عنوان الموضوع : دموع على قبر اسماء -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

دموع على قبر اسماء






دموع على قبر اسماء



هذه القصه حقيقيه بقلم ( ابو الفاروق ) والد هذه الفتاة الطاهره (( أسمـــاء)) رحمها الله

.........



( الحيـــاة قصــيــرة )

هذه آخر الجمل التي وجدتها في (حقيبتهاالمدرسية) بعد تلخيصها لدورة حول طرق المذاكرة و الحفظ و و ...
ـــــــــــــ
من هي ((( اسماء ))) المنحة التي استردت ؟
إنمــا الدنيــا هــبــاتٌ وعــوار ٍ مُســتردّة .................. شــدّة بعد رخــاء ، ورخـــاءٌ بعد شــدة
ـــــــ

هل (( اسماء )) داعية تقيم الدروس وتحشد النساء في مدرجات القاعات ،
ولها من العمر خمسون عاما ... ؟

لا ... إنها ليست كذلك ،،،
ــــــــــــــــــــــــــــــ
إنها مجرد بنت لها من العمر عـــ(16 )ــــامــا إلا شهر – تحفظ القرآن كاملا ،
وقد أتمت قبيل وفاتها/ مراجعة سورتي البقرة وآل عمران وبعض النساء

ولــدت: صباح الجمعة
تــوفــيـــت: عصر الجمعة
سبب الوفاة : سرطان حاد – فشل كلوي

ماالعيــشُ إلا في الخــمــول ِ مع التـــقــى ............. ففــي الاشــتــهــار نهــاية الأخــطـــار
ــــــــــــــــــــــــــــــ

غاية دروسها تحفيظ بعض صغار أبناء وبنات الحي (آيات وأدعية و أذكار) في بعض السنوات
مع توزيعها لبعض مقتنياتها كــهــدايا لهم

مع قلب ((( ســلـــيـــم )))
ونفس ((( غــيــر ))) تواقة لشئ من الدنيا :

وماالنفسُ إلا حيث يجعلها الفتى .............. فإن اُطـمِـعتْ تاقـتْ وإلا تســلـّت

وشعور ((( عميق ))) بقصر الأجل يلازمها لاتظهـره إلا لوالديها ، ويلازمني نحوها (( وأخفيه عن الجميع )) !

ونفس ((( كالنــحــلة ))) إنّ أكــلــتْ أكلت طـيّـــبـــا ، وإن ْ أطعمتْ أطعمت طيّــبــا ،

وإن سقطتْ على شئ له تـخــدشـــه ، ولم يشتكـــي منها أحدٌ في أذيّــــة

ـــــــــــــــــــــــ

هذه هي اسماء فقط !!!

ففــي السمــاء نجــوم لاعــداد لهــا ............. وليس يُــكـســفُ إلا الشــمــسُ والقــمــرُ

ولكن ذكــرهــا الحســـن دار على كل لســــان
كمالوكانت داعية مشهورة ذات عمر مديد في العلاقات الانسانية

وأنتم شهداء الله في أرضـــه

ــــــــــــــ
ياأخــــوان ،،، لقد والله ذهــلت للحدث أيما ذهــول ، ولكن على رسلكم :

فبعض َ اللوم ِ عـاذلتـي فـإنـــــي ............. سـتكفــينــي الـتجــاربُ وانتســابي

الى عِـرْق ِالثــّـرى وشـَجـتْ عروقي ....... وهــذا المـوتُ يسـلـبـنـي شــبابــي

وقــد والله آثـــرت ((( الكــتــم )))
بسبب حديث :

( من بثّ لم يصــبــر )
أي من بث شــكواه للناس فكأنما اعترض على قدر الله فهو غير صابر ، ماأصــعبــه من شـــرط !!!

الذي آلمــنـــي أشـــد الألـــم ، حيث يفوتني الأجر ،

وأدور حول الجزع بسبب (البث) والحديث بمافي النفس !!!

ولقد والله سررت أيما سرور بمعرفتي أن الحديث ( منكر ) شديد الضعف , ولله الحمد

بل يبطلــه حديث ( وارأســــاه ) في قوله عليه السلام لعائشة رضى الله عنها

قال ابن القيم في عدة الصابرين :
( الأنين على قسمين : - أنين شكوى فيكره
وأنين استراحة وتفريــج فــــلايكره )

ثم قال ( إن المريض إذا بدأ بحمد الله ثم أخبر بحاله لم يكن شــكــوى )

وبــذا كان الاسلام دين الفطــرة ، ((ربنـــا ولاتحمّـلنا مالاطاقة لنا به ))

والله خالقنا أعلم بنفوسنا منا (( ألا يعلم من خلق وهوا للطيف الخبير ))

ثم ذكر فيمالاينافي الصبر( ولاينــافيــه البكاء والحــزن )


إنما كان تصحيح المفهوم لــدي حول بث وحــر الصــدر لتخفيف الهــم ،

وقد كانت نفسي تنازعنــي:

وكيــف الصبــر عمن حل مني ........... بمنزلة اليمين من الشمـــال ِ !

فلما حل وقت هذه العبادة وجب علي :

ملكتُ دموع العين حتى رددتهـــا ............ الى نــــاظـــري ، فالعينُ في القلب ِ تــدمـــعُ

ثم سرّى عني حديث ( إن الله لايعذب بدمع العين ، ولابــحــزن القلب ، ولكن يعذ ّبُ بهذا أو يرحم ) وأشار الى لســـانه

ـــــــــــــــــــــــــــــــ(لايعذب بدمع العين ، ولابحزن القلب)ــــــــــــــــــــــــــــــــ

فكنت أسابيع بعد وفاتها أخالط الناس في مجامعهم ، وأخوض في أحاديثهم كأن شيئا لم يكن ،

لقول ابن القيم في الجـزع ( من ترك شيئا مماكان يصنعه فقد جــزع )

ولقول بكر المزني ( كان يقال من الاستكانة الجلوس في البيت بعد المصيبة )

ثم استقبل الليل بما أعجز معه على النـــوم ، من هـــمّ لاأمــلك دفــعــــه :

وليلٍ كــمــوج البحــر أرخــى ســدولــــه ................. علىّ بــأنــواع الهــمــوم ليــبــتــلي

لاإله إلا الله العظيم الحليم
لاإله إلا الله رب العرش العظيم
لاإله إلا الله رب السماوات ورب الارض رب العرش الكريم

إذا أرهقتك هــمـــوم الحيـــاة .............. ومسّــك منها عظيم الضـــرر

وذقتَ الأمـرّين حتى بكـــــيت .............. وضـجّ فــؤادك حتى انـفــــجــر

وسـدّت بوجـهـــك كل الدروب ..............وأوشــكـت تســقط بين الحـفـر

فـيـمّـمْ الى الله في لـهـفـــــــة .............. وبـثّ الشــكاة لــربّ البـشـــر

(( لاإلـــه إلا أنـت ، ســبـحـــانك ، إنـــي كنتُ من الظـــالميــن ))

فلها سر عجيب في كشف الكرب
ونبأ عظيم في رفع المحــــــن


ياخالق الاكوان أنت المر ........... تجــى وإليك وحدك ترتقي صلواتـــــي
ياخالقي ماذا أقول وأنت ..........تعلمني وتعلم حاجتــــي وشكـــــــاتـــــي
ياخالقي ماذا أقول وأنت .......... مطلـــع على شــكواي والأ نّــــــــــــــات
وقد والله صدق صاحب كتاب (بردالاكبادعند فقد الاولاد):

الإبتـــلاء في الأولاد من أعظم الابتلاء ،

هــو نـــــ(تــســتــعــر)ــــــار في الفــؤاد

وحــــــــ(تضــرم)ــــــــرقـــة في الأكـــبـــــاد

وصــدرٍ أراح الليـل عازب هــمّــه ................. تضــاعــف فيه الحــزن من كل جانب

