عنوان الموضوع : عندما عبرت حدود الالم قصص
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
عندما عبرت حدود الالم
رحلة المــوت 1
للألم رائحة نتنه .. تشبه تماما الجثث المعلقه .. رائحة
كالتي نشمها بين الحين و الاخر , و ذاكره بصراخ عنيف و صور رماديهه , و باذان كالتي
نسمعها في مكان قديم و ارجوحه قديمه قد اهلكها الصدا و لكنها ما زالت تتارجح لتصدر
صوتا بغيضا .. ذاك هو الالم .. و تللك المتمدده بين احضانه هي انـــــا
الساعه 4 فجرا
29 مارس يوم الجمعه
دخلت دورة المياه بخطوات ثقيله , كان الجو باردا فزفرات بداية الالم الذي اشعر به لم تدفىء من جسدي شيئا , اهدرت صنبور المياه للأملأ حوض الاستحمام , لم يكن يسمع سوى صوت المياة الجاريه بسرعه و صوت الأذان خارجا , امتلأ الحمام بالبخار حتى اوشكت الرؤيه أن تنعدم , أغمرت نفسي بالمياه حتى بدأت أن أوهم نفسي بالغرق , فلم أعد فوق سطح المياه أبدا ......
يوم السبت الساعه 12 ظهرا
30 مارس
تأرجحت أسوار ذلك الممر الموصل بيني و بين الأطباء بصراخي ..
_ : what happens layla
_ : please , open the curtain i feel dizzy
_ : ok ,
فتحت الستارة قليلا ليدخل الهواء احسست أنني أغرق للمرة الثانيه على التوالي و لكن هذه المره عرقا , اهو خوف .. ام ألم ؟؟ لا أتذكر .
أرسلت وجبه لي , اكملتها الساعة الخامسه عصرا .. اخذوا كل ما أملك و تركوا لي غيارا نظيفا .. و غرفة خاويه , و نافذة تطل على اطول علم في المملكة العربية السعوديه , رفرفته تشبه قلبي تماما , قطع حبل افكاري صوت رنين التليفون القابع في الغرفه , أجبت بسرعه و كأني أريد أن أشعر بالامان و لو لدقيقه واحدة ..
_ : الو ..
_ : ليلى .. كيفك دحين ؟
_ : بخير .. وين انت ؟
_ : تحت بالمستشفى .
_ : طيب دق علي كل شوي .
_ : اوكي .
كنت اريد فقط الاطمئنان على نفسي .. فخوفي اليوم يشبه تماما طالبه بالصف الاول ابتدائي .. كانت باحضان امها .. و اليوم تتلقى دروسا على كرسي مهذب , لم يكن الاحساس مطمئنا ابدا , فالالم يزداد .. و الخوف ايضا ..
تحركت سريعا لاخرج من الغرفه , يكتض المكان بالاطباء و بالمرضى , لوهله احسست انني اريد الخروج , و لكن ما البث حتى اطمئن نفسي بانها اخر الالام .. توقفت لبرهه عندما سمعت صراخا قاسيا خلفي .. و فتاه قد تشبثت بي ..ارتخت عيناي دمعا .. و اجهشت بالبكاء , فالان احسست بالالم .
خيم الظلام على تلك البلدة البارده , و دخل اهلها بيوتهم ايذانا ببداية حلول الليل الحالك , و اغرورقت عيناي دمعا , و تقوقعت على نفسي لاطلق اول صرخات الالم المميت .
الساعه الثانية عشره صباحا
30 مارس
حرصوا الممرضات على عدم سطوع النور في غرفتي , شبه ظلام , و صوت جهاز تنظيم ضربات القلب , و صوت الاكسجين المختنق بالانبوب , لم اكن اسمع الا هذين الصوتين , تعالت صرخاتي و احدودب ظهري من الالتواء على نفسي , اتت الممرضة باول جرعة مخدر .. لم يكن اهلا ان يخدر كل معالم الالم في جسدي الغض , تعاطي جرعة مخدر بالنسبة لذاك الالم كتناول نصف كأس جعه في حانة قديمهه لا يوجد احد فيها سواك , يتيم ذلك الاحساس في صدري و قاس ذلك الالم .. خمس دقائق لم اشعر فيها بشيء , اظن انني نمت .. نعم نمت .
استيقضت مليا و انا اصرخ , نوم متواصل لمدة 10 دقائق كان هدفي في تلك الليله القاسيه , بدا المخدر ان يودع جسدي , ليتركه وحيدا في سمفونيه خاصه تدعى الموت البطيىء ..
