عنوان الموضوع : قصه قصيرة(عشا النساء -وجبه ألم-)
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
قصه قصيرة(عشا النساء -وجبه ألم-)
--------------------------------------------------------------------------------
في البداية احب اوضح لكن
ماللاسلوب القصصي من تمتع بالقدرة على توصيل المعلومات، وتحقيق جملة من الفوائد تتقاصر عنها سائر فنون النثر.
وما من شك في أن إقبال الناس على القصص وتعلقهم بأحداثها يعمق مضامينها في نفوسهم ويمكنهم من الاستيعاب الجيد، والتأثر بالأحداث.
ومن هنا اخترت لكن قصة مولمة لكنها تحاكي كتير من واقعنا فا الى هناك
في منزل الدكتورة ( خديجة ) ستجتمع الصديقات الأربع في مأدبة عشاء بمناسبة عودة الدكتورة ( وضحى ) من أستراليا بعد إتمام الرحلة الدراسية لنيل شهادة الدكتوراه في ( الكيمياء العضوية )
بدأت تصل سيارات الصديقات تباعاً لتلك ( الفيلا ) حديثة الطراز بديعة التصميم
الأولى كعادتها في الحضور في مواعيدها وعادتها في الدراسة هي د. ( أمل ) ذات الجمال الممزوج بملامح شرق أسيوية وقصر القامة ونبرة الصوت الحجازية الرنانة
بعبارات الترحاب التي غرد ت بها خديجة وهي تنزل درجات السلم و الإبتسامة الساحرة حتى عانقت ( أمل ) وتوسطتا الصالون ودار بينهما حديث قصير في السؤال عن الصحة والأولاد
ثم وصلت د. ( سارة ) وفي يدها طفلتها ( وسن ) التي أتمت شهرها الرابع قبل أيام اعتذرت ( سارة ) عن تأخرها وهي تعانق ( خديجة ) بينما كانت ( أمل ) قد أخذت الطفلة وبدأت تلاعبها وتضاحكها وبعد قبلة حميمية طبعتها على خد الطفلة ضحكت (وسن ) فردت ( أمل ) بسرعة ( بكاشة طالعة لأمك ) !!
(سيبي أمها في حالها وغلبها ) ردت ( سارة ) وهي تسلم ضاحكة على ( أمل )
و استمرت الأحاديث والممازحات بين الصديقات وهن ينظرن إلى الساعة بين فينة
وأخرى
سألت ( أمل ) هل وصف المنزل واضح لوضحى ياخديجة – (انشغل بالنا عليها ) !!؟
قبل أن ترد خديجة كانت ( وضحى ) قد وصلت وكفت خديجة الإجابة
بعد الاستقبال الحار والعاطفي للصديقة المسافرة والدكتورة الجديدة قدمت ( خديجة ) الضيافة المعهودة
من القهوة العربية وبالطريقة التي تعود عليها الصديقات منذ سنوات
(وضحى ) سحرها المكان والأثاث واللمسات السحرية وروعة الاختيار لكل قطعة في المنزل وقالت : ذوقكم جدا عالي ياخديجة في اختياراتك ردت خديجة ضاحكة : أكيد والدليل اخترتك صديقة
ضحك الجميع بصوت عالي ثم طلبت خديجة من الصديقات أن يأخذن جولة قصيرة في ( الفيلا ) الجديدة ليتبارك البيت ! حسب قولها
رحب الجميع بالفكرة وبدأت الجولة بداخل الفيلا الألوان المتمازجة بإتقان النحاسيات والتحف السجاد والستائر والكنب الرسومات على الحائط الإضاءة والثريا التي تتوسط الفيلا ولوحة كبيرة جدا عبارة عن شجرة النسب النبوي الشريف التي تسمرت أمامها ( سارة ) طويلا ووضعت إصبعها على أدم عليه السلام وسبب وجود اللوحة أن خديجة من الأشراف وزوجها حريص على أن يتمسك بهذا الشرف والمجد وانتهت الجولة بالحديقة الغناء التي جعلت من الفيلا قصرا أندلسياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى
بعد أن عاد الجميع للجلوس لهجت ألسن الصديقات أن يكون هذا المنزل مباركاً وجنة لأهله وأن يحفظهم الله من كل مكروهإنشغلت سارة قليلا بابنتها ( وسن ) وهنا بادرتها ( وضحى ) بسؤال خاطف عن سر أصطحابها لابنتها الصغيرة
صمت الجميع لثواني وتغيرت الملامح واختلفت النظرات بين من تقول ليتك لم تسألي ؟ ونظرات تحمل معنى كيف ستجيب ؟
رفعت رأسها سارة ونظرت إلى ( وضحى ) قالت مختصرة لأنها ليس لها أحد ! ؟
أنا يا وضحى تطلقت أو بالأصح طلقت !!
