عنوان الموضوع : ***سخر من كفيف....فوهبه الله إبنا كفيفا هداه إلى طريق النور*** -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
***سخر من كفيف.........انظروووا ماذا وقع له***
قصة حقيقية أثرت في كثيرآ...أبكتني وأحببت أن أنقلها إليكن أخواتي
حتى تعرفن الجلال والجمال اللذين يتجسدان في هذي القصة الرائعة.
يحكي صاحبها:
كنت ليلة مع أصحابي أغتاب هذا وذاك وأسخر من الناس وأقلد بعض أصوات المساكين..وأروي لهم نكاتا ليضحكوا..وبينما نحن راجعون من سهرنا ،إذ برجل أعمى يمر بجانبي سخرت منه ومن مشيته..ثم مددت رجلي فإذا به يتعثر ويسقط..ودون شعور تعالت ضحكاتنا عليه...
دخلت البيت،وجدت زوجتي في حالة يرثى لها..قالت لي بصوت متقطع: أين كنت؟؟
أجبت ساخرا: في المريخ..طبعا مع أصدقائي..
نظرت لي وإذ بدموع صامتة تنهمر من عينيها وتقول: يجب أن أذهب للمستشفى.
موعد الولادة؛ كانت حاملا في الشهر التاسع أحسست بالذنب لأنني لم أكن بجانبها وأخفف عنها..نقلتها بالسيارة إلى المستشفى وانتظرت وانتظرت ولما تعبت تركت لهم رقم هاتفي، حتى إذا ولدت يخبروني..
عدت إلى المنزل وفي الصباح اتصلوا بي ذهبت بسرعة لأرى المولود الجديد وزوجتي..أنبؤوني بأنه يجب علي أن أتكلم مع الطبيبة التي أشرفت على عملية الولادة؛لكني رفضت وقلت :أريد أن أرى ابني وزوجتي ؛ أكدوا علي فدخلت عند الطبيبة ،طمأنتني وأخبرتني أن الوليد خُلق بتشوه في عينيه قد يؤدي إلى فقدان البصر....نعم فكرت في نفسي وتذكرت الرجل الأعمى الذي سخرت منه وجعلت الناس يضحكون عليه،نعم كما تدِين تُدان..شكرت للطبيبة لطفها وتعاملها وخرجت لألقى زوجتي، التي لما علمت بالأمر رضت بقضاء الله واستقبلت الأمر بصدر رحب..
أسمينا الطفل"سالم**"..كنت أتجاهله ولما يبدأ في البكاء أبحث عن مكان بعيد في المنزل حتى لا أسمع صراخه..لم أكرهه لكني في نفس الوقت ما استطعتُ أن أحبه.
أكاد لا أراه كنت لا أجلس معه ولا أبالي به..وعدت لعاداتي وسهري مع أصحابي، والسخرية من الناس والغيبة والاستهتار..لا أرجع إلا بالليالي...نوم عمل..وسهر
مرت السنون وكبر سالم وولدنا بعده "عُمر" و"خالد" كان اهتمامي بهما أكثر من اهتمامي بسالم، وكانت زوجتي تعاتبني على ذلك،وتدعو لي بالهداية والصلاح..
أخبرتني ذات مرة أنه يجب علي أن أسجل "سالم" بمدرسة للمكفوفين حتى يتعلم كباقي الأطفال..ذهبت وسجلته..لكني ماكنت أبالي بأمره للأسف..
في يوم جمعة إستيقظت مع الحادية عشر، كنت مدعوا لوليمة ..إستعددت ولبست بذلتي وتعطرت للخروج..وفي طريقي مررت بالصالة إذِ استوقفني مشهد لم أستطع تجاهله..سالم جالس يبكي بكاءً شديدا.أول مرة أنتبه له، حاولت الذهاب ما استطعت وجلست بجانبه،سألته: لماذا تبكي؟ أخذ يتلمس بيديه الصغيرتين وجهي،وكأنما يقول في نفسه الآن عرفتني،الآن كلمتني ، أين كنت منذ عشر سنوات مضت...؟ نهض وحاول أن يبتعد عني وذهب بخطوات متسارعة وظل يبكي إلى أن وصل غرفته، تبعته وحاولت أن أعرف ما السبب في بكائه، ظل ينادي:"عمر"..."عمر"....أمي ...أمي، فقلت له لماذا تريد عمر؟ قال لي: أنتظر عمر ليوصلني للمسجد.....لقد تأخر عني كثــــــــيرآا
قلت مندهشا مرتبكا: ألهذا تبكي ياسالم؟؟؟؟؟
قال: نعم..تأخر عني عمر
فقلت له والعبرات تخنقني: أتعرف من سيوصلك للمسجد يا سالم؟؟
قال: نعم، عمر.
قلت له: لا ياسالم، أنا من سيوصلك للمسجد يابني..
