كم كان يسعدنا الكلام الجميل في زمن الطفولة و كم كانت تبكينا افعالنا القبيحة ...ولأننا كنا اطفال فحتى دموعنا كانت حلوة وممتعة بل و نشتاق لها كل يوم..
احيانا نسأم ادوارنا في عالم الكبار فنحن مقيدون ..ما احلانا اطفالا صغار احرار .. نعم احرار .. امس يوم كنا صغار لا تؤاخذنا الآذان بما نقول و تحاسبنا القلوب على ما نقوم به و لا تعاتبنا احاسيس من نقسو عليهم و او نجرحهم دون قصد .. نعم الكل كان يعفو عنا لان الحب كان قوي و عفيف و صادق و يحطم كل ضغينة او لوم او غضب .. طفولتنا كان تجعلنا احرار بلاد دبلوماسية و لا تصنع و لا تكلف
كنا نستمتع بالحديث و بكثرته و لا نبالي .. نصرخ ..نلعب .. نضحك .. نقهقه .. لا نخجل و لا ننهار و مكان للحساسية ..
اليوم .. كبرنا و كبرت الكلمات معنا و تقيدت الالسن و صارت لكلماتنا و ضحكاتنا و متعتنا الطفولية حـــــــــــــــــــــدود تحكمها ... فالزمان اولا تغير صرنا كبار و القلوب ثانيا ليست هي القلوب التي كانت تعشقنا و نحن أطفال و العقول كذلك صارت كالبرامج تعد زلاتنا و تنتظر فرصة للرد و الهجوم و حتى البشر ليسوا بشر زمان براءتنا .. فالعاطفة هي من كانت تحركهم .. أما اليوم كل شيء يحرك القلوب الا الرحمة و المغفرة و الحنان و العطف ..لا مكان لها في هذا الزمان ..الا من رحم ربي
كبرنا و صرنا بخلاء نوزع ابتسامات جافة بالكاد نفهم معانيها .. فالتصريح بالحقيقة التي تخفيها قلوبنا اتجاه كثير من الاشخاص نحن نمقتهم ممنوع ممنوع ممنوع بل الصمت و التغافل و لبس الاقنعة و تمثيل الحب و الاشتياق ممدوح .. لا احد يستمتع بالحديث معك .. و ان صار .. اياك و ان تطيل فالملل يحاصر كلامنا و يقيد حريتنا نعم لقد كبرنا و تقيدنا ..
حبيبتي الطفولة لست ببعيدة عني لكنني احن اليك كثيرا ..
احن للصراخ بقوة فيسمعني الجميع و لا يلومني احد ...