ردت ( وضحى ) اسفة على مضايقتك لكن لم يخبرني أحد كيف حدث هذا ولماذا ؟
سارة : حسب الموضة !!
وضحى : تقصدين موضة الطلاق ؟
سارة : بل موضة التطليق بدعوى ( كفاءة النسب ) !!!
أنت تعرفي يا وضحى أن أخوالي من ذلك البلد العربي الذي يقصده كل سائح ويدفع الرجل من نفيس ماله ليحضى بشرف المصاهرة مع بيوته لشرف العوائل وحسن التربية والاهم الجمال الفائق لنساء ذلك البلد
بعد سفرك مباشرة تقدم إلى شاب مكتمل الجوانب على دين و مؤهل علمي عالي ومكانة اجتماعية مرموقة ومن بلد أمي !!!هذا مدح وعيب في نفس الوقت
وافق أبي رغم معارضة إخواني وأعمامي بل قبيلتي بأكملها لأنه لم يلتفت أبداً لما كانوا يرددونه من سبب لرفض هذا الشاب جعل أبي كل تلك العراقيل تحت قدمه حين علم بموافقتي وأتم موضوع الزواج وبسبب الظروف العائلية كانت مراسم الزواج مختصره جدا
بعدها بأشهر توفي والدي - رحمة الله عليه – وتوفي معه العدل والأمان والفرح دفنها إخوتي وهم يحثون التراب على وجهه الغالي وكأنهم يسترون عيباً ويدفنون عاراً قام به !!
سارت الأمور بشكل معقد وشائك وبسبب موضوع الإرث هدد إخوتي إذا طالبت بنصيبي أن يرفعوا عليّ قضية تطليق لعدم التكافؤ !!
لم ألتفت لهم ولا لتهديدهم ولم يدر بخلدي أن قضية مثل هذه سيمنحهم القاضي فيها الحكم !!
نفذ أخي الأكبر التهديد وتولى المهمة ليعيد لهذه العائلة التوازن في النسب وهو الذي كان يقبل رجل أمي لتخطب له بنت خالتي !!!! ولما رفضته أصبحت أمي وأهلها أقل من نسبنا العريق وقبيلتنا المبجلة
قاطعتها ( وضحى ) : اسمحي لي ياحبيبتي يا ( سارة ) أنت تتحملي جزء كبير من المشكلة كيف تقبلي بزوج كهذا دون أن تلتفتي للأعراف و ( السلوم ) والعادات نحن القبائل لنا وضع مختلف !! لسنا كأي أحد !! أذكر كلام لأحد القضاة مفاده (ما من أمة إلا ولها اعتباراتها في الطبقية الاجتماعية تضيق حيناً وتتسع حيناً آخر ، وحتى من تزوجوا مخالفين بعض هذه الأوضاع الاجتماعية لديهم اعتبارات طبقية لو أراد أولادهم تجاوزها لم يقبلوا بهذا التجاوز ؛ فلا يرضون لهم بالزواج من أي أحد مهما كان جنسه ولونه . ولهذا بنى الفقهاء على ذلك أحكاماً تنظم هذا الواقع المفروض ، وتوازن بين المصالح والمفاسد . وهذه بعض مفاسد تجاوز الأوضاع الاجتماعية : أولاً : ظهور القطيعة بين الأقارب بسبب كسر هذه العادة الاجتماعية . وتكامل المرء النفسي لا يكون بالعلاقة الزوجية فقط ؛ بل يحتاج إلى دوائر أوسع لإيجاد هذا التكامل . ثانياً : أن في هذا نوعاً من التعسف في استعمال الحق ، ويظهر ذلك في تأثر أقارب الزوجين سلباً بالتصرف المنفرد الذي اُتخذ من قبلهما بما يؤثر على حظوظهم في الزواج ، وكذلك نظرة المجتمع إليهم . كما أن أولاد الزوجين سيتأثرون بهذا القرار الذي اتخذه والدهما . وكل هذا يُعتبر عند الناس تعسفاً في استعمال الحق ، وقلة مبالاة بشعور الآخرين اللذين هم شركاؤه في البناء الاجتماعي . ثالثاً : اضطراب الحياة الزوجية بسبب التفاوت الاجتماعي بين الزوجين ؛)
