عنوان الموضوع : إنـهـا مـلـكـة .. د/: مـحـمـد ـآ‘لـعـرٍيـفـي من الشريعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

إنـهـا مـلـكـة .. د/: مـحـمـد ـآ‘لـعـرٍيـفـي



بـسـم الله ـآ‘لـرحـمـن ـآ‘لـرحـيـم


ـآ‘لـبـدـآيــة


أما هي .. فكانت فتاه روسية .. من عائلة محافظة .. لكنها " آرثوذكسية " شديدة التعصب للنصرانية عرض عليه أحد التجار الروس أن تصحبه مع مجموعه
من الفتيات ..إلي دولة خليجية لشراء أجهزة كهربائية .. ثم بيعها في روسيا .. كان هذا هو الهدف المتفق عليه بين الرجل وهؤلاء الفتيات .. وعندما وصلوا إلي
هناك .. كشر عن أنيابه .. وعرض عليهم ممارسة الرذيلة .. وبدأ بتقدير الإغراءات لهن .. مال وافر .. علاقات واسعة .. إلي أن أقنع أكثر الفتيات بفكرته .
إلا هذه الفتاة كانت شديدة التعصب لدينها النصراني ..فتمنعت فضحك منها .. وقال : أنت في هذا البلد ضائعة .. ليس معك إلا ماتلبسين من الثياب ... ولن أعطيك
شيئاً .. وبدأ يضيق عليها .. أسكنها في شقة مع بقية الفتيات وخبأ جوازات سفرهن عنده وانجرفت الفتيات في التيار وثبتت هي علي العفاف لا زالت تلح عليه كل
يوم في تسليمها جوازها أو إرجاعها إلي بلدها .. فيأبي عليها ذلك فبحثت يوماً في الشقة حتي وجدت جوازها فاختطفته وهربت من الشقة .. خرجت إلي الشارع ..
لا تملك إلا لباسها .. هامت علي وجهها لا تدري أين تذهب لا اهل ولا معارف ولا مال ولا طعام ولا مسكن أخذت المسكينة تتلفت حائرة يمنة ويسرة .. وفجأة رأت
شاب يمشي مع ثلاث نساء اطمأنت لمظهره ..فأقبلت عليه.. وبدأت تتكلم باللغة الروسية .. فاعتذر أنه لا يفهم الروسية.. قالت : هل تتكلمون الإنجليزية .؟..قالوا: نعم
.! فرحت ..وبكت..وقالت : أنا امرأة من روسيا .. قصتي كذا وكذا ليس معي مال وليس لي مسكن أريد العودة إلي بلادي .. أريد منكم فقط إيوائي يومين ثلاثة..حتي
أتدبر أمري مع أهلي وإخوتي في بلادي .. أخذ الشاب " خالد " يفكر في أمرها ..ربما تكون مخادعة .. أو محتالة .. وهي تنظر إليه وتبكي .. وهو يشاور أمه وأختيه
وفي النهاية أخذوها إلي البيت .. وبدأت تتصل بأهلها ولكن لا مجيب ..الخطوط متعطلة في ذلك البلد ..! وكانت تعيد في كل ساعة الاتصال .. عرفوا أنها نصرانية..
تلطفوا معها .. رفقوا بها ..أحبتهم.. عرضوا عليها الإسلام .. ولكنها رفضت ..لا تريد ..بل لا تقبل النقاش في موضوع الدين أصلاً .. لأنها من أسرة أرثوذكسية متعصبة
تكره الإسلام والمسلمين .! فذهب خالد إلي مركز إسلامي للدعوة .. وأحضر لها كتباً عن الإسلام باللغة الروسية ..فقرأتها وتأثرت بها ومرت الأيام وهم يحاولون ويقنعون
حتي أسلمت .. وحسن إسلامها .. وبدأت تهتم بتعاليم الدين ..و تحرص علي مجالسة الصالحات .. خافت أن ترجع بلدها فترتد إلي نصرانيتها ...


