف القصة وامنياتي البسيطة..
بدات الحكاية..
دقت الساعة الحادية عشرة مساءا..نسيم ربيعي يصافح وجوه المارة بأبتسامة عذبة
تشرق بها نفوسهم المتعبة..مر رجل سكير..في يده اليمنى يحمل زجاجة كحول...
وفي اليد الاخرى نصف سيجارة معلقة بين اصابعه...كان السكر باديا عليه بوضوح لا لبس فيه...
يتخبط بهذا الباب..وذاك الحائط..من حسن حظه لم يطلب له اصحاب المنازل تلك
له الشرطة...واصل سيره المتعرج ذاك مبتعدا عن منزله المهجور شيئا..فشيئا
اخذته قدماه دون ان يشعر الى مكان اعتقاله..شارع شيكا يقع فيه(مبنى شرطة شيكا)
لم يبالي الرجل بهذا المصير..وهو يقترب من حارسيّّ المبنى..بسباب وشتم طلت بسخاء كلا الحارسين كما لم تخطئ من صادفهم في طريقه..
احدى قوانين مبنى الشرطة هذا تقضي بأن لايسير سكيرف الشارع!
وهو يلحق الاذى بالاخرين ومنعا لهذه الظاهرة قد سن هذا القانون بسجن المخالف
..وكأن فصول حكاية العربدة الفوضوية قد بدات الان!
وبحركاته المترنحة عجز السكير عن ايقاف تلك المهزلة
اذا كان مصرا على تغير مكان سهرته المعتاد..باقامة علاقات جديدة مع طبقة سجناء السجن مثلا!!
كرد فعل طبيعي على امر صراخه المرتفع ذاك..القى الحارسان المسلحان الفبض عليه
..فلم تعد التهمة واحدة بل اثنتان(تطاوله بالسباب والشتم..وكونه سكيرا متمردا على الفانون)
سحبه الحارسان الى الداخل من ياقة قميصه..اذا لم يكونا بحاجة الى تقيده بالسلاسل..وهو مصر على الدخول فلا نية للاخير بالهرب ابدا!!
كان المحقق كلاي جالسا خلف مكتبه مسندا ظهره الى الكرسي..وعلى اذنه سماعة الهاتف...كان مشغولا بمكالمة عاجلة ومهمة..اذا لم يتوقف قلمه الاحمر من كتابة الملاحظات
طوال وقت المكالمة تلك؟..له بشرة بيضاء..بدين نوع ما..وسريع الغضب
..ذو صيحة مشهورة لايعلم احد متى تستفيق تلك الصيحة من سباتها
..ولكن السكير لم يسمع من الناس شيئا عن تلك الصيحة..ولم يجربها
شخصيا الا الحارسان الذين لم تكن تجربتهما بها(الصيحة) بالقليلة!!
انتهى المحقق كلاي من اتصاله..ودون سابق انذار فغر فاه لثواني
بصيحة شديدة استفاق على اثرها السكير من سكره فورا..تراجع الحارسان الى الوراء دون وعي..لجهلهما مالذي سيحدث بعد ذلك..فهكذا صرخة لاتنم الا عن موقف لاتحمد عقباه...
علامات الدهشة ارتسمت على وجه السكير الذي لا يعلم مايحدث بالضبط
كل مايمكنه استيعابه في هذه اللحظة..انه يقف امام رجل يصرخ!
وبثقة عاليه وجه سؤاله ودهشته الى المحقق قائلا:
_مابك ؟؟..ولماذا تصرخ ؟؟..ماذاحدث..؟؟؟؟؟
(عندها با الخجل واضحا على المحقق كلاي..وهو يتاأسف ويعتذر للسكير
عما جرى..مبررا له بانها صيحة لايعلم متى تصدر منه..ولا في اي وقت..!
ظل المحقق يردد اسفه للسكير غير مرة..
وببرود تام تقبل الاخير اعتذاره وهو يخرج من مبنى(شرطة شيكا)..حر طليقا..
شعر المحقق بارتياح كبير ..وراحة ضمير جراء تقبل رجل مجهول اعتذاره..
وسط ذهول الحارسان وبعد لحظات صمت مطبق..خانت الشجاعة الحارس الاول..
لكن الحارس الثاني فرر بشجاعة متاخرة ان يوبخ المحقق بقسوة
غير آبه بما يجري بعد ذلك!
_الشخص الذي تقبل اعتذرك للتو..رجل سكير..مر من هنا..احضرناه لك بمجرد
الامساك به..وانت بكل سعادة تشكره على موقفه النبيل لتقبله اسفك..وأي خدمة اسديها لك ايها المحترم تسئله ايضا,,!
وهو يجيبك بالشكر لانه لايحتاج اي خدمة..
فتفتح له الباب..لتطلقه الى الشارع سكيرا...يضر بأمن وسلامة المجتمع..
اكمل الحارس توبيخه الساخر للمحقق:
_جميل موقفك ايها المحقق بل تستحق التصفيق عليه!!..تبدلت ملامح الارتياح لدى المحقق الى
خيبة امل وخجل مريرين..اذا لم يصدق ماسمعه من الحارس متأخر الشجاعة(ديفيد)!
بلهجة آمرة اصدر امرا بالقبض على السكير واحضاره الى
مبنى الشرطة الان....
رد الحارس(ديفيد) بكلمات همس بها في اذن المحقق:
_اوه لاتتعب نفسك ايها المحقق كلاي..فقد ابتعد كثير..وهو الان يركض..ويركض
..فقد رأيته يقرا بوعي وانتباه تامين بعد صيحتك..
العبارة هناك(المحقق كلاي..لمبنى شرطة شيكا)..وعند تقديمك للاعتذار
تصرف بهدوء وبرود لئلا تشك فيه..وعند خروجه من الباب الئيسي بدأ بالركض,,,
اي محقق انت..لقد هرب من بين يديك سكير..لن نمسك به الان ولا بعد زمن طويل..فقد يبقى حذرا هذا الرجل في كل افعاله السيئة..
التي يرتكبها بعيدا عنا..وبحزن شديد..وهو يدير ظهره للمحقق قال الحارس:
ايها المحقق كلاي..السكير هرب.!( بقلمي..اعتز بعملي هذا..ربما لن يروق لكم ولكنها اول محاولة لي) ودي..اح ت ا م ي..عبير بابل
اول قصة كتبتها(السكير هرب)!! -قصة جميلة
رد مع اقتباس