أنا أحملك يا ( سارة ) نتيجة هذا القرار غير المدروس
سارة : لحظة لحظة يا د.(وضحى )
نحن نعيش واقع مدني في ظل حكومة عصرية مدنية قررت القوانين التي تكفل الحق لكل مواطن ومواطنة في ممارسة حقوقه الدستورية والوطنية كاملة
أنا وضعي القانوني سليم والزواج تم من خلال محكمة شرعية تحكم بالكتاب والسنة ومستوفي جميع الشروط فالشرع لا يمانع زواجي أبداً والقانون في صفي
أما النتائج التي قد تحدث في المستقبل أنا وزوجي من يتحملها ثم إذا تطلقنا برغبة أحد الطرفين في الإنفصال أو اتفقنا على الإنفصال جميعا هذا أمر أخر وليس تعسف في استعمال الحق أبداً ولن يؤثر على تركيبة المجتمع نهائيا لأنه حدث في أطهر العصور وأشرفها وتوالت الأزمنة وهي حالات تتكرر في كل يوم
وما هي المزية التي خص الله بها القبائل عن مختلف خلق الله
كيف ننسى كل الأدلة التي تعلن المساواة وتنادي بالإخاء بين كل مسلم من أي قطر أو عرق ونتشبث بأدلة لها حكم الخصوصية وليس التعميم
قاطعتهن ( خديجة ) بابتسامة لتحاول إعادة الألفة والود لحوار بدل الإحتدام وتحول الجلسة إلى ( الإتجاه المعاكس ) وذكرت أن هناك حالات بسيطة نسبيا من الفتيات من ( آل البيت ) تضررن من ربط زواجهن بشريف مثلهن حيث لوحظ إزدياد في معدلات العنوسة في الفتيات وكذلك الزواج من شاب غير مناسب كل مؤهله أنه من ( آل البيت ) وكذلك زواج الأقارب الذي يسبب بعض الأضرار الصحية
لكن يا جماعة هذا لا يجعلنا أن نلغي المكانة الاجتماعية لنا ونرمي بالأعراف عرض الحائط بحجة المدنية
يبقى التقسيم الطبقي للمجتمع ليحفظ لكل منزلة وضعها وهيبتها
ترد ( سارة بتهكم ) : التقسيم الطبقي سيلغى في ظل العولمة لكن الإعلام الذي مازال يعرض ( نمر بن عدوان ) و( رأس غليص ) يتوق أن يرجعنا لحياة البادية وشيخ القبيلة وترديد البنت لولد عمها !!!
لما قال لي (القاضي ) كلمة النسب قلت له زوجي يقرب لي نسبا قال كيف ؟
قلت أنظر لشجرة العائلة ، نحن من سلالة أدم أبو البشر وهو كذلك يعود نسبة لأدم فبيننا نسب !!
قال الشيخ هذه هرطقة يا بنت قلت : أنا أحمل الدكتوراه ياشيخ
قال : هل هناك دكتورة لا تعرف القبائل والأفخاذ
قلت : ربما أجهل القبائل لكن أعرف أنك ومعشر الرجال تعشقون الأفخاذ !!!