وقــد والله هــوّن المــوت كل مصيبة قبـلــه

فــأريــد الآن تخــفــيف هــذا الـــهــم ، وإطفـــاء هــذه النار ، وإخماد حرقتها

عبر المنتدى لعل صخرته تنجلي:

ولابــدّ من شــكوى الى ذي مــروءة .................. يواســــيك أو يُــسلّيك أو يتـــوجـّـعُ

فهـــلا أستمعتم إلي وأذنتــم

لعــلـــكم تجــدون فيهــا مايفيدكم

أويهــوّن عليكم هــمـــوم دنيـــاكــم

أو لـعــل بعضــكــم يفيدني بمايخفف من كــربــي

وكماقال سليمان بن عبدالملك في وفاة ابنه:-

( إني لأجد في كــبــدي جــمــرة ، لايـطفؤهــا إلا عــبـــرة )

فقال له وزيره رجاء : إقــضــــهــا ياأميرالمؤمنين ، فمابذاك من بأس ،

فقد دمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابراهيم ، ولم يقل مايسخط ربه

فأرسل سليمان عينه بالبـــكـاء حتى ظـنــوا أن نياط قلبـه ستتقـطع

ثم قال : لو لــم أنـــزف هــذه الـعـــبــرة لانــصدعــتْ كــبدي

وأنا أضيف : لو لم أكتب مافي نفسي لانصدعت كبدي

سأبــكــيكِ مافاضـــتْ دمـوعــي فإنْ تـغـض ........ فحســــبك منــي ماتــكــنّ الجـــوارحُ
ــــــــــــــــــــــ وهــاكم ســــر ذهــولــي ، في قصــة ( اسماء )ـــــــــــــــــــــ

ولينظركل منكم إلى نفسه ، هل يجد في علاقاته مثل مالي مع ( اسماء ) ، ليعذرني فيما يحويه صدري من براكين ،

تفجرت بعد اسبوع من وفاتها والناس تظن أن الأمر( عادي ) ، حيث ذهبت السكرة وجاءت الفكرة :-

فــــالآن قد كشــف الــزمــانُ قــنـــاعــه ............... لبـــصـــيرتــي وحــــللتُ في دار الـنــُّـــهـــى
ـــــــــــــــــــــــــــ
أبدؤها بحمد الله والثناء عليه على أن وفقني لصبر الصدمة الاولى ،

وأسأل الله القبول لهذه العبادة ( الفرصة ) التي ربما لايوفق لها أحد في العمر إلا مرة أو مرتين ،
ولله الحمد والمنة على أفضاله ونعمه التي نتقلب بها سراء فضراء :

(عجبت للمؤمن إن الله عز وجل لايقضي قضاءا إلا كان خيرا له) حديث

الحمــد لله الذي يأخذها في دار الفناء ، ويــدّخــرها في دار البقاء ، والله يفعل مايشاء فكل الامور الى القضاء

رب لك الحمد ، اللهم نزلت أمتك ((( اسماء ))) مفتقرة من الزاد ، مخشوشنة المهاد ،

غنية عما في أيدي العباد ، فقيرة الى مافي يدك ياجــواد

وأنت يارب خير من نزل بك النازلون ، واستغنى بفضلك المقــلـّــون ، وولج في سعة رحمتك المذنبون
اللهم فليكن ضيافة أمتك أسماء منك رحمتك ، ومهادها جــنـّـتــك :

أبكيها ثم أقول معتذرا لهــا .......... وفـّـقـتِ حين تركتِ ألئمَ دار

جاورتُ أعدائي وجاور ربّه.......... شتــّــان بين جواره وجواري

ياكوكباً ماكان أقصر عمره .......... وكــذاك عمر كواكب الأسحارِ

ذرّتْ عليك من الغمام مراحِمٌ ........ وتـَـكـَـنّـفـتْـكِ من النجومِ جواري

ــــــــــــــــــ
حتى ملئ عليها المشاعر (( نورٌ على نور ، يهدي الله لنوره من يشاء ))

قال المفسرون: (نور الهداية والايمان: يرد على نور الفطرة) التي فطرها الله عليها ، مع نور الله في شمسه وكونه

إذا نشـــر الضــياءُ عليك نجــمٌ .................. وأشــرق فارتقبْ أفولــه !!


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


ـ أسماء عمرها 3 سنوات فقط ـــــــــــــــ

لقد كنت أضمها ضما شديدا حتى يشعر قلبي بخفقات قلبها الصغير

وحتى يعاتبني بعض أقاربي : ماهذا الحب ؟ كأن أحدا لم يرزق ببنت إلا أنت ؟

ــــــــــــــــــــ أسماء لها من العــمــ( 5 سنين)ـــــر ــــــــــــــــــــــــــــــ

فوق ماسبق :
إلتصقتُ بها إلتصاق (الام) بابنتها لظروف استدعت أن أكون لها مقام الأب والأم في آن ٍ معاً

عندها تقمصتُ (لأجلها) شخصيتي الأب والأم بعاطفة جياشة ،

فكنت أنام معها ... أضمها .. أحادثها .. أمازحها .. لاأتركها حتى تنــام

قد كنتُ حــتى الأمسِ مـُصطحبــاً ..................... عــزمي ، شـعـوري ، هـمـتي ، لـُــبّــي

إنُ قمتُ قـام الحـبُّ في أثـــَــــري .................... أو نمتُ نــــام الحــبُّ في جــنــــــــبـي

ـــــــــــــــ أسماء في ابتدائية التحفيظ ـــــــــــــــ

مرة حروف الهــجاء : يدا بيد ، وحرفا بحرف ، أترك جليل أعمالي ، تلذذا بمجاورتها

وأخرى وهي تعالج الفرجار والهندسة ، ويدي في يدها حتى تستدير الدائرة ،

وثالثة وأنا أشرح لها (توحيد المقامات) في الرياضيات ، و(مقامات التوحيد) في مواد الدين

فماأن تتقن العمل حتى أهيل عليها ( جمل الثناء ) مع قبلة وعـضّـة وأرفض أن أجلب لها (مدرّسة) كباقي إخوانها

وكأني بلسان حالي : أشبع نهمي منها فقد تذهب من يدري ؟
وهذا ماكانت نفسي تحدثني به ، وقولوا ماشئتم ، فوالله هذا الذي كان

ـــــــــــــــــ أسماء في التحفيظ المتوســـطـــة ــــــــــــــــ

كم مكثنا سويا في مكتبتي الخارجية بعيدا عن صخب المنزل ،

نعد ّ البحوث المدرسية ، والإذاعات الصباحية ، ومواضيع التعبير

أقوم وإياها سوياً ببنـــائها جملة جملة

ثم نطبعها بالحاسب حرفا حرفا ،

وقد يدبّ بيننا خلاف : الأبلة قالت : لاتكتبوا كذا ، وهاتوا الموضوع بالشكل الفلاني ، والصحيفة الفلانية مطالبها لاتنتهي فيما يختص بالمصاحف :

أريد مصحف صغير لحفظ الطريق ، بل أريده كبير للسيارة قبل النزول للمدرسة صباحا ، وآخر أضعه في الحقيبة ،

أريد مصحفا مفسرا ، لا بل بمعاني مفردات

وآخر متضمن لمعجم للألفاظ ، لا بل آخر لمعجم للمواضيع

ومصحف للتجويد ، يحوي بكل حكم لون في ثنايا تلاوته

مصحفا مجـزأ على ثلاثون جزأ ، لا وأفضل منه على ستة أقسام في حافظة ، وقد وجدت مرة على ثلاثة
ماأحــلاهـــا من طلبات ألبيها بنفس راضية ، لأنها باختصار : مصاحف وكــفـــى ،،، لا مكياجات ولا بناطيل أو ...

