عنوان الموضوع : ماتت التي أحبها
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

ماتت التي أحبها






بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







وجدت الأرض تتركني وترتفع عالياً ، تتعدى قمة رأسي ، وتبتعد كثيراً تكاد أن تلامس الغيم ، رأيتها ترمي لي بحبال واهية ، وتقول لي :-


اصعد إلى حيث أنا !!!...



-1-


لم أعش الحب حتى النهاية ، ولا أعرف كيف تكون نهاية الحب ، لأن جميع الذين أحببتهم


ماتوا !!!....


ماتت ابنة خالتي ذات صباح ، وسقطت كل الورود التي كنت أحملها ....


كانت تحادثني ذلك المساء ، قبل أن تسقط الورود من يدي ، ذلك المساء الذي يسبق سفرهم إلى مدينة مكة المكرمة بوساطة السيارة بساعات ، كانت خائفة من شيء ما ، وكنت أطفئ هذا الخوف في كلماتي ، ليشتعل في قلبي الخوف نفسه ، لم تكف عن ترديد " أرجوك أن لا تنسني مهما يكن ، ضع في قلبك ما في قلبي ولا تهمله !!! ".


قالت لي :-


= أنا لا أريد أن أسافر ، أخاف أن لا أراك مرة أخرى ....


شعرت بخوفها في قلبي ، وبدموعها في عيني ، ولكني هدأت من روعها ، وقلت لها :-


= توكلي على الله ، ولا يوسوس بأفكارك الشيطان ، فالله معك ...


كان حديثي لها مجرد حديث لا يقنع قائله ولكنه يطمئن قلبها ....


أطبقت على السماعة ، وانتهت مكالمتنا ، واشتعل في قلبي الخوف عليها ...


هاتفت مباشرة صديقي ، وأعلمته بخوفي وبخوفها ، ورجوته أن يسافر معي إلى مكة المكرمة ، وأن تكون سيارتنا خلفهم ، فلم يتوان ، وفي فجرية اليوم التالي كنا خلفهما ، نراقبها من بعيد ، وكانت رحلتنا ....


كان أخوها هو من يقود سيارتهم الكبيرة ، ونحن خلفهم نراهم بوضوح ، وبعد أن قطعنا مائة وخمسين كيلومترا خفف أخوها من السرعة ، وانحرف يميناً إلى محطة الوقود ، لم ندخل المحطة ، حتى لا يرونا ، وحين انتهوا من المحطة ، جعلنا مسافة بيننا وبينهم لا تثير فيهم الشك .


كان أخوها يسير بسرعة هائلة ، اضطررنا أن نزيد من سرعتنا ، لتتوافق المسافة بيننا ، وفجأة


انفجر إطار سيارتهم ، واختل توازنها ، فرأيناها تنحرف يميناً وشمالاً ، ومن ثم تخرج عن الطريق وتنقلب أربع مرات ، كان صديقي هو من يقود سيارتنا ، هدأ من السرعة ، وخرج من السيارة بسرعة إليهم ، وبدأ يخرجهم من سيارتهم ، وأنا جامد في مكاني كأني قطعة جليد ، ولساني ينطق " لم تمت حبيبتي .... لم تمت حبيبتي " .


دبت الحركة في جسدي ، فلحقت بصديقي ، وأخرجت جسدها من السيارة وحضنته ، رأسها على صدري وعيناها مثبتتان في نظرة طويلة للسماء ، صرخت باسمها ، وسقطت على وجهها مغشياً علي!!!.....


-2-


ثلاثة وعشرون يوماً قضيتها في المستشفى ، لا أرى أحداً ، ولا أحد يعرف مصيري ، أفقت بعدها


قلبت نظري فيمن حولي ، كنت أبحث عنها ، فوجدت إخواني وصديقي فقط ...


بصوت أجش سألت صديقي عنها ، فلم يعطني جواباً ، سألت إخوتي عنها ، فلم يعطوني جواباً


حينئذ أدركت مصيبتي ، وحينئذ ألغيت اسمي من سجل الفرح ....



بعد عدة أيام قال لي صديقي :-


= ما أصاب أهلها سوى بعض الجروح الخفيفة فقط ....


ورغم أنني كنت أعرف أن حبيبتي ماتت سألته :-


= وماذا أصاب حبيبتي ؟!!!!.....



-3-


ماتت من أحبها ....


و أضعت الطريق نحو محل الزهور


ولم أعد أزرع في حديقة بيتي وردة


ماتت من كانت تصنع في لساني كلمة " أحبك "


أحتاج للكثير من الورق ومن الوقت لأكتب عنها ، أحتاج لمن يسمعني لأبوح له بما في نفسي ، أحتاج لقلب لا يبكي حتى لا أبكي معه !!!!...


أحتاج لصديق يقول لي إنني لا أكتب من خيال ، وإنني لم أمسك الحلم حلماً ....


أحتاج أن أبكي ، وأبكي .... وأبكي .....



وقفة ...


ماتت ولم تمت الحياة ، وبقيت أنا في هذه الحياة ، حتى لا أنساها ....


بقيت حياً بعدما مات الحب في قلبي ، وأصبحت حياتي بلا نساء !!!....


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


يعطيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــك العافيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــهه


__________________________________________________ __________

ماتت ولم تمت الحياة ، وبقيت أنا في هذه الحياة ،

الحياه لا تنتهي عند موت من نحب ولا يجب ان تموت قلوبنا وعقولنا
ونبقى نتنفس فقط وكل ذره منا ميته
شكرا لك على القصه الجميله


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________