عنوان الموضوع : فررت بديني
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

فررت بديني






من هونغ كونغ من أصل هندي ، فتاة في السادسة والعشرين من عمرها ، كانت تدين الديانة الهندوسية وأسلمت منذ أقل من سنة ، تحكي قصتها قائلة:
الحمدلله على نعمة الله لي بإنارة طريقي لدخول دينه الصحيح.
اسمي بعد الإسلام ( حفصة فاروق ) ، انتقلت إلى هونغ كونغ حيث التحقت هناك بمدرسة آسيوية وكانت معظم الطالبات هناك مسلمات وكنّ كثيراً مايتكلمن مع بعضهن عن الإسلام وعن روعته وأخلاق المسلم الصحيح ؛ مادفعني الفضول للتعرف على هذا الدين فبدأت أسألهن عنه ولم أكن أتصور ردود فعلهن وهنّ يتكلمن عنه بحماس شديد ورغبة في هدايتي إليه.
ومرة بينما كنت أجلس في الصف في حصة الفراغ أطالع كتاباً أحاول به تمضية الوقت..إذ بي أسمع حواراً بين اثنتين تجلسان قريباً مني..كانتا تتكلمان عن الجنة والنار..وأن الجنة هي للمسلمين ، أما غير المسلم فلهم والعياذ بالله النار ، هذه العبارة هزتني وتملكتني رغبة شديدة في التعمق في معرفة هذا الدين ومعرفة جواب سؤال تردد كثيراً في ذهني: لماذا الجنة للمسلمين فقط؟ والذين لايدينون بدين الإسلام لماذا لهن النار ؟ وماالجنة ؟ وماالنار ؟
فبدأت مشواري للبحث عن الإسلام والتعرف أكثر على هذا الدين.
استخدمت لذلك الإنترنت وبدأت أقرأ عن الإسلام وأستمع إلى المحاضرات لمعرفة الجواب وبحثي هذا أخذ مني أكثر من سنة وأنا أشعر كل يوم وبعد كل محاضرة بقرب أكثر إلى دين الله الصحيح.
وذات يوم شعرت بأنه يجب علي النطق بالشهادتين وأن هذا هو الدين الذي يجب عليّ اتباعه ، وشعرت بتعلق شديد بالله تعالى ، وكنت أمضي الليالي أبكي وأسأله تعالى أن ييسر لي الدخول في دينه وأن يشرح صدري للإسلام ويكون عوناً لي.
ومضيت على هذا المنوال أياماً عديدة ، وذات ليلة لم أستطع النوم فيها فهرعت إلى الهاتف متصلة بصاحبتي في المدرسة وأيقظتها من النوم لأخبرها ونطقت بالشهادة عبر الهاتف.
وفي اليوم التالي أعدت الشهادتين على مسمع صاحباتي في المدرسة ورددتها فاختلطت بأصوات تكبير الطالبات وامتزجت دموعي بدموعهن ، وبكيت فرحة لاستجابة رب العباد لدعائي وهدايته لي لطريقه القويم ، ولن أنسى هذا اليوم ؛ فهو كان الفاصل بين الجنة والنار.