ومن أراد من أقاربها أن يضمن التقرب لها و رؤيتها الدائمة لمايكتب ،

فعليه أن يكتب على غلاف مصحف (هدية) من... أو عمتك

أردت أن أكتب لك في مكان لاينسى ولايمحى ، فلم أجد إلا ( مــصـــحـــف )

ـــــــــــــــــــ أسماء والهوايات ــــــــــــــــــــــــــــــ

أحبّت العرائس في صغرها (ربما لكونها الوحيدة والفارق بينها وبين أقرب أخواتها الصغار 10 سنين ) حبا شديدا !

أخبرتها أن بعض عرائسها (شديدة الشبه بالانسان) فخفــّــفي ، وأنت وشأنك ؟

ثم أخبرتها بحديث ( لاتدخل الملائكة بيتا فيه كلبٌ أو صـورة ) ! تألـّـمتْ وصمتت أياماً

ثم تخلـّصت بنفسها منها ، وعندها اشتريتُ لها عرائس أخرى

ومع هذا أفاجأ في بعض الأيام أن مجموعة من العرائس قد رميت خارج غرفة نومها ( ليلا ) لتعيدها نهاراً

فقد كانت تحب الملائكة حبّا شديدا ، ولاتريد منهم أن يفارقوها في نومها ( هكذا قالت لي )
وهي تتساءل هل أخرجها ليلا من البيت أفضل ؟

فأجيب: هي جائزة بخلاف ماكانت لديك من قبل
وستحفك بإذن الله ملائكة الرحمن ليل نهار ،
لأنك لاتدعين القرآن طوال يومك ( وقد كانت تسـمّـع يوميا وجها كاملا في المدرسة)
مع تفسيره ممايقتضي بالبقاء لمدد طويلة بصحبة كتاب اللهــــــــــ

أما الرسم فقد كان لها في صغرها معه ، شأن عظيم ، وكانت ترسم الوجوه كأنها حقيقة ، ولديها بها شغف جارف ،
لشدة ماتجد من إعجاب الناس بها ، وشيئا فشيئا ،

وبحديث ( أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون )

بدأ ضميرها في النمو بكثرة التذكيربهذا الحديث ((( بدون نهي أو سحب الرسوم منها ))) لغاية في نفسي

فكانت ترسم صورة البنت وبيدها وردة قد غطت بها وجهها ، لتطمسه بالورد ، فكنت أعجب بوردتها

وشيئا فشيئا وبحديث ( من ترك شيئا لله أبدله الله خيرا منه ) تحولت الى الورود والأنهار والأشجار

حتى شرعت في الرسوم الطبيعية في المرحلة الثانوية ، ويالها من مناظر خلابة لطيفة ، ترسمها كأنك تراها أمامك
ــــــــــ
وتم ماأردت لـــذا فياأحبائي : ((( علّّم ولدك: أن يقول – هو – لا للفساد ))) لا (أن تقول أنت له: لا للفساد ) وشتان مابين الامرين

إنك في الأولى : تربّيه على الرقابة الذاتية والاعتماد على ضميره بغيابك
وفي الثانية: تربّيه على أن يعود لما ترك حالما يزول المؤثر الذي هو أنت

فياأيها الآباء والمربــون :
مزّقــوا المنكر في قلوب أبنائكم قبل تمزيقه في أيديهم ،
فإن فعلتم الثانية لم تأمنوا عودتهم إليه عبر الانترنت والفضائيات ،
أما إن بدأتم بالأولى : فقد بذرتم الإيمان والمقاومة الذاتية وضمنتم التغيير من الداخل

عــندهــا : إرمــوا بهم في أي وادٍ ، فمعها ِوكــاءهــا وسقاءهـــا

ولاتستعملوا ((( جمس الهيئة ))) في المنزل

وتذكّـر :
(أن تربيتنا لأبنائنا قائمة على تنفيذ القرار لا على إصدار القرار) ،
لذا تنشأ أجيالنا لاتريد أن تقود بل تقاد ! تنفيذية لا صاحبة مبادرة
ــــــــــ شكر وتقدير ــــــــــــــــ
يسر إدارة المدرسة المتوسطة والثانوية ..........لتحفيظ القرآن بـ......... أن تهنئ الطالبة / اسماء ..........الصف / الأول ثانوي
لترشيحها طالبة مثالية على المرحلة الثانوية في الفصل الدراسي الأول لعام 1426هـ
المرشدة الطلابية /.......... مديرة المدرسة / ............

( أنتم شهداء الله في الأرض )
ـــــــــــــــــــ

وقبل يومين تأملت كل مااحتفظت به من (ملفاتها وكتبها ) منذ الروضة الى الثانوية ، فكان تطورها السابق مسجل فيها

وآخر مارأيت جزء من رسم وجه مشطوب عليه بشدة ،

وبجواره جملة ((( الحياة قصيرة ))) !!!
فلاأدري ماذا تريد بها ! وبم كانت تشعر ، والمرض لم يكن قد بدأت أعراضه أصلا

والله إن كانت لــزهــرة مجــامع النســـاء

وقد كانت من زيـــنــــة الحــيـــاة الدنـــيــــا

وهي اليـــوم من البــــاقيــــات الصـــالحـــــات

فاللـــهــــم اقــبـــلـــهــــــا مــنـــي احــتـــســــــــابــا


__________________________________________________ __________

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ أسماء (المراهقة) مع القرآن على البحـــر ـــــــــــــــــــــــ

طبعت لها أذكار الصباح والمساء ، وكتبت اسمها عليها ، ثم غلـّـفتُ الورقة ، ودأبت بمتابعتها بها كل صباح

أما القرآن فلها معه شأن ، واسأل شواطئ مدينتنا الفتية عنه
((( البرنامج الصباحي في بعض سنوات مراهقتها)))

بعد فجريوم دراسي يتم إيداع الأولاد لدى محفـّظ في أحد المساجد
ثم أذهب أنـــا وابنتي الكبــرى ( اسماء )

الى الكورنيش القريب من مدرستها ، وقد أطلّ قرص الشمس من سطح البحر أو قارب

هنـــاك تم تسميع آي ٍ من الــــــــقــــــــرآن: - البـقــرة وآل عمـران

هنـــاك لانترك كبيرة ولاصغيرة إلا ونـُــحْــدِث ُ لها قصة :-

( بقايا معاصي أهل الكورنيش ليلا .. شيش .. دخان )

( طيور البحر تجتمع على فضلات الساحل )

( أشعة الشمس ترمي بأشعتها على البحر شيئا فشيئا )

هـــدوءٌ ســــــاحـــر يلف ســـاحل مدينتـــنــــا الأخضــــــــر ))) )))

هــنـــاك حيث غرستُ شــتلاتي في قلبها

هـنـــــــــاك حيث نــثــــرتُ بـذور الايمان في صدرها

وهـــنــــــــاك أيضا تمت متابعة الغرس ، وتعاهـــده بالســــقي

وهــنــــــــــــاك أيضا يتم تصفية القلب من شوائب المجتمع وأمراضه ( أسواق – عباءات – تقليعات – قصّات – تغريب )

وهـنـــــــــــــــاك تسأل ماتشاء وبلاقيود ، ويتم استرسالي في إجابتها بأحاديث دافئة بدفئ حليب صباحنا الشاتي

كأن لم يكن بين الحــجــون إلى الصــفا ................ أنيـــسٌ ، ولم يــســـمــر بمــكــة ســامــر

لــدرجة أننا مع الأيام حوّلـنــا هذه الساعة اليومية الى مايشبه لقاء العريس و عروســه :-