زٍوٍـاج

فتزوجها خالد .. وكانت أكثر تمسكاً بالدين .. من كثير من المسلمات ذهبت يوماً مع زوجها إلي السوق .. فرأت امرأة متحجبة قد غطت وجهها وكانت هذه أول مرة
تري فيها إمرأة متحجبة تماماً .. فاستغربت من هذا الشكل ..!! وقالت : خالد ..لماذا هذه المرأة بهذا الشكل ..؟ لعل هذه المرأة مصابة بعلة شوهت وجهها ..فغطته .؟
قال: لا .. هذه المرأة تحجبت الحجاب الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالي لعباده .. والذي أمر به رسوله ..
فسكتت قليلاً .. ثم قالت : نعم ..فعلاً ..هذا هو الحجاب الإسلامي .. الذي أراده الله منا ..قال : وما أدراك .؟ ..قالت : أنا الآن إذا دخلت أي محل تجاري لا تنزل أعين
أصحاب المحل عن وجهي .! تكاد تلتهم وجهي قطعة قطعة ..!!
إذن وجهي هذا لابد أن يغطي ..لابد أن يكون لزوجي فقط يراه .. إذن لن أخرج من هذا السوق إلا بمثل هذا الحجاب ..فمن أين نشتريه .؟! .. قال : استمري علي حجابك
هذا كأمي وإخوتي ..قالت : لا ..بل أريد الحجاب الذي يريده الله .. مرت الأيام علي هذه الفتاه وهي لا تزداد إلا إيماناً وأحبها من حولها وملكت علي زوجها قلبه ومشاعره
وفي ذات يوم نظرت إلي جواز سفرها ..فإذا هو قد قارب الإنتهاء .. ولا بد أن يجدد .. والأصعب من ذلك .. أنه لابد أن يجدد من المدينة نفسها الذي تنتمي إليها المرأة
إذن لابد من السفر إلي روسيا .. والإ تعتبر إقامتها غير نظامية .. قرر خالد السفر معها .. فهي لا تريد السفر من غير محرم ..
ركبوا في طائرة تابعة للخطوط الروسية .. وركبت هي بحجابها الكامل ..!! وجلست بجانب زوجها شامخة بكل عزة ..قال لها خالد .. أخشي أنه نقع في اشكالات بسبب
حجابك ..قالت : سبحان الله .! تريد مني أن أطيع هؤلاء الكفرة أعصي الله ..لا ..والله فليقولوا ما شاءوا ..
بدأ الناس ينظرون إليها .. وبدأت المضيفات يوزعن الطعام ومع الطعام خمر .. وبدأ الخمر يعمل في الرؤوس.. وبدأت الألفاظ النابية ..توجه إليها من هنا وهناك ..
فهذا يتندر .. وذاك يضحك والثالث يسخر ويقفون بجانبها .. ويعلقون عليها .. وخالد ينظر إليهم .. لايفهم شيئاً .. اما هي فكانت تبتسم وتضحك وتترجم له مايقولون
غضب الزوح .. فقالت : لا ..لاتحزن .. ولا يضيق صدرك .. فهذا أمر بسيط .. في مقابل ماجابهه الصحابة وماحصل للصحابيات من بلاء وابتلاء صبرت هي وزوجها
حتي وصلت الطائرة ...



فـي رٍوٍسـيـا


قال خالد : عندما نزلنا في المطار .. كنت أظن أننا سنذهب إلي بيت أهلها .. ونسكن عندهم ثم بعد ذلك ننهي إجراءاتنا ونعود .. لكن نظرة زوجتي كانت بعيدة ..قالت لي:أهلي
" أرثوذوكس" متعصبون لدينهم ..فلا أريد أن أذهب الآن ..! لكن نستأجر غرفة ..ونبقي فيها .. وننهي إجراءات الجواز .. وقبيل السفر نزور أهلي .. فرأيت أن هذا رأياً صواباً
استأجرنا غرفة وبتنا فيها .. ومن الغد ذهبنا إلي إدارة الجوازات .. دخلنا علي الموظف .. فطلب الجواز القديم وصورة المرأة ..فأخرجت له صوراً لها بالأبيض والأسود ولا
يظهر منها إلا دائرة الوجه..