في فترة صمت قليله آلمتني حنجرتي من الصراخ المتواصل , و ازعجت من حولي , هممت بالصمت المؤلم .
الساعة الثالثه فجرا ..
اخر صرخة مع اول رنين لهاتف الغرفه الثابت , بعدها توقفت عن الصراخ لاجيب ..
_ : الو .
_ : ليلى كيفك دحين ؟
_ : الحمدلله بخ.....
قطع كذباتي معاودة الالم القاتل .. سقطت سماعة الهاتف و اعتصرت الما .
لأحظى بجرعة مخدر للمرة الثانيه ..طغى الصمت على المكان فأصبح سيد الموقف .. لتقطع الصمت كلمات الممرضة ..
_ :layla i know u have sever pain , just take deep breath , 2moro u will 4get everything bad .ur accedent no easy , just deep breath.
للالم اضلع حادة , و ليل طويل من غير اي دفء او ضجوع , سحبني بقسوة لارتمي بين اضلعه الشبيهه بالسكين , لاعجز عن الحراك مجددا .
31 مارس
الساعه الخامسه صباحا
صباح على الحافة !
صباح كل الأشياء الفارغة !
يختل توازنها ولا تسقط ؟
عالق على جرف هاوية ، مقيد إلى الفراغ لأجل غير مسمى !
صباح الفراغ الممتد بلا آخر .. كوجع نسي أوله هنا وأرتحل إلى أقصى الأرض !
صباح ك مفقود عاد بعد غياب .. حين لم يعد أحدا يهتم أو يلحظ غيابه !
صباح الوجع لا ينقطع .. ك خرير ماء يتساقط من صنبور مهمل في زاوية منزل مهجور .. متروك ل الغبار والحنين !
استيقضت بهدوء و بثقل من اثار المخدر , عزمت على النهوض هذه المره ما ان فكرت في النهوض حتى سقطت وسط بركة دماء , نقلوني مجددا لسريري و مسحوا الدماء عني لتنطلق اولى صرخات هذا الصباح , آسفة ايها الصباح ,, لوثت نقائك بصراخي المرير , و قمت بتشويه لوحتك البيضاء بيدي المرتعشتان , لقد مللني ذلك الالم حين تركني اثمل على المخدر و جعلني اهذي ك مصاب بحمى , جعلني كشيخ كبير اختفى كل من حوله لكثرة ثرثرته ,جعلني اختنق من الفراغ الذي حولي , اختنق من كثرة الاكسجين المتزاحم امام انفي , اختنق سهرا , اختنق مرارا و لا يهتم , جعلني محبطة حيث لا اؤمن بادعاءات التفاؤل , جعلني جسد ينتفض الما .. و حينها فقط ملني ذلك الالم .
ليتني لم استعجل هذا الصباح , رجوته كثيرا ان ياتي .. و ما ان اتى حتى دمرني بثقله .. و اتهمني بسياطه ..
دخلت احدى الطبيبات المشرفات على حالتي .. و تنفست بعمق .. و كان منظري اثقلها .. قامت بالكشف علي .. و مطمئنتي .. اليوم سينتهي كل الم اشعر به .. هكذا قالت .. فقط اصبري قليلا لاتمام العلاج الفيزيائي و بعدها تنتقلين لغرفة العمليات , احسست انها كالشراع تمدني بالامان .. كلمة اصبري قليلا كانت من الساعه الرابعه فجرا و حتى الحادية عشرا صباحا .. فيها رائت ما لا اي بشر راى ..
يتبع
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
رحلة الموت 2
للألم رائحة نتنه .. تشبه تماما الجثث المعلقه .. رائحة
كالتي نشمها بين الحين و الاخر , و ذاكره بصراخ عنيف و صور رماديهه , و باذان كالتي
نسمعها في مكان قديم و ارجوحه قديمه قد اهلكها الصدا و لكنها ما زالت تتارجح لتصدر
صوتا بغيضا .. ذاك هو الالم .. و تللك المتمدده بين احضانه هي انـــــا
ألم عَلى ألم وَمِثْلي يَتالم وَجَوًى يَزيدُ وَعَبْرَةٌ
تَتَرَقْرَقُ
ليست اول مره يصيبني الألم و لكنه اشد هذه المره و ليست أول مره اشعر فيها أن الأرض
ضاقت علي بما وسعت و أن كل الأبواب سٌدت في وجهي و حتى الموت أطلبه فلا أجده ..