أشتري لها عصير من فرغلي (فهي لاتفطر بالمنزل)
ثم نجلس على كراسي (الاسترخاء) على البحر
وتكشف عن وجهها لإنعدام البشر في هذا المكان

فالكل يستعد للعمل الصباحي ، ولا وقت لأحد للتمشي ، فتركوا البحر لنا بطوله وعرضــه في أجمل لحــظـــاتــه

لــلــه درّك من حبــاك بفضـــله .......... خلـُـقــا تجـاوز في الثنـــاء نشــيدي

أوتيتِ قلـبـــا كالنســــأئم ِ رقـّة ً ........... قبل القريب عطاؤه لبــعــــيــــــدِ

بيني وبينك ِ ألفة ً ومحــبــــــة ً ........... يســقي كلانـــا غــرســها لمــزيد ِ

بيني وبينك ِ (بنيتي) تواصـلٌ ، لو ........ غاب صوتــي (فالدعــــاء بـريــدي)

هــنــــــــــاك تغلغلتْ الجـــذور لبنـــــاء
((( شجرة الصمود )))
أمام سيول التغيير والعولمة
أمام البكـّـائين على حقوق المرأة
ولاســلاح ولاســنان ، وبلاضجيج ولاصـــراخ

بل بمايعجز عنه الســلاح

حتى ملئ عليها المشاعر (( نورٌ على نور ، يهدي الله لنوره من يشاء ))

قال المفسرون: (نور الهداية والايمان: يرد على نور الفطرة) التي فطرها الله عليها ، مع نور الله في شمسه وكونه

إذا نشـــر الضــياءُ عليك نجــمٌ .................. وأشــرق فارتقبْ أفولــه !!

ـــــــــــــــــــــــــ حــوار على الشاطئ ــــــــــــــــــ

يأبتِ مارأيك بعد التحفيظ المتوسطة ، أذهب الى أين ؟
كثير ممن أعرف سيخرج منها للمرحلة الثانوية علمي أو أدبي ؟

بــنــــيــتي اسماء : الرياضيات تنفع لشؤون الدنيا

أما القرآن فهو لك دنيا وأخرى ،

ومازلت أتذكر : ستجدين ثمرة ماحفظت في قبرك يوما ما ياأسمائي !!

تابعي مراجعة ( ختمك للقرآن ) في التحفيظ

واصبري نفسك مع أهل القرآن ولاتعدُ عيناكِ عنهم ،

فإنك بهذا الطريق ستقرئينه بالغداة والعشي ،
وستحفك من الله ملائكٌ في يقضتك ومنامك ،

ولها نحو هذه المخلوقات حب حمائمي ، جعلها تحوّر من هواياتها من أجل قربها

ثم ماذا بعد ؟ تسأل ، الى أي كلّية سأذهب ؟ تقول ذلك ،
ثم تتوقف عن السؤال فهي تدّعي أنها لن تكبر ، وكفى ؟

فأجيبها وفي نفسي الشك ذاته : لكل حادث حديث ؟

( ووالله إني لمحتار هل تصل الى نهاية الثانوية أم لا ،
وليس ثمة مرض هناك ولاقلق ، ولاأدري لذلك من سبب !!)

ــــــــــــــــــــ أسماء وطول العمر ؟؟ ـــــــــــــــــ

( الحياة قصيرة )

لقد والله علمت منذ أن كانت هذه البنت في الثالثة من عمرها ، أنها ليست لي

قولوا ماشئتم ، كلام عواطف لأب قريب عهد بفقد ابنته ،

ولكن ماتقولون في كل إنسان أعزيه في ابن له ، منذ سنين طويلة ، إلا و تظهر لي صورة ابنتي اسماء أمامي ،

فأحدّث نفسي : كيف تفعل ياأبــــاالفـــاروق لو كان المفقود هو أعز أبنائك الى قلبك وأكبر بناتك ، فأتعوذ من الشيطان

ماتقولون وأنا مامن مصاب بسرطان إلا وأحــزن عليه ،
إشفاقــا على ( أسمائي ) أن تصاب بما يصاب به

ياسبحان الله ، سر لم أبح به لأحد قبل مرضها ، أليس لي في العائلة غيرها حتى تخطر هي على بالي دونهم !!!

ولكنه شعور خفي ، تقولون ماسببه ؟ أقول : لاأدري ،

ولكن ، والله هـــذا ماكان يحصل لي منذ سنين وكـفـى .

بل قبل شهر من إصابتها يرحمها الله ، يقـدّرالله أن أزور قسم الاسعاف لمرض بعض أقاربي ،

فأرى شابين يدفعان عربة بها أختهم بعباءتها- مصابة بسرطان - وهما يطلبان مسكّــنــات لها من قسم الاسعاف

وفجأة تهـيج في بالي عواصف الحزن على اسماء !
( ماذا لو كانت ابنتي هي المريضة على هذا الكرسي ؟)

ووالله إنها كانت حينئذ ترفل في النشاط والحيوية: جيئة وذهابا بين المدرسة والمنزل !!

بل تذرع غرفــتــها جيئة ً وذهابا تعــالج حــفــظــهــا !!

أعوذ بالله ماهذه الوسوسة ، مابالك تجعل ابنتك مكان كل مريضة ومصابة ، ماسبب ذلك ؟؟ لاادري !

بل ماتقولون في شعورها نفسه ؟ كلما حُـدّثتْ بأن ستكبر وتتزوج وتنجب و .. و ..

كان ردّها دوما سأضل صغيرة ، ولن أكبر أبدا ، ولن أبلغ سن الزواج والانجاب ، تردد هذه الجمل دوما !)

وقد تتساءل : عن القبر وأحواله ، ولم أكن أكثر من إجابتها لأن ذلك يحزنني ،

ولاأراه ينفع بل قد يُـقــعِــدُ عن العمل ويضعف الحيوية ،
إلا بالعمل له والانكباب على القرآن والأذكار

وكثيرا ماكانت تـــردد منشدة هي دوما :

فرشي التراب يضمّـني وهو غطائي ............... حــولي الرمال تلفـّني بل من ورائي
واللحد يحكي ظلمة ً فيها ابتلائـــــــي ................ والنــور خـط كتابـه ، اُنســي لقــائي

والأهــل أين حنانهم باعـوا وفائــــــي ............... والصحب أين جموعهم ، تركوا إخائي
والمال أين هناؤه ، صار ورائــــــــي ................. والإسم أين بريقه بين الثــنــــــــــاء

هـذي نهاية حالي ، فرشي التراب

والحب ودّع شوقـه ، وربكى رثائــي .................. والدمع جفّ مسيله بعد البكــــــاء
والكون ضاق بوسعه ، ضاقت فضائي ............... فاللحد صار بجثتي ، أرضي سمائي

هذي نهاية حالي ، فرشي التراب

والخوف يملء غربتي ، والحزن دائي ..................أرجو الثـبـات وإنه قسماً دوائــــي
والربّ أدعو مخلصا : أنت رجائــي ..................... أبغي إلهـي جــنـّــة ً فيها هنائـي

مما حدا بنا إلى إخفاء الشريط الذي يحوي النشيد عن إخوتها – بعدالوفاة - مراعاة لمشاعرهم ،
لكثرة ماتكررهذه الابيات – إنشادا- أمامهم في حياتها ، حتى حفظوه منها
ـــــــــــــــــــ
وأخيرا ،،، وتحديدا اليوم ، وجدتها تحتفظ في حقيبتها بــ( دسك ) فيه هــذه الكلمات :

}}} هــاهـــي الدنيـــا بطبيعتها ، كما جمعتنـــا بأمرالله ،،، تفـــرقـــنــــا
سنة الله التي لن نجد عنهــا بـديلا

