عنوان الموضوع : اشواق قصة رائعة وحزينة قصص
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
اشواق قصة رائعة وحزينة
السلام عليكم
هذه قصة قراتها في احد الكتب واعجبتني ولردت ان
تقرؤوها ايضا
الجزء الاول
تلك كانت احب ساعة لديها وآثرها الى نفسها فان تلك الانغام تتصاعد من الاوتار,رقيقة مرهفة,تسمو بها الى جو تمتلئ به امنيات روحها الفنية,وامال نفسها النابضة,المتفتحة رويدا رويدا للحياة.
كان يلذ لها ان تجلس للراديو في الصباح الباكر,تستمع الى نغمات الموسيقى الناعمة, تنخفض تارة,منسابة على مهل,فتغرق احاسيسها في نشوة الهدوء والسكون,وتعلو تارة مرتفعة يتسع مداها على درجات فتوقظ في نفسها عور الطموح والحركة والانطلاق ورغبة البلوغ العاجل الى ما تصبو اليه من لذة الحب ودنيا الاماني.
لقد كانت سمية اذ تستمع الى هذه الموسيقى في الصباح الباكر تشعر بانها تتم شيئا حبيبا لها:تستانف حلما رائعا راودها في الليلة الفائتة ثم اذا به ينقطع فجاة فتقاسي منه الحرمان ...........اما الان وهي في نشوة الالحان الموسيقية فان ذلك الحلم يكتمل فصولا.....
وكانت سمية تنتهز كل اوقات فراغها لتدير مفتاح الراديو على احدى محاطته فتستمع الى تلك الموسيقى الصامتة التي هي اكثر تعبيرا عن خوالج النفس ورغائب الروح من موسيقى الاغاني.وكانت اكثر اعجابا واشد ميلا الى الموسيقى المفردة الوترية كالكمان.وكان قد سبق لها ان رغبت الى والدتها ان تتعلم العزف على احدى هذه الالات فتهاونت الوالدة في تلبية رغبتها حتى ذلك المساء اذ سمعت عزفا منفردا على الكمان ملك عليها قلبها فآلت على امها ان تستدعي لها معلما يعلمها العزف على هذه الالة واحت في ذلك احاحا شديدا .والحق ان والدة سمية كانت الى ذلك الحين تخشى ان تنشا علاقة حب بينها وبين المعلم وهي تعلم مبلغ حرارة الشعور وتيقظ الحس لدى سمية فضلا انها لم تحس الحب بعد وانها متهيئة النفس له .
************************************
وذات اصيل شقت والدة سمية الباب على ابنتها تقول بحيوية:
-اتدرين من بانتظارك يا سمية!
فاحمر وجه الفتاة...لقد كان اول سؤال يطرح عليها فيوقظ فيها ذلك الشعور المتطلع الى معرفة شاب....شاب جميل كالنهار ما زال يراود احلامها ويعبث بامانيها وتابعت الوالدة كلامها:
-انه معلم الكمان يا سمية..هو بانتظارك في قاعة الاستقبال.
وسرعان ما خالجها شعور خوف وخشية فلم تدر ما ينبغي لها ان تفعل وحين رات والدتها تخرج احست انها تنساق الى خزانتها ثم تنهمك بارتداء ثوبها الحريري الاخضر وتصفيف شعرها وتزيين معصميها وحين نظرت في المرآة طالعتها لاول مرة صورة فتاة على غاية من الجمال والجاذبية..غير انها رات على ملامح وجهها ملامح الاضطراب والخوف وتلك الحير التي تعتري المرء وهو مقبل على عمل لا يعرف اهو مخفق فيه لم ناجح!!!!!!
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
الجزء الثاني
خرجت سمية تكاد تتعثر باذيالها......وكانت على يقين بان والدتها تنتظر قدومها فتدخلان معا الى معلم الموسيقى ....لكنها لم تجدها..ومشت مضطربة الى غرفة الاستقبال حاسبة ان امها قد سبقتها اليها..ففتحت الباب ونظرت فلم تجد غير شخص واحد..لم تشا ان تتراجع تقدمت خطوات منتظرة ان يقوم لها المعلم...
ولكن هذا المعلم المنتحي في زاوية الغرفة امام النافذة لم يبد حراكا فتوقفت سمية لحظة تتامله من بعيد واضعا نظارتين مختضنا كمانه حانيا الى الامام صدره.. ولكن لم لا ينهض......!!!!!!!!!!!!!!!!