ليست أول مره اشعر بغليان داخلي و الم لا ينتهي و حزن يمزقني ! و ليست اول مره ابحث
فيها عن أهل فلا اجد أو صديقه فلا اجد و أرى نفسي وحيده بلا سند ! ليست اول مره
اهرب بعيني من اسوار المستشفى لا اعفر وجهي بجوفي و يأتي من يصبرني بأحرف بارده أو يلومني ليأسي
أو يمر كمشاهد و يذهب و أنا اختفي لأعود بعدها اصرخ بأي اسما كان و باي كلمة كانت و لكن بنفس جرحي و المي
!!
قلبي ميت و مات منذ زمن طويل بعد ان كان طاهرا نقيا صافيا مات و تركني بارده
متبلده و جسد بلا روح و حياه بلا أمل !! لكن الألم لم يزل يحرقني يمزقني ! مجبورة
لأعيش و مجبوره في ان اذوق ألمي مرارا و تكرارا !! أي داء ألم بي و كأني اشد أعدائه
فما زال يؤذيني و يمزقني و يزيد جراحي نزيفا !! ضقت ذرعا و ما عاد الصبر ينفعني لا
أجده فكل ما اشعر به الم يمزقني و يفتك بي و لا مهرب !! كم تمنيت ان افقد الوعي ولو
كانت ساعه لإستريح قليلا !!
الساعة الحادية عشرا صباحا
31 مارس يوم الاحد
كانت اخر لحظات الالم .. بعد ان تعاطيت اخر جرعة مخدر اتذكرها .. بعدها ضعف جسدي و بدات ان افقد وعيي .. ممرضات من جنسية سعوديهه يمسكن بيدي , و قد بدائو بتعليمي كيفية تخفيف الالم بالعلاج الطبيعي , 4 اطباء حولي يتهامسون عن الحاله برعب , قرات ذلك في اعينهم .. ممرضات حولي ..اما هناك .. حيث الجانب المظلم .. و الصوت الذي لن انساه .. حيث الزاوية الرمادية الالوان .. ينخفض مستوى ضربات القلب .. و بعدها حملوني سريعا لغرفة العمليات .. اخر مشهد سيظل في ذاكرتي الضعيفهه .. و اول مشهد بذلك البرود و السواد .. شعرت بالبرد .. و احساسا داخليا يولج لي حرارة عنيفهه .. تلك اخر اللحظات .. و اخر الصرخات .
يتبــــــــــــــــــع
__________________________________________________ __________
رحلة الموت 3
للألم رائحة نتنه .. تشبه تماما الجثث المعلقه .. رائحة
كالتي نشمها بين الحين و الاخر , و ذاكره بصراخ عنيف و صور رماديهه , و باذان كالتي
نسمعها في مكان قديم و ارجوحه قديمه قد اهلكها الصدا و لكنها ما زالت تتارجح لتصدر
صوتا بغيضا .. ذاك هو الالم .. و تللك المتمدده بين احضانه هي انـــــا
الساعه الثانيه ظهرا
31 مارس يوم الاحد
فتحت عيناي ببطء شديد , و انا اسمع 1 2 3 و كانهم يتحظرون لنقلي من سرير لاخر , بعدها اختفى كل شي , لم اعد اشعر باي شخص حولي , ربما غادروا المكان , و بقيت انا لا اقوى على الحراك , كنت اشعر بثقل و اعياء , و لكن لماذا ؟؟
في خلال ثانيه مر شريط ثلاثة ايام امام عيني بالوان رمادية , تذكرت كل شي , حينها اغمضت عيني لكي لا ارى و لكن ما زال المنظر مستمر .
حين يصفعك الألم بكفه الخشنة على
وجهك الرحب
وحين تمتد يده الباردة لتعبث في مشاعرك فتغير ترتيب حياتك
وتغادرك
ركاما من لا شئ..
وحين تجد أنه مهما أوصدت نوافذك إلا
انه يجد طريقه للوصول إليك مهما
كنت وأين اختبئت
حينها لا بد ان تدرك
كمّ ضعفك!!..
ويستقر في جوفك طعم مرٌّ...لاذع
يسرق من عينيك النوم
الهانئ
ويحيل عينيك ينبوعا لشلالات متدفقة تسكب أحزانك
فتحت عيني لااجد احد افراد عائلتي .. تنفست الصعداء .. و ارتاحت مخيلتي قليلا .. مسكت يداه و في داخلي رجاء ان لا يتركني وحيده .. فالخوف يتدفق مني .
