عنوان الموضوع : هكذا ستعيشين بقية حياتك قصص
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

هكذا ستعيشين بقية حياتك






جلست بحديقة البيت أسفل شجرة البرتقال التي اشتد الريح وعصف ببعض أوراقها والبرتقال من فوقها.. تنظر غير عابثة بالبرتقال الذي سقط على الأرض.. تشغل المذياع كي تستمع إليه، فأعلن المذياع عن تمام الساعة السابعة من غرة الشهر الجديد، فتذكرت أن هذا اليوم هو عيد ميلادها وبحلوله تكون قد بدأت في العام الأخير من العقد الرابع من عمرها، فأمسكت بشعرها الطويل بيدها ونظرت إلى أطرافه فوجدتها قد أصابها البياض وانتحت عنه الصفة السواد..
فأصابها الغم والهم ربما قد استوى لديها غداً بأمس فلم يعد غداً يحمل لها جديداً تنتظره. أتت أمها مبتسمة كي تخبرها بأن تلبس وتتهيأ حتى تذهب معهم إلى زفاف إحدى قريباتهم فرفضت كعادتها على رغم من إلحاح والداتها.
دق جرس الباب ففتحت فإذا بأختها الكبيرة تأتي لزيارتهم... فجلست بجوارها تحت شجرة البرتقال... فنظرت أختها إليها فلاحظت ذبول وجهها ونحول عودها فانفطر قلبها لهموم أختها فحدثتها: هوني عليك يا أختاه لماذا تصنعين بنفسك هكذا؟ فقالت لها وماذا تفضلين أن أفعل؟ هل أغني؟ أرقص؟ أم ماذا؟ فنظرت إليها أختها وقالت : لا. لم أقل ذلك، ولكن عيشي حياتك فأنت أصبحت لا تلبسين الجديد من الملابس وتعيشين في عزلة، وأنا أخاف عليك من أن تعيشين وحيدة هكذا فيصيبك الجنون. فتنهدت ثم ابتسمت ابتسامة صفراء عارية من الصدق ثم قالت: ألبس الجديد! لمن يا أختاه؟ وسرعان ما انخرطت في البكاء كعادتها في الفترة الأخيرة .
فقالت لها أختها: لماذا تبكين؟ أنت من أردت ذلك! أنت من أردت الحياة دون زواج! فترد بسرعة وتقول لها: أنا اخترت ذلك .. كيف؟
فتبتسم أختها وتقول لها: هل نسيت ابن الجيران الذي كان يريد الزواج منك بشتى الطرق ورفضت الارتباط به وقلت بأنه قصير القامة ولا يصلح لك زوجاً؟ هل نسيت ابن خالتك صاحب القلب الطيب الذي كان يركض ينتظر كلمة منك ورفضت أن يكون زوجاً لك وقلت بأنه دميم الوجه فتزوجته أختك الصغرى بعد رفضك، وها أنت ترين كم هي سعيدة معه ومع أبنائها؟ هل نسيت صديق أخيك الذي كان يتمنى الزواج منك وتحدثت بأنه من عائلة دون مستوى؟ وهل نسيت؟
فصرخت من كلمات أختها وكأنها قد أصابها مس الجان وأمسكت ببرتقالة من البرتقال المتساقط على الأرض ثم ألقتها بقوة في وجه أختها التي ضحكت على رغم أن البرتقالة أصابتها بآلام بعينها اليسرى وهرولت في حديقة البيت بعيداً عنها، وسرعان ما هطلت دموعها الحبيسة من تصرف أختها معها ثم قالت لها هكذا ستعيشين بقية حياتك في هذا العذاب و تلك الوحدة القاتلة لتعندك وكبريائك وتمردك وعدم رضائك بحالك .
لملمت أختها دموعها وارتدت غطاء رأسها وغادرت إلى بيتها وزوجها وأبنائها وتركتها وحيدة آسفة تحت هذه الشجرة التي اشتد الريح فعبث بظلها فسقطت أوراقها بطريقة كثيفة... تنظر إلى هذه الأوراق المتساقطة فتتيقن أن عمرها تساقط سريعاً كأوراق شجرة البرتقال.

تحيتي
أختكم نور الولاية


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


تسلمي حبيبتي قصة رووعة وجميلة هل هناك المزيد هاتية لنا عزيزتي والى الامام


__________________________________________________ __________

مشكوووووووووووووووورة أختي على تعطيركِ موضوعي والله يعطيكِ ألف ألف ألف عافية ولا حرمنا الله من هذا المروووووووووووووووووووووووووور المميز إن شاء الله....................

تحيتي
أختكم نور الولاية


__________________________________________________ __________

كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..

وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________