عنوان الموضوع : سَكينــه ... وســط العــآصفــه [ قصــة قصيــرٍه]
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
سَكينــه ... وســط العــآصفــه [ قصــة قصيــرٍه]
في زاوية غرفتها المعتمة ..تدور و تدور على كرسيها الجلدي .. صمت تام لا يشوبه إلا صوت أقدامها تصطدم حينا بأثاث غرفتها و أحيانا أخرى بألعابها المتناثرة في كل مكان ..
شعرت بهواء بارد يتسرب عبر نافذتها المواربة .. لم تدرك أن الرياح تحمل لها أكثر من البرودة و الهواء الرطب إلا حين شعرت به .. شيئ ما يلتف حولها .. يتراقص على شرايين يديها المتعبة .. و يقبل بنانها ليبعث في داخلها دفئا اشتاقت له منذ زمن
أغمضت عينيها .. تريد أن تتذوق المزيد من ذلك الشعور الغريب .. تحاول أن تدرك سر الابتسامة التي ترتسم على شفتيها دون إذن منها ..
استمر دورانها .. و لكن بسرعة أكبر و قوة أكثر .. شعرت بأنها هوت مرات و مرات و في كل مرة كانت الريح تحملها نحو كرسيها مرة أخرى وسط ضحك أطفال صغار يأتي من لا مكان ليغزو أذنيها و يعيد إليها القدرة على الاستمتاع بأبسط الاشياء و أكثرها براءة
كرسيها يصدر أزيزا بسيطا يطغى عليه صوت نقرات المطر تطرق على الشبابيك و على سقفها القرميدي المتداعي .. و قلبها يرقص على أصوات انهماره بكل جموح و قوة.
فجأة .. سكن كل شيء .. لا مطر و لا رياح .. فتحت عينيها فإذا بها وسط هالة نارية متقدة .. أطرافها متجمدة من البرد .. و دموعها بلورات شفافه تغطي وجنتها الوردية الذابلة .. أدركت حينها أن الحلم موشك على الانتهاء ..
جرت سريعا نحو الباب تريد أن تفتحه فلم تجد المفتاح .. طرقت طويلا عل أحدا ما يمر و يفك أسرها دون فائدة .. شعرت بالضعف و الهوان .. و بدأ جسدها ينزلق خلف الباب الموصد لتصطدم ذراعها بقبضة الباب و يفتح دون أدنى معاناة .. أصدرت ضحكة ساخرة .. و نطقت بكلمة واحدة لترددها عدة مرات ... " غبية "
الإطلالة كانت غامضة .. لا زال ستار الليل يغطي المكان .. و الأشجار تصرخ عارية فيما يغسلها المطر بقوة و تهزها الرياح دون رحمة .. و ذلك الطريق الحجري الطويل .. محطم في أركانه .. ممتد إلى ما لا نهاية .. نحو نور خافت .. يكاد يكون سرابا
خطت خطوتها الأولى على الطريق "غير الممهد" .. تقدم الخطى و ترجع بأضعافها .. تخشى سجنا آخر بانتظارها.. طريق وعرة .. و سحب تمطر دما .. أزهار تسيل الدموع من سيقانها .. و خيالات مشوهة من الماضي تحوم حولها ...
جثت على ركبتيها تبكي.. أي مغامرة أقمحت نفسها بها .. أي أحلام قررت مزاولتها لتعيش معها في الكوابيس..
عادت الرياح تدغدغها .. و عاد طيفه يمدها بالقوة لتقف .. نظرت خلفها فلم تجد كوخها العتيق ... و الطريق لا زال طويلا ..و النور يكاد يضمحل خلف الغيوم الكثيفة ..
ضمت قبضتيها و رفعت رأسها نحو السماء لتلوح لها نجمة ما .. رسمت ابتسامة متعبة على شفتيها و أكملت الطريق ..
قابلها دب يريد التهامها و لا يقوى الوصول إليها .. ورأت أفعى تعد خطواتها و تلتف حولها .. جرت طويلا من أسد يوشك على افتراسها
كان طريقا طويلا .. و زمنا طويلا .. و الليل لا زال سيد الموقف .. بينما الوحوش تهاجمها بين الفينةو الاخرى.. و هي تنجو بأعجوبة في كل مرة
وصلت أخيرا إلى شجرة عملاقة تكاد تكون حائطا .. شجرة بلا أغصان .. بلا أوراق .. و على لحائها ألوان و ألوان ..
حاولت لمسها فاشتعلت أصابعها حريقا .. نظرت نحو قمتها لتجد نفسها تغوص عميقا إلى لا مكان ..
عندها بدأ النور يظهر من خلف الشجرة و يتوهج .. زحفت على ركبتيها ..تشبثت بالأحجار .. و الأعشاب الميتة .. تشبثت بشرايين دمها .. تسلقت حبائل خوفها ..
لتجد حجرا مضيئا .. يحمل مفتاحا و قفلا .. و زهرة جورية
أغمضت عينيها تتلمس الحجر .. ثم فتحتهمها لتجد النور يتسرب من بين ثنايا ستارتها الحريرية .. و يدعوها لتستيقظ و تبدأ حربها اليومية .. في المنزل و العمل
شعرت بشيء أسفل وسادتها .. ووجدتها هناك .. وردة الحب الأول لا تزال غافية هناك و إلى جانبها سوارها الذهبي بقفله و مفتاحه و ذكراه ....
صحيح .. بعض الذكريات أقوى من الواقع .. و بعض الندم على الحب الضائع لا ينتهي أبدا
النهاية ..
كانت وليدة اللحظة .. انفعال و تمرد على كل ما حولي فجرته في أوراقي
هكذا كتبتها على أجزاء فأحببت ان أضيفها بذات الطريقة
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
شكرا
لك على هذا الوصف الرائع والاسلوب الشيق وهذه الحبكة المترابطة حقا انها رائعة
تحياتي
__________________________________________________ __________
اهلآ حببتى جويل
تسلمى يا قمر
عسى ما انحرم من دخلتكـ
__________________________________________________ __________
قصة جميلة .. امتعتينــا بهـا
تحمل في جوانحهــا معاني كثيرة
كادت ان تكون خواطر منسقة
جزاكـ الله خير عزيزتي
كل الشكــر لكـِ
نُورالْإيمَــاآان
__________________________________________________ __________
الله يخليكى نونو يا قمر
نورتى
وما انحرم من طلتك
__________________________________________________ __________
روعــه
سبـق و قرأتهــآ
ألـف شكـر لـك ياحلـوهـ