فقال الموظف : هذه صور مخالفة .. نريد صورة ملونة .. يظهر فيها الوجه والشعر والرقبة كاملة ..!!فأبت أن تعطيه غير هذه الصور .. وذهبنا إلي موظف ثان وثالث .. وكلهم
يطلبون صوراً سافرة .. وزوجتي تقول : لا يمكن أن أعطيهم صورة متبرجة أبداً .. فرفض الموظفون استقبال الطلب .. فتوجهنا إلي المديرة الأصلية ..
فاجتهدت زوجتي أن نقنعها بقبول الصور .. وهي تأبي فأخذت زوجتي تلح وتقول : ألا ترين صورتي الحقيقية .. وتقارنينها بالصور التي معك .. المهم رؤية الوجه .. الشعر قد يتغير
هذه الصورة تكفي .؟! والمديرة تصر علي أن النظام لا يقبل هذه الصور ..فقالت زوجتي : أنا لن أحضر غير هذه الصور ..فما الحل .؟
قالت المديرة : لن يحل لكم الإشكال إلا مدير الجوازات الأصلية الكبري في موسكو .. فخرجنا من إدارة الجوازات ..
فالتفتت إلي وقالت : ياخالد نسافر إلي موسكو .. عندها قلت لها : أحضري الصور التي يريدون ..
ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ..فاتقوا الله ما استطعتم ..وهذا ضرورة .. والجواز سيراه مجموعه من الأشخاص فقط .. للضرورة ثم تخفينه في بيتك إلي أن تنتهي مدته .. دعي
عنك المشاكل .. لا داعي للسفر إلي موسكو ..

قالت لا .. لا يمكن أن أظهر بصورة متبرجة .. بعد أن عرفت دين الله سبحانه وتعالي ....


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


فـي .. مـوٍسـكـوٍ ...


أصرت علي رأيها فسافرنا إلي موسكو .. واستأجرنا غرفة وسكناها .. ومن الغد ذهبنا إلي إدارة الجوازات .. دخلنا علي الموظف الأول
فالثاني فالثالث .. وفي نهاية المطاف .. اضطررنا للتوجه إلي المدير الأصلي ..دخلنا عليه .. وكان من أشد الناس خبثاً .! عندما رأي الجواز
أخذ يقلب الصور .. ثم رفع رأسه إلي زوجتي وقال : من يثبت أنك صاحبة هذه الصور .؟؟ يريدها أن تكشف وجهها ليراها..فقالت له : قل
لأحد الموظفات عندك ..أو السكرتيرات .. تأتي فأكشف وجهي لها ..وتطابق الصور..أما أنت فلن تطابق الصور .. ولن أكشف لك وجهي ..
فغضب الرجل ..وأخذ الجواز القديم والصور .. وبقية الأوراق وضم بعضها إلي بعض .. وألقاها في درج مكتبه الخاص ..
قال لها : ليس لك جواز قديم .. ولا جديد إلا بعد أن تأتين إلي بالصور المطابقة تماماً ونطابقها عليك ..
أخذت زوجتي تتكلم معه .. تحاول إقناعه .. ويتكلمون بالروسية وأنا أنظر إليهما .. لا أفهم شيئاً لكني غضبت ..ولا أستطيع أن أفعل شيئاً
وهو يردد : لا بد من إحضار الصور علي شروطنا حاولت المسكينة إقناعه .. ولكن لا فائدة ..! فسكتت وظلت واقفة .. التفت إليها..وأخذت
أعيد عليها وأكرر : ياعزيزتي لايكلف الله نفساً إلا وسعها .. ونحن في ضرورة ..إلي متي نتجول في مكاتب الجوازات ..فقالت لي : ومن يتق
الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب .. اشتد النقاش بيني وبينها .. فغضب مدير الجوازات وطردنا من المكتب .. خرجنا نجر خطانا
وأنا بين رحمة بها ..وغضب عليها .. ذهبنا لتدارس الأمر في غرفتنا ..أنا أحاول أقناعها وهي تحاول إقناعي .. إلي أن أظلم الليل ..فصلينا العشاء
وأنا مشغول البال علي هذه المصيبة ..ثم أكلنا ماتيسر .. ووضعت رأسي لأنام ..


كـيـف تـنـام ...


