عنوان الموضوع : مارايكم بها اريد التقييم من تاليفي قصص
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

مارايكم بها اريد التقييم من تاليفي









اليوم اولُ ايام التحاقي بالجامعة ، مرتبكة، خائفة، من المجتمع الجديد الذي دخلتهُ خصوصاً واني من اهل القرية ذات عاداتٍ وتقاليدٍ والتزام بالدين ، المستوى المعاشي متوسط،نختلف تماما عن اهل المدن ، أحسست حينها اني لن اجد صديقة او ربما اجدها لكن بصعوبة . وبينما اسير في ممرات الجامعة اتلفت يميناً ويساراًمتعجبة، منبهرة فما اراه يشبه مايفعلنه الممثلات في التلفاز لم اعتاد على تلك المنظر في قريتي واقول في قلبي ((يالهي كيف ساعيش هذا الجو ومن سأصاحب)) بدات المحاضرة الاولى جلست في المقعد الثاني قرب النافذة جلست بقربي احدى الطالبات ،عطرها فواح، جمالها مصطنع من شعر واصباغ وملبس، الثراء واضح عليها، سلمت عليها وسلمت علي وساد الصمت بيننا، لم تكن مهتمة بوجودي، كانت تنتظر صديقةً لها قلت في قلبي لماذا لاابادر بالتعارف ؟ لماذا اكون شخصية منعزلة لاجرب فقلت :
- ماأسمك؟
- هبة
- أسمك هبة ؟!!
- نعم وانت؟
- أسمي هبة ايضاً ! سبحان الله
- هاهاهاها يالصدفة !

عندها تغيرت نفسيتي واحسست اني سانسجم معها بسرعة .
اين تسكنين ؟ .. في اي مدرسة كنت ؟.. هل دخولك الفرع العلمي برغبة منك ؟.
دارت بيننا اسئلة اسال وتجيب تسالني واجيب لذا تعرفنا على بعضنا بشكل سطحي ، الا اني فرحت كثيرا فقد كسر حاجز الانطواء والعزلة الذي كاد ان يسودني ..
انتهت المحاضرة وحان وقت خروجنا ودعتني هبة بقولها (باي) فاجبتها (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)) نظرت الي باستغراب وقالت:
- انت من هذا النوع ؟! لاباس احب ذلك وارحب بك كصديقة .
تفاجاتُ ولم ارد باي كلمة .


