عنوان الموضوع : وهـم العـار -قصة جميلة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
وهـم العـار
وهـم العـار..
إنهمرت الأمطار على القرية , امتلئت الأراضي بمياه السيول ,غرق المحصول , غربت الشمس ولم تعد جميلة بعد إلى البيت .. الجميع يبحثون عن جميلة في تلك الليلة .. أبيها العجوز النحيل كالمجنون يبحث عن إبنته الوحيدة والتي رُزق بها بعد خمسة عشر عاما من الصبر والإبتهال..
ماذا لو أصاب جميلة شئ ؟! ماذا سأخبر والدتها .. ماذا سأفعل بدون شمعتي التي أضاءت لي الحياة , عواصف الأسئلة والقلق تقتله في كل دقيقة تمر ولا يظهر أثر لإبنته, ليست أقدام الأب وحدها من إنغرست في وحل المطر, شاركته أقدام كثيرة..
لأجل عينيك يا جميلة (حانوتي القرية يحدث نفسه)
لم تنم القرية ذلك اليوم ,نسي أهالي القرية كارثة غرق المحصول وإنشغلوا بكارثة إختفاء جميلة , بزغ فجر اليوم الثاني على خبر أنتفضت القرية لسماعه, حين ذاع إبن شيخ القرية ما رأه في طريقه عند وصوله من المدينه إلى القريه , لا يعقل أن يكذب ,إنه متعلم وحافظ لكتاب الله غيبا..
كيف لجميلة أن تتهور وتفعل هذا بوالديها !! كثرت الأقاويل والتساؤلات بين أوساط أهل القرية ,و تكاثر عدد شهود العيان فجأة, أكثرهم يريدون أن يكونوا محور رئيسي في حادثة إختفاء جميلة ..قلة يجزم بإستحالة هرب جميلة مع عشيق, متيقنين أن من يتربى على يد ذلك العجوز التقي من المستحيل أن يأتي بفاحشة ..الوحيد الذي يعرف نوايا إبن الشيخ إتجاه جميلة هو وهبي إبن لإحد الفلاحين , كان يعلم أن تمثيلية الإفتراء التي يؤديها إبن الشيخ فرصة ذهبية لا تعوض لينتقم من جميلة التي رفضت عرضه الغرامي ذات مرة , لم يستطع أن يقف عاجزا أمام البهتان الموجه لحبيبته الضائعة ..
بدم يغلي غضبا صرخ وهبي بإنفعال في وجه ابن شيخ القرية (مستحيل أنت تكذب )
لم يجيب إبن الشيخ , ما فعله كان أقوى من الرد ,أخذ مصحف صغير ووضع يده حالفا عليه بأنه رأها.. بعد قسمه العظيم هذا, لم يعد هناك أي شك في كلامه, صدقه أهل القرية وحتى المشككون به من قبل بدأوا بتصديقه,الصقت التهمة على جميلة , وأصدروا عليها حكما غيابيا بالنفي والقتل إذا عادت أو وجدوها, حتى المدافعين عنها عندما لم يجدوا لها أثر وقعوا في مستنقع الظن الآثم ,توقف البحث عنها ,لقب أبو الهاربة تتبع والد جميلة أينما ذهب..
لشهربأكمله لم يكن للقرية حديث سوى جميلة وقصة العار الملتصقة بها,في صحيانهم ومجالسهم وحتى في موائدهم يتناولون سيرتها , ثلاثة لم يجف الدمع بأعينهم حزنا على إختفاء جميلة , أبويها الذان يشعران بأن واقعة سيئة حدثت لجميلة , والثالث هو وهبي الذي يكن لها حبا خفي منذ طفولته..بعد شهر جاء يوم شبيه بيوم إختفاء جميلة , فيه إنهمرت الأمطار , وأخرجت السيول فاجعة كانت قد دفنتها منذ شهر ..
جميلة ماتت غرقا جميلة ماتت غرقا يا بشر ( وهبي يصرخ باكيا )..
آنذاك ألجمت الألسنة , ترقرقت العيون بدموع الندم , أسودت وجوهـ شاهدي الزور, فُضح اليمين الكاذب لإبن الشيخ, وزهق وهم العار..
بقـــلمـــي.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
"قصة قصيرة رائعة
باراك الله فيكي مبدعة كعادتكدمت بحفظ الله
__________________________________________________ __________
سلمت يمناك اختي
قصة جميلة راقت لي
دمتي في رعاية الباري وحفضه
احترامي عبير بابل
__________________________________________________ __________
شكر كبير لغالياتي أم حنين وعبير بابل , لكما كل التقدير والإحترام.
__________________________________________________ __________
رائعه جدأ مبدعهه آآآ
__________________________________________________ __________
قصتك جميلة و مليئة بالتشويق ..و رغم نهايتها المؤلمة الا انها تبقى عالقة في الذاكرة..
راق لي جدا قراءتها و الابحار بين سطورها و تستحقين نجوما حبيبتي...