عنوان الموضوع : وراء كل رجل عظيم أمرأة تبيع -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
وراء كل رجل عظيم أمرأة تبيع
وراء كل رجل عظيم امرأة تبيع السمك
كان زميلنا (خالد) يحتل مرتبة الأناقة الأولى ,ليس على مستوى كليتنا بل ربما يتعداها لينافس الطلاب الأغنياء في كل جامعة بغداد , يتفنن في أرتداء البدلات , لديه سيارة سوبر موديل 1985 , عجبة آلهية حينها لايمتلكها أبن الوزير لاسيما وأننا في العام 1988 , ليقترب من آل بنيّة والدامرجي و أبن عضو القيادة القطرية , كانوا معنا وغيرهم في تفاوت مجتمعي تحت وطأة نظام أشتراكي هجين مثقل بحرب ضروس ليشترك فيه الجميع بحد معين من مراتب المساواة و لم يخرقه الا المتميزين ممن ذكرتهم .. كان خالد أحدهم
في يوم من الأيام دعاني الى بيته مع صديقنا (رعد ), كما نفعل دائما" كانت عزومة سمك لاترد , بيته في (جميلة ) , أخبرنا أنه سيعرج على منطقة (النهضة) , وصلنا الى حيث باب الكَراج الموحد , ترجل وطلب منّا أن نترجل معه , أتجه الى بائعة سمك , وتقدم نحوها ليقبّل يدها ورأسها , و نادى علينا كي نسلم عليها , كنّا مستغربين قليلا" , فكسر الجمود , ليخبرنا أن بائعة السمك هي والدته , نعم , كانت والدته , خمسينية تفترش الأرض أمامها (طشت ) أو أكثر .. حييناها بقوة و وقفنا لبعض الوقت لنواسيها على التعب و كيف أنها مهنه تتطلب صبرا" و جهود و أستيقاظ مبكر قبل طلوع الفجر للذهاب الى علوة السمك ومن ثم تهيئة الثلج و التنظيف عند البيع , أندمجنا مع (أم خالد ) شجعنا أبنها (صديقنا خالد) حين بدى فخورا" بأمّه بعيدا" عن ( الأستنكاف ) الى حد كبير , وكانت هي أيضا" فخورة بأبنها , وبعد حديث طويل عن أنواع و أشكال الأسماك أخبرناها عن أناقة خلودي و ثرائه فأبتسمت أبتسامة الواثقين بعد أن أطمئنت بأننا غير حاسدين .. حمل خالد (الطشتين) مع أدوات البيع ليركنها في كشك قريب و تربعت أم خالد في مقدمة (السوبر 85) ونحن الى الخلف و تبادلنا أحاديث تنم عن طيبة وأيثار وسط أجواء غمرتنا بشعور غريب , مشهد لن أنساه زاده طعم السمك المشوي رسوخا" في أذهاننا بقيت , أجملها مشهد المرأة العملاقة المجاهدة الحقيقية (أم خالد) تلك التي تصنع من طشتها و زفرة سمكها أناقة وثراء وأكتفاء و شهادة يحملها بالنيابة عنها أبنها , ليكمل عنها مالم تنله لتساهم في رفد أسطوري لرسالة الحياة .
للكاتب والباحث العراقي محسن لفتة الجنابي
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
هذه هي الأم كالشمعة تحترق وتذوب لأجل أولادها من دون مقابل الله يحفظ أمهاتنا
__________________________________________________ __________
عظيمة هذه الـأم ضربت أجمل مثل في الـأكتفاء الذاتي
لم تجعل إبنها مثلهـا بائعاً للسمك ــ مع انه ليس عيباً ــ لكنهـا أثرت إكمال مشوارها
ليحصل إبنها على أرقى الشهادات وتفتخر فيهـ
عزيزتي قطر الندى رآق لي طرحك جداً تسلم إيدك على جلبها الجميل
فعلا أجدتِ الـأختيار لعيونك 5 نجوم + تثبيت + تقييم
وبأنتظــآر جديــدك..
__________________________________________________ __________
ام عظيمة وابن عظيم
جزااكى الله خير
__________________________________________________ __________
قصة جميلة
__________________________________________________ __________
اشكرك حبيبتي هذا من ذوقك الرائع وقلبك الطاهر فكل من يرتقي الى قمة الادب يكون كالملاك بعيون الجميع مشكورة انساب نبض