فلما رأتني كذلك تغير وجهها ثم التفتت إلي وقالت : خالد .. تنام .!! ..قلت : نعم ..أما تحسين بالتعب .!! ..قالت : سبحان الله ..في هذا الموقف العصيب تنام
نحن نعيش موقفاً يحتاج منا إلي لجوء إلي الله ..قم الجأ إلي الله هذا وقت اللجوء..فقمت..وصليت شاء الله لي أن أصلي ..ثم نمت..أما هي فقامت تصلي وتصلي
وكلما استيقظت نظرت إليها فرأيتها إما راكعة أو ساجدة أو قائمة أو داعية أو باكية إلي أن أطلع الفجر ثم أيقظتني وقالت : دخل وقت الفجر ..فهلم نصلي سوياً
فقمت وتوضأت وصلينا ثم نامت قليلاً ..
وبعدما طلعت الشمس .. استيقظت وقالت : هيا لنذهب إلي الجوازات .!!
فقلت لها : نذهب إلي الجوازات .!! بأي حجة.؟! أين الصور .؟! ليس معنا صور .؟ ..قالت : لنذهب ونحاول .. لا تيأس من روح الله ..فذهبنا .. والله ما أن
وطأت أقدامنا أول مكتب من مكاتب الجوازات .. ورأوا زوجتي وقد عرفوا شكلها من حجابها .. وإذا بأحد الموظفين ينادي أنت فلانة .؟ قالت : نعم .! قال : خذي
جوازك فإذا هو مكتمل تماماً بصورها المحجبة فاستبشرت والتفتت إلي وقالت ألم أقل لك : " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا " ... سورة الطلاق : 2 ...
فلما أردنا الخروج قال الموظف :لابد من أن تعودوا إليل مدينتكم التي جئتم منها وتختموا الجواز منها فرجعنا إلي المدينة الأولي وأنا أقول في نفسي هذه فرصة
لنزور أهلها قبل سفرنا من روسيا ..وصلنا إلي مدينة أهلها .. استأجرنا غرفة وختمنا الجواز ..


رٍحـلـة ـآ‘لـعـذاب ...


ثم ذهبنا لزيارة أهلها .. وطرقنا الباب كان بيتهم قديماً متواضعاً يبدو الفقر علي سكانه ظاهراً فتح الباب أخوها الأكبر ..كان شاباً مفتول العضلات فرحت المسكينة
بأخيها وكشفت وجهها وابتسمت ورحبت أما هو فأول مارآها تقلب وجهه بين فرح برجوعها سالمة .. واستغرب من لباسها الإسود الذي يغطي كل شئ .. دخلت زوجتي
وهي تبتسم .. وتعانق أخاها ودخلت وراءها وجلست في صالة المنزل .. جلست وحيداً ..
أما هي فدخلت داخل البيت اسمعها تتكلم معهد باللغة الروسية لم أفهم شيئاً لكنني لاحظت أن تبرات الصوت بدأت تزداد حدة .!! واللهجة تتغير !! والصراخ يعلو وإذا
كلهم يصرخون بها وهي تدافع هذا ..وترد علي ذاك فأحسست أن الأمر فيه شراً .!! ولكنني لا أستطيع أن أجزم بشئ لأني لم أفهم من كلامهم شئ ..
فجأة بدأت الأصوات تقترب من الغرفة التي أنا فيها وإذا بثلاثة من الشباب يتقدمهم رجل كهل يدخلون علي توقعت في البداية أنهم سيرحبون بزوج إبنتهم .! وإذا بهم
يهجمون علي كالوحوش وإذا بالترحيب ينقلب إلي لكمات ..وضربات وصفعات .!!أخذت أدافعهم عن نفسي وأصرخ وأستغيث حتي خارت قواي وشعرت أن نهايتي
في هذا البيت إزدادوا لكماً وركلاً وأنا ألتفت حولي أحاول أن أتذكر أين الباب الذي دخلت منه لأهرب منه ..فلما رأيت الباب ..قمت سريعاً وفتحت الباب وهربت وهم ورائي
فدخلت في زحمة الناس حتي غبت عنهم ثم اتجهت إلي غرفتي وكانت ليست ببعيدة عن المنزل وقفت أغسل الدماء عن وجهي وفمي نظرت إلي نفسي وإذا
بالضربات والصفعات قد أثرت في جبهتي وخدي وأنفي وإذا بالدم يسيل من فمي وثيابي ممزقة حمداً لله أن أنقذني من أولئك الوحوش لكني قلت : أنا نجوت لكن ما حال زوجتي .؟
أخذت صورتها تلوح أمام ناظري هل يمكن أن تتعرض هي أيضاً لمثل هذه اللكمات والضربات أنا رجل وما كدت أتحمل وهي إمرأه فهل ستتحمل .!! أخشي أن تنهار المسكينه



