عنوان الموضوع : لقاء على أعتاب الذكريات ~بقلمي
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
لقاء على أعتاب الذكريات ~بقلمي
لقاء على أعتاب الذكريات][~ بقلمي
مشــآركتي بسهرة الجمعة الصيفية | أخي سندي بعد أبي
منــذ نعومة أضافري ومنــذ أن وعيت على هذه الدنيــا وأنا أراه أمامي وخلفي وإلى جانبــي دوماً
كل ما قلت " آآآهـ " وجدتهـ يحيطني بعنــايتهـ ويغمرني بحنانهـ وحبهـ الفيــاض
وكل ما أردت النداء ونطقت بيــائهـ قال : لبيــك ، حتى وإن لم يكن المنــادى هو..
أصبــح يملأ دنياي وأصبح نورهــا الذي يبدد العتمةة وأكسجينها الذي هو سر من أسرار وجودي وبقائي على قيــد الحياةة,,
أخي معهـ قضيت سنوات طفولتي في ذلك المكــان الذي يحتوي على المئات من أمثالنــا
"ملجأ الـأيتام" بيــد أنني لم أحس يوماً بأنني يتيمةة ، كان لي الـأب والـأم والـأخ
كان يمثل أدوار كل أفراد العائلةة وأتقنها فعلاً
أنــا لم أشعر بدفء حضن أمي لكن أحسست بدفء حضنهـ
وأجزم بأنهـ لم يكن أقل دفء من حضنهــا.
أمي لم أرها أو بالـأحرى لـا أتذكــرها ولـا تحضرني ملامحها ,, رحلت هي منــذ أن كنت
طفلةة بالثانية من عمري رحلت هي وأبي وتركوني وأخي نصــارع هذه الحياة القاسيةة
والواقع المرير الموحش..
خصلآت شعري السوداء الطويلةة التي تحسدني عليها كل بنــات الميتم لم تلآمسها أنامل أمي
ولم تصففهــا لي عنــدما كنت صغيرة هو من كــان يقوم بذلك وأذكر بأنهـ كان يقضي
وقتــاً طويلاً بتصفيفها فهو لآ يعرف لهذا الـأمر
وكنت أتــذمر أحيانــاً من بطئهـ وأضحــك أحياناً أخرى
ولـا أخفيك سراً يـا إبنتي لو وجدت من يتقن هذا الـأمر بدلاً عنهـ لما رضيت بذلك
ولذهبت إليهـ
"أبتسمت حينها وأختلست بضع نظرات إلى شعرها ياالله هاهو الـان يملؤه البياض "
وأسترسلت قائلةة : أبي أيضا كأمي حكايتهـ لا أتذكره ولا أعرف شعور من ينتظر مجيئه
من العمل ليفاجئه بحلوى أو لعبه أسترها لهـ لم يلآعبني ولم يمسح على رأسي بكفيهـ
الحنونين لم أبكي على صدره ولم أخذ منهـ مصروفاً لكن كل هذه الـأمور عشتها مع أخي
أو بالـأحرى "أبي" وبعــد كل هذا أبقي في نفســك شك يــآصغيرتي من أنني أحبهـ أكثر
من نفسي وأرخص روحي لـأجله كيف لآ..؟؟ وهو أضــاع عمرهـ من أجلي..
أصبح أخي بالثــامنةة عشر من عمره فحــان موعد خروجهـ من الميتم ليرى حيــاته
بعيداً عنـا وأنــا حينها كنت إبنةة الثامنة لم يرضوا بخروجي معه ظنوا أنهم أحن علي
منهـ مجانين هم ومجنون كل من ظن ظنهم !!
وأنت يـآصغيرتي أتظنين مثلهم..؟؟!! .. أُومات لها برأسي أن لا ..
إبتسمت لي وأكملت قائلةة :بكيت صرخت وأبيتُ الـا الخروج معهـ منعوني وأدخلوني بالقوة
جمعوا أغراضه وأطلقوا صفارة خروجهـ
أضلم الميتم بعيني بل أضلم الكون كلهـ كيف لي أن أعيش بلاه..؟؟
كيف لعصفورة أن تحلق وقد بتروا لها أجنحتها,,؟؟
وأعموا عيناها كيف وكيف وكيف ..؟؟!!
القيت بجسدي المنهك على السرير دموعي بللت وسادتي حتى خلتهــا تشعر بحرقتي
وتشاركني بكائي
في تلك اللحظـات لم أدري ماذا أفعل أحسست بأنني تائهةة أحسست بأن جزء مني فقــد
بل نفسي كلهــا فقدت ..
