عنوان الموضوع : قصه مؤثره(1)(( " القصة الكاملة لرحيل عائلة يوسف المحمد الزامل " )) -قصة جميلة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

قصه مؤثره(1)(( " القصة الكاملة لرحيل عائلة يوسف المحمد الزامل " ))






[SIZE=4][COLOR=#800080] [font=Andalus] رحمهم الله جميعاً قصة مؤثرة

(( " القصة الكاملة لرحيل عائلة يوسف المحمد الزامل " ))



"بسم الله الرحمن الرحيم"

ورحلت عائلتي الصغيره الى الرفيق الأعلى
الفقير إلى ربه ـــ يوسف بن محمد بن منصور الزامل

قال تعالى : (( "وكان أمر الله قدرا ً مقدورا ً " ))

في يوم الأربعاء الموافق
20/2/1429هـ
توفيت زوجتي خوله سلمان السلمان وابنتي الكبيرة جوري وفي يوم الأحد
الموافق 24/2/1429هـ لحقت بهم ابنتي الصغيرة حنان اثر حادث حريق نجم عنه
اختناقهم رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته .

(( البداية ))

كانت بإتصال على جوالي الساعة (1,40) ظهرآ من أحد القاطنين في العمارة
السكنية التي أسكنها وحينها خرجت مسرعا ً من عملي وتوجهت فوراً لسيارتي
وفي أثناء سيري قمت بالإتصال بزوجتي لأطمئن على أحوالهم وقد كانوا بأتم
الصحة والعافية , وما إن وصلت إلى العمارة إلا وأجد الشارع مكتظا ً
بالسيارات والناس مجتمعون بذهول واقتربت أكثر والخوف والأمل يسبقني بأن
أجد زوجتي وابنتاي بخير وعند العمارة وجدت الإسعافات والدفاع المدني
يقومون بإخلاء العمارة السكنية والكل يبحث عن أبناءه وقد اشغله همه عن
التفكير بغيره والتفت يمينا ًوشمالا ًلأرى الجميع وقد تعلق بعائلته
واحتضنهم وأنا أترقب من بينهم وابحث وسط الجموع الغفيرة عن عائلتي وأنا
اصرخ وأنادي بأعلى صوتي بأسمائهم وأرمي النوافذ من أسفل وحالما صعد
الدفاع المدني إلى الطابق الذي توجد فيه شقتي إلا و كسروا باب الشقة ثم
قام بإعطائنا إشارة من أحد غرف الشقة بان الأمور جيده وتمت السيطرة على
الوضع ونفوا وجود أشخاص حينها لاح لي بصيص الأمل بوجودهم وابلغوني بوجود
عائلة بسطح العمارة ففرحت وتوجهت للدفاع المدني حيث حملتني الرافعة
الخاصة بهم للسطح فلما رفعتني لأعلى التفت يميناً ويساراً لعلهم هنا أو
هناك نزلنا بالرافعة ووجدت أبناء أخي احمد وهم بأتم الصحة والعافية ولله
الحمد فنزلت مع الدرج وذهبت للشقة وكان المكان يعج بدخان كثيف دخلت الشقة
وكانت مظلمة سرت بخطوات ثقيلة ويدان ترتجفان وأنا أنادي
خوله ...جوري...حنان ولا مجيب فنزلت مسرعا ًمع الدرج فوجدت بمنتصفه عباءة
أم جوري وسجادة جوري وقد ألقيتا على الأرض فساورني الشك وسرى شعور غريب
لم أعرف تفسيرا ًله فتوجهت مباشرة ًإلى الضابط وسألته قائلا أين نقلتوا
المصابين؟ فقال لقد تم نفلهم إلى مستشفى رعاية الرياض (التأمينات سابقا
ً).