هـل حـان آ‘لـفـرٍاق ...؟


بدأ الشيطان يعمل عمله ويقول لي : سترتد عن دينها ستعود نصرانية .. وتعود إلي بلدك وحدك وبقيت حائراً ماذا أفعل .؟ في هذه البلاد أين أذهب كيف أتصرف .؟
النفس في هذه البلد رخيصة يمكنك أن تستأجر رجلاً لقتل آخر بعشر دولارات ..أو كيف لو عذبوها فدلتهم علي مكاني فأرسلوا أحداً لقتلي في ظلمة الليل أقفلت علي غرفتي
وبقيت فيها فزعاً خائفاً حتي الصباح ثم غيرت ملابسي وذهبت أتجسس الأخبار أنظر إلي بيتهم عن بعد أرقبه وأتابع كل مايحصل فيه لكن الباب مغلق ظللت أنتظر وفجأه فتح الباب
وخرج منه ثلاثة من الشباب وكهل وهؤلاء الشباب هم الذين ضربوني يبدوا من هيئتهم أنهم ذاهبون إلي أعمالهم أغلق الباب وأقفل وبقيت أرقب وأترقب وأنظر وأتمني أن أري
وجه زوجتي ولكن لا فائدة ظللت علي هذا الحال ساعات وإذا بالرجال يقدمون من عملهم ويدخلون البيت تعبت فذهبت إلي غرفتي وفي اليوم التاني ذهبت أترقب ولم أر زوجتي
وفي اليوم الثالث كذلك يئست من حياتي توقعت انها ماتت من شدة العذاب أو قتلت !! ولكن لو كانت ماتت فعلي الأقل سيكون هناك حركة في البيت يكون هناك من يأتي للعزاء أو
الزيارة لكن عندما لم أر شيئاً غريباً أخذت أقنع نفسي أنها حية وأن اللقاء سيكون قريباً ....


ـآ‘لـلـقـاء ...


وفي اليوم الرابع لم أصبر علي الجلوس في غرفتي فذهبت أرقب بيتهم من بعيد فلما ذهب الشباب مع أبيهم إلي أعمالهم كالعادة وأنا أنظر وأتمني فإذا بالباب يفتح فجأة و
إذا بوجه زوجتي يطل من ورائة وإذا بها تلتفت يمنة ويسرة نظرت إلي وجهها فإذا به دوائر حمراء ولكمات زرقاء من كثرة الصفعات والكدمات وإذا لباسها مخضب بالدماء
فزعت من منظرها ورحمتها اقتربت منها مسرعاً نظرت إليها أكثر فإذا بالدماء تسيل من جروح في وجهها وإذا بيدها وقدماها تسيل الدماء ...
وإذا بثيابها ممزقة لم يبقي منها إلي خرقة بسيطة تسترها وإذا بأقدامها مربوطة بسلسلة وإذا بيديها مربوطة بسلسلة خلف ظهرها لما رأيتها بكيت ولم أستطع أن أتمالك نفسي
ناديتها من بعيد ...