لا أعلم كم من الوقت مضى لكن حينهــا كانت الدنيـا في ظلآم دامس وفجأة خطرت ببالي
فكرة سأغادر نعم سأغادر
وأبحث عنهـ فربمــا أعرف وجهتهـ وإذا لم أفلح في ذلك سأعود أدراجي ولن أخسر شئ
من المحاولةة غيــر كلمات جارحةة وربما ضرب أذا فشلت محاولتي ورجعت وعلموا
بأمري لآ يهمني ما سيفعلوه بي حينهـا
وهل يتــألم الجســد بعد مفارقةة الروح..؟؟!!
عزمت أمري وتسللت للخروج مثل ما أخبرتك يـآأبنتي كان الظلآم حالك دامس والكل نيام
لآ تكاد تسمع شيئا غيــر خرير قطرآت متساقطةة من صنوبر المياة وصوت بعض الحشرات التي يعج بها الميتم..
إتجهت الى الممر الطويل الذي يفصلني عن الساحةة مشيت فيهـ وكانت كل أوصالي ترتعد
الآ أنني مصممة على المضي قدماً..قطعت الممر الطويل ووصلت للساحةة
كان الجو بـآرداً وأصوات أوراق الـأشجار تصدر حفيفاً هادئاً إمتزج بأصوات الحشرات
فنتج عنهمــا سمفونية من صنع الطبيعةة..
كان المنظــر جميلاً جداً بالخــارج القمر مضئ ويرسل خيوطه الفضية على أرجاء المكان
فيملأها بضيائهـ..
ونسمات الهواء كانت تداعب خصلآت شعري فتنثرها هنــا وهنــاك كأنها تباعد بينها مثل
ما بأعدوا بيني وبين أخي كأنها تخبرني في ذلك الوقت :أن إرضي بما قسم لك..
لكنني تجــاهلتها ولممت خصلآت شعري وأنطلقت خارجة من الميتم
أستوقفني منظــر تلك الشجرة العملآقة التى لطالما لعبنــا أنا وأخي تحت ظلها
وكم تسابقنــا في تسلقها كان لنــا بجانبها ألف حكاية وحكاية أحسها تبادلنــا الحب والـألفةة
إقتربت منهــا وتحسست جذعها بيدي أغمضت عيناي وبدأت بإسترجاع شريط حياتي معهـ
نزلت دموعي كالشلآل على خدي كفكفت دموعي وهممت بالذهاب وعنـدما أدرت ظهري
للجهة الـأخرى أنصدمت بشئ ما ووقعت أرضاً صرخت من هول الصدمةة
وأنا أبتعد قائلة : شبح شبح!!
بدأت بالركض وأنفاسي تتقطع شيئا فشيئا أردت الـإبتعاد قدر ما أستطيع
لكنهـ لحقني وأحاط جسدي بيديهـ وضمهـ الى صدره
تجمدت أنا بتلك اللحظةة خوفاً ورعبــاً شديدين إنتاباني
لكن ما إن هدأت حتى عرفت بين أحضان من أنــا ,,
عرفت دقات قلب هذا الشبح ــ حسب ما كنت أظن ــ ميزت رائحة أنفاسه أنه هو أنه أخي
تشبث به جيداً ودسست رأسي في صدره..بكيت طويلاً من الفرحة وشكرت ربي وحمدته
لم أكن أتصور أن القاه بهذه السرعةة لكنهـ " أخي وأمي وأبي " ولـأنه كل هؤلآء لم
يفكر للحظة وأحدة بأن يبتعد عني بل بقي ينتظرني ويتأمل خروجي لهـ.. يعرف تحركاتي قبل أن تبــدر مني ..
إستجرنا شقة صغيرة لآ تكاد تسعنــا نحن الـأثنين وعمل أخي عند الرجل الذي الذي أجرنا
إياها وكان عملهـ مقابل الـإيجار وكذا منهـ لقمه عيشنــا التي لآ تكاد تسد رمقنــا..
ومرت الـأشهر والسنين إستطــاع أخي خلآلها أن يفتتح لهـ محلاً متواضعــاً
إما أنــا فقد إمتهنت الخيــاطةة لـأساعده على تكاليف معيشتنـا
عشنــا أياما صعبةة ولولآ وقوفنــا جنب بعض ليأسنــا من الحياة
ومن أملها لكن كلاً منــا كان يعيش لـأجل الآخر
يتبــع][~
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
وبعدها أصبح أخي على أعتـاب الثلآثين فقرر الزواج أو بالـأصح أن من أقنعتهـ بهـ
تزوج من فتـاة صديقتي هي وظروف معيشتها ليست بأحسن من ظروفنــا وأفق أهلها
وتم الزواج كنت سعيدة جداً من أجله وكان يوم زواجة من أجمل أيــام حياتي
بل هو أجمل يوم..
وبعد مرور عدة أشهر تقدم لي أخو زوجةة أخي كان إنساناً رائعاً ذو أخلآق وأدب
فوافق أخي عليهـ ووأفقت كذلك..
