عنوان الموضوع : نقطة التحول الى النجاح.. -قصة جميلة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

نقطة التحول الى النجاح..








شاركت بقصتي هذه في موضوع الاخت فريسيا..
و احببت ان انقلها لكم لعلها تفيد البعض منكم..
و لنعلم ان الفشل محطة مثل باقي المحطات نقف عندها قليلا ثم نواصل المسير..
و لا يمكن ان نبقى فيها للابد..
قصتي من عمق الواقع..رويتها باحساسي و ارجو ان تنال اعجابكم..


نقطة التحول الى النجاح


كان لاخي صديق مقرب ..و كان يعتبره توامه الروحي..
لم نكن نراهما الا معا و و لم يكونا ليفترقا ابدا..
جمعتهما الصداقة منذ نعومة اضافرهما و شيئا فشيئا ربطهما الحب في الله.
درسا معا و نجحا لينتقلا معا الى الجامعة..
و كنا نعتبره فردا من الاسرة له ما لنا و عليه ما علينا و مع الوقت نسينا تماما انه صديق اخي و اصبح واحدا منا يلازم بيتنا ليلا نهارا..
في المرحلة الجامعية مرض ابي مرضا عضالا الزمه الفراش و لم يعد يقوى على الحركة...
و اضطر اخي ان يترك دراسته ليهتم بابي و يساعد امي على حمله و العناية به..
و خصوصا انه كان يدرس في جامعة بعيدة و لا يعود الا اخر الاسبوع..
اشفقنا عليه و راينا ان تضحيته كانت رائعة و انه لن يلبث الا و عوضه الله على بره بوالده...

واصل صديقه حسن دراسته و نجح فيها و تحصل على شهادة صيدلة بامتياز...
و لم يكن يفارق اخي لحظة واحدة..و مرت الايام...و توفي والدي..
بعد الحزن و الالم انتبه اخي ليجد نفسه عاطلا و بدون شهادة تخوله الى استلام عمل..
فكر مليا و اهتدى لفكرة هو و صديقه..

اتفقا معا ان يتشاركا في صيدلية اخي بالمال و صديقه بالشهادة..
و هذا لان اخي كان بمقدوره الاستلاف من بعض الاقارب اما صديقه فكان فقيرا و لم يكن له اقارب يساعدونه..
و هكذا فتحت الصيدلية على بركة الله...و بدآ العمل فيها فرحين بهذه الخطوة الجبارة التي تمت بعد مشقة و جهد كبيرين..
و كان ضمن اتفاقهما ان يجعلا نصيبا من المال على حدة ليسددا به السلفة و الباقي يتقاسمانه بالتساوي..

و مرت الايام و فتحا الله عليهما ابواب الرزق ...و اصبحت الصيدلية تذر اموالا طائلة...
و هنا انقلبت الموازين و تغيرت القلوب..
و سيطر المال على العواطف و الوجدان ليمحي محبة دامت سنينا طويلة..
شجبها من الوجود و اصبحت كانها لم تكن يوما..
صحونا ذات صباح على دق شديد في الباب ...و اذ به ساعي البريد يحمل لنا برقية مستعجلة..فتحها اخي على عجل..

و كانت الصاعقة...تحذير بعدم التعرض الى المدعو ( حسن) و بعدم الاحتكاك بالصيدلية..
بالنسبة لاخي كانت مزحة ثقيلة ..فهذا ابدا لن يكون...خرج من البيت على عجل متوجها الى هناك...حيث كانا يجتمع و صديقه ساعات طوال يخططون لمستقبل واعد...
انتظرناه بفارغ الصبر ليعود و يشرح لنا الامر..و لكنه تاخر كثيرا...
و بعد نفاذ صبرنا ...عاد اخي...عاد فتحي يجر اذيال الخيبة و الصدمة ..
شارد الذهن ..قد خطت الدموع على محياه لوحة ماساة ازلية...
و انهار امامنا باكيا منتحبا...يا الهي ماذا حدث...

و بعد جهد جهيد استطعنا ان ننتزع منه كلمات فهمنا من خلالها الموضوع برمته...
حبه لحسن و شعوره انه توام روحه لم يجعله يفكر ابدا ان تكون الشراكة بحضور محامي و ان توثق على الاوراق رسميا..

