عنوان الموضوع : رحله طويلة..في احضان الغربة؟؟ -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

رحله طويلة..في احضان الغربة؟؟






..في عصر يوم شديد الحرارة...من ايام الصيف اللاهب...توفي اخيه الكبير...بفعل مرض عانا منه لسنوات...ارهقته بالالامها..وجنون نوبات المرض التي تشتد يوما بعد اخر..توفي ولم يهنأ قط بشبابه..وهو يرزح تحت سياط ذلك الجلاد القاسي(المرض)...لكن الاخ الكبير قد مات واستراح من احزانه الابدية..ليبدا اخيه الصغير(محمد)...يتخبط في دروب مجهوله..لاتعي مداركه بعد خطورتها....وهو في التاسعة عشرة من عمره...خيم على البيت حداد صارم...لم يكن احد يتكلم فيه الا همسا...وفي غالب الاحيان الصمت هو المسيطر بحزم..على اجوائه الكثيبة والرتيبة تلك...بعد اسبوع من انتهاء فترة العزاء المقامة على روح اخيه....قد هام الاخ الصغير في طرقات العاصمة...بشجاعة ساذجة..فلا يعود الى بيته الا..بعد منتصف الليل..مع رفقاء السؤء والمخمورين...لم تعد حاله تلك لتعجب احدا..ودون مبالاة منه..حتى اصبح يعود..كل ليلة كالسكارى..تفوح منه رائحة الكحول العفنة..يتخبط بهذا الباب..وذلك الحائط..متفوها باالفاظ بذيئة...اثارت حفيظة والده...الذي قد نفذ صبره..وقد قرر اخيرا بعد ان استنفذ معه كل نصائح الوعظ والحنان الابوي...ان يطرده!!
ودون رجعة في قراره الحازم ذاك...هام (محمد) مجددا في الطرقات ولكن هذه المرة دون ان يفارق الشارع لحظة واحدة...فلم يعد هناك بيت ولا دفأ عائلي ينتظره...دون ملل يجوب احياء العاصمة نهارا..وفي الليل يفترش احزانه على الرصيف وقد بدات فترة نومه..كان كل همه ان يجد عملا..يحصل بمقابله على ثمن زجاجة تريح اعصابه..في ظلام وحدته الدامس..اصبحت الكحول لذته الدائمة..ونشوته التي يسعى جاهدا ليحظى بها بعد يوم مرهق..من الحركة والدوران المتكرر..لكن دون ان يفلح بالحصول على عمل.على عمل يؤمن له لذته الوحيدة..اهترئت ملابسه على جسده البالي..بفعل حرارة الشمس..وقلة الاكل والاهمال الشديد..كأنه شبح بلحية طويلة وشعر مجعد..استدر ذلك الجسد النحيل عطف الماره صباحا بجانبه..وهو نائم على الرصيف..يفترش تراب الارض..يلقون اوراقا ماليه متواضعة..بالقرب منه لاتكفي لشراء زجاجة..بعد صداقة دامت 3سنوات مع الشارع...اصبح الاخير صديقه الذي لايفارقه ليلا ولانهارا...حتى جاء ذلك اليوم ..كان الوقت ضهرا..اقتربت منه امراة لايعرفها...تعجب لكلامها وسخائها معه وهي تحمل له الطعام قائلة:
_لماذا تنام هنا ان اهلك اناس جيدون لايستحقون منك ان تجلب لهم العار..في هذا المكان امام مراى الجميع)...وقبل ان تمضي بلجظات سالته ما اذا كان بجاجة الى مساعدة ما تقدمها له فاجابها على الفور:
_اريد جواز سفر لارحل من هنا...(وافقت المراةعلى ذلك الطلب اليسير..فلم يمضي الا يومين على لقائهما حتى احظرت له جواز سفر..وبعض النقود ليشتري بها بعض الملابس..قبل سفره..لم ينتظر كثيرا سافر الى الخارج وهو لايكلك من المال مايمكنه من تناول طعام يسد بها جوعه..ظل يجوب في الشوارع يبحث عن عمل..في بلاد لايعرف فيها شيئا..حتى التقى صدفة برجل مغترب من ابناء بلده..طلب منه ان يجد له عملا..اي عمل..ومهما كان نوعه..