__________________________________________________ __________


ثـبـات وٍوٍصـايـا

فقالت لي وهي تدافع عبراتها وتئن من شدة عذابها اسمع ياخالد لا تقلق علي فأنا ثابتة علي العهد والله الذي لا إله إلا هو إن ما ألاقيه الأن لا يساوي شعره مما لاقاه الصحابة والتابعين
بل والأنبياء والمرسلين ...
أرجوك ياخالد لا تتدخل بيني وبين أهلي واذهب الآن سريعاً وانتظر في الغرفة إلي أن آتيك إن شاء الله ولكن أكثر من الدعاء وأكثر من قيام الليل أكثر من الصلاة ذهبت من عندها وأنا
أتقطع ألما وحسرة عليها .. وبقيت في غرفتي يوماً كاملاً أترقبها وأتمني مجيئها .. ومر يوم آخر .. وبدأ اليوم الثالث يطوي بساطه .. حتي إذا أظلم الليل وإذا بباب الغرفة يطرق علي .؟!
فزعت من بالباب .؟! من الطارق .. أصبت بخوف شديد من الذي يأتي في منتصف الليل ؟ لعل أهلها علموا بمكاني لعل زوجتي اعترفت فجاءوا لقتلي أصبت برعب كالموت لم يبق بيني
وبين الموت إلا شعرة أخذت أردد قائلاً : من بالباب ..؟ فإذا بصوت زوجتي تقول بكل هدوء افتح الباب أنا فلانة أضأت نور الغرفة فتحت الباب دخلت علي وهي تنتفض علي حالة رثة
وجروح في جسدها قالت لي : بسرعة هيا نذهب الآن .! قلت : وأنت علي هذا الحال .؟! قالت : نعم بسرعة بدأت أجمع ملابسي وأقبلت هي علي حقيبتها فغيرت ملابسها وأخرجت حجاباً
وعباءة احتياطية فلبستها ثم أخذت كل مالدينا ونزلنا وركبنا سيارة أجرة ألقت المسكينة بجسدها المتهالك الجائع المعذب علي كرسي السيارة ...



إلـي ـآ‘لـمـطـارٍ


وأول ماركبت ..قلت للسائق بالروسية : إلي المطار .. وكنت قد عرفت بعض الكلمات الروسية ..فقالت زوجتي : لا ..لن نذهب إلي المطار سنذهب إلي القرية الفولانية ..قلت : لماذا.؟
نحن نريد أن نهرب ..قالت : صحيح ولكن إذا اكتشف أهلي هروبي .. سيبحثون عنا في المطار ..ولكن نهرب إلي قرية كذا فلما وصلنا تلك القرية نزلنا وركبنا سيارة أخري إلي قرية
أخري ثم إلي قرية ثالثة ثم إلي مدينة من المدن التي فيها مطار دولي فلما وصلنا إلي المطار الدولي ..حجزنا للعودة إلي بلادنا .. وكان الحجز متأخراً فاستأجرنا غرفة وسكناها .. فلما
استقر بنا المقام في الغرفة ..وشعرنا بالأمان .. نزعت زوجتي عباءتها ..فأخذت أنظر إليها ..يا الله ليس هناك موضع سلم من الدماء أبداً !! جلد ممزق دماء متحجرة شعر مقطع شفاه زرقاء


قـصـة ـآ‘لـرٍعـب


سألتها : ما الذي حصل .؟ ..فقالت : عندما دخلنا إلي البيت جلست مع أهلي .. فقالوا لي : ما هذا اللباس .؟ ..قلت : إنه لباس الإسلام .. قالوا : ومن هذا الرجل .؟ ..قلت : الرجل هذا
زوجي .. أنا أسلمت وتزوجت بهذا الرجل المسلم ..قالوا : لا يمكن هذا ...
فقلت : اسمعوا ..احكي لكم قصتي أولاً .. فحكيت لهم القصة وقصة ذلك الرجل الروسي الذي أراد أن يجرني إلي الدعارة وكيف هربت منه .. ثم التقيت بك .. فقالوا : لو سلكتي سلك
الدعارة كان أحب إلينا من أن تأتينا مسلمة ..ثم قالوا لي : لن تخرجي من هذا البيت إلا أرثوذكسية أو جثة هامدة!! ومن تلك اللحظة ..أخذوني ثم كتفوني ..ثم جاءوا إليك وبدأوا يضربوك
وأنا أسمعهم يضربونك وأنت تستغيث وأنا مربوطة ...
وعندما هربت أنت..رجع أخوتي إلي وعاودوا سبي وشتمي ثم ذهبوا واشتروا سلاسل فربطوني بها وبدأوا يجلدونني فأتعرض لجلد مبرح بأسواط عجيبة ..غريبة ..!!
كل يوم .. يبدأ الضرب بعد العصر إلي وقت النوم أما في الصباح فإخوتي وأبي في الأعمال وأمي في البيت وليس عندي إلا أخت صغيرة عمرها 15 سنه تأتي وتضحك من حالتي
وهذا هو وقت الراحة الوحيد عندي هل تصدق أنه حتي النوم أنام وأنا مغمي علي ..يجلدوني إلي أن يغمي علي وأنام..وكانوا يطلبون مني فقط أن أرتد عن الإسلام وأنا أرفض وأتصبر
بعد ذلك بدأت أختي الصغيرة تسألني لماذا تتركين دينك ..دين أمك .. دين أبيك وأجدادك ..



