بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد ..
الأحبة في الله ..
أسألكم بربكم :هل تشعرون بألم القيود التي تشل حركة الواحد منَّا ؟
*~*~*~*~*
يخاطبني الشباب قائلين : قدمي ثقيلة ، أريد أن أنجو ، أن أخطو ، أن حتى أحبو ، ولكن شيئا ما يعوقني ، شيئا لا أدرى حقيقته ، ولكن أشعر بأثره .
وأقول لهم : أخطر قيد يعطل سيرك ، ذلكم القيد المزروع في أعماقك ، في وجدانك ، ذلكم القيد المسيطر على عقلك وتفكيرك ، فقد ينشأ الإنسان في بيئة مميتة، وعوامل الإحباط تحوطه من كل الجهات، وفي جو أقل ما يقال عنه أنه خال من الصحة النفسية: استهزاء وانتقاد واستخفاف، وإهمال للمشاعر، وتثبيط للعزائم، وعراقيل يصنعونها .
فيشب الواحد منَّأ وقد غُرست هذه القيود داخله وتمكنت! فمشاعره مخنوقة لأنها سُدّت في وقت مبكر وكبتت في الصغر، وطاقاته محبوسة لا يعرف كيف يُخرجها، فهو لم يعتد الحركة والعمل! لذا يتهمه الآخرون بالسلبية لأنهم لا يعرفون مكنون نفسه وما حلّ فيها من قيود معيقة محبطة.
ولكن السؤال الأهم الآن: إلى متى سيبقى هذا الاستسلام وهذا العجز أمام تلك المقيدات ؟
*~*~*~*~*
أولا : أنا لا أمسك بعصا سحرية للتغيير ، ولكن أؤمن بالله ، ويقيني به لا يهتز ، وحسن ظني به ، وحسن رجائي فيه لا يخيب : أنه لن يضيعنا ، وسيكون معنا إذا صدقنا العزم والنية ، وأردنا طريقه هو ، ووضعنا جباهنا ذليلة بين يديه .
**
ثانيًا : أنا في " فك قيدك " أرسل لك رسائل للتحفيز النفسي الإيماني ، لأني أرى الأمة الآن بأمس الحاجة لمن يطببها نفسيا ، وهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان دائما يبشر اصحابه في أحلك الظروف .
**
ثالثا : لا للضعف ، لا للعجز ، لا للكسل ، لا للمبالغة ، لا للتعميم : خمس لاءات لابد لكل من يشاركنا أن يرفعها فمنها سننتطلق في فك القيود ،غير مستسلمين لعوامل الهزيمة أو اليأس .
**
رابعًا : أساس العلاج : الإخلاص والصدق ، والصبر ، والاستعانة بالله ،
**
خامسًا : كلمة " اليأس " هي الخط الأحمر الذي لا يجوز لك أن تذكره أبدا وأنت معنا ، فاليأس لا يعرف طريقه إلى قلب المؤمن المتصل بخالقه.
**
سادسًا : اهجر الشخصيات المحبطة والمثبطة التي قد تظهر في طريقك، وابحث عن إخوان الصدق الذين إن فشل مرة أو تعثرت قدماه أمسكوا بيديه ليقف من جديد ويواصل الطريق
فيا حبيبي في الله ...
اصدق النية،
وحطم قيودك،
وانطلق نحو غايتك،
فالعمر قصير ويكفي ما مضى،
ولكن وإن تأخرت في اللحاق بالركب، فلعلك تسبق الكثيرين،
وليس المهم أن أسبق، ولكن في أن تصدق نيتك،
فالله إن علم منك الصدق فسيعينك، وسيهيئ لك من يرشدك في الطريق ويأخذ بيديك.
*~*~*~*~*
فهيا معنا " نفك القيود " قيد الغفلة ، وقيد الهزيمة النفسية ، وقيد العادات ، وقيد الرواسب الجاهلية ، وقيد القناعات السلبية .
لابد أن تنجو ، ليس عندك اختيار آخر ، فاركب معنا ولا تكن من الهالكين .
والله المستعان
وكتبه
هاني حلمي
6 رجب 1437-1436 هـ