عنوان الموضوع : قصة ماراح تندمين لقراءتها بعنوان على سرير الموت -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
قصة ماراح تندمين لقراءتها بعنوان على سرير الموت
السلام و عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف الحل ان شاء الله بخير
جبت اليوم قصة قراتها ميت مرة متاكدة انها رااح تعجبكم كثيير مثل ما اعجبت بيها كثيير
على سرير الموت بقلم مصطفى لطفي المنفلوطي بقلمه السجري الذي لا توافيه كلمة شكر على الاطلاق
مررت يوما من الأيام على باب منزل صغير في احد الأزقة الضيقة, فرأيت حوله مجمعا حافلا تصطك فيه الأقدام بالأقدام , وتمتزج فيه الأنفاس بالأنفاس , وقد تخلله قوم من رجال الشرطة وسمعت قائلا يقول : " قبح الله الانتحار " وأخر يقول : " احسبه شابا غريبا لأني لم أر عينا تدمع عليه " فعلمت أن هناك شابا منتحرا , وان هذا الحادث سبب هذا الاجتماع.
لم اقنع بالإجمال , فأحببت معرفة التفصيل , فحاولت الدخول إلى المنزل فما استطعت إلى ذلك سبيلا , فتريثت حتى لمحت رجلا من رجال الشرطة اعرفه فدخلت معه و هنالك رأيت على سرير الموت فتى في نحو العشرين من عمره , رقيق الجسم اصفر اللون , لم تستطع يد الموت أن تمحو كل آثار جماله , بل بقيت منه كتلك البقية من الطيب التي يستنشقها الإنسان في الزهرة الذابلة.
اهتم الضابط بملابسه لعله يجد فيها ما يدل عليه , واهتم الطبيب بجثته ليعرف علة موته , أما أنا فجلست بجانبه جلسة الكئيب المحزون أفكر في مصيبته , واندب شبابه وجماله , فلمحت حول سريره أوراقا منثورة فجمعتها ووضعتها في محفظتي من حيث لا يشعر الضابط ولا الطبيب بما افعل , علني أجد فيها عبرة من العبر.
وما هي الا ساعة , حتى قرر الطبيب انه منتحر بشرب مادة الزرنيخ وقرر الضابط نقل جثته إلى المستشفى , فنقلت الجثة , وانفض الجمع المزدحم , ثم لم اعد اعلم بعد ذلك من أمره شيئا.
خلوت بنفسي والأوراق فنثرتها فرأيتها مجموعة خواطر عاشق , تناول كأس الحب بيده , فارتشف منها الرشفة الأولى فوجدها حلوة المذاق , فألصق الكأس بفمه , واستمر يشرب لا يرفعها, ولا يشعر بالمرارة المتجددة في جرعاتها حتى أتى على الجرعة الأخيرة , فإذا هي السم الناقع الذي قتله وذهب بحياته .
قرأت تلك المذكرات فبكيت بكاء رحمت نفسي منه , ثم طويتها وألقيت بها بين أوراقي , وظلت على ذلك أعواما طوالا .
وبينا أنا اقلب أوراقي ليلة أمس إذ عثرت بها في سفط صغير , قد اصفر لونه لتقادم العهد عليه , كما يصفر الكفن حول الجثة الباليه , فشعرت برعدة تتمشى في أعضائي , وتخيلت انها في هذا السفط شبح كاتبها في ذاك القبر.
ثم عدت إلى نفسي فنثرتها للمرة الثانية واعدت قرائتها , فرايت قلب العاشق مرسوما فيها رسما صحيحا في حالي سعادته وشقائه , وهاأنذا انشرها في الناس لتكون عبرة يعتبر بها المخاطرون بقلوبهم في هذا السبيل , سبيل الحب القاتل :
-1-
رأيتها فأحببتها, وما كنت أعرف الحب من قبلها.