و قد استغل حسن هذا و انكر عليه كل شيء..بل ذهب الى ابعد من هذا..
انكر ان الصيدلية شراكة و استولى على كل الاموال التي جمعاها من اجل السلفة و من اجل تكبير المشروع...و كان هذا سهلا عليه لان كل الاوراق الرسمية كانت باسمه فهو صاحب الشهادة و السلطات تمنحه وحده الحق في فتح صيدلية..
سعى افراد اسرتي بكل ما اوتوا من قوة للاصلاح و لتذكير حسن بالصداقة التي جمعتهما و لكن دون فائدة...و انهارت كل المفاهيم و اصبحت بين ليلة و ضحاها عدم و سراب..

و مرض فتحي و اصيب بازمة نفسية دمرته نهائيا..
و بين السلفة الضخمة على عاتقه و بين خيانة اعز الاصحاب..
ضاع في دوامة من الاحزان و المآسي ...و اصبح جسدا بلا روح..
مات فتحي و لم يبقى منه سوى شبح متهلهل لا يقوى على شيء..

و يشهد الله ان الاسرة باكملها انهارت و اصيبت بالشتات و الضياع..
و اصبحنا نمسي على فتحي مرميا على فراشه دون حراك ..
و نرى حسن مزهوا فرحا ...ينعم و يتلذذ بطيب العيش دون اكتراث..
و لم افارق يوما الدعاء و الابتهال للمولى لياخد بيده و يخرجه مما كان فيه..
احيانا اشعر بالغيظ الشديد على فتحي .هل كان غباءا منه ام ثقة مفرطة في صديق العمر..
و احيانا اشعر بالغيظ المرير و الكراهية لحسن ..و هل يعوضك المال عن قلب مخلص يحبك دون مقابل و يفهمك دون كلام و يحتويك بكل اخطائك..

منتهى الانهزامية و قمة الالم ...و مرت الايام لتصبح سنة...
سنة و فتحي يكابد و الامل بشفائه يفتر و يتبدّد ...
و بدا الياس يدب الى القلوب ...و الانكسار يلف الوجوه ...
و من عمق الاسى ...جاءت نقطة التحول..
و اظن ان الله بعث لنا ملاك الرحمة في صورة انسان...
اخد بيد فتحي من جديد و فتح له بابا للرزق لم يكن يحلم به...
عاد اخي الاكبر من غربته الطويلة...و كان معروفا عنه حكمته و حسن تدبيره..
و بدا مع فتحي جلسات علاج مكثفة مضمونها لا للاستسلام و الانهزامية..
لم يكن طبيبا و لا فيلسوفا ...و لكنه تمكن بفضل الله تعالى من جعل فتحي انسان اخر..
و لم يتركه الا بعد ان وقف على رجليه من جديد..
و بدا فتحي يفكر و يتحرك و يسعى..و دبت الحياة في البيت..و عادت لنا ابتسامتنا الضائعة..

و اليوم و بعد ما صعد السلم درجة درجة ...اصبح فتحي بفضل الله تعالى رجل اعمال معروف..و انعم الله عليه ..سدد السلفة و اشترى بيتا رائعا و سيارة جميلة و يعيش مع زوجته و ابنيه في سعادة و رضى..

ليس العيب ان نفشل بل العيب ان نستسلم للفشل و لا نحاول الوقوف من جديد..

و بعد كل فشل هناك طريق للنجاح لو بحثنا جيدا لوجدنا اوله و لمشينا فيه و رسمنا اروع مثال يحتذى به..

فلا تستسلمي ابدا لفشل مهما كان ذريعا و اعلمي ان الله عادل و انك ان اصريتي على النجاح فلن يحرمك منه ابدا...

و اعلمي ان احيانا كثيرا يكون الفشل في امر معين سببا في نجاحك في الامور اخرى..
و الحمد لله الذي منحنا عقلا نستنير به و نرسم به مسارنا في الحياة..

و لتكن لكل منا نقطة تحول ...تجعله يرتقي من الفشل الى النجاح..
حاولي و ستنجحين ...فلا ياس و لا قنوط ..
و الدنيا محطات و عبور..فلا تتوقفي ابدا في محطة الفشل..
واصلي المسير و من محطة لاخرى ستجدين حتما مطلبك..
و ستصلين يوما الى محطة الفلاح........و دمتم ناجحين..




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلوب خضراء


شاركت بقصتي هذه في موضوع الاخت فريسيا..
و احببت ان انقلها لكم لعلها تفيد البعض منكم..
و لنعلم ان الفشل محطة مثل باقي المحطات نقف عندها قليلا ثم نواصل المسير..
و لا يمكن ان نبقى فيها للابد..
قصتي من عمق الواقع..رويتها باحساسي و ارجو ان تنال اعجابكم..