وإن سالت على الخــد الدموع
ستضل الكلمـــات الطيبة ،،، من تلك الوجــوه النيـــرة ،،، بسمة تعلو شفــاهـــنــــا

ويضل عزاؤنا بقول جبريل لنبينا صلى الله عليه وسلم :
( يامحمد ، عش ماشئت فإنك مفارقــــه )
ــــــــــ ثم ـــــــــ


__________________________________________________ __________

هاقــد أزف الرحيــل
واغرورقت العيــون بــدموع الفـــراق
وحان الوداع تماثله شمـــس اللقــــاء بالمــغــيب

الى إشــراقة جــديــدة ... ولقـــاء جـــديــد
قلبــي الذي أســكنت فيه حــب إخــواني ، يهـفـــو الى اللقيـــا في كل ميــدان

نســـتــودعــكــم الله الــذي لاتــضـــيــع ودائـــعــــه{{{

أ.هـ محتوى الدسك من حقيبتها نقلته كماهو

ـــــــــــــــــــــــــــــــ اكتشــاف المرض ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بدأت وقتها بالكتابة في أحد المنتديات مايقارب الـ(40)ــــ صفحة وفق الحدث يوما بيوم :- عنوان ( منــحـــة ،،، منحـة ،، منحة ، عجائب ، وغرائب )
لأفرغ مايعتلج في الصدر أولا بأول ،
ففي الفضفضة علاج بماكنت أواسي به نفسي من كلمات ،
وبماكان غيري يواسيني به ، مع الدعاء
ــــــــــــــــــ
وماهي إلا أسابيع ، وقبيل اختبارات الفصل الدراسي الأول لهذا العام ،
لاحظنا إصفرارا في لونها ، وإعياءا خفيفين !

وتمت عدة فحوصات من عدة مستشفيات بالمدينة ،
وكلها تجيب: بالتهاب في اللثة يسبب انتفاخ في الغدد و.. و .. وماشابه هذا الكلام

خلالها كانت تقوم بمراجعة تقويم القرآن للفترة الثانية
(تسميع 15 وجه كل يوم )
من سورالبقرة و آل عمران والنساء حتى آية 127
وقوله (( ....وماتفعلوا من خير فإن الله كان به عليما ))

ثم اختبرت التقويم النهائي للفصل الأول من سورتي البقرة وآل عمران حتى آية 179
وقوله تعالى (( ماكان الله ليذر المؤمنين على ماأنتم عليه ، حتى يميز الخبيث من الطيب ،
وماكان الله ليطلعكم على الغيب ، ولكنّ الله يجتبي من رسله من يشاء ،
فآمنوا بالله ورسله ، وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجرٌ عظيم ))
وأدتها على شئ من الثقل

ثم أدّت الاسبوع الاول من الاختبارات الفصلية على ضعف وبداية إعياء مع مراجعات للمستشفى للفحص
ثم الاسبوع الثاني تم تنويمها لإجراء عمليات خفيفة سريعة للتأكدمن تشخيص المرض

وتم بعدها إخباري بكل شئ على وجه السرعة للإرسال للرياض ، لسرعة انتشاره ( كل هذا وهي لاتدري )

عندها شعرت أنها ليست تبعي ، وماأن وصلنا الرياض ، حتى بادر دكتور اللوكيميا بالفحص اللازم ، وبعد ساعات ،،، ثـقــيــلــة أذكــرهــــا ،،،،،

أخبرني الطبيب بأنها مصابة بأشد أنواع سرطانات الدم شراسة ، ومع هذا يصاب المريض منه في الملم المكعب بـ10 آلاف خلية بالدم في العادة ،

إلا أنها الآن مصابة منه بـ100ألف خلية تقريبا ، وإصابته مفاجأة ، لاينفع معه الكيماوي إلا كمرحلة أولية

ولابد من زراعة نخاع بنسب نجاح من 70 % ومع تطور الحالة انخفضت نسبة النجاح الى الـ40%

أنت الملاذ إذا ماأزمــة شملتْ ............... وأنت ملجأ من ضاقت به الحيلُ

أنت المنادى به في كل حادثــةٍ ............... أنت الإلــهُ وأنت الذخرُ والأمـلُ

أنت الرجاءُ لمن سُــدّتُ مذاهبه.............. أنت الدليل لمن ضلتْ به السبُلُ

والـــدهـــــا
ـــــــــــــــــــــ مشـــوار العلاج شهرين : دخلت تمشي مستندة إلى كتفي ، وخرجت أحملها من باب ثلاجة المستشفى ـــــــــــــــ

عندها علمت في أعماقي ، أن الله يريدها عنده ( لله أرحم بعبده من الأم بوليدهــا )

ولكن تأبى الفطرة التجاوب مع هذا الشعور ، كل هذا واسماء لاتدري عن شئ سوى (فقر دم)

وبدأ الكيماوي لتوه ، وهي في سعادة غامرة :
فالجو إجتماعي من الطراز الأول ، وقد رأت من أقاربها أعماما وأخوال وأقرانها
خلقا كثيرا طــوال أيام الاسبوع الاول ،

فكانت في سعادة يعكّـر صفوها: متى سأختبر ؟ هل سأعذر بغيابي
عن الاختبارات ؟ وأنا التي لم أتغيب طوال حياتي عن مدرستي ؟

بدأت إجازة منتصف العام ، وهي تقول :
إجازتي سعيدة فالكل يزورني إلا أني أشعرفي داخلي أني :

( لن أخرج من هـذا المستشفى !! )
لماذا يابنيتي ألا تعلمين أنه فقر دم (حاد) ويعدّي، ولذا تحتاجي لهذا المغذي وهذه الابر البسيطة

بدأنا نرتب أمورنا على التدرج معها بالمعلومات لنقوي صبرها و نحافظ على رباطة جأشها
كانت خلال ذلك ( ترقى من بعض القراء ) مرتين في اليوم ،
وتزورها صاحبات لها في المرض (بنفس القسم)

إلا أن الفرق أنها كانت تستمع يوميا ولمـدة 24 ســاعة لجهاز القرآن الصوتي لكامل المصحف
وتارة أخرى من المسجل
وتارة ثالثة من والدتها ، ورابعة مني ، ومن الرقـــاة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لفت أنظـــارنــا قولها لصويحباتها :
إن محبة أبي لي تفوق محبة الآباء لبناتهم ، وأنا أدرك ماأقول .
فيتساءلن : مامناسبة هذه المفاضلة الآن ؟

ــــــــــــــــــــــــــ

آخــر ماسمعته منها على الهاتف :
تعال بسرعة ياأبي ، سيأخذوني لإجراء عملية ثالثة ، لاأدري ، أنا خائـفــة

اُدع لـــي يـــــاأبـــــتــــــــاه

فجئت على عجل ، وكنت وقتها أسكن بجوار المستشفى ، وغالب وقتي في ممراته وصالاته

بعد غرفة العمليات ، فتح لها أنبوب متصل بالقلب ، لتلقي الكيماوي فيه مباشرة !

أخذت أحادثها وألاطفهـــا وأبتسم إليها ، حتى هيئ لها أن لا مرض بها ،
وكان لوالدتها السبق في ذلك ،

حتى بدأت بوادر الغيبوبة بعد أيام يسيرة ، ثم غابت شهر ونصف عن وعيها ،

رأينا الموت خلالها 3 مــرات ، كل ذلك وهي لم تعلم بمرضها لتسارع الأحداث
ـــــــــــــــــــــــــــ

أثناء ذلك ظهرت عدّة رؤى ومنامات ، أنني أجهزها بملابس عرسها على فراش المستشفى ،

وأمها تتساءل : تتزوجين وأنت على هذه الحالة !

أما كنت ترفضين أن تكبري حتى سن الزواج ، فترد عليها بأنها ستتزوج ولابـد !!

