عنوان الموضوع : آدم و حواء… بقلم سارة طالب السهيل عذب الكلم
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
آدم و حواء… بقلم سارة طالب السهيل
آدم و حواء
رجل وامرأة... **زوج وزوجة... أدم وحواء... **هو وهي... في صراع دائم ، وفي حب متقلب ، وتفاهم متفاوت ، وعيش مشترك ، وتعاون ثابت .
الحياة ذكر وأنثى ليس فقط في بني ألإنسان ؛ وإنما في كل المخلوقات: ﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى﴾ [النجم: 45] ويقول تعالى: ﴿فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى﴾ [القيامة 39 ] كما يقول تعالى: ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [الذاريات: 49] وهو دليل على عدم قدرة أحدهم العيش دون الآخر، وعند الإقرار بعدم القدرة على العيش المنفصل التام يجدر بنا وضع أسس وقواعد للعيش بسلام ، بل بسعادة ومحبة وراحة . **
وفي آية أخرى من الذكر الحكيم يقول تعالى: ﴿وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ﴾ [الزخرف: 12] . والمقصود بالأزواج هنا الذكر والأنثى ، ويقصد الله تعالى انه هيأ للزوجين سبل العيش المريح ، وخلق لهم ما يوفر لهم الأمن والراحه ، والإحتياجات الحياة اليومية من مأكل ومشرب وملبس ومواصلات.
ومنذ خلق الله آدم وحواء كان تقديره للعيش المشترك ، وأرسل أنبياءه ليعلموا الناس ما لم يتعلمانه من مدرسة الحياة ؛ فالفطنه ليست متساوية عند البشر وحاجة الناس للمعلم حاجتهم للأنبياء ، فأكد الله للطرفين بآياته وتعليماته :-
أولا :- الكون مكون من الجنسين .. ذكر وانثى .
ثانيا :- سبل العيش السليم .
ثالثا :- قوانين الحياة الزوجية .
رابعا:- تعاليم المشاركة ؛ والتفرقة بين الحلال والحرام ، والصح والغلط **؛ والذي يجوز وما لا يجوز.
خامسا:- كيفية حل المشكلات ، ومواجهة الصعاب ، ومواصلة الطريق
سادسا:- الإنفصال - الطلاق - لو كان الحل الأخير وآدابه و تشريعاته
كما في كل الديانات السماوية على سبيل المثال : "يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا" (سفر التكوين 2: 24؛ إنجيل متى 19: 5؛ إنجيل مرقس 10: 7؛ رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 31)
"فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 33)
**و في التوراة تعاليم للزوج و الزوجة لتنظيم حياتهم و ترتيبها على سبيل المثال:- للزوجة حق التملك وإدارة الملكية (المِشنا "كتوبوت" 9: 1). جاء في التوراة على الزوج أن يوفر لزوجته الطعام والكسوة والمعاشرة (يعني المحبة والوئام، الخروج 21: 10) وعليه أن يحترمها ويجلّها أكثر من ذاته (التلمود البابلي "يِباموت" 62ب). **فقد قال الحاخام عاويرا عن حاخام آسي أو حاخام أمِّي، على الزوج أن يلبي حاجيات زوجته وأولاده الضرورية قبل إشباع رغباته (التلمود البابلي حولِّين 84 ب).
و بعد كل التعاليم الدينية في الكتب السماوية والقوانين الوضعية مازال هناك بعض الأمور البسيطة التي من الممكن أن يتداركها الأزواج بحنكتهم وخبرتهم وتجاربهم كما يمكنهم تعلمها من نصائح الخبراء والمختصين أو أصحاب الثقه من الوعاظ ولربما شخص بسيط مثلي أوجد خبرته من التأمل ومتابعة أحوال الناس اهتماما بهم وحرصاً على مساعدة من حوله ولو بشيء بسيط يستطيع أن يلقي الضوء على بعض الممارسات الخاطئة في المجتمع ومحاولة تصحيحها اسهاما إيجابياً في المحيط الذي يعيش به.. من هنا جاءت ملاحظاتي التاليه عن الاختلافات بين الرجل والمرأة في تفسير الأمور:-
- تقييم الأمور وفهمها يختلف بين الرجل والأنثى لكل منهم رؤية مختلفه للأحداث والشعور بالأفعال أو الكلام .
-ما تعتبريه انت اهتمام يعتبره هو ضعف وعجز ، فلا تشعريه بمساعدتك له بل افعلي دون أن ينتبه .
- بعض الرجال يفهم إشادتك بنفسك تقليلا من شأنه وكأنك تقولين له أنا أفضل منك وتمنين عليه بالارتباط به بينما يكون قصد حواء أن تقول له كل جميل بي ملكك .
