بسم الله الرحمن الرحيم
قصة حقيقية عشت أحداثها مع بطلتها يوما بيوم , كتبتها بكل الآلام التي تعتصر قلبي
أقول لها : لقد قصّرتُ كثيرا في إبراز المشاعر الحقيقية التي آسرت قلبكِ ..
أرجو أن تقبلي مني هذه السطور ببساطتها ..
فلا تحمل سوى جزءا يسيرا من أحداث الحب الذي يفوق كل الخيال
أختكِ وصديقتكـِ للأبد || فطيمة
رحلة مع الضياع
.. بعد مسيرة أميال أقيسها بسنين عمري , أعيش لأبني ما تتوجبه عليّ ظروف العيش ككل إنسان لا يفوّت فرصة الحياة , أسير بقوانين قراراتي التي لم تخضع يوما لرقابة أحد , ولماذا وأنا رجل بكامل قواي العقلية , وليس بي أي عاهة نفسية , درست في أحسن الظروف وتوظفت وظيفة ربما هي حلم غيري , راض بقسمتي أحيانا , وناقم على حظي أحيانا أخرى , إنه الصراع بين الأفكار عندما تتجاذبني أحيانا بين الرضا بالنعم الوفيرة التي أنعم بها عليّ ربي , وبين وساوس الشيطان الذي ينتقص من فضل الله عليّ , هكذا أنا هذا النموذج البشري الذي يتكلم الآن ليُسمِعكم حديث النفس بصوت مسموع ...
... إلتقيتها أخيرا .. تلك التي رسمتها في خيالي بكل الألوان الزاهية , تلك التي برزت في طريقي كأول شعاع للأمل المنشود , قابلتها بوسائل بسيطة كسلام لا يخلو من تحية عابرة , فجأة أحسستُ بوميض يزرع في نبضاتي فوضى لم أفهمها , فعاندتُ هذا الإحساس الغريب ومشيتُ مطمئنا أمضي في ( إلقاء السلام وبعض الكلام ) , بدأ يجرني تيار قوي في لمح البصر , لم يمضي على ( السلام ) سوى أيام , حتى بدأتُ أتحرق شوقا لتلك القابعة وراء الأزرار , تلك التي يأتيني صداها من المجهول , لامستُ منها نفس الإحساس .. وأكثر .. لاااا بل أنا الأكثر ..
من هي ومن تكون ؟ أسئلة أجهل لها ردودا .. كأنها أحلام في يقضة الجفون , بدأت أغوص في عمق الأحداث , تناغمت بيننا إقاعات أزرار الحروف فعزفت أنشودة عشق مجنون , فتراقصت قلبينا على أنغام بين الهمس والسكون , لحد لحظتي لم أسمع صوتها , رفضت كل أسباب اللقاء , فزادتني تمسكا بها كطفل يبحث عن دفء حضن أمه , استسلمت لقواعدها واحترمت قرارها , وبقينا بذاك اللقاء البدائي , تعاهدنا على إكمال مشوار الحياة سويا , أقسمنا سويا أمام الله أن حبنا للا ولن تشوبه شائبة , وكلنا نقاء وصفاء بالروح والقلب اتجاه بعضنا , قرأنا سورة الفاتحة كرباط مقدس حتى تكون هذه الفتاة لي , ولن أكون إلا لها , تنفّست الصعداء وقلت : أخيرا أيها القدر أحببتني !! واخترت أن تسعدني بعد أن عانيت من ويلات الزمن , أخيرا جُدتَ عليّ بأسعد أحلام عمري ..
بدَت لي حياتي فجأة فائقة الجماال , فاتنة كملامح حبيبتي التي لم أراها , مخملية كصوتها الذي لم أسمعه , لا لوم عليّ فإنني تعهّدت أمام الله أنها حليلتي ولم يكن صوتها ولا صورتها معي حاضران .. إنه حبي لها وثقتي بالقدر الذي أؤمن بخيره وشره .. فإن كان خيرا فربي سيأتيني بها , وإن كانت شرا فربي سيدفعها عني ..
في ليلتي البارحة رجعت للبيت وكلّي شوق للقاء حبيبتي كالعادة من وراء هذه الزجاجة ..
فتحت ... ويا ليتني لم أفتح .. يا ليتني فقدت كل حواسي قبل أن اقرأ هذا ...
وجدتُ جنون حبها بين السطور .. وجدتُ دموعها بغزارة بين الحروف .. وجدتُها تضمني كمّن يتشبّث بقشة ليُنقذ بها ما تبقى من حياته .. وجدتها تحضنني وتكاد أن يغمى عليها بين أحضاني .. وجدت كل هذا بضغطات أزرار تقول لي :
حكم عليّ القدر بأقسى الأحكام أنا فيه الضحية بكل المقاييس .. سأظل أدفع ظريبة خطإ لم أرتكبه أبدا .. سأعترف لك وسأنسحب بهدوء كما دخلت حياتك في هدوء .. اعذرني يا اغلى ما وهبتني إياه الحياة , اعذرني يا هدية ربي وأغلى هدية .. اعذرني فلم يكن الخطأ خطئي وربي شاهد على كلامي .. اعذرني ستتألم وتحزن وأنا سأقتل نفسي عذابا بعدك سأبقى على عهدي لك ما حييت , لن أكون لغيرك ....
معذرة يا أحلام عمري وجماال أحلامي .. عِدني ألا تنساني ..
اعترفت بسرّها ففهمتُ سبب اختبائها وراء السطور ...
انسحبَتْ وتركتني في رحلة مع الضيـاع من جديد ...
المُوقّع || رجل من معشر العالم الإفتراضي
بقلم || فطيمة المراكشية
بطل القصة هو من أحب صديقتي بجنون وهذه أحاسيسه بكل صدق كتبتها لكم هنا ..
مع التحية والتقدير