و رؤيت خلالها عـدّة منامات بعرسهــا لم أعلم بها إلا بعد الوفاة ، فسّرت حينها بالشفاء !

ــــــــــــــــــــــــ أحداث جسام في درب الألـم ، مزّقت قلوبنا دقيقة بدقيقة : ـــــــــــــــــــ

من تشنج ،، الى نزيف حاد ،، الى هبوط صفائح ،، الى شلل أطراف !!!

وأخيرا استقر الامر على شلل في الأيدي تام (ربمامؤقت)
وفشل كلوي و عجزتام عن الكلام أو حتى الانين (ربمامؤقت)

كل ذلك مع عمليات 5 أو 6 لاأدري عددها ! أفاقت بعد مايقارب الشهر ونصف

لترى نفسها عاجزة عن الكلام ،،، الحركة ،

تنظر إلى نفسها وإلينا فقط ، وتدرك مايقال !

ذهلنا ، واحترنا ، ماذا نقول لها ؟
بدأت أتكلم عنها بما يجول في خاطرها ( لأفضفض عنها )

بنيتي: أعلم أنك الآن تتألمين (بلاتحديد لأني لاأعلم أين آلامها)
بنيتي : إنك الى تحسّـن إن شاء الله ،

واصدقكم حينها لا أرى إلا دموعا تنهمر بالدموع ، وبـ( الــدم ) أحيانا أخرى !!!

كلما جاء وجهها في وجهــي ، ولســان حالها وهي تنظر إلي : -

(وهي الفخورة بأبيها دوما أمام صويحباتها بل والأخصائية الاجتماعية بالمستشفى) :

أرى الأيــامُ بتســِــمُ لي ........... بقــُـربك حين تبتســـــمُ

وتعذبُ عنـــدي البلـوى ........... ويحلــو المـــرُّ والسقمُ

يهونُ الخـطبُ والإمــلا ............ قُ في لـُــقياك والعـدمُ

وتسطعُ بالـرُّؤى دنيـــــا ............ يَ ضــاحكــة ً وتنتظمُ

وكيف أخافُ جائحــــة ً ............. وعـيـنـُـك دوني الأجــمُ

وتبـقـى الليلَ ساهـــرة ً ............. إذا مامسـّــنيَ الألــــــــمُ

أبـــي والنــاسُ قد فـُتِـنـوا ............. بـأوهــام وماعلــمــــوا

أبـــي ياضَـلّ سعي النـــا ............ سِ في الـمــجـدِ الذي وهموا

أكـــان المــجــدُ غير أب ٍ ............ بــه في الخـطــبِ يُـعتصـمُ ( بعد الله )


عندها أكتم عبراتي لأقوي نفسها حيث لاأرى إلا خيال جسد أسمر ،

وجسم كجسم الجنين في رقـته وضعفه في ايام قليلة !

وجلد يتسلخ باليوم مرتين ويتساقط بجوارها كلحاء شجرة ،

حتى كنت أمسح على جبينها المسحة فتخرج في يدي طبقة من قشرة جلدها سمراء ! فأتعجب مما أرى

ــــــــــــــــــــــــ وهاكم مثالا : ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرة استمرت متألمة (من مرأى جبينها وعينيها) ، منذ الصباح وحتى العصر ،
ونحن نحادثها أن اصبري ، وأنت إلى خير ، ونحن نعلم بألمك ،
وكما قال الأطباء: الألم دلالة الوعي والتحسن ،، وماإلى هذا الكلام ،،،

فتدمع عينيها ، ليسيل منها الدم ، كل ذلك ونحن نكتم عبرات تكاد تتفجر لكي لانفزعها
ونطلب من الأطباء زيادة المهدئات ليجيبوا بضرره عليها ، لكثرة ماأعطيت من جرعاته

ثم بعد عشر ساعات ، والدم في هبوط ، وأكياس التبرع ذاهبة آيبة ، ونحن نتساءل : لابد من نزيف ، والاطباء يجيبون:
لايوجد أعراض للنزيف ظاهرة ، وفجأة ، تنبثق نوافير دم من فمها وأنفها ، على وجوهنا ، وهي ترانا ونراها ،

ثم ماتلبث أن تهدأ وتنــام ، ليتبين الأطباء أنها كانت تنزف من فمها الى داخل المعدة ،
حتى امتلأت معدتها دماً وهي لاتستطيع الشكوى لنا إلا بعلامات الدموع الألم في وجهها ,

فلما أخرجت مافي جوفها من الدم ، ارتاحت وراحت في نوم عميق ، فكأنها أخبرتنا بسبب آلامها منذ الصباح !!!

فتمزق قلبي لعجزي المسبق عن معرفة شكواها التي أرادت ،

ثم حدث ثانية مثل ذلك ، فاصرينا على الأطباء ملاحظة النزيف ، وهم يصـرّون ألا نزيف


__________________________________________________ __________

وهي تنظر إلينا نظرات اليائس من شرح ماتشكو فعادت الى نفسها بالتألم من خلال اضطراب جسمها
وتقاسيم وجهها ، ودموعها ، ولا حــل !
ثم فجأة تدفق من فمها سائل أصفر (وصفه من مرّ بمثله أنه شديد المرارة شديد الأذى)
وكانت قد امتلأت معدتها منه ، مماجعلنا نظنه نزيفا كما سبق

ثم راحت في نوم عميق ، استطاعت بعده أعصابنا أن تهدأ ، وأن أغادر المستشفى لساعات

اللهم ثقــّل بآلامهــا موازينهـــا

ـــــــــــــــــــــــــــــ ومثالا آخــر : ــــــــــــــــــ

مرة طلبنا منهــا أن تبتســـم ، فمنذ مدّة لم نر صورة ابتسامتها ،

ولرفع روح التفاؤل لديها

ولغاية طبيّة ، ليرى الاطباء:

هل تسمع ؟ وهل تدرك مايقال ؟ وهل تتفاعل في مشاعرها ؟
وهل تتعرف على أقاربها ،

وكلها مطالب طبّـية لمايسمّـيه الاطباء ( درجة الوعي لديها)
وأكثر من يستطيع معرفته بالنسبة للعاجز عن الكلام هم الوالدين

فاستجابت وحاولت ، فرأينا بياض أسنانها ، وكان فمها وأنفها وعينيها قد امتلأت قروحا ،
وآثار الدماء قد تلبّدت حول فمها لأيام ، حتى جفـّت

ورفض الاطباء إزالتها لكي لايتسبب في نزف آخر ،

حيث أن انخفاض الصفائح يؤدي دوما لنزف أي موضع ضعيف في الجسم بلاتوقف ،

حتى أن إبر التحاليل الضرورية كان ثقبها يسبب نزف يقتضي ربطه والضغط عليه ليوم كامل تجنبا لنزيفه !

المهم ، ياليتهــا لم تبتســــم !! فــوجـــئنــــا :

ماأن ابتسمت حتى سالت الدماء من جانبي فمها حتى وصلت الى رقبتها وصدرها

فأشرنا إليها أن كــفــى ،،، فقد نزفت قلوبــنــــا مع ((( تبـــســّـــمــــهــــا )))

وخرجت مسرعا عن ناظــريـهــا لأداوي شرقــتي بـــدمــــوعــــي !!!