طبعاً شتمني وهدد بطردي فسكت
مالك حق قاطعتها ( خديجة ) الكلمة كبيرة
سارة ( والحكم أكبر ) هو سيطلقني من زوجي ويهدم بيتي ويؤثر على ابنتي ومستقبلي وأنا مطلوب مني أخاف على مشاعره و نظرته الذكورية المجحفة
قالت وضحى ل( أمل ) هل نمت ؟ لم لا تشاركينا الحديث
ضحكت ( أمل ) وقالت أنا تجنبت هذا الجدل البيزنطي من سنوات عديدة حين وجدت أن هذا الكلام لا يدور بين المثقفين فاحترمت ثقافتي فلما وجدت القضاة جعلوه من الدين ألتزمت الصمت أكثر وأكثر حتى لا أتكلم في الدين !!
كنت في سوق في جدة وأسمع لحوار بين شباب من الجنوب الغربي للمملكة كان أحد الأشخاص يعتب عليهم في مسألة المعاكسة ومضايقة الفتيات رد واحد منهم وقال : - قسم بالله - لو كانت بنت حمولة ما طلعت من بيتهم بهذا اللبس من قدام أبوها وإخوانها أيش هذا !!
و جارتنا زوجها سائق ( ليموزين ) تقول في الأعياد حين يأتي شباب نجد الأشاوس دائما يسألونه ( أنت ما تخبر لنا مكان فيه بنات ياصديق ؟!! )
ليش أتكلم وإحنا من مختلف طبقات المجتمع ونشكل نسيج مصغر له ومع ذلك لما توفرت الفرص حققنا ذات المؤهل و نهلنا من نفس الثقافة ونافسنا العالم بعقولنا
لكن حين تسود ثقافة الأجناس والعنصرية والتمييز الطبقي والعرقي سوف نعيد حقبة مؤسفة من التأريخ حين يدفن أبو جهل ابنته حية خوف العار وفي المساء يعاقر الخمر ويزني ولا يخشى العار
نعيد للأذهان زمن السادة والعبيد ونعود لعصر رجل الغابة لكن بملابس وجوال ( N95)
يا حبيباتي يا صديقاتي يا أخوات الإسلام أنظروا ل( وسن ) هي تحملكم أمانة صنع مستقبل لها ولكل الأجيال القادمة لكن من يخفق في التخلص من مساوئ أمسه ولا يحسن التعايش مع حاضره كيف يصنع مستقبله ؟
كيف يصنع مستقبله ؟كيف يصنع مستقبله ؟
وتجثو على ركبتيها في مشهد مسرحي فينفجر المكان بالضحك المجلجل لدقائق
سألت ( خديجة ) وضحى ما لقيت نصيبك في أستراليا ؟
ردت ( وضحى ) نصيب أيه اللي أنت جاي تسأل عليه ؟؟؟؟
أنا زوجي مؤهلي في الوقت الراهن لأن الخيارات التي أمامي ( متزوج ثلاث ويريد يكمل النصاب ) !
رتبة عسكرية كبيرة ويريد أنتقل معه لهجرة بعيدة بها مقر عمله !
إمام جامع الحي الذي نسكن به يريد ( مسيار ) !!!
شيء محبط !!
ويشعرني بالجوع !!أما عندك عشاء ياخديجة ؟ متنا جوع
ذهب الصديقات لصالة الطعام وكل واحدة قد شبعت من وجبة الألم الذي تقتاته يومياً
م**ن**ق**و**ل**
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
عشاء النساء-وجبة الم -
قصة جميلة و محزنة فعلا
شكراا لك هتاف القصيم
مواضيعك مميزة
جزاك الله خيراا
__________________________________________________ __________
شكرر ياقلبي وانا بشهادة الجميع مميزة ومشكككككككك
كككككككورة مرة ثانيه اهم شي عجبتك القصه
__________________________________________________ __________
مشكور ماقصرة على االقصه عاءالنساء وجبة الم
رائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعه
__________________________________________________ __________
أحسااااااااااااااااااس طفله الف شكر للعيونك*****
__________________________________________________ __________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يعطيكي العافيه