فرح فرحا شديدا وتفاجأ بما سمعه.توضأت، وذهبت معه..بحثت له عن مكان في الصف الأول كما طلب مني سمعنا خطبة الجمعة..وصلى بجنبي..أوبمعنى أصح أنا من صليتُ بجانبه...إنتهت الصلاة، وانزوينا في مكان بالمسجد، طلب مني سالم أن أعطيه مصحفا..اندهشت،لكني ما أردت أن أجرح شعوره فأعطيته مصحفا موضوعا على الرف،طلب مني أن أفتح له سورة الكهف فأخذت أبحث عنها تارة أقَلِّب الصفحات وتارة أبحث في الفهرس، وجدتها أخيرا.أمسك سالم المصحف وبدأ يتلو سورة الكهف.....يآآآا الله يحفظها كاملة.. لم أستطع أن أتماسك نفسي من شدة تأثري وأجهشت بالبكاء كطفل صغير وأقول في نفسي لستَ باأعمى يابني أنا الأعمى أنا الأعمى..حتى انتبه إلي بعض المصلين..لكني استمررت في بكائي..أخذ سالم بكفيه الصغيرتين يمسح دموعي ويبتسم لي..
أحسست بعظم ذنبي وبما فرطته في جنب الله طوال هذي السنين..
عدنا إلى البيت..تبت إلى الله واستغفرته وأنبت إليه عسى أن يقبلني ويغفر تقصيري ومن ثم لم أعد أفارق صلاة جماعة ،وابتعدت عن صحبة السوء..وصار اهتمامي بزوجتي وأبنائي أولويا..وحاولت أن أطيب لساني دوما بذكر الله عسى أن يغفر لي ماكنت أقوله على الناس بالغيبه والسخرية والإستهزاء...صاحبت أصدقاء ناصحين مصلين وصالحين والحمد لله
تغيرت حياتي وأشرقت بفضل الله..
في يوم من الأيام طلب مني أصدقائي السفر معهم في رحلة..
ترددت، واستشرت زوجتي التي لم أكن سابقا أستشيرها في شيء، سرت بالخبر وشجعتني على الذهاب..ذهبت لسالم وأخبرته فقبلني وضمني ووافق على ذهابي..
سلمت عليهم وسافرت..وكنت خلال الأشهر الثلاثة أرسل لهم المال وأتصل بهم..
وكلما اتصلت بشوق لأسمع صوت سالم لا يكون موجودا إما بالمدرسة أو نائم.
كنت أسأل والدته ولله الحمد كانت الأمور بخير...إلى آخر اتصال كلمت زوجتي فيه..وصوتها فيه نبرة حزن،سألتها عن الأولاد أجابتني بأنهم بخير وطلبت منها أن تسلم لي على سالم فقالت لي بصوت شجن: إن شاء الله..
أحسست بشيء أربكني فعدت أدراجي مسرعا إلى المنزل..وصلت في الصباح
طرقت الباب وتمنيت لو أن سالما يفتح لي، وإذ به خالد ذو الأربع سنوات..ضممته إلى صدري وحالما دخلت المنزل أحسست بانقباض في قلبي..وجدت زوجتي والأسى باد على محياها سألتها ماذا وقع؟؟ أين عمر؟ أين هو سالم؟؟؟؟ سالم؟؟
فصاح خالد: بابا، بابا، سالم في الجنة، سالم عند الله.....
لم تحتمل زوجتي وأخذت تبكي متحسرة وقالت لي أن سالم أصابته حمى شديدة وما إن ذهبت به للمستشفى حتى فارقت روحه جسده الغض...آآآآآآآآآآآآه يالله
واحزناه لفراقك ياولدي، راضون بحكم الله ولن نعترض على قضائه..
سبحان الله العظيم يضع قوته في أضعف خلقه
تتجلى مظاهر إشارات الجمال التي يخلقها ذو الجلال ليرينا العبر والحكم الإلهية..
أترون أحبتي؟؟ يا سبحان الله
تعرفون لما انتهى صاحب القصة من سرد ما حدث له، لم أتمالك نفسي وأجهشت بالبكاء، تأثرت جدآآ وتمنيت لو أكون مثل سالم المتعلق قلبه بالمسجد ..
وتارة تمنيت أن أكون مثل تلك الأم الصالحة الراضية بالله وقضائه الحكيم العادل.
وتارة أخرى أتمنى لو كنت مثل هذا الرجل الذي تاب لله توبة نصوحا وابتعد عن صحبة السوء..
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا
اللهم تب علينا واعف عنا
اللهم اجعلنا عباد إحسان
ولا تجعلنا عباد ابتلاء
برحمتك ياذا اللطف الخفي
اللهم اغفر وارحم وأنت خيرالراحمين
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
أعذروني على أسلوبي المبتدئ في الكتابه، في الحقيقة سمعت صاحب الحكاية يرويها في الراديو وحاولت أن أكتب لكن كل القصة وأود فعلا أن تشاركوني بآرائكن
__________________________________________________ __________
انتظر ردوووودكم واراءاكم
__________________________________________________ __________
مشكورة اختى وجزاكى الله خيرا
__________________________________________________ __________
بارك الله فيكي وجزاكي على مرورك العطر جنة وحريييييرااااااا
__________________________________________________ __________