كان قلبي في ظلام حالك لا يرى حتى نفسه , فلما أشرق فيه الحب أشرقت فيه شمس ساطعة منيرة , لها من الشمس نورها وجمالها , وليس لها من حرارتها ولذعتها .
كنت اشعر قبل اليوم كأن قلبي في صحراء هذه الحياة وحيد موحش لا يعرف القلوب , او يعرفها ثم ينكرها , فلما أحببت رأيت بجانبه قلبا يؤنسه ويزيل وحشته , فوجدت بين جوانحي من اللذة والغبطة ما لو قسم على القلوب جميعا ما خالطها حزن ولا مسها ألم .
كنت اسمع باسم السعادة ولا افهم معناها غير أني كنت اسمعهم إذا ذكروها ذكروا بجانبها القصر والحديقة , والذهب والفضة , والسلطة والجاه والشهرة والصيت فلما أحببت اعتقدت ألا سعادة في الدنيا غير سعادة الحب , وأيقنت أن الناس جميعا إنما يطلبون سعادة الأجسام لا سعادة النفوس , فمثلهم كمثل الدفين المكفن بالحرير والديباج , وباطنه مسرح الدود ومرتع الهوام والحشرات .
-2-
أحببتها قبل أن اعرف عنها شأنا من الشؤون سوى أنها تحبني , فكأنني ما منحتها قلبي إلا لأنها منحتني قلبها , وهو ثمن قليل في جانب هذه المنحة الغالية التي ما كنت احدث نفسي بها , ولا كانت تستطيع أن تمثلها في عيني خواطر الأماني , ولا سوانح الأحلام .
عشت دهرا بين أقوام لا يعنيهم أمري ولا يهمهم شأني , وذقت من آلام الحياة وشقاء العيش ما لا استطيع أن يحتمله بشر , فسمعت من يسألني : كيف حالك ؟ ومن يقول لي : ما اشد جزعي لمصابك ؟ ومن يتباكى رحمة بي وإشفاقا علي . ولكني لم أر بجانبي يوما من الأيام عينا تدمع , ولا قلبا يخفق !
رأيت من يحب جمالي كما يحب تمثالا متقن الصنع , ومن يحب مالي كما يحبه في كيسه أو خزانته , ومن يعجب بحديثي إعجابه برواية بديعة , ولكني لم أر في حياتي من يحبني !
أما اليوم فقد وجدت بجانبي القلب الذي يخفق لاجلي , والعين التي تبكي في سبيلي , والنفس التي تحبني لا لشيء سواي , فقليل لها مني أن امنحها حياتي فكيف ابخل عليها بقلبي !
-3-
جلست إليها للمرة الأولى فحدثتني نفسي أن أمد يدي إلى يدها فأضعها على صدري لأطفئ بها غلتي , فما لمستها حتى نظرت إلي نظرت العاتب , وقالت : كن رجلا في حبك , واترك الطفولة لغيرك .
إن كنت تحبني لنفسي فها أنت قد ملكتها علي وأحرزتها من دوني...
وان كنت تحبني لهذه الصورة الجسمانية فما اضعف همتك.. وما اصغر نفسك !.
أتذرف دمعك , وتسهر ليلك , وتذيب حبة قلبك , من اجل عظمة تلمسها أو جلدة تلثمها ؟
أنت شريف في نفسك , فكن شريفا في حبك , واعلم أنني ما أحببت غير نفسك فلا تحب غير نفسي .
وما وصلت من حديثها إلى هذا الحد حتى رأيتني قد صغرت في عين نفسي وتمنيت أن لو عجل إلى اجلي قبل أن يمر هذا الخاطر الفاسد في ذهني . ثم استوهبتها ذنبي فوهبته لي , وما عدت من بعدها إلى مثلها .
-4-
الآن عرفت مبلغ عظمتها , وفضل هدايتها , ومقدار ما يبلغه الحب الشريف من النفس , فهاأنذا اشعر كأن نفسي مرآة يغشاها الصدأ , وكأن الحب سيضل يصقلها فيجلو صفاتها شيئا فشيئا .