فقد كانت في غاية الوعي بكل ماحولها حينــــهـــا

هــــــنـــيــئـــا لك يـــــاأســـمـــاء ( موت المؤمن بعرق الجبين )

هنيئا لك كل شرقة بدمك شرقتيها في موازين حسناتك

هــنـــيــــئـــــا لــك هـــذا الــمــجــــد ، وهــذه المــحــبـــة من رب الأرض والسماوات

ثــمــن (المجد) دم جــدنـــــا بـــه .......... فاســألـوا كيف دفــعـــنــا الثــمــــنــا !!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( لاجــمــع الله ) عليك ياأسمـــاء ،،، فـــراق الأحبـــاب ، وفـــراق الثــواب

و( وجــمــع الله ) علينــا النـعــمــتين ،،، نعـمــة الجـــلــد ، ونعــمــة الإحـتـــســــاب

إنــي والله لشـــريــكــك في المصــاب مــذ مرضـــت حتى الغيــاب في التراب

ونصــيــبي منـــه لأكــــثـــر ،،، ودمــــع عــيــــنــــي لأغـــــزر

ولو شئتُ أن أبــكـــي دمـــاً لـبــكـــيــتـــه

ولكنــي في ســـاحــة الصبر أجـمــل

والحمد لله على خـروجـهـا من هـذه الأهوال والمحن ،
التي لاندري كيف ستعيش بها لو بقيت على حالها !
( الدنيا سجن المؤمن ، وجنّة الكافر )

ياأبـــا الفـــاروق ،،، أرأيت لو كنت وبنيـتــك هــذه في سـجــن ،

فأفــرج عنها قبلك ، أو ماكنتَ تفــرح ؟

وهــوّنَ ماألقــى من الــوجـــدِ أنــنـــي ............ أُجــاوره في قـبــــره اليـــوم أو غـــــد



وكان الأقارب خلال هذه المدة ، بل حتى المنتديات تتفاعل معي بالتبرع بالدم تارة وبالصفائح أخرى ،

حتى تجاوز عدد المتبرعين المائة خلال اسبوع واحد ،

وشارك في التبرع كثير من منسوبي المستشفى كتب الله أجر الجميع

ووقف موظفي بنك الدم في حيرة من كثرة المودعين في حسابها (في بنك الدم)

بعض من لايعرفها جاء من مسافات بعيدة عن الرياض كالخرج ، وبعض أقاربها من عدة مناطق بالمملكة

وتوالت رسائل ال**** وعلى الخاص الإيجابية جدا لنفوسنا ،

والمشاركات في المنتديات التي كان لبعضها أثرا في نفوسنا ، وبعضها اتخذ الصفة العملية على الأرض :-

كدلالة على شريط أو الإرشاد لراقي
أو الدلالة على بيوت بعض الفقراء أثناء مرورنا بنزيف حاد ، أو تشنجات

جاءت بعض حلق القرآن بالرياض بأبنائها للتبرع ، تضامنا مع (حافظة القرآن ) ، بل بعض حافظات القرآن جئن لذلك

تداعت بعض إعلانات بالجرائد و قناة المجد ، لاندري مصدرها للتبرع !

فكان أن (عمّ خير هذه الدماء)
على كل مرضى (قسم سرطان الدم) في هذا المستشفى

والذين يغلب عليهم النزيف المستمر

ــــــــ الاحتضار (( وجاءت سكرة الموت بالحق )) ـــــــــــــــــ

لم أشهد في حياتي احتضارا كما شهدته في هذين الشهرين من خلال مايسمى بـ (العناية المركزة) أربع أو خمس حالات وفاة قبلها !

كان طبيبها الخاص ( يلمح ) لي مرتين بأنها ( توشك أن تموت )
وأخيرا بعد شهر يقول ( نجت بأعجوبة )

ونسبة النجاة الآن 40 % بعد محاصرتي له في الحوار

عندها بدأت أتسلح بالكتاب والسنة وكتب الأدب ، وكل مايعين على الصبر

وفي يوم الثلاثاء – ماقبل الوفاة - كان التفاؤل يعم الجميع بخصوصها ، فكل المؤشرات الطبية تدل على تحسن:

صفائح – دم – كلى – أملاح – حرارة – جرثومة
( عدا الوعي والذي كان في تناقص)

كنت دوما أدعــو الله أن تكون في غيبــوبــة حتى شفاؤها أو وفاتها
وذلك أني لم أعد أستطع تحمل رؤيتها تتألم (بدون كلام) فقط ننظر إليها وتنظر إلينا ،
ـــــــــــــــــــــــــ

الحمدلله استجاب الله الدعاء بغيبوبة لاتحرك معها رمشا على رمش لعدة أيام
وقد وقعت حينها في إشكال ، التلفظ بالشهادة كيف يفوتها ؟ وناقشته مع بعض طلبة العلم ؟

وكنت أدعو الله أياما أن تتلفظ بها ، كيف لاأدري !!

كانت والدتها قد خرجت من المستشفى قبل يوم واحد لشدة إعيائها وحزنها على مرأى اسماء بهذه الصورة ،

لم أملك حينها إلا أن أبقى معها بمايشبه المرافق لأرى ما سأذكره :-

بعد إخراجها بيومين من العناية المركزة التي بقيت فيها شهرين
جـــاءت المنـــحـــة ،
انخفض نبض القلب أمامي في الجهاز ،
كان ذلك بعد رجوعي من صلاة الجمعة مباشرة //

النبض هبط : من 120 الى 30 دفعة واحدة وبلامقدمات !!!

تملكني الفزع ، دعوت الله أن تنطق الشهادة ،
،
قام الطبيب بإنعاشها سريعا ، وماأن عاد لها نبضها وتنفسها ،

حتى أمرنا بسرعة بإنزالها الى العناية المركزة مرة أخرى

وشرعت بدفع سريرها المتحرك مع الممرضين عبر الممرات - وكان يوم الجمعة وقت زيارة وبصحبة الاطفال
فكنّـا نمر بسريرها في ممرات المستشفى بين الزوار مسرعين ،
والممرض يتناوب مع صاحبه وهو يجري معنا ،
و يخفق بيده بالون متصل بمجرى التنفس ،
وأرى صدرها يعلو ويهبط مع حركة يده ! فأذهل ، وأزداد إعتناءا به ، كأنما حياتها متصلة بصبره وجلد يده

وأنزلناها بالمصعد الى طابق العناية ،
ثم تم تركيب التنفس الصناعي – بدل اليدوي - وإعطائها إبرة لأنعاش القلب والرئتين والتي انخفضت لأول مرة منذ المرض

شعرت برهبة الموت عندما قال لي الطبيب وكان مسلما :
إذا كنت تريد تلقينها الآن فافعل!!!

قلت له: ولكن النفس والنبض عادا بقوة !!

قال: وضعها الآن غاية الخطورة ، وأدخلني في ستارتها بين الممرضات ،

وأخذت أردد بهدوء وصوت مرتفع كلمة التوحيد ، وكان الوقت زيارة والمستشفى مزدحم ،

وبعض بـني عمي وأقــاربــي خلف الستـــارة
فكنت أشعر باالزوار يرددون معي من خلف الستارة :

لاإله إلا الله محمد رسول الله ،،، ولاأرى شيئا من جسمها يتحرك عدا تردد الصدر علوا وهــبوطـا ، ولاوعــي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

أصدقكم :

لم أشعر بعظمة هذه الكلمة (لاإله إلا الله)
كما شعرت بها في هذا الموقع

دعوت الله من أعماق أعماق قلبي أن تقولها ، وأنا متأكد أنها لم تنطق بحرف منذ شهرين!!

ولم تحرك لها يدا فضلا عن اصبع !