فهومهما كان سيئا لن يكون اسوء من حاله هذه..كان لطف الرجل يسبقه بملابس وطعام..وبعض النقود ريثما يجد له عملا..عاد الرجل له بعد ايبوع من الانتظار بعمل متواضع(غسل السيارات في احدى الكراجات الكبيرة)..باشر محمد عمله دون ان يأبه بنظرات الاخرين الساخرة منه..وبعد فترة من ذلك الوقت استطاع ان يجد له عملا اخر..(بواب في عمارة)..كان العمل الاخير افضل من سابقه..كان يجلس تحت سلم العمارة..يسلي نفسه باوراق واقلام تلوين رخيصةالثمن..تخفف مرارة ايامه في الغربة..يرسم اللالام حياته..دون ان يشعر بخطوات احدى ساكنات العمارة وهي تقترب منه..عندما رأته يرسم تلك اللوحة..ادركت حينها انه فنان لايشعر بقيمة نفسه..عرضت عليه ان تقدم لوحته اللى اختها المختصة بالرسم..ولها علاقات واسعة..تمكنها من مساعدته..في اكمال الرسم وعرض لوحاته في معرضها..الذي يقام سنويا..لم يعترض محمد فقد كان سعيدا..بتلك المبادرة الطيبة كما لم تخلف المرأة بوعدها..اوصلت اللوجة الى اختها التي بدورها بعثت له باقلام التلوين وقماش.. ليواصل الرسم..غرق بالرسم وقد عاد الامل يشق طريقه الى قلبه الممزق...حتى جاء موعد المسابقة الرسمية في البلاد للرسم..شارك بلوحة وضع فيها كل همومه وافراحه بتناقض ابهر لجنة التحكيم فلم يكن ينتظر لوحته تلك سوى تتويجها بالفوز..بعد حصوله على المركز الاول..سرت موهبته انظار المعجبين..بدات مرحلة جديدة في حياته..وبدات لوحاته تتربع على عؤش التكريم مرارا وتكرارا..حيش المشاركات الدوليت واللقاءات التلفزيونية..حققت لوحاته مبيعات هائلة لايحلم يوما ان يحقق مثيلا لها حتى لو يلغ الشيخوخة...اكتفى اخيرا بسنوات الغربة..دون ان يسمع اي سؤال من ذويه عنه..فقرر العودة محملا..بالنجاحات والاموال الطائلة والحنين الذي بات يؤرق منامه..وصل الى بيته..واللهفة تسبق خطواته لتقبيل جبين والده..والارتماء باحظان والدته واخوته..لكن ما ان وصل حتى ازدحم البيت بالاقارب والجيران الذين شاهدوه على شاشات التلفزة وقد رفع رؤسهم بابداعه..لم الذي لم يعكر صفوه سوى وفاة والده في سنوات غيابه..وقد منحه رضاه..قبيل وفاته(كان الدفئ والسرور يغمر فؤاده..بعد رحلة عناء حافلة..بالذة والتعب ..من فشل الى..نجاح وتفوق يشار له بالبنان..) ب ق ل م ي


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


رحلة طويلة بأحضان الغربة لكنها ساهمت في خلق رجل
غيـر ذلك الـأول وكللت مسيرتهـ برآئحة النجــاح بدلاً من رائحة الكحول العفنةة
عبيــر بابل شكر خاص لك ولقلمك عزيزتي على جميل ما يخط لنــا
قصتــك تستاهل 5 نجوم + تثبيت + تقييم
أرق التحايـا لك محملة برائحة الزهر



__________________________________________________ __________

قصتك جميلة جدا عزيزتي
لك كل الود
واحلى تقييم لعيونك ولقلمك الرائع الذهبي


__________________________________________________ __________

رائعه تلك القصه
كلماتها متقنه بعنايه
سلمت يمناك غاليتي
يقييم


__________________________________________________ __________

شكر معطر باريج الورد الى:

انسياب

ظلال

اطراقة

على ردكن الجميل احترامي عبير بابل


__________________________________________________ __________