عنوان الموضوع : أقــــرأ وتأمــــل -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
أقــــرأ وتأمــــل
سافر صديقان للعمل بإحدى الدول
وأثناء رحلة السفر جلس كل منهم بجوار الآخر على كرسى الطائرة
يتحدث عن طموحه وأحلامه خلال تلك الرحلة ،
وقد تشابهت الآمال فالكل يرجو أن تمر أيام غربته بسلام ليعود بعدها إلى وطنه الأصلى
فيعيش حياته فى هناء وسعادة وأمان ،
وقد علم كل منهم أنه من شروط عقده أنه يمكن أن يتم الاستغناء عنه فى أي وقت
وأن يترك كل ممتلكاته فى تلك البلد ويخرج منها بدون أي شيء.
وسرعان ما دارت الأيام وانخرط كل من الصديقين فى عمله
واختلفت الأحوال فأما أحدهما فكان يجتهد فى عمله من أجل أن يبنى لنفسه بيتـاً جميلاً في بلده
وكان كل همه كيف يجمل ذلك البيت ويحسنه لأنه كان على يقين أن حياته ليست دائمة فى هذا البلد الغريب
وإنما هو جاء من أجل غاية محددة وأنه مهما طال الوقت أو قصر فإنه راجع إلى بلده وسيكون بانتظاره بيته الجميل.
أما الآخر فقد اجتهد أيضاً فى عمله وشرع فى بناء بيت جميل بكل ما يملك ولكن فى تلك البلد الغريب ..!!
وظل يعمل ويجتهد من أجل تزيين وتجميل ذلك البيت ناسياً أو متناسياً أنه سيرحل ويتركه فى أي وقت لا محالة.
وبعد فترة تقابل الصديقان فقال الأول للآخر :
يا صاحبي ما لي أراك نسيت ما تعاهدنا عليه من قبل ،
ما لي أراك تنظر تحت قدميك ولا تنظر إلى مستقبلك أنسيت أننا ولابد راجعون إلى وطننا
وأنك تارك كل ما تبنى هنا ولا محالة ؟!!
فماذا أعددت لنفسك فى وطنك ؟؟ أين دارك ؟ أين مقامك ؟؟
بل كيف سيكون معاشك إن لم تقدم لحياتك غداً ؟؟؟؟؟!!!!!
وانتهى اللقاء ، واستمر كل منهما على حاله منهم من يعمل لحياته الحقيقية غداً
والآخر ظل أيضاً على نهجه ينظر تحت قدميه ولا يعمل لغده.
ومرت السنين والأصدقاء لا يتقابلون إلا قليلاً
وكلما تقابلوا صدفة أسدى الصديق المخلص لصاحبه النصيحة
خوفاً على حياته ومستقبله ولكن بدون فائدة.
وبعد فترة ليست بالقصيرة حدث ما كانا يخشاه الأصدقاء
بل إن شئت فقل حدث ما كانوا قد تناسوه بمرور السنين ،
وجاءت اللحظة القاسية وجاء وقت الرحيل !!!!!!!!!!
وتقابل الأصدقاء أيضاً على نفس الطائرة ولكن هذه المرة فى اتجاه رحلة العودة
واستعادوا شريط الذكريات فها هو المجتهد طوال سنينه يشعر بالفرح لما هو منتظره فى موطنه
من بيت جميل وأهل قد اشتاق إليهم وحياة قادمة ليس فيها تعب ولا نصب ،
وهو مع ذلك يعاتب نفسه على أي لحظة مرت عليه لم يجتهد فيها حق الاجتهاد
ويتمنى لو أنها تعود فيستغلها لحياته الباقية لا للذاته الفانية.
أما الآخر فيا له من ندم وحسرة فها هي اللذات كلها قد ذهبت ولم يبق له إلا هذا الواقع الأليم الذي تناساه ولم يعمل له ،
فهمس صاحبه فى أذنيه مخاطباً :
يا صاحبي أين بناءك الذي بنيت ؟
وأين أملاكك التي ملكت؟
ها أنت قد تركت كل ما ملكت ، وقدمت على وطن لم تقدم لنفسك فيه شيء ،
فيا أسفاه على حياتك التي ذهبت هباء
ويا حسرتاه على ما أنت ملاقيه اليوم من الكرب والبلاء.
وأخيراً أخي الحبيب هل استوعبت الدرس جيداً، ؟
هلا توقفت وفكرت قليلاً ماذا أعددت لحياتك الحقيقية بعد موتك
فإن الحياة الدنيا وإن طالت فهي قصيرة وحقيرة بالنسبة إلى الحياة الآخرة
وإن الموت ولابد قادم وستخرج من هذه الدنيا بلا أملاك إلا ما بنيت من الآن فى دار المقامة.
فأعمل لتلك اللحظة التي ستبدأ فيها رحلة العودة إلى وطنك إلى حياتك الخالدة ،
وأعلم بأن الأمر إما جنة وإما نار ،
فهل أعددت العدة وعمرت مكان إقامتك الخالد فى الآخرة. ؟
قال الله عـز وجل :
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15)
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) }
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)
منقووووووووووووووول
تحيتي
أختكم نور الولاية
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووورة أختي على المرووووووووووووووووور والله يعطيكِ العافية ولا حرمنا الله من مرووووووووووووووووووركِ العطر إن شاء الله...................
تحيتي
أختكم نور الولاية
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________