مشواري مع الإسلام


بدأت لزيارة للمسجد لتعلم الصلاة ، فكم مرة راقبت المصلين وهم يدخلون ويخرجون منه ، كم مرة وقفت أتأمل بناءه وتصميمه ، لم يخطر ببالي قط أنني سأرتاده يوماً من الأيام ، فبعد عدة أسابيع من ذهابي الدائم للمسجد تعرفت على أخوات في الله كن ولله الحمد خير عون لي حيث أسرعن وتسابقن لتعليمي كيفية الصلاة وقراءة القرآن.
كنت أشعر بأني بين يديّ الله تعالى ، وعندما أسجد ماكنت أود أن أقوم منه.
كل هذا وأهلي لم يكن لديهم أي علم بإسلامي..وعندما بدأت الصلاة في البيت كانت أمي قد سافرت إلى الهند وبقيت في هونغ كونغ لوحدي ، لذلك لم أواجه في حينها أي مشكلة في ممارسة الفرائض من صلاة وصيام ولكن بعد مرور أشهر من دخولي الإسلام حتى أهدتني أخت لي في المسجد حجاباً وطلبت مني أن أجرّبه ، حملته والأخوات يراقببني بتلهف ووضعته على رأسي..وضعت تاج المرأة المسلمة ونظرت لنفسي في المرآة..هل هذه أنا؟
وسقطت دمعة حارة..كيف لي أن أنتزعه بعد أن وضعته؟
فكان بمثابة تصريح وإعلان عن إسلامي للآخرين وحمدت الله على أنه لايوجد أحد من عائلتي في هونغ كونغ ولكني أتهيّب من مقابلة أحد يعرفني ويعرف عائلتي فكنت كثيراً ماأكون مرتبكة خوفاً من مفاجأة أحدهم لي وذات يوم قابلت في طريقي صديقة أختي التي نظرت إليّ باستغراب ثم بامتعاض..
بعد مقابلتي لصديقة أختي بأيام قليلة..اتصل بي والدي وطلب مني الحضور فوراً للهند طبعاً ، عرفت ماوراء طلبه هذا خاصة أنه صرّح بأن علي الزواج بأسرع وقت من عريس هندوسي تقدم لي..فرفضت ؛ ماجعل والدي يتيقن أن ماسمعه كان صدقاً ، ورفضت متعللة بالدروس وقرب الامتحانات ولكنه لم يكن ليقنعه جوابي هذا وقرر أن يأتيني هو ، قرار قدومه وقع علي كالصاعقة واحترت في أمري..ماذا أفعل في الآن؟ وكيف أواجهه؟ هل سيتقبل إسلامي؟
ليس خوفاً على نفسي لكن خوفاً على إسلامي فقد كنت جديدة العهد به ، والحمدلله لم يستطع والدي القدوم إلى هونغ كونغ فور اتخاذه هذا القرار ، وهذا ماترك لي فسحة من الوقت للتصرف ، وقد سمعت عن أخت هندية كانت مثلي تدين بالهندوسية قبل إسلامها وحاولت سابقاً التواصل معها ولكن لم أجد منها أي رد ، ولكن الله لطيف دائماً وأبداً بعباده المخلصين وعندما اشتدت بي الأزمة وتفاقمت وشعرت بأن لاملجأ ولامنجى إلا إلى الله تعالى وصلني رد الأخت ( زوافيرة ) فكانت رسالة النجاة لي وساعدتني على الرحيل إلى بريطانيا فارّة بديني وحذرتني من مواجهة أهلي في بداية الأمر حتى أتمكن من الإسلام.
والآن - ولله الحمد - إيماني أصبح أقوى من السابق فلم أعد أكتفي بتلاوة القرآن كما كنت في هونغ كونغ بل بدأت أقرأ عن الإسلام وتعاليمه.
وقد عوّضني الله بأهل في الإسلام..معلماتي وصاحباتي وأشعربينهن بالراحة والحب والامتنان..ولن أنسى أهلي وأن الله تعالى سيأتي باليوم الذي أستطيع فيه أن أواجههم بإسلامي وأن أدعوهم إليه وأشرح لهم كيف أن الإسلام رائع وليس مثلما كانوا يظنونه ويصورونه لهم.
لقد وجدت في الإسلام مالم أجده في ديانتي السابقة لأنه دين الله تعالى..وجدت في الإسلام السلام والرحمة وحسن التعامل مع الآخرين..وجدت فيه جواب كل سؤال قد يخطر على بال أي إنسان وهذا طبعاً لأنه من عند خالق الإنسان..الإسلام الذي كرّم المرأة ورفع من شأنها.



# من مجلة حياة للفتيات العدد 114.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________