عنوان الموضوع : قبلة الموت هي رصاصة الرحمة!! قصص
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

قبلة الموت هي رصاصة الرحمة!!






حباهما الله بنعمة المال والبنون..اراض وبساتين وقصركبير..بين ابنائهم العشرة(خمسة اولاد..وخمس بنات)..كانوا يعيشون حياة هانئة..
متوجة بالعافية..تلك الاراضي..وبساتين النخيل..ومزارع تفيض بها محاصيل
المواسم..كانت حصيلة ارث الزوج من والده..وارث الزوجة من اهلها..
فالاخيرة تتمتع بجمال رباني وطيبة تغالب احقاد الحاسدين..فلم يختلج
في مكنونات سريرتها الا الحب والدفء..وحسن المعاملة لمن اقبل عليها
غريبا كان ام قريبا..قصر العائلة الكبير لايخلو من استقبال الضيوف
ليلا..ونهارا..بكرم متلاف يعكس ثرائهما(الزوج والزوجة)
وقلبهما الابيض المرحب دائما"..مضت ايام وشهور..واعوام بين حصاد المواسم..
وجني ثمار نخيل تلك البساتين..والفلاحان الشبان(الزوج والزوجة)
لايدخران مجهودا من اجل تنمية تلك الثروة..والاهتمام بها جيدا ريثما يكبر
ابنائهمافتكون لهم فيما بعد..ولكن الزوج لم يكن اجتماعيا البتة...
كانت مهمة الزيارات وصلات الرحم مهمة الزوجة..فقد تنحى الزوج عن
ذلك لخوف كان يعانيه منذ صغره زرعه فيه اباه من الناس والاختلاط بهم
مضت احوال العائلة..من حال حسن الى احسن..
والاب والام لازالا على دأبهما لاتثنيهما حرارة الصيف القائظة..ولاامطار الشتاء التي تحيل الاراضي الريفية الى مستنقعات طينية كبيرة..وفي عينيهما
بريق امل بأن مايتعبان به في اليوم الممطر..لن يذهب ادراج الرياح
فقد توسما بعصبة الابناء تلك كل خير..امتدت السنين تجر بعضها بعضا
وفي كل عام يأخذ المجهود العالي من شبابهما حصة لابأس بها تقترب بهم
من الشيخوخة المبكرة..لم يعد ابنائهما اطفالا..كما هو حال البنات الائي
تزوجن الواحدة تلو الاخرى..حتى بدا عجز الام على تحمل اعمال البيت
والمزرعة والبستان..بدأت بتزويج اولادها علها تحضى بأجازة العمر(نهاية الخدمة)
فتتولى مهمة الاشراف على امور الزراعة(فلم تعد وزوجها بقادرين
على حرث الارض..ونثر البذور..وسقي المحصول..ومكافحة الافات اخيرا)
كان جواب الابناء في بادئ الامر (السمع والطاعة)
الا ان طريقتهم في العمل لم تعجب اباهم وامهم..اذا كانت عبارة الولاء والطاعة.ضاهرية بحتة!!..فكل واحد منهم كان يضمر في داخله اماني وتوقعات
ان يكون هذا الخير كله له وحده..فلم يكن حصيلة ضغائنهم الداخلية
(غير المرئية) لبعضهم البعض..لتثمر جيدا في ارض ذويهم..
جاء الاحفاد ليملئو بيت الجدين..ضجيجا وصراخا دون هوادة..اذ لم يكن
العجوزين محظوظين في زيجات ابنائهم..وكأن طبيبتهم لم تعلم
الاجيال الصغيرة ادب المعاملة..اذ كان الشر معلنا ظاهرا..وباطنا..اعتلت صحة الجدة..لتردي احوال البيت من اهمال وتمرد واساءة الادب!..
كثرت مواعيد مراجعة الاطباء للجدة..فلم تكن تطيق الاحوال السيئة
في البيت..ولاتحرك ساكنا..كان الالم والحزن الداخلي يستنزف
صحتها يوما بعد اخر..وهي تحاول ان تنقذ مابنته في سنين الحر والبرد..
الصحو والمرض..ولو بقليل من الامل كي لاتشهد سقوط صرحها
سريعا امام عبث عدم المبالاة من اولادها وزوجاتهم المتمردات..