نقطة التحول الى النجاح


كان لاخي صديق مقرب ..و كان يعتبره توامه الروحي..
لم نكن نراهما الا معا و و لم يكونا ليفترقا ابدا..
جمعتهما الصداقة منذ نعومة اضافرهما و شيئا فشيئا ربطهما الحب في الله.
درسا معا و نجحا لينتقلا معا الى الجامعة..
و كنا نعتبره فردا من الاسرة له ما لنا و عليه ما علينا و مع الوقت نسينا تماما انه صديق اخي و اصبح واحدا منا يلازم بيتنا ليلا نهارا..
في المرحلة الجامعية مرض ابي مرضا عضالا الزمه الفراش و لم يعد يقوى على الحركة...
و اضطر اخي ان يترك دراسته ليهتم بابي و يساعد امي على حمله و العناية به..
و خصوصا انه كان يدرس في جامعة بعيدة و لا يعود الا اخر الاسبوع..
اشفقنا عليه و راينا ان تضحيته كانت رائعة و انه لن يلبث الا و عوضه الله على بره بوالده...

واصل صديقه حسن دراسته و نجح فيها و تحصل على شهادة صيدلة بامتياز...
و لم يكن يفارق اخي لحظة واحدة..و مرت الايام...و توفي والدي..
بعد الحزن و الالم انتبه اخي ليجد نفسه عاطلا و بدون شهادة تخوله الى استلام عمل..
فكر مليا و اهتدى لفكرة هو و صديقه..

اتفقا معا ان يتشاركا في صيدلية اخي بالمال و صديقه بالشهادة..
و هذا لان اخي كان بمقدوره الاستلاف من بعض الاقارب اما صديقه فكان فقيرا و لم يكن له اقارب يساعدونه..
و هكذا فتحت الصيدلية على بركة الله...و بدآ العمل فيها فرحين بهذه الخطوة الجبارة التي تمت بعد مشقة و جهد كبيرين..
و كان ضمن اتفاقهما ان يجعلا نصيبا من المال على حدة ليسددا به السلفة و الباقي يتقاسمانه بالتساوي..

و مرت الايام و فتحا الله عليهما ابواب الرزق ...و اصبحت الصيدلية تذر اموالا طائلة...
و هنا انقلبت الموازين و تغيرت القلوب..
و سيطر المال على العواطف و الوجدان ليمحي محبة دامت سنينا طويلة..
شجبها من الوجود و اصبحت كانها لم تكن يوما..
صحونا ذات صباح على دق شديد في الباب ...و اذ به ساعي البريد يحمل لنا برقية مستعجلة..فتحها اخي على عجل..

و كانت الصاعقة...تحذير بعدم التعرض الى المدعو ( حسن) و بعدم الاحتكاك بالصيدلية..
بالنسبة لاخي كانت مزحة ثقيلة ..فهذا ابدا لن يكون...خرج من البيت على عجل متوجها الى هناك...حيث كانا يجتمع و صديقه ساعات طوال يخططون لمستقبل واعد...
انتظرناه بفارغ الصبر ليعود و يشرح لنا الامر..و لكنه تاخر كثيرا...
و بعد نفاذ صبرنا ...عاد اخي...عاد فتحي يجر اذيال الخيبة و الصدمة ..
شارد الذهن ..قد خطت الدموع على محياه لوحة ماساة ازلية...
و انهار امامنا باكيا منتحبا...يا الهي ماذا حدث...

و بعد جهد جهيد استطعنا ان ننتزع منه كلمات فهمنا من خلالها الموضوع برمته...
حبه لحسن و شعوره انه توام روحه لم يجعله يفكر ابدا ان تكون الشراكة بحضور محامي و ان توثق على الاوراق رسميا..

و قد استغل حسن هذا و انكر عليه كل شيء..بل ذهب الى ابعد من هذا..
انكر ان الصيدلية شراكة و استولى على كل الاموال التي جمعاها من اجل السلفة و من اجل تكبير المشروع...و كان هذا سهلا عليه لان كل الاوراق الرسمية كانت باسمه فهو صاحب الشهادة و السلطات تمنحه وحده الحق في فتح صيدلية..
سعى افراد اسرتي بكل ما اوتوا من قوة للاصلاح و لتذكير حسن بالصداقة التي جمعتهما و لكن دون فائدة...و انهارت كل المفاهيم و اصبحت بين ليلة و ضحاها عدم و سراب..

و مرض فتحي و اصيب بازمة نفسية دمرته نهائيا..
و بين السلفة الضخمة على عاتقه و بين خيانة اعز الاصحاب..
ضاع في دوامة من الاحزان و المآسي ...و اصبح جسدا بلا روح..
مات فتحي و لم يبقى منه سوى شبح متهلهل لا يقوى على شيء..

