عنوان الموضوع : حكايات من الحياة لا تدعوا على أولادكم إلا بخير -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
حكايات من الحياة لا تدعوا على أولادكم إلا بخير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
قصة الشاب عبدالله بانعمة
شفاه الله وعافاه الذي جاء في الجانب المظلم00
الشاب عبدالله بانعمة منذ أكثر من 12 سنة
مشلول بشلل كامل ولا يتحرك الا رأسه
تربى عبدالله في بيت طيب لأب وأم صالحين
شب وترعرع كغيره من الاولاد وكان يتميز بجسم قوي وقدرات
جسمانية عالية فاقت عمره
في يوم من الأيام صاحب عبدالله صحبة سيئة أخذت تسير به
الى طريق لا يحمد عقباه
يوم بعد يوم تغيرت أحوال صاحبنا حتى صار يهرب من المدرسة
وأهله يظنون أنه فيها
كان من حوله من الشباب التائه
(هدانا الله وإياهم)
قد وصلت بهم الحالة الى التدخين والتعاون عليه
وكان عبدالله لا يدخن بحكم تربيته الصحيحة لكن
"الصاحب ساحب"
كما قال هو عندما روى قصته
بعد فترة بدأ عبدالله بالتدخين كغيره من الاصحاب
لكنه كان يخفي ذلك عن اهله ووالده لكي لا يعاقب
....
في ليلة من الليالي
دخل عليه أبوه غرفته وقد كان أبوه يشك في أن ولده عبدالله كذلك
فدخل الوالد في نقاش مع عبدالله عن التدخين وأصابع الاتهامات
تشير اليه
فأنكر ذلك عبدالله انكارا شديدا
ورفع صوته على والده لكي يشعره أنه صادق
(اغلبوهم بالصوت)
ثم أخذ يحلف الأيمان ويقسم أنه لا يدخن
فبعد هذا النقاش الحاد الفضيع
وبعد هذا الحلف والقسم
قال أبو عبدالله
الله يكسر رقبتك ان كنت تدخن
او قال
أريدك أن تقسم بأن يكسر الله رقبتك ان كنت تدخن
ففعل عبدالله ذلك وأقسم عليه
.....
كان هذا في قرابة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
.....
نام عبدالله
....
جاء أبوعبدالله لايقاظه لصلاة الفجر
فأجاب عبدالله بأنه سيتبع أباه الى المسجد
لكنه رجع ونام
....
في اليوم التالي
ذهب عبدالله مع أخوه الصغير هيثم الى المدرسة
وكالعادة هرب عبدالله
لكن في هذه المرة طلب هيثم من عبدالله أن يصاحبه
فرفض عبدالله
لكن هيثم أصر على ذلك وهدد عبدالله بأنه سيخبر والدهما بذلك ان لم يفعل
ففعل عبدالله ذلك وأخذ هيثم وهربا مع "الشلّة"
فكر الجميع الى أين يذهبون....
وكانت الفكرة بأن يذهبوا الى البحر للسباحة
بعد ذلك أشار عبدالله على الجميع بأن يسبحوا
في أحد المسابح المجاورة في الشاليهات
لكي يذهب الملح عن أجسادهم
بحثوا عن شاليه به بركه لكنهم وجدوه مغلقا...
لكن ذلك أيضا لم يصدّهم عن القفز فوق السور والسباحة في البركة...
قفز الجميع الى الشاليه ثم الى المسبح...
خرج عبدالله وذهب ليقفز من اعلى نقطة على جانب
المسبح وهي قرابة 3 أمتار
....
وكان معه من يقفز من أقرانه ايضا
عبدالله صاحب الجسيم القوي الرياضي الذي جاوز سنّه الصغير
عبدالله يستعد لقفزة عالية في الهواء ثم الى المسبح
قفز عبدالله.....
كانت قفزة قوية موفقة سريعة....
لكنها أيضا كانت قفزة لا تنسى في حياة عبدالله....
....
مالذي حدث؟؟؟؟
...
عبدالله قفز عاليا في الهواء ثم الى الماء
بل إلى أدنى نقطة تحت الماء...
دخل جسم عبدالله سريعا في الماء متجها برأسه الى الاسف
بكامل القوة والسرعة...
ارتطم رأس عبدالله بأرضية المسبح...
ارتطم بسرعة وبضغط كبير من كامل الجسم على نقطة واحدة...
عبدالله يسمع صوتا في أعماق رقبته...
كرااااك...كرااااك...
إنها حلقات الرقبة (أظنها الثالثة والرابعة)...
انها تدك وتتفتت
الرقبة!!!!
الحبل الشوكي!!!
الرأس!!!
الجسم!!!
عبدالله في أعماق الماء...
عبدالله وحيدا....
انكسرت رقبة عبدالله.
انكسرت وخلّفت شللا كاملا في الجسم
..
..
عبدالله لا يستطيع أن يحرك عضوا من اعضاء جسمه
...