اليوم الثاني:
دخلت قاعة المحاضرات اقلب نظري هنا وهناك ابحث عن هبة طبعا فلم اتعرف الا عليها واذا بها مع مجموعة من القتيات الجديدات ترددت في الانضمام اليهن لولا تشجيع هبة لي فعرفتني عليهن وهن بنفس مواصفاتها فكنت العنصر الغريب بينهن بحجابي الواسع وبجلبابي العريض، وقفت انصت الى حديثهن وضحكاتهن والخوض في امور الدنيا والتحرر والانفتاح الجديد وعلى راسهن (هبة ) فضحكاتها تهز المكان وبدا لي انها اجتماعية كثيرا، اليوم عرفتها اكثر ولابأس من مصاحبة رفيقاتها .
وبعد ايام...تعرفت على (رنا،تغريد وحنان)مهذبات، ملتزمات، احببتهن واحببنني وهن من المدينة، عرفت حينها ان مفهومي للمدنية كان خاطيءً فطباعهن كطباعي واصبحت حياتي حلوة وجميلة في جامعتي ولكن ....هل انسى هبة واتركها ؟!...لا ابداً فهي اول من تعرفت بها ..بدات اتقرب منها ومن مجموعتها فقد احسست ان قلوبهم صافية بالرغم من المظهر ربما يحتاجون الى كلمة طيبة ونصيحة هادفة كما اني احببت هبة لكونها ساعدتني بان اتالف مع الاخريات الا انها مازالت مجهولة بالنسبة لي على عكس صديقاتي (رنا والاخريات) فقد تعرفت عليهن بسهولة وزال كل ماهو غامض بيننا لتقارب صفاتنا وافكارنا نوعا ما، اما هبة فهي بعيدة كل البعد عن شخصيتي وهناك فجوة كبيرة بيننا لا اعرف عنها سوى اني اتخيلها اسعد فتاة في الكون فمظهرها، ضحكاتها، تصرفاتها ،انطلاقها ،ثراءها ،يصور لي سعادة وصفاء عيشها والغريب انها تبتسم لي كلما نظرت اليها وكانها تحمل في داخلها شيء تريدان تخبرني اياه، بالتاكيد عرفتها على صاحباتي (رنا تغريدوحنان) فرحت بهن وحصل نوع من التعارف .
مرت الشهور وهبة احدى صديقاتي الثانويات تجلس معنا احيانا واحيانا اخرى تفارقنا ،كنا دوما نتناقش انا ورنا وتغريد في احاديث ومواضيع مختلفة كلٌ يبدي رايه في العلوم او الاجتماع او.. او فمن ما داربيننا يوما (الحياة الاسرية) ،الافراد،ترابط الاسرة ومحبتهم وحينها رأيت هبة تستمع الينا بانصات غريب وكلما تعمقنا اكثر في الموضوع الاحظ تغيير في ملامحها وانسحبت دون ان يشعر احد بها فاتبعتها :
- هبة مابك؟!
- لاشيء.
- اانت متاكدة لقد تغيرت معالم وجهك اين ابتسامتك ؟ اين تعليقاتك التي اعتدنا عليها!!!
فالتفتت الي والدموع تملأ عينيها قلت
- مستحيل انسانة اخرى تقف امامي !
قالت:
- اني اتعس فتاة بالعالم ....
- ماذا ؟ ماذا تقولين ! لااصدق ماهذا الهراء !..تحدثي مابك؟
جلسنا في حديقة الجامعة حيث الهدوء وصفاء الجو ونسمات الريح الدافئة في فصل الخريف.. هدات من بكائها طبطبت على ظهرها وقلت :
- سافتح لك صدري وقلبي حدثيني مابك قد اساعدك
قالت:
- اعيش في جو اسري متوتر، امي وابي علاقتهما على حافة الانهيار منذ سنين لولا وجودي انا واخوتي هو الذي يربطهما لحد الان، مشاحنات ،مشاجرات كل يوم، اموالنا لم تقدم لنا السعادةولا الحياة الهانئة الهادئة، ابي يحاول ان يتقرب الينا بامواله ونسي اننا نحتاج الى لمسة حنان، الى نصيحة ،الى كلمة طيبة احسدكن على حياتكن المتواضعة البسيطة ،هل تصدقين اني اعوض عن فقداني للاب الصديق بصديقات يختلفن عنك كثيرا، اصبح لهو الدنيا وزينتها هوهمي وكل ما افكر فيه ..امي مشغولة عني بخروجها واسواقها لم تسال يوما من تصاحبين وماذا تلبسين وكيف واين المهم اننا ناكل جيدا ونلبس احسن مايكون.حرية تائهة.هكذا ختمت هبة كلامها
احتضنتها بين ذراعي وقلبي حزين لاجلها ياترى كم واحدة تعاني معاناة هبة ونحن لاندري ننظر الى المظاهر فقط..؟!

لم اتكلم حينها سوى اني دعوت الله ان يهديها ويهدي والديها، احسست عندها ومازلت اني اسعد فتاة في الدنيا ،المحبة التي تملا اسرتي، الصفاء والوئام يسود في حياتي، بساطة عيشتي ربتني وعلمتني، اسراري عند امي ،شكواي عند ابي فهما قدوتاي في حياتي، اسال المولى ان يحفظهما لي أحمده تعالى على هذه النعمة ولكن ماذا عساي ان افعل ؟كيف اساعد هبة؟
لاادري سوى اني تقربت اليها وازرتهابكلمات جميلة ونصائح حميدةوصارت تعتبرني اخت لها .
تغيرت هبة كثيرا عما كانت في السابق، ارتدت الحجاب وتعلمت الصلاة وتسال في الحلال والحرام وعسى ان تؤثر في ذلك على اسرتها وتنقذهم من الضياع.

مرت السنوات بسرعة تخرجنا من الجامعة، افترقنا، عدت الى قريتي الجميلة والى اليوم، تتصل بي هبة وتستشيرني في الصغيرة والكبيرة.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================




روووووعه ..

القصة ..

لأنها منسوجة ..

من خيوط واقعية ..

أشكرك ..

وتستحق التقييم فعلا ..


__________________________________________________ __________

كتبتي فأبدعتي غاليتي

سلمت اناملك التي خطت هذه القصه

لاتحرمينا روائعك..فنحن ننتظرها بشوق

تستحق التقييم


__________________________________________________ __________

اشكركم وبارك الله بكم سانمي هذه الهواية اكثر واكثر تحياتي لكم


__________________________________________________ __________


مشاء الله عليك القصة بجد رووعة وجميلة وكان نفسى متخلصش هنستنى جديدك


__________________________________________________ __________

يعطيك الف عافيه قصه

رووووووووووووووووعه

يسلموووووووووووووووا