و يشهد الله ان الاسرة باكملها انهارت و اصيبت بالشتات و الضياع..
و اصبحنا نمسي على فتحي مرميا على فراشه دون حراك ..
و نرى حسن مزهوا فرحا ...ينعم و يتلذذ بطيب العيش دون اكتراث..
و لم افارق يوما الدعاء و الابتهال للمولى لياخد بيده و يخرجه مما كان فيه..
احيانا اشعر بالغيظ الشديد على فتحي .هل كان غباءا منه ام ثقة مفرطة في صديق العمر..
و احيانا اشعر بالغيظ المرير و الكراهية لحسن ..و هل يعوضك المال عن قلب مخلص يحبك دون مقابل و يفهمك دون كلام و يحتويك بكل اخطائك..

منتهى الانهزامية و قمة الالم ...و مرت الايام لتصبح سنة...
سنة و فتحي يكابد و الامل بشفائه يفتر و يتبدّد ...
و بدا الياس يدب الى القلوب ...و الانكسار يلف الوجوه ...
و من عمق الاسى ...جاءت نقطة التحول..
و اظن ان الله بعث لنا ملاك الرحمة في صورة انسان...
اخد بيد فتحي من جديد و فتح له بابا للرزق لم يكن يحلم به...
عاد اخي الاكبر من غربته الطويلة...و كان معروفا عنه حكمته و حسن تدبيره..
و بدا مع فتحي جلسات علاج مكثفة مضمونها لا للاستسلام و الانهزامية..
لم يكن طبيبا و لا فيلسوفا ...و لكنه تمكن بفضل الله تعالى من جعل فتحي انسان اخر..
و لم يتركه الا بعد ان وقف على رجليه من جديد..
و بدا فتحي يفكر و يتحرك و يسعى..و دبت الحياة في البيت..و عادت لنا ابتسامتنا الضائعة..

و اليوم و بعد ما صعد السلم درجة درجة ...اصبح فتحي بفضل الله تعالى رجل اعمال معروف..و انعم الله عليه ..سدد السلفة و اشترى بيتا رائعا و سيارة جميلة و يعيش مع زوجته و ابنيه في سعادة و رضى..

ليس العيب ان نفشل بل العيب ان نستسلم للفشل و لا نحاول الوقوف من جديد..

و بعد كل فشل هناك طريق للنجاح لو بحثنا جيدا لوجدنا اوله و لمشينا فيه و رسمنا اروع مثال يحتذى به..

فلا تستسلمي ابدا لفشل مهما كان ذريعا و اعلمي ان الله عادل و انك ان اصريتي على النجاح فلن يحرمك منه ابدا...

و اعلمي ان احيانا كثيرا يكون الفشل في امر معين سببا في نجاحك في الامور اخرى..
و الحمد لله الذي منحنا عقلا نستنير به و نرسم به مسارنا في الحياة..

و لتكن لكل منا نقطة تحول ...تجعله يرتقي من الفشل الى النجاح..
حاولي و ستنجحين ...فلا ياس و لا قنوط ..
و الدنيا محطات و عبور..فلا تتوقفي ابدا في محطة الفشل..
واصلي المسير و من محطة لاخرى ستجدين حتما مطلبك..
و ستصلين يوما الى محطة الفلاح........و دمتم ناجحين..



امممممم عندي سؤال واحد القصة صارت مع اخوكي شخصيا ولا هذي قصة منقولة؟


__________________________________________________ __________

ومن يتق الله يجعل له مخرجا


__________________________________________________ __________

لولا الفشل والـأنهزام لما كــآن للنجــاح طعم مميز
قلوب خلق الـإبداع لتكوني عنوانهـ أيتها الرائعةة
تسلم يدآآك وقلمك على جميل ما يتحفنــا بهـ
قصتك الجميلةة تستاهل التثبيت + النجوم + التقييم
ودي لروحك الطــآهرةة


__________________________________________________ __________

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ɪcє-cяєαм
امممممم عندي سؤال واحد القصة صارت مع اخوكي شخصيا ولا هذي قصة منقولة؟

هههههههههههه
يعني من كل القصة هذا المغزى الي طلعت به...
حبيبتي القصة ما هي منقولة و حدثت مع اخي شخصيا..
و هذا كان منذ اكثر من عشر سنين..


__________________________________________________ __________

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sanaa_1
ومن يتق الله يجعل له مخرجا

اكيد حبيبتي..
و دائما افكر ان اهتمامه بابي و رعايته له ...
كانت سببا في ان المولى فرج عنه كربته..
شكرا على مرورك غاليتي..