يـجـعـل لـه مـخـرٍجـاً

فأخذت أقنعها ..أبين لها الدين ..وأوضح لها التوحيد فبدأت فعلاً تشعر بالقناعة بدأت تتأثر بدأت صورة الإسلام أمامها تتضح .! ففوجئت بها تقول لي : أنت علي حق ..هذا هو الدين الصحيح
هذا هو الدين الذي ينبغي ان ألتزمه أنا أيضاً !! ثم قالت لي : أنا سأساعدك .. قلت لها : إذا كنت تريدين مساعدتي فاجعليني أقابل زوجي .! فبدأت أختي تنظر من فوق البيت فتراك وأنت تمشي
فكانت تقول لي : إنني أري رجلاً صفته كذا وكذا ...
فقلت : هذا هو زوجي فإذا رأيتيه فافتحي لي الباب لأكلمه ..وفعلاًفتحت الباب فخرجت وكلمتك لكني لم أستطع الخروج إليك لأني كنت مربوطة بسلسلتين مفتاحهما مع اخي وسلسلة ثالثة
مربوطة بأحد أعمدة البيت حتي لاأخرج مفتاحها مع اختي هذه لأجل تطقني للذهاب إلي الحمام ..
وعندما كلمتك وطلبت منك أن تبقي إلي أن آتيك كنت مربوطة بالسلاسل فأخذت أقنع أختي بالإسلام فأسلمت وأرادت أن تضحي تضحية تفوق تضحيتي وقررت أن تجعلني أهرب من البيت
لكن مفاتيح السلاسل مع أخي وهو حريص عليها ..
وفي ذلك اليوم أعدت أختي لإخواتي خمراً مركزاً ثقيلاً .. فشربوا وشربوا إلي أن سكروا تماماً لا يدرون عن شئ ثم أخذت المفاتيح من جيب أخي وفكت السلاسل عني ..
وجئت أنا إليك في ظلمة الليل ...فقلت لها : وأختك .. ماذا سيحصل لها .؟ .. قالت : مايهم .. قد طلبت منها إلا تعلن إسلامها ..إلي أن نتدبر أمرها..نمنا تلك الليلة .. ومن الغد رجعنا إلي بلدتنا
وأول ما وصلت أدخلت زوجتي إلي المستشفي .. ومكثت فيها عدة أيام تعالج من آثار الضربات والتعذيب وها نحن اليوم ندعوا لأختها أن يثبتها الله علي دينه ..



يـا أخـتـنـا ـآ‘لـغـالـيـة


ما سقت لك هذه القصة لأهيج عواطفك ولا لأستدر دمعاتك أو استثير مشاعرك كلا ولكن لتعلمي أن لهذا الدين أبطالاً يحملونه يضحون من أجله ..يسحقون لعزه جماجمهم ويسكبون دماءهم
ويقطعون أجسادهم ..
ولئن كان كفار الأمس أبو جهل وأمية عذبوا بلالاً وسمية فإن كفار اليوم لا يزالون يبذلون ويخططون ويكيدون في سبيل حرب هذا الدين فاحذري من أن تكون فريسة وحتي تنتبهي لعزك فاعلمي أن :-
.
.
. إلي لقـاء قـادم مع باقي قـصـة إنـهـا مـلـكـة ...الدكـتـوٍرٍ :/ مـحـمـد ـآ‘لـعـرٍيـفـي ....


__________________________________________________ __________

جزاك الله خيرا


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________