كنت احمل بين جوانحي لأعدائي ضغنا وحقدا , فأصبحت لا اشعر بما كنت اشعر به من قبل , لان الحب ملك على قلبي , واستخلصه لنفسه فلم يترك مجالا لشيء سواه .
كنت ضيق الصدر ان مسني الم .. سريع الغضب إن فاتني مأرب..
فأصبحت فسيح رقعة الحلم , لا يستفزني غضب , ولا يحرجني محرج لأني قنعت بسعادة الحب , فلم احفل بعدها بشيء سواها.
كنت شديد القسوة , متحجر القلب , لا اعطف على بائس , ولا أحنو على ضعيف , فأصبحت اشعر بالمصيبة أراها تصيب غيري ولا تصيبني , وأتألم لبؤس كل بائس وحزن كل محزون , لان الحب أشرق في قلبي فملأه نورا .. فارتفع ذلك الستار الذي كان مسبلا بينه وبين القلوب.
وجملة القول أنني كنت وحشا ضاريا أعيا العالمين رياضته وتدليله , فصرت بين يدي الحب الشريف إنسانا شريفا , وملكا كريما .
-5-
خرجت بها في الليل إلى ضفة النهر , وكان الماء رائقا , والسماء صافية , وفي كل منهما نجوم وكواكب تتلألأ في صفحته فاختلط علينا الأمر حتى ما نفرق بين الأصل والمرأة ولا ندري أين مكان الماء من مكان السماء , فمشينا طويلا لا بنبس احدنا بكلمة , وكأن سكون الليل قد سرى إلى أفئدتنا وملا ما بين جوانحنا , فأمسكنا عن الحديث هيبة وإجلالا .
وكنت اشعر في تلك الساعة بخفة في جسمي , وصفاء في نفسي حتى كان يخيل إلي أني لو شئت أن أطير لطرت بغير جناح , وان في استطاعتي أن اخترق بنظري حجب السماء وأنفذ إلى الملا الأعلى فأرى هنالك ما هو محجوب عن نظر الناس أجمعين , وحتى صرت أتمنى أن يضل النجم سبيله فلا يهتدي إلى مغربه , وان يختبئ الليل في بردته فلا يعثر به فجره , وان تستمر مشيتنا هذه ما ضل النجم وما دام الظلام .
فالتفت إليها وسألتها : هل تشعر بالسعادة التي اشعر بها ؟
قالت : لا , لاني اعرف من شؤون الأيام وأحوالها غير ما تعرف ولأني لا انظر إلى الدنيا بالعين التي تنظر بها إليها !
أنت سعيد لأنك تظن أن سعادتك دائمة لا انقطاع لها , وأنا شقية لأني أتوقع في كل لحظة زوالها وفناءها .
انك إن استطعت أن تقف الشمس في كبد السماء , وان تحول بين الأرض ودورتها , وان تمنع الساكن أن يتحرك , والمتحرك أن يسكن , فاضمن لنفسك استمرار السعادة وبقائها .
وهنا أمسكت عن الكلام وأطرقت برأسها طويلا , فرأيت مدامعها تنحدر على خديها بيضاء صافية كاللؤلؤ المكنون , فبكيت لبكائها , وقلت لم تبكين ؟ قالت : خوف الفراق , قلت : فراق الحياة , أو فراق الموت , قالت : أما فراق الحياة فإنني لا أخافه , لأنه لا توجد قوة في العالم تستطيع إن تحول بيني وبينك , إنما أخاف فراق الموت , لأنه الفراق الذي لا حيلة لي فيه .. ولا منتدح عنه , قلت : هل لكِ أن نتعاهد على إن نعيش معا ونموت معا , قالت : ذلك ما يهون علي ألمي , فتعاهدنا , ثم رجعنا أدراجنا , والليل يشمر أذياله للفرار من النهار , ثم افترقنا على ميعاد , وذهب كل منا إلى سبيله .