وتقدمت خطوات اخرى معتقدة انه لم يشعر بوجودها ثم بادرته بلهجة عذبة:
-بونسوار استاذ
فانتفض معلم الموسيقى انتفاضة راعشة ونهض مضطربا يجيب بخفوت هامس
-بونسوار ايتها الانسة
وراته يمد يده في الهواء راغبا في مصافحتها فاقتربت ومدت كفها تصافحه ثم حدقت لحظات في وجهه فظلت نظراتها محددة في عينيه..........واحست انها ترتعش وتهتز وانها لن تطيق الوقوف فتراجعت حتى استندت الى كرسي قريب
ترى مادا رات سمية في استاذها حت تصدم هكذا الجواب في الجزء القادم
__________________________________________________ __________
تتمة الجزء الثاني
انها لم تكن تنتظر ان ترى شابا اطفئت عيناه فهو لا يبصر النور.. انها لك تكن تتوقع ان يكون معلمها ضريرا..واذا فهذه النظارتين انما وضعتا لتستسر عماه... ولهذا لم تلر والدتها حاجة في ان تصحبها اليه :هو اعمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـى...........
.........واخذت سمية تشعر ان خوفها واضطرابها يتحولان شيئا فشيئا الى عاظفة اخرى:اسى وشجو بل الى الم يشتد ليعصف بها عصفا.....واحست ان بودها ان تجد تعبيرا لهذا الالم يطغى وانها ترغب في ان تثور وتغضب فتمزق ثوبها الاخضر او تدمي شفتيها او تجرح وجنتيها...لا..لا بل ان تبكي فقط..ان تتاسى وتتعزى بالبكاء من هذه الخيبة التي يمنى بها شعورها لاول مرة منذ بدات تشعر وتحس وتفهم وتحيا
__________________________________________________ __________
والتفتت سمية الى معلم الموسيقى فاذا هو يشد اوتار كمانه وعاد بصرها على رعشة يحدق في عينيه :جفنين مطبقين لا تكاد تبين منهما الا شعرات قليلة سوداء لا يخفق تحتها شيء..انه لا يرى شيئا.. بل هو يرى كل شيء ظلاما دامسا ابديا..انه محروم من تلك النعمة الغالية ال تنقل الى النفس بهجة الحياة وجمالها وروعتها
__________________________________________________ __________
واحست سمية ان غضبها وباسها ولوعتها تتضاءل كلها لتزول وان جماع عواطفها يستهدف الان هذا الشخص الجالس امامها المطبق العينين الى الابد بالرثاء والشفقة والعطف ..لقد كان بودها منذ لحظات ان تبكي لتتعزى من الخيبة اما الان فان بودها ان تبكي لترثي معلمها.
وكان يخطر لها اذ كانت تستمع الى بعض الحان اولية يعزفها على الكمان ان تقترب فتجلس بلصقه وتتلمس يديه وراسه وظهره وتربت على كتفه تحببا اليه وتوددا ...بل ان الرغبة عاودتها غير مرة في ان تصارحه القول بانها ستكون صديقته ومعينته وحاميته الى الابد وان بوسعه ان يطلب اليها ما يريد ويرغب بما يشاء
__________________________________________________ __________
************************************************** ******
...وكانت جالسة عن كثب منه تتامله حاني الراس فوق كمانه تروح يده وتجيء بالمعزف على الوتر باعثة الانغام شتاتا بين هامس وخافت ممتليء الجرس او مرتفع رقيق الصوت وكانت سمية تنظر الى *شفيـــــــق*وملء نظراتها اعجاب بالغ بهذه الموسيقى الرائعة تنبثق من بين اصابعه فتستهوي الروح .
..وكان قد مضى عليها شهران تتعلم العزف وتتلقن الاحان حتى وسعها ان تجلس وحدها حين تجد ساعة سانحة من وقتها فتعزف وتعزف حتى تكل وانها لتذكر الان مقاله لها ذات يوم بعد انتهائها من توقيع قطعة موسيقية كان علمها اياها:
-ارى يا انسة سمية ان استعدادك كبير في الموسيقى وارجو ان افخر يوما بك
فشكرته بكلمات رقيقة عذبة وعزت اليه الفضل كله..
وما لبثت طويلا ان انست به فكانت تحدثه عن كل ما يجول بفكرها فيجيبها بكلمات قصار غير انها كلمات بليغة كانت تقدرها اعظم تقدير.ولكنها كانت الى ذلك الحين تتفادى ان تتكلم عن شيء واحد هو -على الرغم من ذلك-يشغلبالها ليل نهار ويجعلها تعيش في صحراء قاحلة كل ما فيها سراب........كانت تشعر ان في قلبها فراغا كبيرا ..فراغا مؤلما قاسيا تعاني منه وتصبو ابدا الى ان يمتليء منه جانب بما يدعونه*الحب*....
هذا الشيئ الجميل الرائع الذي تتداول به زميلاتها في المدرسه في غمرة من الاهات والشرود..هذه العاطفة التي تذوب للتعرف بها ..هذه الاحلام الهائمة التي تغمغم بها روحها في هداة النوم وتبغم بها شفتاها كما يبغم الاطفال انشودة سرمدية ساذجة.....