(( قال : كــارثـة !! ))


فذهبت مسرعا ً إلى المستشفى وفي هذه اللحظة قمت بالإتصال على أختي لعلي
أجد أملا ً في وجودهم عندها حيث أن ابنتي جوري بعد أن تخرج من المدرسة
تذهب أحيانا ً إلى عمتها وتجلس عندهم لبعض الوقت فسألتها : جوري
عندكم ؟!!! قالوا لي لا فتجدد الحزن والخوف في نفسي وعندما دخلت للمستشفى
توجهت فورآ لغرفة الطوارئ وحينها شاهدت منظرا ً لم أكن اتخيل في يوم من
الأيام أن اراه !! منظر مؤلم !!! وجدت زوجتي وابنتاي قد سجيت أجسادهم فوق
أسرة الطوارئ البيضاء في حالة يرثى لها كانت أم جوري بالمنتصف وجوري عن
يسارها وحنان عن يمينها والوضع في غاية الصعوبة اتجهت نحوهم وامسكت بيد
زوجتي بقوه وأناديها علّي أجد إجابه شافيه لعبراتي وحزني كان الأطباء في
حالة استنفار وقد تم وضع الأجهزة عليهم والوضع حرجٌ جدا ً وكان الأطباء
يعملون جاهدين على إنقاذ ما يستطيعون فقال لي الطبيب بلهجة قويه من انت ؟
أخرج من هنا فورا ً ؟ قلت له ودموعي تسابق كلماتي أنا والدهم فقال لي
بلهجة ساخطه هاذي كارثه!! كان كلامه كالماء الحار على وجهي ,, خرجت
كلماته سهاما ً تطعن ما تبقى من قلبي المكلوم ,,, عندها انهرت !! لا ادري
ما العمل ولا كيف السبيل أين أذهب؟ ماذا أقول ؟ كيف افقدهم هكذا بلمحة
بصر!! سبقتني أقدار الله فلم أن أسأل عائلتي ماذا دهاكم لتكونوا هكذ1!!
لقد قتلت كلماته ما تبقى من الأمل في صدري !!!
((قال تعالى :"ولاتهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " ))


وفي غمرة تساؤلات ضجت بها أفكاري كنت حينها سأفقد عقلي ، أحسست بيد حانية
تمسكني وكانت طبيبه سعوديه قالت لي : أنا أختك في الله ناصحه لك اكبر منك
وأعلم منك , أعلم يا أخي أن كل هذه الأجهزة والأطباء سبب فقط لكنهم لن
يغيروا من شي أراده الله وتأكد أنهم لو اجتمعو على أن يأتوا بشي لم يكتبه
الله لن يستطيعوا,, قم يا أخي الآن وأغتسل وصل ركعتين وادع لهم لعل الله
يحدث بعد ذلك أمرا كانت كلماتها كالبلسم الشافي لجراحي لن أنس ما قامت به
من أجلي , بالرغم من كونها كلمات لكنها حفرت أثرها في قلبي حتى هذه
اللحظة فجزاها الله خيرا ً وأسأل الله أن يكثر من امثالها . خرجت من غرفة
الطوارئ أجر خطواتي المثقلة بذكريات السنين وقد تمثلت أمامي عائلتي بكل
أحوالهم ـ ضحكاتهم وأيام ٌ عشتها وسنين كنا فيها معا ً بحلوها ومرها .
ذهبت للمكتب المجاور واتصلت على أخي أحمد وقلت له بلهجة المكسور : ( أحمد
الحق عيالي تعبانين ) فتقدم لي المدير المناوب وامسك بي ؛ فتوضأت وصليت
ودعوت الله أن يريني خيرا ً وأن يحفظهم لي .
((قال تعالى : " يا أيتها النفس المطمئنه ارجعي إلى ربك راضية مرضية " ))
ثم رجعت الى غرفه الطوارئ ولما دخلت وإذا زوجتي أم جوري قد رفعت عنها
الأجهزة قلت للدكتور والذهول يملوء جوارحي ماذا حدث؟ قال لي مافيه فايده
البقية بحياتك) !!!!! ورجع أدراجه دون أن يرى ماذا سيحل بي !؟ يا
إلهي ,,, هكذا فقط ! بدون أي مقدمات ترحل زوجتي ؟!! لم أتمالك نفسي
فانهرت باكيا ً حزينا ً وفي هذه اللحظة دخل أخي أحمد ورآني فأمسك بي
وضمني إلى صدره وذهب بي لغرفه أخرى ذكروني بالله و أعطوني كأس ماء لأشربه
ثم لم أستطع الصبر فعدت ثانيه إلى الإسعاف فوجدت أمامي ابنتي جوري وقد حل
بها ما حل بأمها فقد تم إزالة الأجهزة عنها وقال لي دكتور الأطفال لقد
أعطيناها صدمات كهربائيه ثم رجع لها نبض خفيف لكنه لم يستمر وقد سلمت
روحها إلى بارئها أما ابنتك الأخرى حنان فقد عاد لها النبض من جديد
وأرسلت إلى العناية المركزة للأطفال!! عندها وفي لحظتها لم يكن حالي يسر
حتى عدوي فقد كنت كمن وقف جسده معلقا ً لا أرض ٌ تقيه ولا سماء !