- خجل المرأة يفسر عند البعض رفض وتجنب .
- عدم شعورالمرأة بالأمان يجعلها تبتعد ؛ بينما يجعل الرجل يقترب فهو المغامر ، وهي السكن والسكينة فكل يسعى بطبيعته لما يجذبه .
- تربت المرأة في بيتها على الدلال عكس خشونة التعامل مع الطفل الذكر ولهذا الدلال مقياس لها للمحبه الزوجية ، والجفاء كعقاب أهلها لها في الصغر. أما الرجل فكلما دللته زوجته فعل كما كان يفعل عندما تدلـله أمه ... يشعر بالسعادة والأمان يأخذ هذه المشاعرالإيجابية له كوقود يستخدمه خارج البيت بعيدا عن أمه التي كانت المصدر والنبع .
- الأنثى هي الأكثر معرفه بأمور التربية ، وتوجيه الأولاد ، ورعايتهم ؛ تجنيبك لدورالأب لإيمانك بعدم معرفته بدهاليز حياة الأطفال بمختلف مراحل أعمارهم سيشعره بعدم أهميته بينكم ولن يفهم انك تختصرين عليه المشقة ؛ فحاولي أن تشركيه و تستشيريه ومن ثم تقنعيه بوجهة نظرك فهو أيضا أب وله حق في أولاده .
- تحاول المرأة دائما تجديد علاقتها الروحانية بزوجها وتحاول أن تلحق بآخر رمق قبل أن تدخل العلاقة مرحلة الإنعاش والأنثى تستذكر طرق إحياء المودة ولكن أحيانا لا يستجيب الزوج ظنا منه أن ما تطلبه ترفا وكماليات ولا يعلم أنها تحافظ على ما تبقى وتسترجع ما كان . مما يوفر عليه دفع فاتورة فشل من الممكن ان لا يحتملها ؛ ومن محاولاتها مثلا السفر أو الرحلات الأسبوعية أو الإنفراد بعشاء حتى لو في مكان شعبي جميل فالعبرة ليست بالترف ولكن الرجل يفهم هذه الأمور التي طرحناها على سبيل المثال لا الحصر على أنها ترف أو دلع أو لا ضرورة لها !
- في حالات الزواج المبكر: تمضي السنين و ينضج الزوجان وتكبر أحلامهم وتختلف اهتماماتهم وتحدث تغيرات كثيرة في كليهما وهو أمر طبيعي يحدث للجميع مع النضج والخبرات وتوالي الأحداث التي تمرعلى مرأى ومسمع كل منهم ولكن... كيف يمكن للرجل تقبل طموحات زوجته الجديدة و كيف يمكن للمرأة تفهم تطلعات زوجها الجديدة ؟! هي من الممكن أن تخنقه وتقتل حريته أو تحد من انطلاقه نحو الأعلى ظنا منها أنها لم تعد تنفعه ولم يعد مقتنعا بها اما هوسيفهم طموحاتها الجديدة على أنها نصائح صديقتها أو دسائس جاراتها ويسألها بجهل عميق كما يقال بالعاميه (مين لعب بعقلك وفسدك) !!!
- يجب عليكم الإنتباه لضرورة مواكبة الحياة بجميع تغيراتها طالما قررتما الارتباط والنجاح في العلاقه
- كثرة الأطفال في الزواج يعتبرها الرجل عزوة **بينما هي عبء على كلاهما ؛ فهو سيتحمل النفقات والأعباء المالية ومتطلبات العصر التي أصبحت فيه الكماليات أساسيات ، اما زوجته التي سوف تستنزف بوقتها الذي تحاول به اللحاق بكل فرد وتأمين احتياجاته من مأكل ومشرب وملبس ودراسة كما اهتمامها **بالأمور النفسية التي هي أكثر ارهاقا من المطالب العمليه فتربية الأطفال أخلاقيا والحفاظ عليهم في ظل المجتمعات المنفتحة عبء لا تحمله جبال ؛ فرفقا بالزوجة الأم أيها الأب المرتجي والمبتغى العزوة بكثرة أبنائك فحواء تدرك خطر لاتدركه انت برفضها هذا الأمر .
لن أطيل عليكم .. حيث تعلمت أن الكلام الطويل لا يقرأ و أن شاء الله في مقال قادم نسرد معا ملاحظات جديدة .
سارة طالب السهيل
كاتبة و ناشطة في مجال حقوق الإنسان
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
تسلمين حبيبتي على الطرح الجذاب
الصراحة موضوعك مرره مُلفت وحلو وبالتوفيق ياقلبي
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________