-6-
ألا يستطيع هذا الدهر الغادر ان ينام ساعة واحدة عن هذا الإنسان ؟
ألا يستطيع أن يستقيه كأسا واحدا لا يخالطها كدر , ولا يمازجها شقاء ؟
ألا يستطيع ان يحرمه السعادة بتاتا فلا يذيقه من كأسها قطرة واحدة ما دام يريد أن يمنحه اليوم ليسلبه غدا ؟
أن الإنسان لا يعجز عن احتمال الشقاء الدائم , ولكنه يعجز عن احتمال السعادة المتقطعة .
يقولون : إن الأمل حياة الإنسان . وما قتل الإنسان ومزق شمل حياته إلا الأمل .
ليتني ما سعدت , لأنني ما شقيت إلا بسعادتي , وليتني ما أملت , لان اليأس القاتل ما جاءني الا من طريق الأمل الباطل .
ماتت الفتاة التي كانت ملء الدنيا جمالا وبهاء , فمات بموتها كل حي في هذا الوجود .
أرى الأرض غير الأرض . والسماء غير السماء , وارى الطيور صامته لا تغرد , والغصون ساكنه لا تتحرك , وارى النجوم آفله , والأزهار ذابلة , والطبيعة واجمة حزينة , لا يفتر ثغرها ولا يتلالا جمالها , وارى الدنيا كأنما عادت إلى عهدها الأول لا يسكنها إنسان ولا يخطر بها حيوان , وكأنني فيها ادمها الوحيد المسكين يندب جنته ويشكو وحدته .
أيها الدهر الغادر : إن غلبتني عليها فانك لن تستطيع ان تغلبني عن نفسي , لك أن تخرج من الدنيا من تشاء , ولكن ليس لك أن ترد إليها من تخرج منها .
ويا أيتها النفس الهائمة في سمائها , لا تجزعي ولا تعجلي , فوا لله لأفين بعهدك ولأذهبن عما قليل وحشتك ليكونن عهدنا في مستقبلنا كعهدنا في ماضينا , فما تعارفنا في العالم الأول إلا بأرواحنا فلنكن كذلك في العالم الثاني .
يا رب تكون عجبتكم و تبسطوني بالردود و التقييم ان يستاهل
دمتم بحفظ الله و رعايته
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
روووووووووووعه وتستاهلي احلى تقيمم لعيونك انتظر ابداعاتك يامبدعــــه
__________________________________________________ __________
رووووووووعة روووووووووعة رووووووووووووعة يعطييييييييك الصحة يا حبيبتي فاطمة على هاد القصة و تستاهلي احلى تقيييييييييييييييييييييييييييم
__________________________________________________ __________
قصة جميلة يعطيكي العافية
بس حبيت انبه على امر مهم
فيه جملة في القصة و هي "ألا يستطيع هذا الدهر الغادر ان ينام ساعة واحدة عن هذا الإنسان ؟"
هذا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر "
قال الشافعي وأبو عبيدة وغيرهما في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " كانت العرب في جاهليتها إذا أصابهم شدة أو بلاء أو نكبة قالوا : " يا خيبة الدهر " فيسندون تلك الأفعال إلى الدهر ويسبونه وإنما فاعلها هو الله تعالى فكأنهم إنما سبوا الله عز وجل لأنه فاعل ذلك في الحقيقة فلهذا نهى عن سب الدهر بهذا الاعتبار لأن الله تعالى هو الدهر الذي يصونه ويسندون إليه تلك الأفعال .
__________________________________________________ __________
قصة رائعة ومعبرة تستاهلين احلى تقيييييم
__________________________________________________ __________
ٿښڷݦے ݟڷے ٱڷݥۉۻۉݝ ٱڷڗٵئع ۉٿښڷݥ ٳےݚڪ ݕٱݧݓڟآڕ چڌےڍڪ
ڌݥٽے ݥټآڷڨۃ ٻآٻدآ؏ڪ
ږۆڹڨۿ ♂ ڎڪےۿ ♥