عنوان الموضوع : عفوا فا نا لا استحق الحياة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

عفوا فا نا لا استحق الحياة





مساء الشَهدِ ، وَأنفَاسُ الوَردِ
لسَتُ مَلكَاً مُقرَباً ، وَلا نَبِياً مُنزَهَاً ، وَلا أملِكُ قَلبَاً مِنْ الأخطَاءِ مُقدَسَاً
إنَمَا أنَا بَشرٌ ، حَالِيْ كَحَالِ غَيرِيْ ، مِمَّنْ يَكْبُونَ وَيَنهَضُونَ ، وَيُخطِئونَ وَيُصلِحُونْ ، وَبِزَلاتِهمْ يُقَّرُونَ وَيَعتَرِفُونَ



وَلايَمحَضَونَ لأنفُسِهِمْ الخَيرَ وَالبَدَاهَةَ ، أوْ يَدَّعُونَ لأخلاقِهمْ النَزَاهَةَ






بَيدَ أنَّ هُنَاكَ أغَلاطٌ تَستَحِقُ الإسقَاطْ ،
وَأخطَاءٌ جَسِيمَةٌ مِنْ البَشَرِ ، لاتُغتَفَرْ ، فَوَيلٌ لِصَاحِبهَا مِنْ سَقَرْ
وَعِبَارَةٌ ،. . بئسَ عِبَارَةٍ
يَنبَغِيْ أنْ نُكسِرَ الرُوتِينَ اليَومِيْ الذِيْ عَلِقَ بِهِ غُبَارَهُ ،
وَنُشِيرَ بِ سَبَابَاتِ الإتهَامِ هَذِهِ المَرَةِ نَحوَنَا قَليلاً ، وَكَفىْ باللبِيبِ إشَارَةٌ :






عَفوَاً ،، فَأنَا لا أستَحِقْ الحَيَاةَ . . !











عِبَارَةٌ يَتَوَجَبُ عَليَّ وَأنتُمْ كَذَالِكْ ، أنْ نُلصُقُهَا بِإنفُسِنَا
حِينَ نُفَتِشُ بِدُواخِلنَا ، فَنَجِدُ أنَنَا أحدَ هُؤلاءِ السَبعَةِ المَصَابِينَ بِمَرضِ القُلُوبِ
إنْ قَبَضَتَ عَلىْ نَفسِكَ الآنَ مُتلَبِسَاً بِأحَدِ هَذِهِ الصِفَاتُ
فَلا تَترَدَدْ أنْ تَقُولْ : ،، اللهُمَ عَجِّلْ بِغَرغَرَتِيْ ، وَأدنْ مِنِيْ آخِرَتِيْ،،



.



حِينَ أكُونُ دَمِثَ الطَبعِ وَالخُلُقِ ،
ثُمَ أتظَاهَرَ بِعَكسِ ذَالِكَ مِنْ خَلفِ شَاشَةٍ وَهمِيَةٍ ، لِمَآرِبَ شَخصِيَةٍ
عِندَهَا سَأقُولُ بِمِلءِ فَمِيْ :



عَفوَاً ،، فَـ أنَا لاأستَحِقْ الحَيَاةَ






.


عِندَمَا أرىْ يَتِيمَاً أوْ فَقيراً أو جَائِعَاً أو مَكلُومَاً تَمتَدُ يَدَهُ نَحوِيْ تَنشُدُ رَحمَتِيْ
فَأعبِسُ بوِجهِهِ ، أوَ أُولِيْ هَارِباً عَلىْ عَقِبَّيَ ، دُونَ أنْ أمسَحَ عَلىْ رَأسِهِ أوْ أصنَعَ عَلىْ شَفتَيهِ بَعضُ إبتِسَامَةٍ
أوْ تَجودُ يَدَّيَ بِبَعضِ نُقودٍ جَادَ بِهَا الكَرِيمَ عَليَّ ، أضعُهَا بِخُفيٍ بَينَ رَاحَتَيهِ
عِندَهَا سَأقُولُ بِمِلءِ فَمِيْ :





عَفوَاً ،، فَـ أنَا لاأستَحِقْ الحَيَاةَ




.




عِندَمَا يَمُنَ اللهَ عَليَّ بِزوجَةٍ صَالِحَةٍ ، تَمَتَصُ الألمَ وَالحُزنَ مِنْ مَرارَةِ وَجعَيْ ،
وَتَصنَعُ مِنْ حَيَاتِهَا رِبَاطٌ عَلىْ ثُغُورِ رَاحَتيْ وَسَعَادَتِيْ
فَلا أُبَادِلُهَا الحُبَ وَالرِفقَ وَالرحمَةَ وَالمُودَةَ ، وَأُدَثِرُهَا بِرِدَاءِ عَطفِيْ وَحَنَانِيْ
وَلَرُبَمَا كَأفَأتُهَا بِجَفَاءٍ وَجَفَافٍ فِيْ الطَبعِ وَاللفظِ وَسُوءَ غَضَاضَةٍ ، وَقَسَوَةٍ وَفَضَاضَةٍ
عِندَهَا سَأقُولُ بِمِلءِ فَمِيْ :




عَفوَاً ،، فَـ أنَا لا أستَحِقْ الحَيَاةَ




.