تزوجنــا وعشت معهـ ومع أخي وزوجتهـ ببيت واحد تجمعنــا أواصر المحبةة والـألفة
أنجب أخي إبنةة فأسمها "أسماء" كأسمي .. وأنجبت إبنا فأسميته "عمر" كأسمه أيضا
وعشنــا يـآأبنتي..
أطرقت برأسها قليلاً ثم رفعتهـ والقت ببصرها بعيداً كانما تترقب وصول أحدهم ورأيت التساؤل في عينيها
بعدها نظرت إلي وأبتسمت قائلة : هذه حكايتي يـآأبنتي ويبدو أنني أزعجتــك وأخذت الكثير من وقتــك
بادلتها الـإبتسامةة وقلت لها :أبداً ياخالة فمثل ما ترين ليس لدي شئ أقوم به أنتظــر أولآدي الى أن يملوا من اللعب بالحديقة وسأذهب بعدها للبيت..
أردت سؤالها عن أخيها الـآن وهل لآ زالت تعيش معهـ بعد هذا العمر الطويل أم أن مشاكل الزمن كانت كفيلةة بالتفرقة بينهما..؟؟
لكن إستوقفني في تلك اللحظة إقتراب رجل وإمراه منــا أمسكا بيديها وقبلآها
فبأدرتهم قائلةة : عمر أسماء لماذا كل هذا التــاخير ياولداي..؟؟!!
أريــد أن أضع الورد على قبره قبل أن يذبل..
قالت هذه الكلمات بصعوبة بالغةة وعينها تمتلآن بالدموع
ربتت المرأه على كتفها وقالت : لا بأس يـآعمتي سنضعهـ الـآن..
أزدات دموعها وقالت وهي تتنهد : لآ يحزنني الا أنني لم أتـاخر منــذ 15 عامـاً عن زيارتهـ مثل تأخري اليوم
أتصدقان شعرت بالملل من طول إنتظـآركما وزآد شوقي له وأضناني الحنيــن..
رد إبنها قائلاً : لآ بأس يا أماه هيــا بنــا الـآن فمثل ما تعلمين تركناك هنــا قليلاً
وذهبنــا بحفيدك الى المشفى..
إنطلقوا مبتعدين عني وتركوني بقمةة دهشتي وإستغرابي : الا زآل يوجــد حب كهذا..؟؟!!
مات منــذ 15 عاماً وهي لا زآلت تزوره كل يوم وتضع له الورد ..
حزنت لتـأخرهم عن إصحابها أضناها الشوق والحنين والوجد ياااالله كأنها ستلتقيهـ وجهاً لوجه وليس لتضع الورد على قبـر تحللت جثه من بهـ
وأنــا التي ظننت أنه يمكن للزمن تفرقتهم يااالله ما أغباني!!
ولكنني لا زلت أتسال أي حب أخوي كان بينهما وأي درجةة بلغ..؟؟
حقاً مثل ما توقعت تفــاصيل وتجــاعيد وجه تلك العجوز كانت تخفي قصة وأي قصة..؟؟ إنها من أجمل القصص
يــآترى الا زآل يوجد أمثال هولآء الـآن ..؟؟!!
بقلمـي " انسياب نبض "
بأنتظــآر تعليقاتكم وإنتقــآداتكم
ملآحضة : لآ أحلل النقل دون ذكر المصدر ..
__________________________________________________ __________
الله الله عليك حبيبتي..
قلمك البارع صور المشاهد كاني اراها امامي تمر متتالية..
و فكرك الرائع قص علنا فابدع...
بين السطور و الكلمات احاسيس لا تلبث ان تسكن الوجدان و تحملك بعيدا الى هناك حيث تلك العجوز المخلصة...
رائعة و مبدعة حبيبتي ريم..
و يسرني ان اقرا لك دوما ما تكتبين لانه رائع كروعتك...
هكذا القصص و الا فلا..بوركت حبيبتي و دام يراعك...
سازين ما قرات بالنجوم ... و لكن صدقا لا يحتاج لها..
لان بريق القصة يجدبني من بعيد..
و لي طلب عندك ارجوك تبثي القصة حتى يقراها الجميع و يستفيد من اسلوبك الرائع..
ارجو ان لا تبخلي علي ريم و ان تحققي طلبي..
__________________________________________________ __________
قصة روووووعة تجلت فيها معاني المحبة و الإخوة و أستمتعت بقرائتها و تم التقييم وسلمتي^^
__________________________________________________ __________
تثبيت ... تثبيت
__________________________________________________ __________
حبيبةة قلبي زهور قرأت تعليقــك الجميل مراراً وتكراراً
بث فيّ الحمــاس والتشجيع من أعمــاق قلبي لك شكر خــاص وبحجم السمــاء
لاحرمني الله روعهـ حضورك وكلآمك النقي وأشكرك على النجوم يالغاليهـ
من عيوني طلبــاتك أوامر يــآروح ريم تم تثبيتهــا
تحيــاتي لك محملة برائحة الزهر