لاإلـــــه إلا الله


__________________________________________________ __________

إن ضــــــاقــــت الكـــــربــــــات
لاإلـــــه إلا الله إن زادت الآهـــــــــــــات
لاإلـــــه إلا الله
إن اشـــــتدت الأزمــــــــــات ،،،
لاإلـــــه إلا الله
ارزقنــــا نطقــــهــــا في ســـــــــــاعة كـــــرب و زفـــــرات
لاإلـــــه إلا الله
ونجنــــــــــــا بــهـــا في الحيــاة و بعد الممــــــــــــات

ــــــــــــــ وفجــأة : عاد القلب الى الهبوط من 140 الى 40 فقط ـــــــــ

فتنادى الأطباء والممرضون لتدليكه بقوة

وتم إخراجي خلف الستار بأمر من الطبيب هذه المرة ،

فكنت أكشف طرفه وأنادي بصوت مرتفع بكلمة التوحيد

وممرضة تدخل وأخرى تخرج ،

فرجوت إحداهن ، وكانت المسلمة الوحيدة بينهن ، أن أسمعيها كلمة التوحيد في أذنها ، وأنا أبكي ،

فماكان منها إلا أن صبتها في أذنها ، وكشفت طرف الستار لأرى
نبض القلب = صفر /

ثم ، يالهول ماحدث ، البنت كررت خلفها نطق الشهادة بشفتيها ،

ولأول مرة منذ شهرين تحرك شفتيها ،

عــنــدهـــا بكيت وبكيت ،

اختلطت: دموع حـــزن ،،،

بدمـــوع فـــرع على نطقها الشهادة في هذه الظروف الطبية

ــــــــــــــــ

قرأت قصص أحوال الموتى والمحتضرين كثيرا من قبل ، ولم أكن أجزم بصحّـتها لكونها ليست نصّـا شرعيا

فلست ملزم بتصديقه ، خشية المبالغة في هذه الامور ، والدخول في الغيبيات بلا دليل ،

وربما لطبيعتي بتغليب المنطق على العواطف (كمايصنفها اصحاب الـ Nlp سمعي رقمي : لايؤمن إلا بــ 1+1=2)

ولكن ماعشــتــــه اليوم ،،، حـطّــم كل الحدود ،

ونقلني من ( علم ) اليقين ، الى ( عين ) اليقين ،

فهذا مالم يحدث لي قبلا وممن ! من بعضي ،

من أعز أنحائي من قطعة قلبي ، من بنيتي أســـمــــاء

ثم مالبث الجميع أن أزاح كل الاجهزة والأسلاك والليات عنها ، وبكل هدوء

عندها : -

بلا أي شعور مني ضممتها بدمائها التي نزفت بغزارة من فتحة أجريت في رقبتها ، فاختلطت دموعي بدمائها

أمِــنْ تـذكّـر جيــران ٍ بــذي سلـم ............. مــزجْــتُ دمــعـــاً جــرى من مُـقــلةٍ بـــدم

أسأل الله ألا يوقف أحدكم موقفي هذا في عزيز له ،،، آمين ،،

ضممتها من أعماق قلبي ،،،

وقد والله عادت بي الذاكرة بسرعة البرق للحظة ضمي لها، وهي في الثالثة من عمرها ،

عندما كان قلبها يخفق على قلبي ،ويقال لي حينها : كأن أحدا لم يرزق ببنت غيرك !


ـــــــ مكثت معها نصف ساعة على هذه الحال ، بين ذاهل ومصدق وغير مصدق

والحمدلله ((لاحول ولاقوة إلا بالله ))

و (( إنا لله وإنا إليه راجعون ))

من شـاء بعـدك فليـمـت ........... فعلــيــكِ كنتُ اُحــاذرُ

كنتِ الســـوادُ لناظِـري ........... فـعــمـى عليكِ الناظـرُ

ليت المنــازلُ والديـار ............ حــفــائرٌ و مقابــــــرُ

إنـي وغيـري لامحالـة ............ حيث صـرتِ لصـائرُ

والجميع يذكّــرني: بالصبر عند الصدمة الاولى

وقد والله فوجئت بموتها لحظة توفيت !
وكأني لاأدري بمرضها وخطورته !
وكأني لاأدرك معنى توقف القلب !!!

بل كأني لم أكن أدفع توقعات داخلية بموتها في الصغر منذ وهبني الله إياهـــا !

وكما قال القاضي شريح في موت ابنــه / الحمــد لله ، الآن فـقــد الأنيــن والــوجــــع

وماالـدهــر إلا هــكذا فاصـطــبـرله ................ رزيـة مال أو فــراق حـبيــب

ولكن لانقول إلا : < فلو لم يكن في الموت خيرٌ لمن مضـى .............. لمــــا مات خيـــرُ الأنبيــاءُ محمــد >

والى الله المشتكى ، ولست أسعى الآن لنسيان كل ((( ماحفرته ذاكرتي )))

ولا لنســيــان ((( بعضي ))) في هذه المرحلة على الأقل

كما يطالبني به فريق من المحبين برمي كل ماله تعلق بها :

تبرعت بلباسها ، فماذا أفعل بجدران بيتها ؟

ماذا أفعل ببحــر طالما مكثت وإياها على ساحــلــه ؟

ماذا أفعل بأخواتها الصغار : ياأبت ، أنا أحفظ كامل آية الكرسي ،

كيف يابنيتي ؟ ردّتْ : كانت أسماء كل ليلة قبل النــوم تذكـّــرني بها حتى حفظتها

فلما كنت أنسى أولها ، كانت تقول : تــذكــّــري ((( الله ))) وستعرفينها !

فلم أنساها بعد ذلك ياابي (( الله لاإله إلا هو الحي القيوم ... ))

ثم ،،، ماذا أفعل بمصاحــفـهــا وكتبها

وأخيرا ،،، ماذا أفعل بأطفال جيرانها ، وهم يذكروني بأدعية حفـظوها منها !


فتجـــاهــل ((( الفــطــرة ))) لايزيل الألم ، بل يخفيــه ويكبتــه

وإنــمــا أســعــى من خلال الكتــابة الى تفــريغ مارأيت

ثم شــيــئــا فشيئا ، أخطط لأن أحول مشاعري الى واقع عملي على الأرض :

نحوها بالدعاء ،،، التبرع

ونحو نفسي بمعرفتي أن الموت (( حقيقة )) رأيتها ((( عين ))) اليقين :

إنــمــا الدنيــا وإنْ ســـرّت ............ قليلٌ من قـــلـــيـــــل

إنـمـا العيشُ في جوار الله ............ في ظــلّ ظــــليـــــــل

ونحو الكون من حولي ، فلاقيمة لدنيــا على سعــة بلا زاد :

إنـّمـا الدنيـــا الى الجــنــّــة والنــار طــريق ................ والليـــالي مَـتـجــرُ الإنســان ِ والأيــامُ ســــوق

وكما قال الحسن البصري رحمه الله :

لقد أدركتُ أقــوامـاً ، كانت الدنيـــا أهــون عليهم من التــــراب الـذي يمشــون عليه

ثم أســتــجــمـع قــواي ((( لأتناســى ماحصــل ))) وإلا فالنسيان مستحيل !


فألهـمــنــا اللهــم رشــدنـــا

واكتب أجــــرنـــا

ماعشــتــــه اليوم ،،، حـطّــم كل الحدود ،

ونقلني من ( علم ) اليقين ، الى ( عين ) اليقين ،
بلا أي شعور مني ضممتها بدمائها التي نزفت بغزارة من فتحة أجريت في رقبتها ، فاختلطت دموعي بدمائها

أمِــنْ تـذكّـر جيــران ٍ بــذي سلـم ............. مــزجْــتُ دمــعـــاً جــرى من مُـقــلةٍ بـــدم

أسأل الله ألا يوقف أحدكم موقفي هذا في عزيز له ،،، آمين ،،


ضممتها من أعماق قلبي ،،،

وقد والله عادت بي الذاكرة بسرعة البرق للحظة ضمي لها، وهي في الثالثة من عمرها ،

عندما كان قلبها يخفق على قلبي ،ويقال لي حينها : كأن أحدا لم يرزق ببنت غيرك !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [/COLOR]