اما دور الجد فلم يتعدى دور المتفرج فقط..فقد كان زمام
القيادة بيدها(شريكة العمر) اذا انسحب منذ طفولته من التواصل مع الاخرين
واتخاذ اي قرار..اتعب عناد الابناء وسفرهم المتكرر للترفيه
عن انفسهم ونسيانهم تماما ان لهم ابا.واما بحاجة الى رعايتهم
صحة الجدة التي انهارت تماما..فبدات بجلسات الغسيل(للكلى)عندها فقط يظهر
الابناء..بمضهر المجاملين للناس كونهم الابناء البارين!!
يرافقون امهم في المستشفى..وعند انتهاء تلك الجلسات
تغادر المستشفى..لتعود الحال نفسها من الاهمال وعدم الاهتمام..
فهم مشغلون بحياتهم وملذاتهم الخاصة الا منها؟؟..اقتحم الالم النفسي
والجسدي تلك المرأة التي لم تفعل في زمانها الا خيرا..
فلم تكن تمضي لمكان ما الا واثر احسانها وذكرها الطيب..يعبق بعبير
الانسانية..مع الفقراء والمساكين..لم يقترب في حالها ذاك
الا حفيدتها الصغيرة(اذا كانت ظلها الظليل قدر ماستطاعت...
في عطلها المدرسية للمبيت عندها..وعند بلوغها الرابعة عشر صدر
القرار بعدم المبيت من الاب..خوفا على ابنته(طيلة تلك الليالي
العابقة بالحنان مع جدتها(لم تشعر الحفيدة بوجود امها)
بل كانت الجدة امها التي تضع رأسها ليلا في حضنها الدافئ
وهي تحكي لها الحكايات الموروثة من الاجداد..مع انقطاع الحفيدة اجبارا
لم تنقطع الجدة عنها بزيارات متواضعة تشيع بها السرور على حفيدتها
فالاخيرة كانت مسرتها الوحيدة..وسط ذلك الالم المكبوت..
مضت سنين اخرى وعقوق الابناء لم يبرح مكان في حياة الجدة..
التي تفتقر الى ابسط انواع الرعاية الصحية..اعتلت مجددا حالتها
الى درجة الاغماء المتكرر بين الفينه..والاخرى...فما كان علاجها الا
جلسة غسيل اخرى(للكلى)..ولكن الموت اقترب موعده هذه المرة..
اذا اخبر الطبيب المعالج(الابناء):
لن تبقى على قيد الحياة كثيرا بعد الغسيل الثاني(للكلية)..غادرت
المستشفى الام المستشفى..بشيء من الصحة..
ولكن ضمائرهم لم تستيقظ بعد..فقد عماها الطمع..
وحب الشهوات..وقسوة القلب..وكأنهم اتفقوا خلسة علفى الاستمرار
في ذلك..اراح الله الجدة من مصير شقاءها مع (المرض والعقوق)
وهي تغادر بيتها على نعش كلله المجاملون بالورود...الى مثواها الاخير
فلم يكوي فراقها الا قلب حفيدتها..(فقد ماتت امها اليوم..اليوم اصبحت
يتيمة)..تشتت الابناء برحيلها..اثر خلافات الملك والثروة..
ولم تجمعهم مشاعر الطيبة..الا عندما جلسوا على مائدة
واحدة!! يقسمون تركة ذويهم...بجرأة حينا..
وسخرية من وجود ابيهم الذي مازال على قيد الحياة احيانا..
لم يكن له حول ولاقوة..لاحقاق حق..او منع باطل..ركنوه هو الاخر في زواية الاهمال..التي بالامس ركنو فيها شريكة حياته...والوجه الحسن بين الماء والخضراء..
ولى ذلك الزمان ..لم تبقى الا الذكريات النازفة عزاء عمره الاخير
وهو ينتظر قبلة الموت..للخلاص من ذلك الكابوس..) بقلمي


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


انا لست متمرسة في القصص غاليتي

انا هاوية فقط

ولكن ارى ان القصة محبوكة بأحكام وبها ثروة لغوية جميلة

لذلك سأتوجها بالنجوم


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________