عنوان الموضوع : قصة سليمان مع زوجته الصالحة -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

قصة سليمان مع زوجته الصالحة






قصة سليمان مع زوجته الصالحة
كان يسير بسيارته في شارع الكورنيش كعادته عندما يحتاج إلى الترويح عن نفسه من ضغوط الحياة اليومية في الوقت الذي كان ينبعث من مذياع سيارته صوت مطربته المفضلة وهي تشدو يا فؤادي لا تسل أين الهوى كان يحب أم كلثوم لدرجة الجنون ويطرب لأغانيها لدرجة الهيام وحين يستمع إليها وهي تصدح بالغناء يجنح خيالُه إلى فضاء وردية أساسها الأحلام وغايتها اللاشيء في العادة لا تنتهي جولة الترويح عن النفس هذه قبل المرور على عدد من المجمعات التجارية يتخللها ترقيم غزل معاكسات وغيرها من تصرفات الشباب الطائش لكن الجولة هذه المرة تبدو غريبة بعض الشيء إذ لم يكن سليمان يطارد الفتيات من أجل الظفر بواحدة يتسلى بهاو إنما كانت نظراته هذا اليوم تتجه صوبَ كل رجل تصحب زوجته وتبدو عليهما أمارات حداثة العهد بالزواج حتى تفكيره هذا اليوم ليس ككل يوم كان يقول في نفسه كلما رأى رجلا وزوجته يا سلام والله الزواج شيء حلو أكيد أنهم الآن مستأنسون كانت فكرة الزواج تداعب رأس سليمان منذ فترة وأصبح يفكر فيه بجدية سميا وأنه قد تقلد وظيفة محترمة وأصبح له دخل ثابت عاد ذلك اليوم إلى المنزل وقابل والدته فطلب منها أن تصحب إلى غرفته لأمر خاصم تفاجأ الأم بطلب سليمان هو فعلاً أصبح بحاجة للاستقرار وبناء عش زوجية جميل قبل أن ينزلق في طريق موحل في زمن كثرت فيه الفتن والمغرِيات حين سألته والدته عن شروطه في الزوجة التي يرغبها قال سليمان أريدها أن تكون ذات دين ومقبولة الشكل وكانت والدته قبل ذلك تقول له يا سليمان الدين هذه الأيام أهم شي بالمرأة وأنا أمك والبنت التي لا تخاف ربها ما فيها خير كان سليمان يهز رأسه فقط دليلاً على موافقته لكلام أمهلكته لم يكن يعي معنى أن تكون الزوجة ذات خلق ودين لم يكن سليمان شاباً مستقيما لكن من يعرفه يعرف أنه شاب معتدل لا يدخن لا يصاحب سيئي الخلق لكنه مع ذلك لم يكن بمنأى عن المعاصي بعد عدة أشهر من البحث عن زوجة لسليمان دخلت والدته إليه في غرفته وأخبرته بأن الفتاة المناسبة قد وجدت طالبة جامعية ذات خلق ودين لها أنشطة دعوية سواء في الجامعة أو في الناشط النسائية الخيرية وعلاوة على ذلك كانت آية في الجمال وُفق سليمان في الاقتران بهذه المرأة وتم الزفاف ودخل سليمان القفص الذهبي كما يقولون وبدأ حياة جديدة طلق حياة (القرف) كما كان يقول لي قبل زواجه ودخل حياة الهناء كما كان يتصور بدأت تتضح معالم التغير في سليمان وفي حياته منذ أول يوم في حياته الجديدة في ليلة الدخلة وبينما كان يغط في نوم عميق وما أثقل نومه شعر بيد ناعمة لم يعهد تهز كتفه سليمان هيا قم لصلاة الفجر المؤذن أذن منذ قليل قال سليمان في نفسهما هذه البلوى أخشى أن نكون قد بدأنا النكد من أول ليلة قام سليمان إلى الصلاة بدافع الحياء من زوجته المستقيمة فقد خشي أن تأخذ عنه فكرة سيئة منذ أول يوم في حياته معها لم يكن سليمان يفرط في صلاة الفجر لكنه لم يكن يصليها في وقتها مع الجماعة وإنما يؤخرها حتى يحصل له الاكتفاء من النوم الذي لم يكتفِ منه يوماً ما توضأ سليمان وذهب للصلاة في المسجد وأحس وهو في الطريق بعالم غريب فهو لم يصل الفجر في جماعة منذ زمن طويل أعجبه هذا الهدوء الجاثم والصمت المقيم اللذان شعر بهما وهو في الطريق وبينما هو في الطريق عنّ له سؤال لاذع أين أنا من هذه الفريضة أسئلة كثيرة تراكمت في رأس هذا السليمان وكان كمن صحا لتوه من سبات طويل لا يضاهيه إلا سبات أهل الكهف في كهفهم مرت حياة سليمان هادئة لا يكدرها شيء ذات يوم كان يقلب قنوات التلفزيون متنقلاً بين الفضائيات العربية كانت تشده كثيراً البرامج الإخبارية لكن عادة لا يسلم من يقلب هذا الجهاز من بعض التفاتات التي تُبث فيه وأحيانا لكثرة البرامج التافهة يضطر الشخص أن يكون تافهاً ويتابع أحد هذه التوافه وهذا ما حدث مع سليمان ذات يوم دخلت عليه زوجته وهو يتابع أحد البرامج السخيفة فاهتبلت هذه الفرصة وأخذت بحديثها العذب وفكرها المنطقي وأسلوبها الساحر تقنع زوجها بضرورة الاستغناء عن هذا الجهاز اللعين (الدش) والاكتفاء بالتلفزيون السعودي لأجل متابعة ما يستحق المتابعة فقط سليمان صديق مقرب مني قبل زواجه وكنا نعرف عن بعضنا كل صغيرة وكبيرة وهذا ما تعاهدنا عليه منذ الصغر لكننا انقطعنا عن بعضنا بعد زواج سليمان؛ بسبب سفره للعمل في مدينة أخرى وبعد عام ونصف العام التقيت سليمانَ وما أن رأيته حتى هالني ما حصل لتفلا المظهر مظهر صديقي القديم ولا المخبر كذلك حدثني في هذا اللقاء عن نعمة الله عليه بهذه الزوجة التي استطاعت أن تقلب حياته رأساً على عقب فبعد أن كان سادراً في غيه لا يدري ما غايته في هذه الحياة وكأنه عضو زائد فيها أصبح يحس بقيمته في بيته وعند أهله ووسط مجتمعه سليمان أيها الأحباء أصبح يكنى بأبي إبراهيم وهو اليوم إمام مسجد في المدينة التي يعمل بهوله نشاطات دعوية في تلك المدينة هذه هي قصته مع زوجته (المستقيمة) التي جعلته شيئا بعد أن لم يكن شيئاً قال رسول الله صلى الله وسلم(( تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


فعلا اظفر بذات الدين تربت يداك
وراء كل رجل عظيم امراءه
شكرا حبيبتي على القصه الجميله


__________________________________________________ __________

شكرا لك على الرد الرائع


__________________________________________________ __________

وفقك الله على الموضوع
المميز راقلي أنتضر
المزيد والمزيد من فنك
,/ اختــــــك
نعومه’


__________________________________________________ __________

يسلمووووووووووووووووووووووو


__________________________________________________ __________