(( قال تعالى : " وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد " ))
حينذاك حضرت أختي وزوجها عبدالحميد وأخو زوجتي عاصم السلمان وحضر عبد
الرحمن العوهلي وأبناء عمي وجمع من الزملاء والجيران وقفوا بجانبي
وذكروني بالله وخففوا من مصابيي وانا ولله الحمد اكرر إنا لله وإنا إليه
راجعون اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها ولساني لم يفتر عن ذكر
الله ولله الحمد و المنة , جلست في ساحة المستشفى بين المصدق والمكذب
أحسست من هول المصاب أن الزمن توقف وانني لم ولن استطيع الحراك أو حتى
التفكير!! يا الله كأنه حلم كأنني أعيش قصه قد نسجت فصولها من خيال !
هكذا بغمضة عين ذهبت زوجتي وابنتي جوري !! رحمهما الله جميعا ً وابنتي
حنان في حاله حرجه لا إله إلا الله سبحان من بيده ملكوت كل شيء . عدت مرة
ً أخرى إلى الدور العلوي إلى العناية المركزة للأطفال حيث ترقد ابنتي
الصغيرة حنان ذهبت لأطمئن على حالها وكلي أمل بأن يكتب الله لها الشفاء
وأن تلملم شتاتي بفقد أمها وأختها جلست أنظر لها ودموعي سيلا ًجاريا ً
إنها لا تتكلم ولا تتحرك بل أنها لا تشعر بمن حولها أبدا ً مسكينة صغيرتي
حنان أين مشاغبتك أين طفولتك أين صوتك الشجي العذب أين وأين و أين ؟!!!
إنه ألم وحرقة وغصة لم أعشه يوما ً ولم اقرأه في أساطير الروايات !!!!!!!
وفي أثناء غرقي بواقعي المر وماضيي المفقود قال لي أقاربي ومن كان معي
هيا بنا لنتحرك عن المستشفى ونسافر لمدينة عنيزة مسقط رأسي أنا وزوجتي
حيث الأهل والأقرباء لكن اعترضت وقلت كيف اذهب وقد فقدت زوجتي وابنتي ولم
تبق لي غير صغيرتي حنان كيف اتركها وحدها هنا وسط أناس لا أعلم مدى
الرحمة في قلوبهم ؟ كيف اتركها واذهب وهي في أمس الحاجة لي ؟ قلت لهم لا
لن أذهب سأجلس عندها لن أفارقها , قالوا لي لابد أن تذهب معنا لتصلي على
أم جوري وجوري رحمهم الله فقال عبد الحميد لي أطمأن بعدها سيعودون بك
لتجلس بجانب ابنتك حنان أما الآن فسنبقى بجانبها أنا وعمتها لا تخف هي
ابنتنا وفي أعيننا فأصروا علي فاطمأننت وذهبت أودع أبنتي الصغيرة حنان
وأستودعها الله الذي لا تضيع ودائعه ومن ثم ذهبنا بالسيارة متوجهين
لمدينة عنيزة وأما جثمان زوجتي وابنتي فقد تم نقلهم بسيارة خاصة استلم
قيادتها أخو زوجتي (عاصم) . في الطريق كنت أحس بتوقف الحياة ومرارة
اللحظات ولولا الله ثم وقوف الجميع معي لم أكن لأستطيع أن أتمالك نفسي في
تلك اللحظات ,, كنت أتجرع مرارة لم أتذوقها طوال حياتي كنت أحس بوحدة
موحشة وحزن عميق قطع نياط قلبي النازف بطعون الفراق . دعوات والدي
ووالدتي كانت تزيدني قوة ً وعزيمة ً وإيمانا ً بالله عز وجل ولن أنسى
والد ووالدة زوجتي المكلومين بفقد ابنتهم حيث لم تثنيهم مصيبتهم عن
الإطمئنان علي طوال الطريق .
وعندما وصلت إلى مدينة القصيم وجدت الكل بانتظاري استقبلوني بكل حب
واحتضنوني بشوق لم أحتج في ذلك الوقت لشيء سواه , وأطمأنوا لوضعي ,وفي
الطرف الآخر وصل أخو زوجتي وتوجه إلى مغسلة الموتى ليسلم أحبتي ويضعونهما
في ثلاجة الموتى ,, مرت الساعات ثقيلة مليئة بالهم والحزن ومشبعة ً بغصات
الألم وحرارة الفراق ساعات ٍعشتها لن أتمن ِّ تذكرها إطلاقا ً , كانت
ليلة كدهر لم اهنأ فيها بالراحة كما كنت ولم أتذوق فيها النوم الهنيء كما
كنت أعيشه سابقا ً .
((طبعت على كدر وأنت تريدها " " صفوا ً من الأقذاء والأكدار !! ))