...
أحدهم قد قفز مع عبدالله
بل كان على مسافة شبر منه
لكن عبدالله لا يستطيع ان يحرك ساكنا
....
كان عبدالله قد اعتاد أن يبقى طويلا تحت الماء
بنفس واحد يصل الى دقائق
....
جلس واستحمل وثابر حتى انهارت قواه
واخرج ما في جوفه من الهواء لينزل الى الاعماق
....
الاصحاب في الخارج
يصيحون على هيثم بأن يتفقد أخاه
فيرد هيثم: لا عليكم أنه يغوص
....
عبدالله في الماء بلا حراك
يتذكر شريط حياته من طفولته الى ان غضب عليه أبوه
ودعا عليه بأن تنكسر رقبته...
يتذكر ويتذكر حتى وصل الى هذا المشهد
امرأة تتسول على حافة الطريق
مد عبدالله لها يده بصدقة
رفعت المرأة يدهل الى السماء ودعت له
سبحان الله
قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو أمامة
((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب))
على حافة البركة...
عاد هيثم بعد ذهب ليدخن !!
عاد بعد قرابة الربع ساعة فوجد عبدالله لا زال على حالته....
قفزوا سريعا له وأخرجوه...
قلبوه على بطنه
قلبوه على بطنه لكن رأسه لم يزل يتجه الى ظهره...
حاولوا اسعافه لكنهم ربما زادوا حالته سوأ
أخذوه وأسرعوا به الى المستشفى
......
عبدالله على سرير المرض لا يستطيع أن يتحرك
..
زاره أبوه
طلب عبدالله من أبوه أن يسامحه ففعل وقلبه يتفطر على ولده
وعلى دعوة دعاها عليه
عانا كثيرا هذا الشاب في المستشفى
جلس قرابة التسعة أشهر لا يقدر على الكلام ولا الحركة
ولا التعبير ولا حتى بأن يطلب من أحدهم أن يحك رأسه
.....
سبحان الله
....
أمه
هي كل شي في حياته الآن
يوقظها ليلا من نومها ربما أكثر من 4 مرات
لتحك وجهه أو لتقلبه على جنبه
ولو جلس وحيدا ما انقلب ولا تحرك أبدا...
فما بالكم بتغيير ثيابه
بازالة الغطاء عند النوم عن وجهه
بابعاد الذباب عن أنف
بل بأخذخ الى الخلاء......ثم تنظيفه وتغسله
الحمدلله الذي عافنا مما ابتلى به غيرنا
وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا
الآن عبدالله من الدعاة الذين يهمن أن يأخذ غيرهم منه العظه والعبرة
يتكلم ويبتسم وينصح ويتلوا ويذكّر
بل يذهب الى مجمعات الشباب لنصيحتهم مع المشايخ
وهو يحمد الله على ذلك وينسى كل ما فيه اذا تذكر
"إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب"
....
اللهم عوّضه خيرا
اللهم اشفه وصبره
اللهم اجعل لنا من قصته عظة وعبره
.....
أربع مهلكات كانت في حياة عبدالله
التدخين
رفع صوته على أبوه
أقسم بالله كاذبا
نام عن الصلاة المفروضة
أربع أمنيات
أن يسجد لله سجدة واحدة ولا يبالي أن خرجت روحه بعدها
أن يحرك صفحات المصحف بيده عند تلاوته
أن يأتي في يوم عيد فيدخل على أمه فيضمها ويقبل رأسها
نصيحة أسرية للوالدين
لا تدعوا على أولادكم الا بخير
قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_:
"لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم
ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم
لا توافق من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم".
والحمد لله رب العالمين
__________________
***
وفي الجانب الآخر
الدعوة بالخير حتى حين الغضب
***
**
*
الصبي الذي أغضب امه
الشيخ يروي عن نفسه
هذه قصة قصيرة ورسالة من شيخنا
الفاضل إلى كل أم ومتعظ
أتقي الله في أبنائك وتخيري لنفسك أطايب الدعوات
حتى لو كنتي غاضبه منهم.
فإلى كل من تدعي على أبنائها باللعن والسب والشتم
فلتتقي الله.. وتذكري أن دعوة الوالدين مستجابة
هذه القصة سمعتها من الشيخ الفاضل
حين ذكرها في خطبة الجمعة يقول
كان هناك غلام صغير يقوم ببعض الأخطاء البسيطة
كباقي الصبية
وفي يوم غضبت منه أمه وقالت
(اسمعي أيتها الأمهات غضبت منه)
قالت
'اذهب جعلك الله إمام للحرمين'
هنا بكى الشيخ وهو يردد بصوت خاشع
فها أنا ذا يا اماه إمام للحرمين ...
إذا الغلام الصغير كان هو الشيخ عبدالرحمن السديس
إمام الحرمين صاحب الحضور العالمي المميز
نفسه...
***
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________