ثلاثة ايام في قسم التنويم .. كانت نقله من حياة الى حياه اخرى .. الممرضات , المنظر المطل من النافذه , رائحة الصباح و كوب الحليب الساخن , ارتشافات البرد هناك , الممشى حيث هناك ياتون المرضى للمشي , الصباح وقت تغيير و تنظيف الجروح , كلها لمسات لن انساها , كانت ممتعه بعكس كل شي رايته .
يوم الثلاثاء ..
هممت بالخروج من المستشفى بعد ان رتبت اغراضي و اكملت بيانات الخروج .. اتت الموظفه بالعربية لحملي لخارج المستشفى , تنفست بعمق و ابتسامة نصر ترتسم على شفتي .. بينما انا في طريقي الى الخارج كنت ارى المستشفى و قد زين بالرسومات و الانارة الفاخره .. حولي كثيرون من المراجعين و المرضى .. طاطات راسي وقد تذكرت مليا ما حدث .. عندها ايقنت ان الجروح ذات الكروت الحمراء و بقايا عطر حبيب خائن و دموع مزيفه .. تلك ليست جروح .. ايقنت الان تماما ماهي الجروح الحقيقيه .. جروح العالم الاخر , نحن من وجدنا الهموم لانفسنا فلم نعد نرى الا هي .. علقنا سعادتنا بالناس فلم نعد نسعد ابدا , نحن اهدينا لليالينا الاسى و الحرق , نحن ساقينا مآقينا كؤوس الارق , نحن وجدناه على دربنا ذات صباح مطير , و نحن اعطيناه من حبنا , لم يعد يتركنا او يبعد عن دربنا .. نحن سقيناه دمعا الى ان كبر و تشبث بنا , تلك ليست الالام التي نحس بها بين الحين و الاخر و السبب حبيب خائن او قريب غائب .. عندما ترون الجزء المظلم من الحياه .. و الجانب المتمدد اقصى الالم , حينها فقط ترون الحياة كما رايتها انا في 31 مارس ..
**
أمسِ اصْطحبناهُ إلى لُجج المياهْ
وهناكَ كسّرناه بدّدْناهُ في موج البُحَيرهْ
لم نُبْقِ منه آهةً لم نُبْقِ عَبْرهْ
ولقد حَسِبْنا أنّنا عُدْنا بمنجًى من أذَاهْ
ما عاد يُلْقي الحُزْنَ في بَسَماتنا
أو يخْبئ الغُصَصَ المريرةَ خلف أغنيَّاتِنا
**
ثم استلمنا وردةً حمراءَ دافئةَ العبيرْ
أحبابُنا بعثوا بها عبْرَ البحارْ
ماذا توقّعناهُ فيها? غبطةٌ ورِضًا قريرْ
لكنّها انتفضَتْ وسالتْ أدمعًا عطْشى حِرَارْ
وسَقَتْ أصابعَنا الحزيناتِ النَّغَمْ
إنّا نحبّك يا ألمْ
**
من أينَ يأتينا الألم?
من أين يأتينا?
آخى رؤانا من قِدَمْ
ورَعَى قوافينا
إنّا له عَطَشٌ وفَمْ
يحيا ويَسْقينا
3
أليسَ في إمكاننا أن نَغْلِبَ الألمْ?
نُرْجِئْهُ إلى صباحٍ قادمٍ? أو أمْسِيهْ
نشغُلُهُ? نُقْنعهُ بلعبةٍ? بأغنيهْ?
بقصّةٍ قديمةٍ منسيّةِ النَّغَمْ?
**
ومَن عَسَاهُ أن يكون ذلك الألمْ?
طفلٌ صغيرٌ ناعمٌ مُستْفهِم العيونْ
تسْكته تهويدةٌ ورَبْتَةٌ حَنونْ
وإن تبسّمنا وغنّينا له يَنَمْ
**
رفعت راسي من جديد .. و كنت عند البوابة الخارجية للمستشفى .. كان اخرخط موصل بين المستشفى و العالم الخارجي .. رائت فتاه مثلي تدخل المستشفى بنفس خطواتي سابقا .. تقاطعنا .. فهي دخلت لتتالم من البداية و انا خرجت لاكتب النهاية .
النهآيه
راقت لي فنقلتها لكم
اتمنى أن تروق لكم
تح ياتي
__________________________________________________ __________
جميلة قصتك غاليتي راقت لي جداً
ألف شكر لك على نقلك الرائع
لعيونك 5 نجوم + تقييم
وبأنتظــآر جديــدك بشوق
__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انسياب نبض
جميلة قصتك غاليتي راقت لي جداً
ألف شكر لك على نقلك الرائع
لعيونك 5 نجوم + تقييم
وبأنتظــآر جديــدك بشوق
__________________________________________________ __________