عِندَمَا أتقَوقَعُ عَلىْ نَفسِيْ ،
فَلا أرَىْ الإ { أنَا } ، وَلا أُحِبُ الإ { أنَا } ، وَلا أنصَحُ وَأُحِبُ الخَيرَ وَالسَعَادَةَ الإ لِـ { أنَا } وَأنَا فَقطْ
عِندَهَا سَتَتكَدَسُ الرَذَائِلَ بِذَاتِيْ ، وَسَيَحتَكرُ قَلبِيْ كُلُ ضَغِينَةٍ وَحَسَدٍ وَبُغضٍ وَغِلٍ وَكَرَاهِيَةٍ
إنْ فَعَلتُ ذَالِكْ ، فَسَأقُولُ بِمِلءِ فَمِيْ :




عَفوَاً ،، فَـ أنَا لا أستَحِقْ الحَيَاةَ






.




عِندَمَا آوِيْ لِيلاً إلىْ فَرَاشِيْ الوَثِيرْ ، وَمُضطَجَعِيْ الدَافِئ الكَبِيرْ ، آمِنَاً مُطمَئِنَاً
وَقَدْ أتخَمتُ بَطنِيْ بِمَالذَّ وَطَابَ مِنْ الإطعِمَةِ وَالأشرِبَةِ
وَأنسَىْ أنْ لِيْ أخوَةً مُشَرَدِينَ ، أفترشُوا الأرضَ وَألتَحَفُوا السَمَاءَ فِيْ سَخَطِ الزَمهَرِيرِ ، وَبِدَمعِ مَرِيرٍ
تَحتَ رَزَفِ الرَصَاصِ ، وَليسَ لَهُمْ مِنْ بُكَائِهمْ مَنجَىْ لهُمْ وَلاخَلاصٍ
تُقَرقِعُ أعيُنَهُمْ قَبلَ بَطُونِهِمْ لفَلَذَاتِ أكبَادِهمْ ، الذِينَّ لَمْ يَجِدُوا لَهُمْ { كِسرَةَ خُبزٍ } تَسدُ رَمَقَ جُوعِهِمْ
{ وَمَنزِلاً آمِنَاً يَعصِمُهُمْ } مِنْ تَنَاثُرِ أشلائِهمْ وَدِمَائِهِمْ
إنْ نَسيتُهمْ ، وَبَخِلتُ عَليهِمْ ، وَلُو بِدَعوَةٍ خَالِصَةٍ مِنْ القَلبِ حِينَ نَومِيْ
فَسَأُعلِنُهَا إنصَافَاً لِنَفسِيْ :




عَفوَاً ،، فَـ أنَا لا أستَحقْ الحَيَاةَ






.





عِندَمَا أحرَصُ عَلىْ الإستِجَامِ وَالسَفرِ وَتَروِيحِ النَفَسِ بَالرَحَلاتِ ، وَالسَهَرِ وَالأمُسَيَاتِ مَعَ أُسرَتِيْ أوْ أصدَقَائِيْ وَأحبَابِيْ
وَأجَعلُ مِنْ قَلبِيْ { دَقَاتُ إشَارَةٍ وَتَنبِيهٍ } لِمُوعِدِ تِلكَ المُبَارَاةِ المُرتَقَبةْ ، أوْ ذَالِكَ الفِيلمْ الرُومَانِسيْ ، أوْ تِلكَ المَسرَحِيَةِ الكُومِيدِيةِ ، أوْ السَهرَةِ الغِنَائِيَةِ
وَلا آبَهُ وْلاأحرصْ عَلىْ وَقتِ الصَلوَاتِ الخَمسْ الرَوَحَانِيَةِ ، وَمُوعِدِ المُحَاضَرةِ الدِينِيةْ ، أوْ البَرَامِجِ الثَقَافِيَةِ ، أوْ النَدوَةِ العِلمِيَةِ
فَأتخَبَطُ فِيْ ظُلمَةِ شَهَوَاتِيْ وَمَلذَاتِيْ ، وَأُضِيعُ فُروضِيْ وَصَلوَاتِيْ
عِندَهَا سَأقُولُ بِمِلءِ فِمِيْ :




عَفوَاً ،، فَـ أنَا لا أستَحقْ الحَيَاةَ






.

عِندَمَا يَكُونَا مَنْ رَبيَانِيْ صَغِيراً فِيْ أمَّسَ الحَاجَةَ إليَّ ،
فَأتظَاهَرُ بِإنِشِغَالِيْ بِتِجَارَتِيْ أو بِزَوجَتِيْ أوْ بِأصدِقَائِيْ أوْ حَتَىْ بِعِبَادَتِيْ
فَأجفِيهُمَا ، وَرُبمَا تَحتَدرتْ عَلىْ أوجَانِ إنكِسَارِهِمَا وَضَعفِهَا دَمعَةُ ضَعفٍ
تَشكُوا إلىْ اللهِ قِلةَ ذَاتَ الحِيلَةِ وَالهَوَانْ
عِندَهَا سَأقُولُ بِمِلءِ فَمِيْ :
رَبَاهُ أفِضْ رُوحِيْ إليكْ




فَـ أنَا لا أستَحِقْ الحَيَاةَ


م/ن












توقيع » دلع طفولي..
منقول للفائده


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


بارك الله فيك
علي الكلام الاكثر الرائع
انا في انتظار جديدك


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________