عنوان الموضوع : قطف الثمار(قصةقصيرةعن برالوالدين) قصة حقيقية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
قطف الثمار(قصةقصيرةعن برالوالدين)
منذ متى وأنا أتجنب الاقتراب من هذه الغرفه
بكل ما تحمله من عبق الماضي ..من ذكريات ممزوجة بالألم
لم يبقى فيها سوى السكون القاتل ..ودفء تركته بين جنباتها
لا اعلم هل امتلكت الجرأة اخيرا لمواجهة ضعفي أمام أثاث بالى
وأي أثاث إنه هي رائحتها التي تتجسد فيه لمساتها أجدها تركت بصمتها في كل خطوة أخطوها هنا ..
قادتني قدماي بضعف أمام مرآتها لأرى مشطها الذي أعاد لي صورتها وهي تغرسه بشعرها المنسدل على كتفيها وترقبني بابتسامة وأنا أمسك بأطرافه
أبعدت عيني بجهد عنه لتقع على مسبحتها التقطتها ودسستها في جيبي عازم على التسبيح و الاستغفار ليعود أجره إليها
كل شيء بمكانه كما تركته سجادتها وفوقها مصحفها الصغير الذي كنت افتحه أمامها لأريها كم كبرت وأصبحت أعرف القراءة .. لم يتغير شيء هنا سواي أغمضت عيني وأنا اتنفس بعمق نفس الرائحة تداعب
أنفي من جديد هل بدأت أهذي أم أن الشوق لها بعث تلك الرائحة من أعماق أعماقي
أعدت النظر لكل شيء حولي لمدرستي الأولى في الحياة وشريط الماضي يعاد أمامي هنا جلست تغني فرحا بأول شهادة
احملها لها وهنا ضمتني وأغدقت علي القبلات وهي تراني اغفوا بين يديها بعد السهر
أمام سريرها وأنا امسح بمنديلي الصغير قطرات العرق من جبينها
وهنا أغرقتني بدموعها وأنا أزف لها خبر ختمي للقرآن وهي تحتضنني بين يديها :ستلبسني تاجا من نور
أحسست بالألم يعتصر قلبي ويمتزج بروحي التي أرهقتها تلك الذكريات وأنا ارفع عيني لمقعدها الذي كانت تبكى وهي تسند رأسها عليه من الم ذلك المرض اللعين الذي ينهش جسدها الطاهر
أكره تلك الذكرى امقتها ليت ذاكرتي لم تحتفظ بها هنا وقبل ست سنوات خلت ودعتها
ماتت بين يداي وفاضت روحها وهي ترفع يديها بوهن " يارب أسعده سعادة الدارين وافتح له أبوب رزقك يارب انه وحيدي الذي أعانني على ضعفي ومرضي فأعنه
لينال رضاك وينال الشهادات العلى ورزقه الذرية الصالحة
التي تبره وتساعده في ضعفه ووهنه "
أخرجت تنهيده حارة من صدري لأبث فيها شيء من ذلك الألم الذي استوطن قلبي لطالما حاولت الهرب من إحزاني
المتجسدة في هذه الغرفة ولكني اليوم أعود لها بمحض إرادتي
نظرت للصورة التي أحملها بين يداي والتي كانت سبب عودتي رفعت نظري للجدار الذي أمامي ابتسمت بمرارة وأنا أغمض عيني بمحاوله لإيقاف تلك الدموع المنسابة على خدي توجهت اليه وقفت انفض الغبار عن شهادات التقدير التي ملأته علقتها بالقرب منها لتكتمل صورة نجاحاتي وأنا اردد بقلبي
"أمي تحققت دعوتك ونلت أعلى المناصب وهذه صورة تكريمي علقتها هنا كما عودتني دائما كم تمنيت أن تكوني هنا لأرتمي بين ذراعيك كطفل صغير وابتسم فرحا عندما اسمع صوت غنائك ودعواتك التي اقطف اليوم ثمارها"
ارتميت على السرير للتطاير ذرات الغبار حولي لم تستطع قدماي الصمود أكثر فالحزن أثقل كاهلي تمنيت عندها أني بقيت واقف لكي لا تقع عيني على صورتها بابتسامتها المشعة
أخذتها وأنا ابعد الغبار عنها لتنساب دمعة حارة وتستقر وسطها "أين إنتي يا حبيبتي أسأل الله أن تنعمي في جنته فهي سلوتي في فقدك"
أمسكتها وأنا أضمها لصدري علها تستقر بين ضلوعي لتوقف ذلك الألم الهادر سألتها وأنا اعلم أني لن اسمع سوى صدى صوتي : لو كنتي هنا اليوم تشاركيني الفرحه اكنتي ستقولين لم يخب رجائي فيك
اعدتها مكانها وأنا أقف بيأس أردت أن ابتعد من هنا مؤلمة هي الذكرى عندما نستعيدها وحدنا رفعت يدي لأمسح دموعي وأنا ادعوا لها بالرحمة
توجهت للباب أريد الخروج من هنا من سيل الذكريات التي تجتاح مخيلتي من الحنين الذي أشعل ناره بقلبي أوقفني صوته الذي لطالما ساعدني في تجاوز صعوبات الحياة :حققت أخير حلمها
ابتسمت وأنا أرى دموع الفرح تتراقص في مقلتيه
وهو ممسك بطفلي هويت على يديه المكسوة بالتجاعيد وأنا ابعد عكازه لأطبع عليها قبلاتي ولا أكون السند بدل عنها
منـــــــــــقووووولة
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جزاك الله خير
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
جزاك الله خيرا
قصة مؤثره فعلا
__________________________________________________ __________
يعطيك العافيه *
دمتي متالقه ومتميزه دوما~
ودي قبل تحيتي.}
__________________________________________________ __________