وجاء الغد يوم الخميس 21/2/1429هـ أشرقت شمسه حارقة ! لم تكن كما كانت
مثل كل يوم لم أعد أرى الصبح جميلا ً كما كان ولم أعد أحس بنسماته
الساحرة كان صباحا ً مكتظا ً بالألم والحزن , لم يمضي كما كان يمضي سريعا
ً,, ارتفع صوت المؤذن معلنا ً دخول وقت الظهر , ذهبنا إلى الصلاة وبعدها
توجهنا مباشرة ً لمغسلة الأموات حيت توجد زوجتي وابنتي بثلاجة الموتى
وبعد أن تم تغسيلهما ذهبت لرؤيتهما . الأجساد على الحدائد موضوعة ً بلا
حراك وقد انقطع كل حبل للحياة فيها ,, كم أنزلت عليها من دموعي الحاره
لتدفيء ما شاء الله لها وكم نظرت ونظرت لأشبع عيناي قبل الفراق !! لكن لن
ولم ترتو من أحباب قلبي ؛ فلم أمل ِّمن الحياة معهم والأنس بهم لكن لكل
أجل كتاب والحمد لله على كل حال , قمت بوضع الطيب بمواضع سجودهم وقبلتهم
واستودعتهم الله الذي لا تضيع ودائعه ثم دعوت لهم دعاء من القلب مصدره
يكسوه الحنين لهم ويغطيه الأمل بلقائهم بجنات عرضها السموات والأرض بنعيم
لا ينفذ وقرة عين لا تزول ,, أسعدني ما رأيت من نور ٍ يكسو وجوههم ورائحة
زكيه عذبه تفوح بأرجاء المكان زينتها سبابة أم جوري وقد ارتفعت بشهادة
أسأل الله أن يتقبلها شهيدة عنده وأن يجعل ابنتي جوري شفيعة ً لي
ولوالدتها يوم القيامه .
((لا تعذل المشتاق في أشواقه " "حتى يكون حشاك في أحشائه ))

بعدها لبسوا أحباب قلبي أكفانا ً بيضاء كما وجوههم عندها حجب عني أحبابي
فلم أعد أستطيع أن أمتع عيني برؤيتهم ولم أعد أستلذ بالحديث معهم وحملوا
إلى المسجد وكان موعد صلاة العصر بجامع الشيخ ابن عثيمين وبعد أن صلينا
العصر قمنا للصلاة على الجنائز فنظرت خلفي لأرى المصلين فوجدت جموعا ً
غفيره من المصلين ولله الحمد وقد صلى على الجنائز الشيخ سامي الصقير وزاد
تكبيرة للدعاء جزاه الله خيرا ً , بعدها حملنا الجنائز للمقبرة وقلبي
يسبقهم شوقا ً لهم وحزنا ً لفراقهم فلما وصلنا للمقبرة وجدناها مليئة
بحشود لم يتمكنوا من الصلاة بالمسجد وقاموا بالصلاة على الجنائز بعدها
جاء وقت الدفن جاءت لحظه ما كنت أتخيل أن أعيشها !! لحظه ينزف فيها القلب
دما ًحارقا ً !! وتنزف العيون فيها دمعا ًغزيرا ً!! لحظه أليمه تلك التي
تضع فيها أغلى البشر على قلبك في التراب !! كانت الدنيا في عيني يكسوها
السواد الحالك والحزن العميق حملتها وكان معي


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


الله يعطيك الف عافية

بانتظار جديدك


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________